حفر الباطن
تقع مُحافظة حفر الباطن في الجزء الشمالي الشرقي من المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من بين المُحافظات التي تتطوّر بشكل ملحوظ وكبير، تمتدّ مساحتها إلى أكثر من 144 كيلومتر مربع، وتفصل بينها وبين العاصمة السعودية الرياض مسافة تقدّر بخمسمائة كيلومتر، وتضم فوق أراضيها مدينة الملك خالد العسكرية إلى الجنوب منها.
يعود تاريخ قيام المنطقة إلى القرن الهجري الأول، ويذكر بأنّها كانت عبارة عن طريق صحراوي يصل الحجاج ما بين منطقتي العراق والجزيرة العربية، وكانت المنطقة تعاني من قلة المياه، ويعود الفضل إلى الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري في حلّ هذه المشكلة إذ أمر بحفر الآبار فيها.
أصبحت هذه الآبار تَحظى بشهرةٍ كبيرة في القرن السابع عشر للهجرة حتى وصل عددها إلى ما يفوق سبعين بئر، وتعد مياه هذه الآبار صالحةً للشرب، وسهلٌ الحصول عليها، ويذكر بأن هذه الآبار تعود ملكيتها لعدد كبير من القبائل العربية، وتعّد قبيلة الظفير هي القبيلة الأولى التي سكنت المنطقة، وتمتلك بعض الآبار الموجودة هناك.
السكان
تشير إحصائيات عام 1431 للهجرة بأن عدد سكان المنطقة قد بلغ ما يقارب 271.642 نسمة يتوزعون في الأحياء والقرى التي تحتضنها المنطقة، ومن بينها الصناعية والسليمانية وأبو موسى الأشعري وغرناطة واليرموك وغيرها.
المناخ
تتأثر منطقة حفر الباطن بالمناخ المتقلب بشكل عام، فيكون فصل الصيف فيها حاراً وجافاً؛ إذ تصل درجة الحرارة صيفاً إلى 55 درجة مئوية، وتهبّ على المنطقة عواصف محمّلة بالرمال، أما فصل الشتاء فيكون قارس البرودة، وتشهد المنطقة هطولاً مطرياً خلال فصل الربيع، فبشكل عام يمكن وصف مناخها بالمعتدل، ويطلق عليها مسمى عاصمة الربيع.
التقسيم الإداري
تنقسم مدينة حفر الباطن الكائنة في المنطقة الشرقية إلى أحياء وقرى ومراكز كثيرة؛ إذ يصل عدد الأحياء إلى أكثر من ستٍّ وثلاثين حي، وعدد من القرى يصل إلى خمسٍ وعشرين قرية ومركز مجتمعة.
الاقتصاد
تتمتّع محافظة حفر الباطن بالنشاط الاقتصادي المزدهر في مختلف القطاعات؛ إذ تمارس المطاعم العالمية ومراكز التسوق والفنادق والمجمعات التجارية نشاطاتها فيها، بالإضافة إلى نشاط القطاع الصناعي المؤثّر في اقتصادها إيجابياً كمصانع البلاط والبلاستيك والمواد الكيماوية والكرتون وغيرها، وفي الوقت الحالي تُقام عدد من المُدن الصناعية، وعدد من المجمّعات التجارية كالحفر مول والعثيم مول، ومن أبرز المناطق الترفيهية مدينة بودل لاند.
تُقدّم في المحافظة عددٌ من الخدمات التعليمية والصحية، ومن أبرز المؤسسات التعليمية جامعة حفر الباطن التي أنشئت في عام 1435 للهجرة بقرار ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، أما فيما يتعلق بالخدمات الصحية فتوجد عددٌ من المستشفيات والمستوصفات، كمستشفى الملك خالد العام.