عقوق الوالدين من غير قصد ما هو؟

كتابة:
عقوق الوالدين من غير قصد ما هو؟

عقوق الوالدين من غير قصد: ما هو؟

جاء الإسلام وحثَّ على ضرورة برّ الوالدين وأهمّيته ودوره في حياة الفرد والمجتمع، وقد وردت في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تُبيّن أهميّة الوالدين وتدعو إلى برّهما والإحسان إليهما وقد أخبرنا رسول الله محمّد -عليه الصلاة والسلام- في الكثير من الأحاديث والمواقف التي تدل على أهميّة بر الوالدين وعظمتِهِما عند الله -سبحانه وتعالى-.[١]

وعلى الرغم من بيان آيات القرآن الكريمة، وتوضيح الأحاديث النبوية الشريفة لأهمّية الوالدين والحث على البِر، إلا أنّ بعض النّاس لا يفعلون ذلك ولا يقومون ببرِّ والديهم سواءً أكان ذلك بقصد أم بغيرِ قصد، والجديرُ بالذِّكرِ أنّ هذا يُسمَّى عقوقًا للوالدين سواء بقصد أم بغيره، وللعقوق عقوبة في الدنيا والآخرة، كما أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلّم-.[٢]

والعقوق الذي يكون بغيرِ قصدٍ هو العقوق الذي يقوم به الابنُ أو الابنةُ بشكلٍ عفويٍ أو بأمر روتينيّ قد يكون الإنسانُ مُعتادًا على فعلهِ مع أغلب الناس، ولكنَّهُ يكونُ مؤذيًا خصوصًا في الجانب النفسي للوالدين، كالانشغال عنهما وقت الحاجة أو الإعراض عنهما وعدم الاستماع لحديثهما أو عدم حُسنِ الحوارِ معهما، أو بإشعارهما أنّه أكثرُ منهما فهمًا.[٣]

أسباب عقوق الوالدين

إنّ لعقوق الوالدين أسباب عديدة وكثيرة، منها ما يأتي:[٤]

  • الجهل

إنَّ الجهل هو من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى عقوق الوالدين، والجهل يكون بالجهل في عواقب هذا الفعل سواء في الدنيا أو في الآخرة، أو الجهل في أهمّية بر الوالدين وثمراته في الدنيا والآخرة.

  • رفقاء السوء

تُعد الصحبة السيئة من الأسباب التي تُؤجج داخل الفرد نار التمرد وتُذكِّي في القلب الرغبة في الإساءة لأي شخصٍ كان، ولا تجعل لدى الإنسان حدودًا ولا خطوطًا حمراء، فلا يُفرِّق بين قريبٍ أو بعيد.

  • سوء التربية

لربما يكون هنالك عقوقًا من الآباء لأبنائهم قبل أن يعقَّهُم أبناءهم؛ وذلك بأن لا يكون الأب قد اختار لهم أمًا ذات دينٍ وخُلُق، أو لم يُحسن تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة، ولا يُشعر الأبناء بعظمة الله -تعالى- وأهمّية الالتزام بأوامره والابتعاد عن نواهيه.

الآيات الكريمة الواردة في الوالدين

ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تتحدث عن بر الوالدين وأهمّيتهما ومكانتهما عند الله -سبحانه وتعالى-، ومن هذه الآيات ما يأتي:[٥]

  • قال الله -تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).[٦]
  • قال الله -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).[٧]
  • قال الله -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).[٨]

المراجع

  1. أزهري أحمد محمود، كتاب بر الوالدين، صفحة 7. بتصرّف.
  2. أزهري أحمد محمود، كتاب بر الوالدين، صفحة 7. بتصرّف.
  3. سعيد بن وهف القحطاني، كتاب بر الوالدين، صفحة 7-14. بتصرّف.
  4. [محمد بن إبراهيم الحمد]، كتاب عقوق الوالدين: أسبابه مظاهره سبل العلاج، صفحة 25. بتصرّف.
  5. "آيات قرآنية عن الوالدين"، الالوكة. بتصرّف.
  6. سورة الاسراء، آية:23-24
  7. سورة لقمان، آية:14-15
  8. سورة العنكبوت، آية:8
4203 مشاهدة
للأعلى للسفل
×