عبد الله بن الزبير

كتابة:
عبد الله بن الزبير

التعريف بعبد الله بن الزبير

عبد الله بن الزبير هو صحابيٌّ من صِغار الصّحابة، تميّز بالشجاعة والفصاحة، وله العديد من المواقف والمناقب في الإسلام، ونذكر نبذةً تعريفيّةً عنه في النقاط الآتية:[١]

  • اسمه

عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.

  • نسبه

القرشيّ، الأسديّ، المدنيّ، المكّي.[٢]

  • كنيته

أبو بكر، وقيل: أبو خبيب.

  • أبوه

الصحابي الكريم الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنّة.

  • أمّه

الصحابية الكريمة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-.

  • أقاربه وعلاقاته

جدّه لأمّه هو أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه-، وخالته هي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وجدّته لأبيه هي صفيّة عمّة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعمّة أبيه هي أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-، وأخوه هو عروة بن الزبير.[٢]

مولد عبد الله بن الزبير ونشأته

وُلِد عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- في المدينة في العام الثاني للهجرة، وقد كان أوّل مولودٍ يولد للمسلمين بعد الهجرة، وفرح المسلمون بمولده فرحاً كبيراً، إذْ كان اليهود يقولون: "سحرناهم فلا يولد لهم ولد"، وقد كانت نشأته -رضي الله عنه- نشأةً طيّبة بين أهله الطيّبين، وتولّت السيدة عائشة -رضي الله عنها- رعايته منذ صغره، فكُنّيت بأم عبد الله.[٣]

وتحكي أمّه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنه- قصّة ولادته فتقول بعدما حملت به: (... فَخَرَجْتُ وأَنَا مُتِمٌّ، فأتَيْتُ المَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ بقُبَاءٍ، فَوَلَدْتُهُ بقُبَاءٍ، ثُمَّ أتَيْتُ به النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعْتُهُ في حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ في فِيهِ، فَكانَ أوَّلَ شَيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ حَنَّكَهُ بتَمْرَةٍ ثُمَّ دَعَا له، وبَرَّكَ عليه، وكانَ أوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإسْلَامِ).[٤]

وقد ظهرت ملامح الشجاعة والقيادة على عبد الله بن الزبير منذ نعومة أظفاره، وكان عمر -رضي الله عنه- يتنبّأ بعظمة شأنه في المستقبل بسبب صفاته وثباته وحبّه للجهاد، وقد شارك في معركة اليرموك وعمره أربع عشرة سنة، وأبلى فيها بلاءً حسناً، كما شارك مع أبيه في فتح مصر، وأبدى قدراته ومهاراته في عمليات فتح شمال إفريقيا، وشارك مع الجيوش التي فتحت إصطخر.[٣]

خلافة عبد الله بن الزبير وبناؤه للكعبة

بعد أن قُتِل الحسين -رضي الله عنه- دعا عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- لنفسه بالخلافة، فبايعه أهل مكّة والمدينة وجميع الأمصار، ولم يبقَ لبني أمية إلا جزءٌ قليلٌ من الشام، فاستقرّ الأمر لابن الزبير، وصار الخليفة الشرعي،[٥] وكان ذلك في العام الرابع والستّين للهجرة.[٦]

وقد ولّى عبد الله بن مطيع على الكوفة، وولّى أخاه مصعباً على البصرة، وقد أمر -رضي الله عنه- بإعادة بناء الكعبة على قواعد النبي إبراهيم -عليه السلام-، وجعل لها بابين على الأرض، وكان أول مَن كساها القباطيّ،[٦] وقد كان سبب إعادة بنائه لها لتأثّرها بالغزو والحريق فيما سبق، وضعف جدرانها.[٧]

مقتل عبد الله بن الزبير

أمر عبد الملك بتسيير جيشٍ كبيرٍ نحو مكّة للقضاء على ابن الزبير، فانطلق الجيش بقيادة الحجّاج بن يوسف، وحاصروا مكّة، فجبُن النّاس وتخاذلوا عن ابن الزبير، ولم يبق معه إلا خاصّته، فقاتلوا معه عند الكعبة بشجاعة، ثمّ سقطت على ابن الزبير -رضي الله عنه- إحدى شُرُفات الكعبة فقُتِل، وكان ذلك في عام 73 للهجرة، وانتهت خلافته التي دامت تسع سنواتٍ تقريباً.[٨]

واشتُهِر في هذه الأحداث دور أمّه أسماء -رضي الله عنها- وكلامها له، فعندما تخاذل عنه الناس دخل على أمّه يشكو إليها ما حدث، وطلب منها النّصح والإشارة، فقالت: "أنت والله يا بني أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو فامضِ له، فقد قتل عليه أصحابك"، ثمّ قالت: "وإن كنت إنما أردت الدنيا، فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك، وأهلكت من قتل معك".[٩]

ما قيل عن عبد الله بن الزبير

أثنى الصحابة والسلف ومَن بعدهم على عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وأشادوا بأعماله، وممّا نُقِل في ذلك ما يأتي:[١٠]

  • قال عنه ابن عباس -رضي الله عنه- بعدما سُئِل عنه: "كان قارئًا لكتاب الله، مُتَّبِعًا سنة رسوله، قانتًا لله، صائمًا في الهواجر من مخافة الله، ابن حواريّ رسول الله، وأمه أسماء بنت الصديق، وخالته عائشة زوجة رسول الله، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله".
  • قال عنه ابن أبي مُلَيْكة: "والله ما رأيت نفسًا رُكّبت بين جَنْبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليه، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله، لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جدارًا أو ثوبًا مطروحًا، ولقد مرَّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فوالله ما أحسَّ بها ولا اهتزَّ لها، ولا قطع من أجلها قراءته، ولا تعجَّل ركوعه".
  • قيل فيه أيضاً: "قسَّم عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- الدهر على ثلاث ليال؛ فليلةٌ هو قائم حتى الصباح، وليلةٌ هو راكع حتى الصباح، وليلةٌ هو ساجد حتى الصباح".

المراجع

  1. الجلال السيوطي، تاريخ الخلفاء، صفحة 160. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "من هو الصحابي عبد الله بن الزبير؟"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2023. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:3909، صحيح.
  5. أحمد معمور العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 153. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ابن خلكان، وفيات الأعيان، صفحة 71، جزء 3. بتصرّف.
  7. "تجديد بناء الكعبة المشرفة"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2023. بتصرّف.
  8. أحمد معمور العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 154. بتصرّف.
  9. أحمد زكي صفوت، جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة، صفحة 178، جزء 2.
  10. "عبد الله بن الزبير"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2023. بتصرّف.
5222 مشاهدة
للأعلى للسفل
×