عبيد الله بن قيس الرقيات

كتابة:
عبيد الله بن قيس الرقيات

من هو عبيد الله بن قيس الرقيات؟

هو أحد شعراء العصر الأموي، وهو عبيد الله بن قيس بن شُرَيْح بن مَالك بن ربيعَة بن أهيب ابْن ضباب بن حُجَيْر بن عبد بن معيص بن عَامر بن لؤَي بن غَالب، من قريش، جعله ابن سلام في الطّبقة السادسة من طبقات الشعراء، وقد اشتهر بالرقيات.[١][٢]

نشأة عبيد الله بن قيس الرقيات

وُلِدَ عبيد الله بمكة في العقد الثالث للهجرة، وقد نشأ بين المغنين، فكان يخرج ليشاهد النساء القادمات من الحج، وقد تعلق برقية بنت عبد الواحد بن أبي سعد وهو فردٌ من أفراد عشيرته الذين هاجروا مع طائفة منها إلى الجزيرة سنة سبع وثلاثين، فراح ينظم الأشعار فيها.[٣][٤]

شعر عبيد الله بن قيس الرقيات

شعره السياسي يدور حول عدة مواضيع هي كالآتي:

الرد على كل الطوائف السياسية المعارضة للدعوة الزبيرية

كانت الدعوة الزبيرية كما تقدم ترى أنّ الخلافة يجب أنّ تكون في قريش حصراً، ويكون الخليفة من كبار الصحابة، وفي ذلك يقول عبيد الله أن الذي يسعى لفناء قريش لن يحصل ذلك لأنّ الله تعالى هو الحامي لها وإذا ذهبت ذهبت معها جميع بلاد الأرض، فهم الحماة للناس الحامين لهم:

أَيُّها المُشتَهي فَناءَ قُرَيشٍ

بِيَدِ اللَهِ عُمرُها وَالفَناءُ

إِن تُوَدِّع مِنَ البِلادِ قُرَيشٌ

لا يَكُن بَعدَهُم لِحَيٍّ بَقاءُ

لَو تُقَفّي وَتَترُكُ الناسَ كانوا

غَنَمَ الذِئبِ غابَ عَنها الرِعاءُ

هَل تَرى مِن مُخَلَّدٍ غَيرَ أَنَّ ال

لَهَ يَبقى وَتَذهَبُ الأَشياءُ

يَأمُلُ الناسُ في غَدٍ رَغَبَ الدَه

رِ أَلا في غَدٍ يَكونُ القَضاءُ

لَم نَزَل آمِنينَ يَحسُدُنا النا

سُ وَيَجري لَنا بِذاكَ الثَراءُ

فَرَضينا فَمُت بِدائِكَ غَمّاً

لا تُميتَنَّ غَيرَكَ الأَدواءُ[٥]

الافتخار بقريش والافتخار بمصعب بن الزبير

يقول عبيد الله مفتخراً بقريش وأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم من قريش كما أنّ كبار الصحابة والخلفاء الراشدين منهم:

نَحنُ مِنّا النَبيُّ الأُمِّيُّ وَالصِد

ديقُ مِنّا التَقِيُّ وَالخُلَفاءُ

وَقَتيلُ الأَحزابِ حَمزَةُ مِنّا

أَسَدُ اللَهِ وَالسَناءُ سَناءُ

وَعَلِيٌّ وَجَعفَرٌ ذو الجَناحَي

نِ هُناكَ الوَصِيُّ وَالشُهَداءُ

وَالزُبَيرُ الَّذي أَجابَ رَسولَ ال

لَهِ في الكَربِ وَالبَلاءُ بَلاءُ[٥]

ويقول مفتخراً بمصعب بن الزبير ورجاله:

فَسَعوا كَي يُفَلِّلوكَ وَيَأبى ال

لَهُ إِلّا الَّذي يَرى وَيَشاءُ

حَسَداً إِذ رَأَوكَ فَضَّلَكَ اللَ

هُ بِما فُضِّلَت بِهِ النُجَباءُ

فَعَلى هَديِهِم خَرَجتَ وَما طِب

بُكَ في اللَهِ إِذ خَرَجتَ الرِياءُ

إِن تَعِش لا نَزَل بِخَيرٍ وَإِن تَه

لِك نَزُل مِثلَ ما يَزولُ العَماءُ

إِنَّما مُصعَبٌ شِهابٌ مِنَ اللَ

هِ تَجَلَّت عَن وَجهِهِ الظَلماءُ

مُلكُهُ مُلكُ قُوَّةٍ لَيسَ فيهِ

جَبَروتٌ وَلا بِهِ كِبرِياءُ

يَتَّقي اللَهَ في الأُمورِ وَقَد أَف

لَحَ مَن كانَ هَمَّهُ الإِتِّقاءُ

إِنَّ لِلَّهِ دَرَّ قَومٍ يُريدو

نَكَ بِالنَقصِ وَالشَقاءُ شَقاءُ

بَعدَما أَحرَزَ الإِلَهُ بِكَ الرَت

قَ وَهَرَّت كِلابَكَ الأَعداءُ[٥]

هجاء رموز الدولة الأموية

يذكر عبيد الله المواطن التي خربها بنو أمية فيقول:

أَقفَرَت بَعدَ عَبدِ شَمسٍ كَداءُ

فَكُدَيٌّ فَالرُكنُ فَالبَطحاءُ

فَمِنىً فَالجِمارُ مِن عَبدِ شَمسٍ

مُقفِراتٌ فَبَلدَحٌ فَحِراءُ

فَالخِيامُ الَّتي بِعُسفانَ فَالجُح

فَةُ مِنهُم فَالقاعُ فَالأَبواءُ

موحِشاتٌ إِلى تَعاهِنَ فَالسُق

يا قِفارٌ مِن عَبدِ شَمسٍ خَلاءُ[٥]
ويقول هاجياً لهم: 

لَيسَ لِلَّهِ حُرمَةٌ مِثلُ بَيتٍ

نَحنُ حُجّابُهُ عَلَيهِ المُلاءُ

خَصَّهُ اللَهُ بِالكَرامَةِ فَالبا

دونَ وَالعاكِفونَ فيهِ سَواءُ

حَرَّقَتهُ رِجالُ لَخمٍ وَعَكٍّ

وَجُذامٌ وَحِميَرٌ وَصُداءُ

فَبَنَيناهُ مِن بَعدِ ما حَرَّقوهُ

فَاِستَوى السَمكُ وَاِستَقَلَّ البِناءُ

كَيفَ نَومي عَلى الفِراشِ وَلَمّا

يَشمَلِ الشامَ غارَةٌ شَعواءُ

تُذهِلُ الشَيخَ عَن بَنيهِ وَتُبدي

عَن بُراها العَقيلَةُ العَذراءُ

أَنا عَنكُم بَني أُمَيَّةَ مُزوَر

رٌ وَأَنتُم في نَفسِيَ الأَعداءُ

إِنَّ قَتلى بِالطَفِّ قَد أَوجَعَتني

كانَ مِنكُم لَئِن قُتِلتُم شِفاءُ[٥]

المراجع

  1. ابن سلام الجمحي، طبقات فحول الشعراء، صفحة 2- 647. بتصرّف.
  2. ابن قتيبة، الشعر والشعراء، صفحة 1- 530. بتصرّف.
  3. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف، صفحة 2- 293- 294. بتصرّف.
  4. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، صفحة 2- 294- 295.
  5. ^ أ ب ت ث ج عبيد الله بن قيس الرقيات، "أقفرت بعد عبد شمس كداء"، الديوان.
7909 مشاهدة
للأعلى للسفل
×