علاج ارتفاع إنزيمات الكبد

كتابة:
علاج ارتفاع إنزيمات الكبد


علاج ارتفاع إنزيمات الكبد

يُعد الكبد أحد أكبر أعضاء الجسم الداخلية والمسؤول عن العديد من العمليات الحيوية في الجسم، وقد يتعرض الكبد- حاله كباقي أعضاء الجسم- للمرض أو العدوى، وعند حدوث ذلك تتسرب نسبة من إنزيمات الكبد إلى الدم، ومن أهم إنزيمات الكبد ما يأتي:[١]


  • ناقلة أمين الألانين (ALT- Alanine Transaminase).
  • ناقلة أمين الأسبارتات (AST-Aspartate Transaminase).
  • الفوسفاتيز القلوي (ALP -Alkaline phosphatase).
  • جاما جلوتاميل ترانسببتيداز (GGT-Gamma-glutamyl transpeptidase).


غالبًا لا تظهر أي علامات تدل على ارتفاع إنزيمات الكبد، ولكن عادةً يتم الكشف عن ارتفاعها من خلال اختبار الدم، ويُعد ارتفاع مستوى كل من ناقل أمين الألانين ALT وناقلة أمين الأسبارتات AST علامًة على وجود مشكلة ما قد لا تقتصر على الكبد، ومن الممكن أن تكون ذات علاقة بالعضلات، وقد تختلف أرقام القراءات باختلاف المختبر، وتمثل القراءات الآتية نسبًا طبيعية لإنزيمات الكبد:[١]



الإنزيم
النسبة الطبيعية
ناقلة أمين الألانين
5- 40 وحدة لكل لتر من الدم
ناقلة أمين الأسبارتات
7- 56 وحدة لكل لتر من الدم
الفوسفاتيز القلوي
45- 115 وحدة لكل لتر من الدم
جاما جلوتاميل ترانسببتيداز
9- 48 وحدة لكل لتر من الدم



ومن الجدير بالذكر أن العلاج يتم اعتمادًا على تشخيص الطبيب بعد إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، وسينعكس على هذه الإنزيمات من خلال انخفاض نسبها، وفيما يأتي علاج بعض الأسباب المؤدية إلى ارتفاع إنزيمات الكبد:[٢]


  • مرض الكبد الدهني غير الكحولي: غالبًا لا يشكل هذا المرض أي مشاكل خطيرة، ولا يوجد هناك أي علاج يشفي من هذه الحالة بشكل نهائي، ولكن قد يساعد إجراء مجموعة من التغييرات على نمط الحياة في السيطرة على المرض.
  • مرض الكبد الدهني الكحولي: ينصح بالابتعاد عن المشروبات الكحولية والبدء بخطة العلاج حسب تعليمات الطبيب.


  • متلازمة الأيض: يتضمن علاج متلازمة الأيض إجراء مجموعة من التغيرات على نمط الحياة، بما في ذلك ممارسة الرياضة وإدارة التوتر.
  • التهاب الكبد الفيروسي: وتعتمد خطة العلاج على الراحة وتناول السوائل، وقد يصف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات.
  • تليف الكبد: على الرغم من أنه لا يمكن علاجه، إلا أنه قد يسهم إجراء بعض التغيرات على نمط الحياة في الحد من تفاقمه.


مراقبة الأدوية

يُعد الكبد الجزء المسؤول عن تكسير المواد التي يتم تناولها عن طريق الفم، سواء أكانت طعامًا أم دواءً، وعادًة ما تتم هذه العملية دون حدوث أي خلل، ولكن قد يكون لبعض المجموعات الدوائية تأثير على الكبد مسببًا له الضرر، وغالبًا ما يتم الكشف عن ذلك عن طريق إجراء فحص وظائف الكبد؛ إذ قد يكون ارتفاع إنزيمات الكبد علامًة على خلل ما،[٣] وهنا قد ينصح الطبيب بإيقاف العلاج الدوائي أو استبداله تبعًا للحالة، وقد تحتاج إنزيمات الكبد أسابيع أو حتى شهورًا لتعود إلى مستوياتها الطبيعية اعتمادًا على الضرر الحادث، وفيما يأتي بعض الأدوية التي تسبب ارتفاع إنزيمات الكبد:[١]


  • الستاتين؛ وهي أدوية خفض الكوليسترول.
  • الأميودارون؛ أدوية القلب والأوعية الدموية.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.


قد تسبب بعض أنواع الأدوية ارتفاعًا في مستوى إنزيمات الكبد، ويمكن علاج هذه الحالة باستبدال أو التوقف عن تناول الدواء بعد استشارة الطبيب.


علاج فشل عضلة القلب

يحدث نقص التروية نتيجة انخفاض النتاج القلبي أو ارتفاع الضغط الوريدي؛ مما يسبب العديد من الأضرار لأعضاء الجسم بما في ذلك الكبد، وغالبًا ما يتم ذلك في حال فشل عضلة القلب، مما قد يسبب تلفًا في خلايا الكبد، ونتيجًة لذلك ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد، وقد يساعد استخدام بعض الأدوية التي تساعد في خفض الضغط الوريدي وزيادة معدلات التروية في التقليل من تلف الكبد، وفيما يأتي بعض الأدوية التي تساعد في علاج فشل عضلة القلب:[٤]


  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACEI: يقوم مبدأ عمل هذه المجموعة على توسيع الأوردة القلبية عن طريق زيادة معدل النتاج القلبي وخفض الضغط في الوريد اليساري، وذلك بتثبيط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، مما يزيد معدلات التروية الدموية إلى الكبد.


  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين ARB: يقوم مبدأ عمل هذه المجموعة على توسيع الأوردة القلبية، وذلك من خلال زيادة معدل النتاج القلبي وخفض الضغط في الوريد اليساري بواسطة إغلاق مستقبلات الأنجيوتنسين، وغالبًا ما يتم اللجوء إليها؛ للتخلص من الآثار غير المرغوبة التي تسببها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.


  • الديجوكسين Digoxin: يقوم مبدأ عمل هذه المجموعة على علاج التقلص القلبي، وذلك من خلال زيادة معدل النتاج القلبي وتحسين الدورة الدموية.


يُساعد علاج فشل عضلة القلب في تحسين التروية الدموية للكبد، مما يقلل من الأعراض المترتبة على تلف الكبد وانخفاض في مستوى إنزيمات الكبد.


علاج التهاب الكبد

يُعد التهاب الكبد أحد الحالات الصحية الناجمة عن الإصابة بعدوى فيروسية، والتي تسبب ارتفاعًا في مستوى إنزيمات الكبد كعلامةٍ على وجود عدوى نشطة، وبمجرد انحسار العدوى قد تعود مستويات الإنزيمات إلى وضعها الطبيعي،[٢]ويُقسم التهاب الكبد إلى ثلاثة أنواع، ويعتمد العلاج على النوع المسبب للفيروس، ويتضمن ما يأتي:[٥]


  • التهاب الكبد أ، غالبًا ما تتضمن خطة العلاج تجنب المشروبات الكحولية، وعادًة ما يشفى غالبية المرضى في غضون شهرين دون الإصابة بأي مضاعفات خطيرة.


  • التهاب الكبد ب، تتضمن خطة العلاج الراحة، وقد يقوم الطبيب باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات للقضاء على العدوى، وعادًة ما ينصح بتلقي لقاحالتهاب الكبد الوبائي ب؛ للوقاية من العدوى وآثاره السلبية، وتوضح نسب من قد يصابون بعدوى مزمنة تؤدي إلى مضاعفات خطيرة كما يأتي:
    • 90% من الأطفال.
    • 20% من الرضع.
    • 5% من البالغين.


  • التهاب الكبد سي، تتضمن خطة العلاج تجنب المشروبات الكحولية، واستخدام العلاج المركب للقضاء على العدوى الفيروسية، ولكن غالبًا ما تكون العدوى مزمنة عند 75- 85% من الأشخاص، ومع ذلك في 25% من المصابين قد يطرد الجسم الفيروس مع الوقت.


على الرغم من أن بعض حالات التهاب الكبد قد تنحسر تلقائيًا ليكتسب الجسم مناعةً مدى الحياة، إلا أن الحالات المزمنة تحتاج إلى تلقي علاج.


علاج سرطان الكبد

يُعد سرطان الكبد من الأمراض التي تصيب الكبد وتسبب ارتفاعًا، ويزداد خطر الإصابة بسرطان الكبد لدى الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد، أو مرض الكبد الدهني أو حتى التهاب الكبد، وذلك بالطبع بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى كالتاريخ العائلي،[٦] وعلى الرغم من صعوبة علاج سرطان الكبد إلا أنه لا يعد أمرًا مستحيلًا، ويتم علاج سرطان الكبد عن طريق الآتي:[٧]


  • العلاج الجراحي: يعد الخيار الأول للعلاج في المراحل المبكرة للمرض؛ أي عندما تكون نسبة انتشاره بسيطة ويمكن إزالته عن طريق الجراحة.
  • الاستئصال الحراري: والذي يقوم مبدأ عمله على استخدام الحرارة لتدمير الخلايا السرطانية، وغالبًا ما يخضع لهذا النوع الأشخاص غير القادرين على العلاج الجراحي.
  • العلاج بالأدوية الموجهة: وهي مجموعة من الأدوية تهدف إلى وقف نمو الخلايا السرطانية.
  • العلاج الكيميائي: وذلك من خلال تلقي أدوية تقوم بقتل الخلايا السرطانية.


في بعض الحالات قد يهدف علاج سرطان الكبد إلى تخفيف الأعراض والحد من انتشار الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى تحسن جودة حياة المريض.


علاج اضطرابات الغدّة الدرقيّة

في دراسة قام بإجرائها مجموعة من العلماء من جامعة لادوك أكينتولا للتكنولوجيا، عام 2013 م، وذلك بهدف بحث العلاقة ما بين ارتفاع إنزيمات الكبد واضطرابات الغدة الدرقية، وكانت التفاصيل كالآتي:[٨]


  • تم إجراء الدراسة على 68 شخصًا ممن تتراوح أعمارهم ما بين 20-60 عامًا، وكانت الفئات كالآتي:
    • 40 شخصًا مصابًا بفرط نشاط الغدة الدرقية.
    • 28 شخصًا مصابًا بقصور الغدة الدرقي.
    • 40 متطوعًا من الأشخاص أصحاء.
  • تم قياس نسبة كل من هرمونات الغدة الدرقية وإنزيمات الكبد.
  • كانت النتائج زيادة في كل من إنزيمات الكبد ومجموع البيليروبين لدى الأشخاص الذين يعانون من فرط وقصور نشاط الغدة الدرقية.


خلصت الدراسة إلى: "وجود علاقة ما بين اضطرابات الغدة الدرقية وارتفاع إنزيمات الكبد".


وتعد هرمونات الغدة الدرقية- الثيروكسين وثلاثي يودوثيرونين- من الهرمونات الأساسية التي تساعد على تنظيم عملية الأيض في الكبد، وبدوره يُعد الكبد الجزء المسؤول عن استقلاب هذه الهرمونات وينظم تأثيرها على الغدد الصماء، وقد يؤدي انخفاض نسبة هذه الهرمونات إلى خلل في وظائف الكبد،[٩]وغالبًا ما يتم علاج اضطرابات الغدة الدرقية كما يأتي:[١٠]


  • قصور الغدة الدرقية: يتم علاجها عن طريق بهرمون صناعي يشبه هرمون الغدة الدرقية ويدعى بالليفوثيروكسين.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية، ويتضمن العلاج الآتي:
    • استخدام اليود المشع.
    • الجراحة.
    • العلاج باستخدام دواء الميثيمازول.


ترتبط اضطرابات الغدة الدرقية بارتفاع في مستوى إنزيمات الكبد، ويمكن أن يساعد علاجها في خفض مستوى هذه الإنزيمات.


علاج مرض ويلسون

يُعد مرض ويلسون أحد الاضطرابات الوراثية التي يصاحبها زيادة النحاس في الجسم،[١١] وفي الوضع الطبيعي يقوم الكبد بالتخلص من النحاس الزائد عن حاجة الجسم، وذلك عن طريق مادة تعرف بالصفراء؛ والتي تقوم بطرح النحاس والسموم وفضلات الجسم إلى خارج الجسم، أما عند الإصابة بمرض ويلسون- نتيجةً لوجود طفرة جينية- يقوم الكبد بإطلاق كمية قليلة فقط من النحاس فيالعصارة الصفراوية مسببًا تراكمه في الجسم.[١١]


غالبًا ما تظهر أعراض هذا المرض في العمر بين 5-40 عامًا، ويُعد فحص إنزيمات الكبد من الفحوصات التي تساعد على الكشف عن وجود المرض، ويُعد إزالة الكمية الزائدة من النحاس أحد أهم الأهداف الأساسية للعلاج، وعادةً ما يتم علاج مرض ويلسون كالآتي:[١١]


  • العلاج الدوائي: والذي يعتمد على استخدام بعض أنواع الأدوية التي تُعرف باسم العوامل الخالبة، والتي تمنع الجسم من امتصاص النحاس القادم من الطعام، كما تحفز التخلص منه عن طريق البول، ومن أهمها أسيتات الزنك.
  • تغيير نمط الحياة: والذي يعتمد على الحد من كمية النحاس التي يتم تضمينها في النظام الغذائي.
  • زراعة الكبد: وهي عملية استبدال الكبد المصاب بكبد أخر سليم، وغالبًا ما يلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء في حال كان تلف الكبد شديدًا.


يُؤدي مرض ويلسون إلى تراكم النحاس في الجسم مما يسبب ضررًا في الكبد، وغالبًا ما يحتاج المرضى إلى العلاج مدى الحياة، وقد يؤدي إيقاف العلاج إلى حدوث فشل حاد في الكبد.[١١]


نصائح للحفاظ على صحة الكبد

نظرًا لأهمية الكبد لأعضاء الجسم ودوره في العديد من الوظائف الحيوية، من الضروري اتخاذ بعض الإجراءات للحفاظ على صحته، وقد يساعد اتباع النصائح الآتية في تحقيق ذلك:[١٢]


  • الحفاظ على وزن صحي مع الحرص على ممارسة التمارين الرياضية.
  • تناول نظام غذائي متوازن غني بكافة العناصر الغذائية منخفض السعرات الحرارية.
  • تجنب الإفراط في شرب الكحول.
  • عدم الإفراط في استخدام الأدوية واتباع التعليمات المدونة على الدواء.
  • عدم مشاركة الأغراض الشخصية؛ وذلك لتجنب تلوثها وزيادة فرصة الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية.


ينصح باستشارة الطبيب عند ملامسة دم أي شخص؛ لتجنب الإصابة بأي أمراض منقولة عن طريق الدم.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Liver Function Tests (Normal, Low, and High Ranges & Results)", www.medicinenet.com, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Elevated liver enzymes: Everything you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  3. "Medications and the Liver", https://gi.org, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  4. "Liver Abnormalities in Cardiac Diseases and Heart Failure", https://www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  5. "What's to know about viral hepatitis?", https://www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  6. "Screening for Liver Cancer & Liver Metastases", https://nyulangone.org, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  7. "Liver cancer", https://www.nhs.uk, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  8. "Relationship between liver function tests and thyroid hormones in thyroid disorders", https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  9. "The relationship between the thyroid gland and the liver ", https://academic.oup.com, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  10. "Thyroid 101: Hypothyroidism and Hyperthyroidism", https://healthblog.uofmhealth.org, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث "Wilson Disease", https://my.clevelandclinic.org, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "13 Ways to a Healthy Liver", https://liverfoundation.org, Retrieved 4/4/2021. Edited.
4967 مشاهدة
للأعلى للسفل
×