طغيان فرعون و عناده

كتابة:
طغيان فرعون و عناده

طغيان فرعون وعناده

فرعون مصر المذكور في القرآن مثل أكبر للطغيان، فقد فعل ما لم يفعله المجرمون، إذ جاوز الحد في القتل والدعوة إلى الرذيلة، وفوق ذلك ادّعى الألوهية،[١] وحكم بغير ما أنزل الله، وأمر الناس بطاعته واتباع أوامره موهما إياهم أن طاعته خير لهم وما هي إلا اتباع الهوى، وكان يفتخر بما أنعم الله عليه من مال وقوة وبما يملك جنات وأنهار فاغتر بنفسه وماله، وكان ينكر كل ما له علاقة يالغيب ويعاديه؛ خوفا على ملكه، ولمنع تحرر الناس من العبودية، وقد عادى أنبياء الله موسى وهارون وحاربهما والمؤمنين معهما ولم يستمع لا لحجة ولم يعتبر بمعجزة، بل قابل ذلك بالتجبر والتهديد.[٢]


سبب طغيان فرعون وعناده

من المعلوم أن طغيان فرعون وعناده أدى إلى هلاكه وقومه، فما الذي دفع فرعون إلى هذا الطغيان؟

  • الكِبْر، وهو ما تدل عليه الآية الكريمة صراحة (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ)،[٣] أي أنهم استكبروا على المسلمين واستكبروا على رسلهم وكذبوهم.[٤]
  • الملك،[٥] فقد جمع قومه ونادى مفتخرًا: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي).[٦]
  • ادعاء الألوهية، وذلك عندما ألجمه موسى وهارون عليهما السلام بالحجة، فخاف من الهزيمة، وأراد أن يثبت ذلك، فأمر هامان ببناء صرح عظيم ليبحث عن إله موسى حسب ظنه،[٧] يقول الله -تعالى-: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَـهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ).[٨]
  • حاشية فرعون، فهم دائما ما يحرضون فرعون على الإثم،[٩] يقول -تعالى-: (وَقالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَ أَتَذَرُ موسى وَقَومَهُ لِيُفسِدوا فِي الأَرضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ).[١٠]


كيف واجه موسى طغيان فرعون وعناده

بين الله تعالى لموسى طريق الدعوة، وسنده بأخيه هارون لتكون الحجة أبلغ، فانطلق موسى وهارون ينفذان أمر ربهما بدعوة فرعون إلى عبادة الله بأسلوب حسن أملاً في هدايته، إلا أن فرعون عاند واستكبر، فأراه موسى آيات وبراهين على نبوته وصدق رسالته، لكنه طغى عليهم وهددهم بقتل أبنائهم واستحياء نسائهم، فقابل موسى طغيان فرعون بالثبات، ودعا قومه إلى الاستعانة بالله وحده والالتجاء إليه.[١١]


واشتد أذى فرعون لموسى وقومه، فأمر موسى قومه بالصبر والتوكل على الله، ثم أمر الله موسى أن يسير ببني إسرائيل، فغضب فرعون فتبعه فأدركهم عند البحر، وبدأ اليأس يتخلل أتباع موسى عليه السلام ولكنه ذكرهم بالتوكل على الله الذي لا يعجزه شيء.[١٢]


كيف كانت نهاية طغيان فرعون

بعد أن اقترب فرعون وجنوده من محاصرة موسى وقومه، أوحى الله تعالى لموسى أن اضرب بعصاك البحر، فانقسم البحر قسمين، وكان كل قسم كالجبل العظيم، فسار موسى وقومه بينهما واجتازوا البحر، ولحق بهم فرعون وجنوده فلما دخلوا فيه جميعاً انطبق القسمان على بعضهما وغرق فرعون وجنوده، ونَجّى الله موسى ومن آمن معه.[١٣]


المراجع

  1. أحمد حطيبة ، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 1. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البيان، صفحة 110. بتصرّف.
  3. سورة القصص، آية:39
  4. عبدالرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، صفحة 616. بتصرّف.
  5. عماد الدين الدمشقي ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، صفحة 212. بتصرّف.
  6. سورة الزخرف، آية:51
  7. جابر الجزائري، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، صفحة 74. بتصرّف.
  8. سورة القصص، آية:38
  9. محمد الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، صفحة 36. بتصرّف.
  10. سورة الأعراف، آية:127
  11. محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 353-354. بتصرّف.
  12. محمد بن عبدالله الغامدي، حماية الرسول صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد، صفحة 110. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط، صفحة 134. بتصرّف.
3318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×