علاج اثار الحروق

كتابة:
علاج اثار الحروق

الحروق

الحروق هي تلف يحدث في الأنسجة بسبب تعرضها لحرارة شديدة، أو لحرارة الشمس لفترة طويلة، أو لأي مصدر للإشعاع، أو لمادة كيميائية، أو لتيار كهربائي، ويمكن أنّ تكون الحروق طفيفةً أو خطيرةً مهددة للحياة، ويعتمد علاجها على مكان الحرق وشدته، ويمكن علاج حروق الشمس والحروق البسيطة في المنزل، بينما تحتاج الحروق العميقة والحروق التي تغطي مساحةً كبيرةً إلى عناية طبية فورية، وقد يحتاج بعض المصابين إلى تلقي العلاج في مراكز متخصصة لعلاج الحروق ومتابعة طبية قد تستمر لشهور.[١]


علاج آثار الحروق

يوجد العديد من العلاجات المتاحة للتخفيف من آثار الحروق، وتتضمن هذه العلاجات ما يأتي:[٢]

  • المرطبات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية: إن الحكة المستمرة هي من المشاكل الشائعة عند حدوث آثار الحروق؛ لأنّ الحروق تُضعف أو تُدمّر الغدد الدهنية الموجودة في المنطقة المصابة، مما يؤدي إلى جفاف البشرة والحكة، وعلى الرغم من عدم وجود علاج قادرعلى التخلص من الحكة تمامًا، إلا أنّه يوجد عدد من المرطبات والمطريات التي يمكن أن تساعد على ذلك، ويجب اختيار الكريمات الخالية من الروائح والعطور لتجنب حدوث تهيج في الجلد، ويجب وضع المرطبات بعناية وبرفق عندما تكون آثار الحروق جديدةً، وعندما تصبح قديمةً ومتماسكةً يمكن تطبيق المزيد من الضغط عند وضع المرطبات للمساعدة في منع بقاء الآثار والتخفيف منها.
  • رقائق جل السيلكون: هي قطع رقيقة من السيليكون الطبي يمكن وضعها حول الجلد للمساعدة في علاج آثار الحروق، وقد استخدمت في علاج الندوب لأكثر من 30 عامًا، وقد تمت الموافقة عليها كواحدة من أفضل الخيارات غير الجراحية لآثار الحروق، وقد ثبت أن جل السيلكون يساعد على تقليل سمك هذه الآثار، كما أنه يقلل من الحكة والألم الذي قد يشعر به الشخص في موقع الندبة، ولتحقيق أقصى قدر من الفعالية يجب استخدام رقائق جل السيليكون على البشرة لمدة 6-12 شهرًا على الأقل، وعند استخدامها من المهم الحفاظ على البشرة نظيفةً لتجنب الطفح الجلدي أو التهيج أو الالتهابات، خاصةً في حال العيش في منطقة ذات طقس حار أو دافئ، كما يجب عدم استخدام رقاق السيليكون فوق أي جلد غير متعافٍ أو مع مرهم يحتوي على مضاد حيوي.
  • العلاج بالتدليك: يستخدم العلاج بالتدليك لتخفيف الألم، وحساسية الجلد، والحكة الشديدة جدًا التي عادةً ما تترافق مع آثار الحروق، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يقلل هذا العلاج من طول فترة ظهور هذه الآثار ومظهرها، ويمكن أن يقلل من محدودية الحركة التي قد تسببها الآثار الكبيرة، إذ إنه يستهدف الأنسجة الموجودة تحت الجلد، لذلك يُعدّ العلاج بالتدليك خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يعانون من مشكلة في تحريك المناطق المصابة بحُرّية وسلاسة. وتوجد أنواع مختلفة من تقنيات التدليك المستخدمة في مراكز علاج الحروق، ويجب تجنب استخدامه في حال كان الجلد مصاب أو غير متعافٍ بالكامل.
  • العلاج بالضغط: هو طريقة مستخدمة منذ عقود لعلاج آثار الحروق، وعادةً ما تكون الخيار العلاجي الأول الذي يتم اللجوء إليه في حال كانت آثار الحروق مرتفعةً عن مستوى الجلد، ويرتكز هذا العلاج على ارتداء ملابس الضغط، وهي الملابس المرنة التي تسبب الضغط على مناطق آثار الحروق، وإذا كانت على الوجه فيجرى هذا العلاج باستخدام أقنعة الوجه الشفافة. يجب استخدام العلاج بالضغط لمدة تتراوح بين 6-12 شهرًا حتى يكون فعالًا وتظهر نتائجه، ويُنصح بارتداء هذه الملابس لمدة 23 ساعةً يوميًا، وعلى الرغم من أنها طريقة فعالة لعلاج الندبات المرتفعة، إلا أنها ترتبط بمشكلتين؛ فقد يكون ارتداء الملابس المستخدمة في الضغط غير مريح للغاية ويمكن أن يسبب حدوث تقرحات، خاصةً عند العيش في مناخ حار ورطب، كما يمكن أن تتسبب هذه الملابس بارتفاع درجة الحرارة، والحكة، وفتح الجرح، وعلى الرغم من أن هذا العلاج من العلاجات المستخدمة لآثار الحروق، إلا أنه لا يوجد عدد كبير من الدراسات التي تدعمه.
  • حقن الستيرويد: تستخدم حقن الستيرويد بصورة أساسية لعلاج آثار الحروق، وتُحقن الستيرويدات القشرية عادةً في منطقة الآثار لتليينها وتقليصها، كما يمكن أن تساعد هذه الحقن على التخفيف من الألم والحكة المرتبطة عمومًا بندبات الحروق، وعلى الرغم من أنها لا تُعدّ عادةً خط العلاج الأول لآثار الحروق المرتفعة، إلا أنها فعالة ويمكن استخدامها عند فشل العلاجات الأخرى، وقد تسبب هذه الحقن آثارًا جانبيةً، مثل تلوّن الجلد وترققه، ويجب أن تُعطى في المستشفى أو العيادة.
  • العلاج بالليزر: تستخدم العلاجات بالليزر لتخفيف الضيق والانزعاج والألم الناتج عن آثار الحروق، وكذلك تخفيفها وتقليل الاحمرار، وتوجد أنواع مختلفة من هذه العلاجات، ويجب الحرص على حماية البشرة من أشعة الشمس، ومن المحتمل أن يحتاج الشخص إلى أكثر من جلسة علاج، وقد يستغرق الأمر أيضًا عدة أسابيع قبل أن تبدأ الآثار الإيجابية بالظهور، ومن الآثار الجانبية الشائعة للعلاج بالليزر الاحمرار، والتورم، وفرط تصبغ، والحكة، وحدوث ندوب جديدة.
  • الجراحة: إن بعض الندوب الناتجة عن الحروق خطيرة لدرجة قد تحتاج إلى إجراء عملية جراحية لعلاجها، وتسبب هذه الأنواع تكوّن ندبات شديدة، وحدوث تلف وفقدان مساحات كبيرة من الجلد، وهذا يعني حدوث تضيق في الجلد، مما يجعل نطاق الحركة للمنطقة محدودًا.


أنواع آثار الحروق

تعتمد شدة ظهور آثار الحروق على طول المدة التي يتعرض فيها الشخص للحرارة وشدتها، وتصنف الحروق اعتمادًا على مقدار الجلد المتؤثر بالحرق كما يأتي:[٣]

  • الحروق من الدرجة الأولى: تُلحق هذه الحروق الضرر بالطبقة الخارجية من الجلد، وتسبب الاحمرار والألم، وعادةً ما تُشفى في غضون 6 أيام دون حدوث تندب في الجلد.
  • الحروق من الدرجة الثانية: تؤثر هذه الحروق على كل من الطبقة الخارجية من البشرة والطبقة تحت الجلد، بالإضافة إلى الألم والاحمرار قد يعاني الأشخاص المصابون بحروق من الدرجة الثانية من ظهور بثور، وقد تستغرق هذه الحروق ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لتتعافى، وهي أكثر احتماليةً لترك الآثار.
  • الحروق من الدرجة الثالثة: هي الحروق الشديدة، فهي تلحق الضرر بالطبقتين العلويتين من الجلد، كما أنها قد تلحق الضرر بالعظام والأوتار، ويمكن أن تؤثر على النهايات العصبية أيضًا، وقد يلاحظ الأشخاص المصابون بهذا النوع من الحروق أن لون الجلد يتحول إلى الأبيض أو الأسود، وقد يستغرق وقتًا طويلًا للشفاء ويؤدي إلى حدوث التندب.

تُصنَّف الندوب الناتجة عن الحروق من الدرجة الثانية والثالثة اعتمادًا على مظهرها وكيفية تأثيرها على الجلد إلى ما يأتي:[٣]

  • الندوب المرتفعة، فقد تظهر ندوب مرتفعة حمراء أو أرجوانية ترتفع فوق مستوى الجلد، قد تؤدي إلى الشعور بالدفء والحكة.
  • تسبب الحروق ندبات تؤدي إلى تقلص الجلد والعضلات والأوتار، مما يجعل الجلد أكثر صلابةً، بالتالي تقييد حركة الجلد الطبيعية.
  • ندوب الجدرة، وهي ندبات لامعة خالية من الشعر.


الوقاية من آثار الحروق

إن علاج الحروق من الدرجة الثانية بطريقة صحيحة يساعد على الوقاية من حدوث آثار للحروق، ومن طرق الوقاية من ظهورها ما يأتي:[٤]

  • غسل منطقة الحرق بالماء البارد أو الفاتر، وترك الجلد حتى يجف.
  • استخدم أداة معقمة لتطبيق مرهم مضاد حيوي على الحرق، إذ قد يساعد على منع العدوى.
  • تغطية الحرق بضمادة غير لاصقة ثم وضع الشاش حولها.
  • شدّ وتمديد المنطقة المحروقة لبضع دقائق كل يوم لمنع انكماشها.
  • في حال وجود فقاعات يجب الانتظار حتى تزول من تلقاء نفسها.
  • حماية المنطقة المحروقة من الشمس بالملابس أو الكريمات الواقية من الشمس؛ إذ ستكون هذه المنطقة حساسةً للغاية لعدة أشهر.


الإسعافات الأولية للحروق

تتضمن الإسعافات الأولية للحروق ما يأتي:[٥]

  • إبعاد الشخص فورًا عن مكان أو مصدر الحريق.
  • تبريد مكان الحريق بالمياه الجارية الباردة أو الفاترة لمدة 20 دقيقةً، ويجب عدم استخدام الثلج، أو الماء المثلّج، أو أي كريمات أو مواد دهنية، مثل الزبدة.
  • إزالة أي ملابس أو مجوهرات محيطة بالمنطقة المحروقة من الجلد، بما في ذلك حفاضات الأطفال، لكن يجب عدم نزع أي شيء عالق على الجلد
  • التأكد من أن الشخص يشعر بالدفء، وذلك من خلال استخدام بطانية، لكن يجب الحرص على عدم فرك منطقة الحرق.
  • تغطية مكان الحرق بضمادة نظيف.
  • تناول مسكنات الألم، مثل: الباراسيتامول، أو الأيبوبروفين.
  • في حال حرق الوجه أو العينين يجب الجلوس قدر الإمكان بدلًا من الاستلقاء؛ إذ يساعد ذلك على تقليل التورم.


المراجع

  1. Mayo Clinic Staff (24-7-2018), "Burns"، mayoclinic, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  2. Casey Gallagher, MD (13-12-2019), "How Burn Scars Are Treated"، verywellhealth, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Bethany Cadman (25-3-2018), "How to get rid of burn scars"، medicalnewstoday, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  4. Stephanie Watson (9-12-2016), "What Burns Cause Scars and How Are Burn Scars Treated?"، healthline, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  5. "Burns and scalds", nhsinform,19-11-2019، Retrieved 16-12-2019. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×