شهر شوال
خلق اللهُ سبحانه وتعالى الكون، وخلق الزّمان والمكان، واقتضت الحكمةُ الإلهية أن يكون تقسيم العام إلى اثني عشر شهراً، وشهر شوال، هو أحد شهور السنة الهجرية الاثني عشر، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) [التوبة:36]، أمّا بالنّسبة لتسمية شهر شوال بهذا الاسم حسب رأي ابن منظور فإنّ كلمة الشّول معناها الارتفاع، ومنه أنّ النّاقة شالت، أي امتنعت عن البعير، ولم يتم بينهما تزاوج [ابن منظور لسان العرب 1 /501].
عدد أيام شهر شوال
يتمّ تحديد عدد أيّام شهر شوال من خلال رؤية الهلال، شأنهُ في ذلك شأن كلّ الشّهور القمرية، وبناءً على ذلك فإمّا أنْ يكون عدد أيام شوال تسعة وعشرين يوماً، أو ثلاثين.
معلومات عن شهر شوال
- يأتي ترتيبه العاشر من بين شهور التقويم الهجري، أو الشهور القمرية، حيث يسبقه شهر رمضان المبارك، ويليه شهر ذو القعدة.
- تثبت رؤية هلال شهر شوال بمراقبة القمر، وفي حال رؤيته يعني هذا أنّ شهر رمضان المبارك قد انتهى، ويسمى هذا الهلال بهلال العيد، أي هلال عيد الفطر السعيد.
- يستحبّ عند رؤية هلال شهر شوال أن يقوم المسلمون بالتكبير، وهي من السنن التي دعانا الرسول عليه السلام، وذلك لقوله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185]، ويبدأُ التّكبير بعد غروب شمس آخِر يومٍ من أيّام شهر رمضان المبارك، أيْ في ليلةِ العيد، وينتهي عندما تبدأ صلاة العيد التي تُقام صبيحة الأوّل من شوال.
- يُستحب عند دخول شهر شوّال، قيام ليلة العيد بالصلاة والدعاء.
- يجب إخراج زكاة الفطر عند دخول شهر شوال، وهي من الأحكام الثابتة المُرتبطة بشهر شوّال، وجوب إخراج زكاة الفطر.
- يُسنّ في شهر شوال صيام ستة أيام، وهي من السنن التي دعا النبيّ عليه الصلاة والسلام إليها فيه، ويفضّل صيامها متتابعة، وأجر صيام هذه الأيام عظيم، فصيام ستٍّ من شوّال كصيام الدهر.
- يُعتبر شهر شوال من أشهر الحجّ؛ حيث يجوز أن يهلّ الحاج بالحجّ من أول يومٍ في شهر شوال إلى العاشر من ذي الحجة.
- ترتبط بشهر شوال العديد من المعتقدات الخاطِئة، مثل كراهة إقامة حفلات الزواج فيه؛ وذلك لأنّ العرب أيّام الجاهليّة كانوا يتطيّرون فيه؛ بسبب تشوّل الناقة عن البعير.
- حدثث فيه العديد من الأحداث الإسلاميّة المهمّة، مثل زواج النبي عليه السلام من أمّ المؤمنين عائشة، وكان هذا في السنة الأولى من الهجرة، وغزوة بني سليم بالكُدر، وغزوة بني قينقاع، وسرية سالم بن عمير لقتل أبي عفّك، والمؤامرة التي قام بها عمير بن وهب، وصفوان بن أمية؛ لقتل الرسول عليه السلام، وذلك في السنة الثانية من الهجرة، وغزوة أحد واستشهاد حمزة بن عبد المطلب وغزوة حمراء الأسد في السنة الثالثة من الهجرة.