عبيد بن الأبرص (شاعر جاهلي)

كتابة:
عبيد بن الأبرص (شاعر جاهلي)


الشاعر عبيد بن الأبرص

عبيد بن الأبرص الأسدي، شاعر من أقدم شعراء الجاهلية إلا أنَّه ذائع الصيت، فهو من فحول الشعراء، حيث صنفه ابن سلام في الطبقة الرابعة منهم، وهو صاحب المعلقة المبدوءة باقفر من أهله ملحوب، كما أنَّه يتصف بالشهامة، والجود، والكرم بالرغم من أنَّه كان فقيراً.[١]


علاقة عبيد بن الأبرص بامرئ القيس

يُذكر أنَّ الشاعر عبيد كان معاصراً لامرئ القيس وقد كان لهما بعض المناظرات، بالإضافة إلى أنَّه كان على صلة أيضاً بأبيه حجر آخر ملوك كندة، الذي تملك بني أسد،[٢] وحينما رفض بنو أسد دفع الإتاوة لحجر، جاءهم حجر بنفسه وقتل منهم الكثير وأسر بعضهم، فكان من بينهم عبيد بن الأبرص الذي بسببه تم الإعفاء عن أسرى قبيلته بسبب قصيدة أنشدها أمام الملك، ثم ثار بنو الأسد على حجر وقتلوه ونهبوا مواله، ممّا أغضب ابنه امرؤ القيس منهم وأراد الثأر لأبيه، فوصل ذلك إلى مسامع عبيد، فقال عندها:[١][٣]


يا ذا المُخَوِّفَنا بِقَتلِ أَبيهِ إِذلالاً وَحَينا

أَزَعَمتَ أَنَّكَ قَد قَتَلتَ سَراتَنا كَذِباً وَمَينا

هَلّا عَلى حُجرِ بنِ أُمِّ قَطامٍ تَبكي لا عَلَينا

هَلّا سَأَلتَ جُموعَ كِندَةَ يَومَ وَلَّوا أَينَ أَينا

أَيّامَ نَضرِبُ هامَهُم بِبَواتِرٍ حَتّى اِنحَنَينا

وَجُموعَ غَسّانَ المُلوكَ أَتَينَهُم وَقَدِ اِنطَوَينا

لُحُقاً أَياطِلُهُنَّ قَد عالَجنَ أَسفاراً وَأَينا

وَلَقَد صَلَقنا هَوازِناً بِنَواهِلٍ حَتّى اِرتَوَينا

نُعليهِمُ تَحتَ الضَبابِ المَشرَفِيَّ إِذا اِعتَزَينا

كَم مِن رَئيسٍ قَد قَتَلناهُ وَضَيمٍ قَد أَبَينا

وَلَرُبَّ سَيِّدِ مَعشَرٍ ضَخمِ الدَسيعَةِ قَد رَمَينا

عِقبانُهُ بِظِلالِ عِقبانٍ تَيَمَّمُ ما نَوَينا

إِنّا لَعَمرُكَ لا يُضامُ حَليفُنا أَبَداً لَدَينا


نبذة عن شعر عبيد بن الأبرص

يتميز شعر عبيد بن الأبرص بجماله، وبهجته، بالإضافة إلى الحكمة التي كانت بشكلٍ ملحوظ في شعره، وتوضح النقاط الآتية بعضًا من أبرز الشعر الذي وصل من معلقة عبيد بن الأبرص:[٤][٥]


أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلحوبُ

فَالقُطَبِيّاتُ فَالذَنوبُ

فَراكِسٌ فَثُعَيلِباتٌ

فَذاتُ فِرقَينِ فَالقَليبُ

فَعَردَةٌ فَقَفا حِبِرٍّ

لَيسَ بِها مِنهُمُ عَريبُ

إِن بُدِّلَت أَهلُها وُحوشاً

وَغَيَّرَت حالَها الخُطوبُ

أَرضٌ تَوارَثُها شُعوبُ

وَكُلُّ مَن حَلَّها مَحروبُ

إِمّا قَتيلاً وَإِمّا هالِكاً

وَالشَيبُ شَينٌ لِمَن يَشيبُ

أَفلِح بِما شِئتَ فَقَد يُبلَغُ بِال

ضَعفِ وَقَد يُخدَعُ الأَريبُ

لا يَعِظُ الناسُ مَن لَم يَعِظِ ال

دَهرُ وَلا يَنفَعُ التَلبيبُ

إِلّا سَجِيّاتِ ما القُلوبِ

وَكَم يَصيرَنَّ شانِئاً حَبيبُ

مَن يَسَلِ الناسَ يَحرِموهُ

وَسائِلُ اللَهِ لا يَخيبُ

وَالمَرءُ ما عاشَ في تَكذيبٍ

طولُ الحَياةِ لَهُ تَعذيبُ


وفاة عبيد بن الأبرص

توفي عبيد بن الأبرص عام ٥٥٥ للميلاد، وقيل في عام ٦٠٥ للميلاد، ولقد اختلفت الروايات حول سبب وفاة عبيد بن الأبرص، فقد قيل إنه قُتِل على يد النعمان بن المنذر بن ماء السماء اللخمي، وفي رواية أخرى قيل أنَّه قُتل على يد أبيه المنذر.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب مصطفى الغلاييني، رجال المعلقات العشر، صفحة 60. بتصرّف.
  2. أحمد الجاسم، عبيد بن الأبرص دراسة فنية، صفحة 61. بتصرّف.
  3. "يا ذا المخوفنا بقت"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
  4. مصطفى الغلاييني، رجال المعلقات العشر، صفحة 61. بتصرّف.
  5. "أقفر من أهله ملحوب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
  6. "عبيد بن الأبرص"، ويكيبيديا، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2022. بتصرّف.
5739 مشاهدة
للأعلى للسفل
×