محتويات
الحبوب
من منّا لم تظهر على جلده ولو لمرة واحدة في حياته حبوب بغض النظر عن أسبابها، يسبب ظهور الحبوب على أي منطقة في الجسم بما فيها الرأس إثارة القلق في النفس، وعلى الرغم من أنّ حبوب الرأس لا تعدّ حالةً مرضيةً خطيرةً ويمكن علاجها، لكنها تشكّل ضغطًا نفسيًا وتوترًا كبيرًا بالنسبة للمصاب، وفي هذا المقال حديث عن حبوب الرأس، وأسبابها، وكيفية علاجها والوقاية منها.
ظهور حبوب في الرأس
حبوب الرأس أو ما يعرف بالتهاب الجريبات في فروة الرأس قد تكون خفيفةً وذات رؤوس سوداء وبيضاء، أو معتدلةً يرافقها ظهور بثور على سطح الجلد، أو شديدةً تؤدي إلى الخراجات الجلدية، ومن الجدير بالذّكر أنّ حبوب الرأس قد تؤدي إلى تساقط الشعر وظهور بقع صلعاء على فروة الرأس.[١]
تعدّ حبوب فروة الرأس من الاضطرابات الجلدية شائعة الحدوث؛ إذ إنّها تصيب ما يقارب 7.5 مليون فرد في الولايات المتحدة الأمريكية، وتؤدي إلى تكوّن بقع مرتفعة بعض الشيء على سطح فروة الرأس، وقد تظهر على كامل الفروة، ومن الممكن أن تمتد إلى مؤخرة الرقبة أو داخل الأذنين وخلفهما، وإلى الجبين.
تعد الصدفية من أكثر أنواع حبوب الرأس شيوعًا، ولم يحدد الأطباء سببًا واضحًا لحدوثها، لكنّهم يعتقدون أنّ سبب هذا الاضطراب هو خللٌ في جهاز المناعة يؤدي إلى نمو خلايا الجلد بسرعة كبيرة، ويمكن لهذه الحبوب أن تكون خفيفةً وغير ملحوظة، ويمكن أن تكون شديدةً أيضًا وتدوم مدّةً طويلةً، وتتسبب بظهور تقرّحات كثيفة ومتقشّرة، كما يمكن أن تجعل الحكّة الشّديدة ممارسة الأنشطة الحياتية كالنوم أمرًا صعبًا، بالإضافة إلى أنّ الخدش كثيرًا قد يؤدي إلى الإصابة بالتهابات في الجلد وتساقط الشعر.[٢]
ما أسباب تشكّل حبوب الرأس؟
تظهر حبوب الرأس بالدرجة الأولى نتيجة انسداد المسامات أو ما يعرف ببصيلات الشعر؛ وذلك نتيجة تراكم خلايا الجلد الميتة، وإنتاج الزهم الضروري لترطيب البشرة بكميات كبيرة، وهذا يجعلها بيئةً مناسبةً لنمو البكتيريا، وغالبًا ما تسبب بعض أنواع الجراثيم ظهور حبوب الرأس، ومنها: بكتيريا المكورات العنقودية، والعث، والفطريات، وبكتيريا البروبيونية العدية، بالإضافة إلى ذلك تظهر حبوب الرأس نتيجة العوامل الآتية:[١]
- عدم غسل الشعر بانتظام وبصورة متكرّرة وتنظيف فروة الرأس.
- البقاء مدّةً طويلةً بعد ممارسة التمارين الرياضية حتى غسل فروة الرأس.
- ارتداء القبعات وغيرها من المعدات التي تؤدي إلى احتكاك فروة الرأس.
- تراكم بعض منتجات العناية بالشعر، كالشامبوهات أو الجل أو البخاخات.
وليس بالضرورة أن يشير ظهور الحبوب في الرأس إلى الإصابة بالصدفية، التي تظهر عند حدوث خلل في الجهاز المناعي كما أُشير أعلاه، والذي يؤدي إلى تكاثر الخلايا بنسبة كبيرة بصورة غير طبيعية، وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بحبوب فروة الرأس، تتضمن ما يأتي:[٣]
- يُشار إلى أنّ حبوب فروة الرأس قد تتشكّل نتيجة عوامل وراثية، إذ إنّ الأشخاص الذين لديهم إصابات في العائلة سابقة أكثر عرضةً للإصابة بها.
- العوامل الغذائية، بما فيها الحساسية من الغلوتين.
- استخدام بعض أنواع الأدوية، من الأمثلة عليها الإندوميثاسين، الذي يُستخدم لعلاج التهاب المفاصل، وأدوية الكينيدين، وأدوية علاج أمراض القلب.
- الحساسية الموسمية، من الممكن أن تزيد الحساسية من خطورة الإصابة بحبوب الرأس.
- العوامل الالتهابية، التي تزداد عند إصابة الشخص بالسمنة.
- الحالات المرضية الجلدية، قد تحدث حبوب الرأس نتيجة حالات مرضية في الجلد، كالحروق أو الجروح أو الإصابات.
- العدوى، بما فيها العدوى التي تسبب التهاب الحلق.
- الإجهاد والضغوطات النفسية.
هل تسبب حبوب الرأس الألم؟
يتساءل الكثير من الأشخاص عن مدى الشعور بالألم نتيجة حبوب الرأس، والحقيقة من ناحية طبية أنّها قد تؤدي بالفعل إلى الشعور بالألم وقد يكون شديدًا،[١] وقد يصاحب حبوب الرأس الناجمة عن الإصابة بالصدفية حكة شديدة قد تتداخل مع ممارسة الأنشطة الحياتية بصورة طبيعيّة، كما أنّها تؤدي إلى النزيف نتيجة الحكة والخدش، كما يشعر المصاب بالحرقة في المنطقة.
ومن الجدير بالذّكر أنّ ألم الصدفية قد يكون شديدًا، وقد يظهر ويختفي، أو يتمثّل بنوبات خفيفة أو شديدة، ويرافق الألم في فروة الرأس تساقط في الشعر.[٤]
كيف يمكن علاج الحبوب في الرأس؟
يلجأ الطبيب إلى الأدوية المناعية أو الجهازية عندما تكون حبوب الرأس بدرجة متوسطة إلى شديدة أو انتقلت إلى مناطق أخرى من الجسم، ومن الجدير بالذّكر أنّ صعوبة علاجها تكمن في أنّ استخدام الأدوية الموضعية على جلد فروة الرأس مباشرةً أمر غير ممكن؛ لذا لا بُدّ من اللجوء إلى الطرق الأخرى وإلى أشكال صيدلانية يمكن استخدامها دون حدوث مضاعفات وتأثيرات جانبيّة، كالأدوية التي تكون على شكل بخاخات أو رغوة أو مواد هلامية.
من الجدير بالذكر أنّ الالتزام بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب أمر مهم وضروري، وعمومًا تتضمن علاجات حبوب الرأس الآتي:[٥]
- الشامبوهات المحتوية على حمض الغليكوليك، إذ يساعد هذا الحمض على تقشير البشرة وإزالة الحبوب منها.
- الشامبوهات والكريمات المحتوية على حمض الساليسليك، الذي يعدّ من العلاجات آمنة الاستخدام لعلاج حبوب الشباب والفعالة، ويؤدي إلى التقشير وإزالة خلايا الجلد الميتة والتحكم بإنتاج الزهم.
- شامبوهات الكيتوكينازول، من الممكن أن يوصي الطبيب عندما تكون حبوب فروة الرأس مترافقةً مع القشرة بنسبة كبيرة باستخدام بشامبوهات الكيتوكينازول.
كما تتضمن علاجات حبوب فروة الرأس ما يأتي:[٦]
- مشتقات فيتامين د: من الممكن أن يصف الطبيب الأدوية التي تحتوي على فيتامين د أو مشتقاته.
- الستيرويدات القشرية الموضعية: يمكن أن يصف الطبيب أدوية الكورتيكوستيرويدات الموضعية التي تطبق على فروة الرأس، وهي من أكثر علاجات حبوب الرأس شيوعًا، وتتوفّر بالعديد من الأشكال الصيدلانية، منها: الكريمات، والمراهم، والبخاخات، والشامبوهات.
- شامبوهات كلوبيتاسول: يُشار إلى أنّ الأدوية على شكل شامبوهات والمحتوية على بروبيونات كلوبيتاسول فعالة في علاج حبوب فروة الرأس، وهي أحد أنواع الكورتيكوستيرويدات، وتكون بتركيز 0.05%، وقد لوحظ أنّ 85% من الأشخاص المصابين بحبوب الرأس من نوع الصدفية اللويحية المتوسطة والذين استخدموا بخاخ كلوبيتاسول مدة أربعة أسابيع مرتين في اليوم قد شفيوا تمامًا من حبوب الرأس، كما تقلل هذه الشامبوهات من احتمالية ازديادها سوءًا.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بحبوب الرأس؟
للوقاية من الإصابة بحبوب الرأس ينبغي اتباع بعض التدابير، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على نظافة فروة الرأس وتجنب انسداد المسامات فيها، وتتضمن أساليب الوقاية ما يأتي:[٧]
- استبدال منتجات العناية بالشعر التي تحتوي على مواد كيميائية بالمنتجات التي تحتوي على مواد طبيعية والمضادة للحساسية، وينبغي الإشارة إلى عدم الإفراط في استخدام هذه المنتجات، بما فيها البخاخات والمواد الهلامية.
- ارتداء أغطية الرأس الفضفاضة التي تسمح للشعر وفروة الرأس بالتنفس جيّدًا.
- غسل الشعر بانتظام، خاصّةً بعد أداء التمارين الرياضية أيًّا كانت مدتها، وينبغي الإشارة إلى أنّ غسل الشعر بصورة غير منتظمة يؤدي إلى ظهور حبوب في الرأس، أمّا بالنسبة لبعض الأشخاص فقد يؤدي غسله بكثرة إلى قلة الزهم الذي يحمي الشعر، وهذا يزيد من احتمالية إصابة فروة الرأس بالعدوى نتيجة دخول المواد الملوثة؛ لذا لا بدّ من التحدث مع الطبيب لمعرفة كيفية غسل الرأس.
- الحصول على كميات كافية من فيتامين (د)، وفيتامين أ، وفيتامين (هـ)، وهي فيتامينات ضرورية للحفاظ على صحة الشعر.
المراجع
- ^ أ ب ت Natalie Silver (2019-3-7), "PIMPLE ON SCALP: HOW IT HAPPENS AND HOW TO TREAT IT"، healthline, Retrieved 2020-6-30. Edited.
- ↑ Stephanie S. Gardner, MD (2019-10-21), "Scalp Psoriasis"، webmd, Retrieved 2020-6-30. Edited.
- ↑ MaryAnn De Pietro, CRT (2018-9-18), "What to know about scalp psoriasis"، medicalnewstoday., Retrieved 2020-6-30. Edited.
- ↑ aad staff, "SCALP PSORIASIS: SYMPTOMS"، aad., Retrieved 2020-6-30. Edited.
- ↑ Pound Kakar (2020-2-4), "Pimples On The Scalp: Why, How, Treatments & Common Myths"، skinkraft., Retrieved 2020-6-30. Edited.
- ↑ Timothy Huzar (2018-11-13), "How to identify and treat scalp psoriasis"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-30. Edited.
- ↑ Jon Johnson (2020-1-19), "How to treat and prevent scalp acne"، medicalnewstoday., Retrieved 2020-6-30. Edited.