عقوبة الطفل السارق في الإسلام

كتابة:
عقوبة الطفل السارق في الإسلام

عقوبة الطفل السارق في الإسلام

يشترط لإقامة حد السرقة عدة شروط ومنها ما يتعلق بالطفل السارق وهي:[١]

  • يشترط في السارق توافر الأهلية

لوجوب القطع، العقل والبلوغ والاختيار، والعلم بالتحريم، يتبين من ذلك أن الصبي، والمجنون، لا يقطع لهما؛ لأن فعل السرقة يستلزم جناية، وفعل الصبي والمجنون لا يعد جناية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل).[٢]

  • في حال إذا كان الطفل مشتركاً مع جماعة في السرقة

يسقط الحد عن الجميع عند أبي حنيفة وزفر، ودليلهم أن السرقة واحدة فإن حصلت مشتركة بين ممن وجب عليه القطع وممن لا يجب، درء حد القطع عن الجميع، وإخراج المسروق حصل من ناحية الكل.

  • قال أبو يوسف: العبرة بإخراج المسروق، فإن أخرجه الصبي أو المجنون درء الحد عن الجميع، وإن أخرج المسروق غيرها يتم القطع؛ لأن الإخراج هو الأصل في السرقة.
  • اشتراط العقل والبلوغ لإقامة حد السرقة، متفق عليه عند جميع الفقهاء، والطفل لم يبلغ بعد.
  • إذا سرق الطفل من مال أبويه فيقطع عند المالكية، ولكن غيرهم قال بعدم القطع؛ لأن الولد يتبسط في مال والديه عادة، وله حق النفقة من مال والديه.

علاج مشكلة السرقة عند الأطفال

لعلاج مشكلة السرقة عند الأطفال يجب مراعاة ما يأتي:[٣]

  • تقديم الموعظة للطفل

بيان حد السرقة للطفل في الإسلام، وبيان ماذا قال الله عز وجل عن السرقة في كتابه الكريم، قال -تعالى-: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ)،[٤] وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السرقة، وتعريفه بمراقبة الله -عز وجل- له في كل زمان ومكان.

  • مواجهة الطفل

تعريف الطفل بأنك تعلم بأنه سرق، وتعلم الباعث من السرقة، والكلام معه، والقول له بأنه إذا كان يرغب في شيء يخبر والديه فيحضرونها له، وأن يضع مكانه مكان الشخص المسروق وبماذا سيشعر حينها.

  • التزام الهدوء، عوضاً عن التوبيخ، والتكلم بهدوء فهناك فرصة لتعليم الطفل في هذا الموقف.
  • الشدة في الجزاءات والعقوبات، الطلب من الطفل إرجاع الشيء المسروق، مع الاعتذار، أو دفع قيمة الشيء المسروق مع حرمانه منه ومما يريد في المنزل.
  • مراقبة الطفل وعدم تركه فترات طويلة لوحده.

مفهوم السرقة عند الأطفال وأسبابها

هي امتلاك الطفل شيئاً ليس من حقه، بدون إذن أصحابه وبعيداً عن عيونهم، والسرقة صفة مكتسبة، ولا تولد مع الطفل، لكن البيئة التي ينشأ فيها الطفل هي ما يدفعه إلى السرقة، وترسخ فيه الخيانة، والبعد عن الأمانة.[٥]

للسرقة أسباب منها:[٥]

  • الفقر ونقص الاحتياجات الأساسية لدى الطفل.
  • الشعور بالحرمان.
  • قد يكون سبب السرقة إشباع رغبة أو هواية لدى الطفل.
  • أيضاً فقدان حب الأسرة وحرمان من العاطفة لدى الطفل، وتبين للطفل أنه غير مرغوب فيه.
  • يمكن أن يكون دافع السرقة للانتقام من أعدائه أو من أطفال يغيظونه، أو الرغبة في كسب الآخرين فيسرق ليعطيهم.

المراجع

  1. وهبه الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 5431-5432. بتصرّف.
  2. رواه النسائي، في السنن الكبرى، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:7346، صحيح .
  3. محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 74. بتصرّف.
  4. سورة المائدة، آية:38
  5. ^ أ ب محمد اسماعيل المقدم، محو الأمية التربوية، صفحة 2-4. بتصرّف.
4842 مشاهدة
للأعلى للسفل
×