علاج ارتفاع حمض البول

كتابة:
علاج ارتفاع حمض البول

ارتفاع حمض البول

يعمل جسم الإنسان طوال الوقت بنظام مُحدَّد بديع، يُنجِز فيه العديد من المهام الضروريَّة للحفاظ على بقائِه واستمراريَّته، ويعدّ هضم الطعام الذي يتناوله الفرد واحدًا من هذه المهام الأساسيَّة التي تساهم في تزويد الجسم بما يحتاجه من العناصر الغذائيَّة، بينما ينتج عن ذلك تكوين الفضلات غير المُفيدة التي تُطرح إلى خارج الجسم بطرقٍ عِدة، ويُعدّ حمض البول أو المعروف أيضًا باسم حمض اليوريك (Uric acid) واحدًا من المخلَّفات الناتجة عن تحطيم البيورينات الموجودة في بعض أنواع الأطعمة، كما أنَّه أحد نواتج موت وتحطُّم الخلايا.[١]

وأحيانًا، تظهر على الفرد بعض الأعراض الدالة على وجود مُشكلة صحيَّة مُعيَّنة ناتجة عن ارتفاع حمض البول في الدم، ممَّا يستدعي اللُّجوء لإجراء فحص يُحدِّد كميَّة هذه المادَّة في الدم، وهنا يُمكن اعتبار حمض البول مرتفعًا عند تتجاوزه مستوياته في الدم 6 ملغرام/دسلتر بالنسبة للإناث، و7 ملغرام/دسلتر بالنسبة للذكور، وسنتحدث في هذا المقال عن كيفية علاج ارتفاع حمض البول.[١]


هل تتطلب كل حالات ارتفاع حمض البول العلاج؟

في الحقيقة، لا يوصَى بالعلاج في حالات ارتفاع حمض البول غير المصحوب بظهور أعراض على الفرد، إذْ لا تتوافر أيْ أدلة تدعم وجود فوائد من استخدام العلاجات التي تساهم في خفض مستويات حمض البول في مثل هذه الحالات، بينما يكون العلاج ضروريًّا عند وجود مشكلة صحية كامنة مرتبطة بارتفاع مستويات حمض البول في الدم،[٢] كالإصابة بحصى الكلى التي يصاحبها بعض الأعراض، مثل، الغثيان، وصعوبة التبول والألم في أسفل الظهر أو في جانبيه وزيادة الإلحاح للتبول ونزول الدم مع البول ووجود رائحة كريهة للبول، أو بسبب الإصابة بالنقرس، وظهور الأعراض الدالة على الإصابة بهذه المُشكلة، كصعوبة تحريك المفصل المُصاب وتيبسه والشعور بألم شديد فيه واحمراره وانتفاخه،[٢][١] إذْ يساهم العلاج في منع حدوث المضاعفات، كأمراض الكلى وتلف المفصل والنسيج والعظم والإصابة بأمراض القلب، أو حتى الإصابة بسكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم ودهنيات الكبد.[٣]

وفي حالة ظهور أعراض ارتفاع حمض البول، يبدأ الطبيب بإجراء بعض الاختبارات لتشخيص المشكلة وتأكيد الإصابة بها، إذ على سبيل المثال، من الاختبارات المستخدمة لتشخيص أحد الأسباب الشائعة لارتفاع حمض البول وهو النقرس ما يأتي:[٤]

  • فحص الدم: يساهم هذا الفحص في تحديد مستويات حمض البول والكرياتينين في الدم، ولكنَّه غير حاسم لتشخيص النقرس.
  • تحليل السائل داخل المفصل: في هذا الاختبار تؤخذ عينة من السائل الموجود في داخل المفصل، وتُفحص بواسطة المجهر لملاحظة وجود بلورات اليورات في السائل، والذي يدل على الإصابة بالنقرس.
  • اختبارات التصوير: تُستخدم الأمواج فوق الصوتيَّة للكشف عن بلورات حمض البول المتجمِّعة في المفصل، بينما يُستخدم التصوير المقطعي المحوسب لتحديد وجود هذه البلورات في المفصل حتى في الحالات التي لا تُسبِّب فيها الالتهاب، كما يلجأ الطبيب أحيانًا لإجراء التصوير بأشعة إكس للمساعدة على استبعاد الأسباب الأخرى الكامنة وراء التهاب المفاصل.
  • فحص البول: قد يوصي الطبيب بإجراء فحص البول للكشف عن ارتفاع مستويات حمض اليوريك، وفحص وظائف الكلى.[٢]

وتجدر الإشارة إلى أنَّ فرصة ارتفاع حمض البول تزداد بوجود عوامل عِدة، منها:[٢]

  • العرق؛ الأفارقة الأمريكيين والأفراد من جزر المحيط الهاديء، أكثر عرضة للإصابة بالنقرس.
  • الجنس؛ فالرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقرس مقارنةً بالنساء.
  • التقدم بالعمر.
  • الإصابة بأمراض الكلى.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تناول أنواع معينة من الأدوية، كأدوية القلب.
  • التعرض للمبيدات الحشرية.
  • الإصابة بالسُّمنة.
  • ممارسة الأنشطة الشديدة.
  • ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم.
  • خمول الغدة الدرقية.


كيف يُعالج ارتفاع حمض البول في الدّم؟

فكما بينَّا سابقًا، بعض الحالات تحتاج للعلاج لمنع حدوث المزيد من المضاعفات، وفي هذا الجانب يمكن القول بأنَّ ارتفاع حمض البول يعالَج اعتمادًا على الحالة الصحية للمصاب واحتياجه، وفي الآتي توضيح لبعض الخيارات العلاجية المطروحة في علاج النقرس، وحصوات الكلى الناتجة عن تكون بلورات اليورات:[٤]

علاج النقرس

تُستخدم بعض الأدوية لعلاج هجمات النقرس الحادة، والوقاية من حدوثها مُستقبلًا، ومن هذه الأدوية:[٤]

  • الكولشيسين (Colchicine): من الأدوية المُستخدمة لتخفيف ألم النقرس بفعاليَّة في حالات الهجمات الحادَّة، وقد يوصِي الطبيب بتناوله بجرعات يوميَّة صغيرة للوقاية من حدوث الهجمات مُستَقبلًا، ولكنْ يجب الإشارة إلى وجود مجموعه من الأعراض الجانبيَّة التي قد تُصاحب تناول الكولشيسين، كالتقيؤ، والإسهال، والغثيان.
  • مضادات الالتهاب اللَّاستيرويديَّة (NSAIDs): مثل النابروكسين (Naproxen)، والآيبوبوبروفين (Ibuprofen)، وسيليكوكسيب (Celecoxib)، وإندوميتاسين (Indomethacin)، وقد يوصي الطبيب بزيادة جرعة هذه الأدوية لتخفيف الألم، كما أنَّها قد تُستخدم لتقليل فرصة الإصابة بهجمات النقرس لاحقًا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ تناول الأدوية التي تنتمي لهذه العائلة يزيد من خطورة حدوث النزيف، والقرحة، وألم المعدة.
  • الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): قد تُساهم هذه الأدوية في السيطرة على الألم والالتهاب، غالبًا في الحالات التي لا يمكنها تناول الكولشيسين أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، وقد تأتي الكورتيكوستيرويدات على صورة أقراص فموية، أو حقن في المفصل نفسه، ولكنْ يوجد بعض الأعراض الجانبيَّة التي قد تصاحب هذه الأدوية، كارتفاع مستويات السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وحدوث تغيرات المزاج.

كما توجد أنواع من الأدوية التي قد يوصي بها الطبيب لتقليل خطورة الإصابة بمضاعفات النقرس عن طريق خفض مستويات حمض البول في الجسم، ومن هذه الأدوية:[٤]

  • الأدوية التي تدعم طرح حمض البول إلى خارج الجسم: مثل؛ ليسينوراد (Lesinurad)، وبروبينسيد (Probenecid)، إذْ تساهم هذه الأدوية في تعزيز قدرة الكليتين على التخلص من حمض البول، وخفض مستوياته في الجسم، ومن الأعراض الجانبية المصاحبة لهذه الأدوية، ألم المعدة، والطفح الجلدي، وحصوات الكلى.
  • أدوية تمنع إنتاج حمض البول: ومن الأمثلة عليها؛ فيبوكسوستات (Febuxostat)، والوبيورينول (Allopurinol)، فهذه الأدوية تحدّ من تكوين حمض البول في الجسم، وتخفض مستوياته في الدم، وقد يصاحب استخدام دواء فيبوكسوستات ظهور بعض الأعراض الجانبيَّة، كالغثيان، وانخفاض وظائف الكبد، والطفح الجلدي، وارتفاع خطورة حدوث الوفاه المرتبطة بأمراض القلب، أمَّا عن الأعراض الجانبية المُحتملة في حالة استخدام دواء الوبيورينول، فهي قد تظهر على شكل طفح جلدي، أو انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء.

وإلى جانب العلاج الدوائي، بعض التغييرات في أسلوب الحياه ضروريّ في حالات الإصابة بالنقرس، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي:[٤]

  • الحد من تناول بعض الأطعمة التي تزيد من مستويات حمض البول، كالمأكولات البحريَّة، واللحوم الحمراء.
  • الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، والمشروبات المُحلَّاه بسكر الفركتوز.
  • الحرص على شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتخفيف الوزن.

علاج حصى الكلى

اعتمادًا على حجم الحصى المتكوِّنة في الكلى، يختار الطبيب طريقة العلاج المُناسبة، فالحصى التي لا يتجاوز قطرها 5 ملم قد يقتصر علاجها على الإكثار من شرب الماء، وتناول مسكنات الألم، والانتظار إلى حين خروج الحصوة من الجسم.[٢]

بينما تُعالج الحصوة التي يزيد قطرها عن 5 ملم بطريقة مُختلفة، ربما يصِف الطبيب أدوية تساعد على ارتخاء العضلات في القناه البولية وتسهيل مرور الحصى دون ألم مثل؛ دواء تامسولوسين (Tamsulosin)، كما يُمكن الاعتماد على طريقة تفتيت الحصى (Lithotripsy)، التي يتم فيها تعريض الحصى لموجات صادمة من خارج الجسم، وقد يكون الخيار الجراحي مطروحًا لإزالة الحصوة في الحالات التي يتجاوز فيها قطرها 10 ملم.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What is a Uric Acid Blood Test?", webmd, Retrieved 2020-09-22. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Susan York Morris, "Hyperuricemia: Symptoms, Treatment, and More", healthline, Retrieved 2020-09-22. Edited.
  3. "High Uric Acid Level", clevelandclinic, Retrieved 2020-09-22. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Gout", mayoclinic, Retrieved 2020-09-22. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×