ظاهرة الغياب المدرسي

كتابة:
ظاهرة الغياب المدرسي

ظاهرة الغياب المدرسي

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الغياب المدرسيّ من غير عذرٍ يتيح للطالب أن يتغيّب عن المدرسة، كالمرض، أو ظرفٍ عارضٍ يستدعي غيابه، ممّا أثر بشكلٍ سلبيٍّ على سير العملية التعليمية، وعلى سلوك الطلاب بشكلٍ عامٍ، والغياب المدرسي لا يقتصر على عدم مجئ الطالب للمدرسة، بل أحياناً يكون من خلال تغيبه عن حضور حصص مادةٍ معينةٍ، أو شروده المستمر داخل الغرفة الصفية والمساهمة في إحداث الفوضى داخل الصف، أو قضاء الحصة نائماً، أو تعمده عدم إحضار أداوته التي تلزمه في المدرسة، وفي هذه المقالة سنتعرّف على الأسباب التي أدّت إلى تنامي هذه الظاهرة عند الطلاب.


الأسباب المؤدية للغياب المدرسيّ

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تغيب الطلاب عن المدرسة، والتي تتلخّص فيما يأتي:


أسباب ذاتية

هي التي تتعلق بالطالب نفسه وتتمثل بما يلي:

  • استعدادات الطالب وميوله وقدراته الذاتية.
  • خجل الطالب من نفسه بسبب إصابته بإعاقةٍ معينةٍ أو مرضٍ يمنعه من مواكبة زملائة ومجاراتهم، ممّا يؤثر بشكلٍ سلبيٍ في نفسيته، ويدفعه للهروب من المدرسة لإثبات ذاته.
  • ضعف الطالب أكاديمياً، وتدني تحصيله المدرسي، مما يسبب له خجلاً أمام زملائه، وبالتالي ضعف دافعيته نحو التعلّم، وعدم القدرة على التكيّف مع المدرسة والطلاب.
  • التمرّد على القوانين الصارمة في البيت والمدرسة، وأساليب القمع التي يُعامل بها في بيئته، وبالتالي هروبه من المدرسة من باب إثبات وجوده والتمرّد على القوانين والعقاب.


أسبابٌ مدرسيةٍ

هي التي تتعلّق بالبيئة المدرسية التي يتواجد فيها الطالب، وهي:

  • اضطراب النظام المتبّع في المدرسة، والذي يقوم على العقاب مرةً، وعلى الإهمال والتسيّب مرّةً أخرى، وعدم وجود قوانين ردعٍ تمنع الطلاب من تجاوز القوانين.
  • اتباع أنظمة عقابٍ عشوائيّةٍ في معاقبة الطالب، كالتهديد، والطرد من الحصص، أو كتابة الواجب أكثر من عشر مراتٍ، وغيرها من العقوبات العشوائية التي لا تستند إلى قوانين معيّنةٍ وثابتةٍ.
  • افتقاد الطالب للأمن المدرسي داخل أسوار المدرسة، بسبب انعدام التقدير والاحترام بين الطلابة والمعلمين.
  • عدم تلبية المنهاج لمتطلبات الطالب الاجتماعية والشخصية.
  • خلو البرنامج الأكاديمي من الأنشطة التي تناسب ميول الطلبة، وقدراتهم واستعداداتهم، والتي تساهم في تخفيف التوتر، وتشبع ميولهم.
  • تكليف الطالب بعددٍ كبيرٍ من الواجبات المدرسية، مما يمنع الطالب من إنجازها كلها، وبالتالي تعريضه للعقوبة.
  • انعدام الثقة بين الطالب والهيئة التدريسية، مما يدفعه للجوء إلى أطرافٍ خارجيةٍ لحل مشكلاته.


أسبابٌ أسريةٌ

هي التي تتعلق بحياة الطالب في بيته وضمن أسرته، وهي:

  • تخلخل العلقات داخل الأسرة، سواء بين الأب والأم، أو بين الأبناء، مما يزيد من أجواء التوتر والقلق في البيت، وبالتالي زيادة المشاحنات والخلافات داخل الأسرة، مما يفقد الطالب الإحساس بالأمن.
  • ثقة الوالدين الزائدة بأبنائهم، وعدم اتباع قوانين الضبط والرقابة على تصرفاتهم، مما يتيح للطالب الفرصة بالقيام بالأعمال التي يشعر انها صحيحةٌ دون استشارة والديه.
  • انشغال الوالدين الدائم عن أبنائهم، وعدم الاهتمام بأمورهم.
  • الدلال الزائد للأبناء، مما يجعلهم أشخاصاً اتكاليين، يسهل انقيادهم وانجذابهم لما يرونه خارج المنزل.
  • استخدام القسوة المفرطة في التعامل مع الأبناء، والتدخّل في شؤنهم بشكلٍ كبيرٍ، ممّا يدفعهم إلى البحث عن مكانٍ خارج المنزل للتفريغ عن كبتهم.
  • عدم قدرة الأسرة على توفير المتطلّبات المدرسية بشكلٍ دائمٍ، ممّا يدفع الطالب للغياب عن المدرسة حتى لا يشعر بالإحراج من عدم إحضار ما طُلب منه.
3954 مشاهدة
للأعلى للسفل
×