علاج البواسير الداخلية

كتابة:
علاج البواسير الداخلية

البواسير

البواسير (Hemorrhoids) إحدى المشاكل الصحيّة التي يعاني منها نصف البالغين تقريبًا من الرجال والنساء على حد سواء مع بلوغهم الخمسين من العمر، ويزداد احتمال الإصابة بالبواسير عند السيدات في فترة الحمل، كما تزداد احتمالية الإصابة بها مع التقدُّم بالعمر.

تعرف البواسير -ومفردها باسور- بأنها الأوردة الكتورمة الواقعة حول فتحة الشرج أو داخل المستقيم، مسببًا الألم والنزيف والحكة وصعوبة الجلوس، وتُقسم بناءًا على موقعها لنوعين أساسين هما البواسير الداخلية، والبواسير الخارجية، فالبواسير الداخلية هي البواسير التي تقع داخل فتحة الشرج والمستقيم، أما البواسير الخارجية فهي حول فتحة الشرج.[١][٢] وفيما يأتي بيان لأنواع البواسير، وطرق علاج البواسير الداخلية.


أنواع البواسير الداخلية

ذُكرَ سابقًا أن البواسير تُقسَم لنوعين هما: البواسير الداخلية والبواسير الخارجية، فيكون الانتفاخ في البواسير الخارجية في الجزء الخارجيّ من فتحة الشرج تحت الطبقات المحيطة بها من الخارج، ويمتاز هذا النوع من الباسور بالمعاناة من ألم شديد عادةً؛ وذلك لوجود أعصاب أكثر حساسيةً في هذا الجزء من الجسم، كما يمكن أن يؤدي الضغط المستمر على الجسم أثناء إخراج البراز إلى النزيف الخارجي، أما البواسير الداخلية فتكون الأوعية الدموية المتورمة في الجزء الداخليّ من فتحة الشرج والجزء الأخير من المستقيم، وعادةً ما يترافق حدوثه مع النزيف غير المصحوب بالألم، ومع تقدُّم الحالة المرضية وازدياد تدلِّي الأوعية الدمويّة المنتفخة تبرز تلك الأوعية إلى خارج فتحة الشرج، ويُطلق عليها البواسير الهابطة أو المتدلية ،[٢] وتُقسَم البواسير الداخلية لأربع مراحل، يمكن بيانها على النحو الآتي:[٣][٤]

  • الدرجة الأولى: وفيها تبرز الأوعية الدمويّة المتورمة داخل القناة الشرجية أثناء التغوط، دون الاندفاع نحو الخارج، ووقد تسبب في بعض الأحيان النزيف.
  • الدرجة الثانية: تبأ الأوعية الدموية المتورمة بالاندفاع خارج فتحة الشرج عند التغوط، ثمّ تعود إلى الداخل تلقائيًّا.
  • الدرجة الثالثة: وفيها تندفع الأوعية الدموية المتورمة إلى الخارج أثنناء عملية التغوط، إلا أنَّها لا تعود تلقائيًا إلى مكانها، إنما يجب دفعها بالإصبع لإرجاعها.
  • الدرجة الرابعة: تنندفع الأوعية الدمويّة المتورمة إلى الخارج طوال الوقت، ولا يمكن إرجاعها إلى الداخل باستخدام الأصبع أو غيره من الطرق الميكانيكية البسيطة، كما قد تصاب هذه الدرجة الرابعة بالاختناق في حال الضغط الشديد عليها من العضلة العاصرة في فتحة الشرج، المُسبِّبة لانقطاع التروية الدموية عنها.


 

علاج البواسير الداخليّة

تختفي معظم البواسير الداخلية والهابطة من تلقاء نفسها دون علاج، لكن تساعد العلاجات المنزلية والدوائية على التخفيف منها، وتخفيف الأعراض، وفي الحقيقة يمكن علاج معظم حالات البواسير الداخلية منن الدرجة الأولى والثانية والثالثة دون اللجوء إلى الإجراءات الجراحية، في حين تتطلب الدرجة الرابعة وبعض حالات الدرجة الثالثة إجراء الإجراءات الجراحية،[٤][٥] ويمكن بيان هذه العلاجات على النحو الآتي:

العلاجات المنزلية

يمكن في كثير من الأحيان تخفيف الألم متوسط الشدة والتورم والالتهاب الموجود في البواسير عن طريق استخدام العلاجات المنزلية للبواسير، وغالبًا ما تزول أعراض البواسير في غضون أسبوع مع هذه العلاجات، لذا لا بد من استشارة الطبيب بعد أسبوع إذا لم يشعر الشخص بالراحة، أو إذا كان يعاني من ألم شديد، أو نزيف، ويمكن ذكر أبرز هذه العلاجات كما يأتي:[٦][٤]

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف، إذ يمكن تناول كمية كبيرة من الفواكة، والخضروات، والحبوب الكاملة، إذ يؤدي ذلك إلى تليين البراز وزيادة حجمه، مما يساعد الشخص على تجنب الضغط على الأمعاء أثناء التغوط، الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض الناتجة عن البواسير الموجودة، لكن يجب إضافة الألياف إلى النظام الغذائي ببطء؛ وذلك لتجنب الإصابة بالغازات.
  • استخدام الحمام الدافئ بانتظام، يمكن نقع منطقة الشرج في ماء دافئ عادي لمدة تتراوح بين عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقةً مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، ويسهِّل استخدام حمام المقعدة ذلك.
  • شرب كميات كافية من الماء والسوائل للحفاظ على ليونة البراز، وتجنُّب الشد أثناء التغوط.
  • ممارسة رياضة المشي بانتظام، إذ يقي ذلك من زيادة الأعراض سوءًا.
  • الحد من تنال المشروبات الحاوية على الكافيين، والمشروبات الكحولية، إذ إنهما يُسبِّبان الجفاف، الأمر الذي قد يزيد من صلابة البراز.

العلاجات الدوائية

إذا تسببت البواسير بحدوث ألم خفيف فقط يمكن أن يقترح الطبيب استخدام الكريمات، أو المراهم، أو التحاميل، أو الضمادات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، وتحتوي هذه المنتجات على مكونات من شأنها أن تساعد في تخفيف كل من الألم والحكة مؤقتًا، ويمكن بيان هذه الأدوية على النحو الآتي:[٦][٤]

  • العلاجات الموضعية، يمكن استخدام العلاجات الموضعية التي تحتوي على هيدروكورتيزون، أو نبات بندق الساحرة أو عامل مخدر، لكن في حال استخدام المريمات التي تحتوي على أدوية الكورتيكوستيرودات كالهيدروكورتيزون لمدة أسبوع دون تحسُّن فيجب مراجعة الطبيب.
  • تناول مسكنات الألم، إذ يمكن استخدام الأسيتامينوفين أو الأسبرين أو الإيبوبروفين مؤقتًا للمساعدة في تخفيف الألم.
  • ملينات البراز، التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، وفي حال عدم نجاحها قد يصف الطبيب ملينات أقوى تحتاج إلى وصفة طبية.

الإجراءات الجراحية

يُلجأ إلى الإجراءات الجراحية لعلاج البواسير الداخلية في حال فشل العلاجات الأخرى في التخلُّص من البواسير، وتهددف هذه الجراحات إلى تقليص حجم البواسير، والتخلُّص منها، والحد من التروية الدموية الواصلة لها، ويمكن بيان الإجراءات الجراحية المساعدة على علاج البواسير الداخلية على النحو الآتي:[٦][٤]

  • ربط الشريط المطاطي، وهي أكثر الإجراءات الجراحية المُستخدَمة لعلاج البواسير الداخلية شيوعًا، وفيها يضع الطبيب شريطًا أو شريطين صغيرين حول قاعدة البواسير الداخلية لقطع التغذية الدموية، ثم سيتقلص الباسور ويسقط في غضون أسبوع، لكن يمكن أن يكون ربط البواسير غير مريح، كما أنه يسبب نزيفًا، والذي قد يبدأ بعد يومين إلى أربعة أيام من العملية، لكن نادرًا ما يكون حادًا، وفي بعض الأحيان يمكن أن ترافق العملية مضاعفات أكثر خطورةً.
  • الحقن أو العلاج بالتصلب، يحقن الطبيب محلولًا كيميائيًّا في نسيج البواسير لتقليصها، وعلى الرغم من أن الحقن يمكن أن يسبب ألمًا قليلًا أو لا يسببه على الإطلاق إلا أنه أقل فعاليةً من ربط الشريط المطاطي.
  • التخثر باستخدام الأشعة تحت الحمراء، أو الليزر، أو القطب الثنائي، ويمكن أن تُستخدم تقنيات التخثر في علاج البواسير، إذ إنها تسبب تصلب البواسير النازفة والداخلية وتقلصها.
  • جراحة البواسير: الهدف من إجراء هذه العملية هو أن الإصابة في المراحل المتقدمة الثالثة أو الرابعة، أو أنّ طرق العلاج المختلفة لم تحقق النتيجة المطلوبة، ويتم إجراء العملية تحت تأثير التخدير الكليّ أو النصفيّبحسب حالة المريض، ويمكن ذكر أبرز أنواع الجراحة البواسير كما يأتي:[٦]
  • استئصال البواسير، يزيل الجراح في هذا الإجراء الأنسجة الزائدة التي تسبب النزيف، ويمكن إجراء الجراحة بالتخدير الموضعي بالتزامن مع التخدير النخاعي، أو التخدير العام، واستئصال البواسير هي الطريقة الأكثر فعاليةً والأكمل لعلاج البواسير الشديدة أو المتكررة، ويمكن أن تشمل المضاعفات صعوبةً مؤقتةً في إفراغ المثانة، والتي يمكن أن تؤدي إلى التهابات المسالك البولية، وتحدث هذه المضاعفات بشكل رئيس في حال استخدام التخدير النخاعي، ويعاني معظم الأشخاص من الألم بعد العملية، كما يمكن أن تخفف الأدوية هذا الألم، بالإضافة إلى الجلوس في حمام دافئ.
  • تدبيس البواسير، يساهم هذا الإجراء في منع تدفق الدم إلى أنسجة البواسير، وعادةً ما يستخدم فقط للبواسير الداخلية، وينطوي التدبيس عمومًا على ألم أقل من استئصال البواسير، كما يسمح بالعودة المبكرة إلى الأنشطة المعتادة، وبالمقارنة مع استئصال البواسير يمكن أن يرتبط التدبيس بزيادة خطر تكرار الإصابة، وتدلي المستقيم، إذ يبرز جزء من المستقيم من فتحة الشرج.

نصائح بعد إجراء العمليات الجراحية

بالرغم من أن وقت التعافي من عمليات البواسير الداخلية قليل؛ إلا أن هذا لا يمنع المريض من اتباع بعض التعليمات والنصائح التي تجعل حالته مستقرة، وتمنع عودة البواسير مرة أخرى، ومن هذه التعليمات والنصائح:[٧]

  • تجنب الأنشطة والحركات المُسبِّبة لزيادة الألم في الأيام الأولى بعد العملية، وتتضمن هذه الثني، ورفع الأوزان، وجلوس االقرفصاء، وغيرها.
  • اللجوء إلى حمامات المقعدة الدافئة في حالات الألم بعد العملية؛ حيث تُقلل هذه من الألم، ويُنصَح باستخدامها عدة مرات يوميًا باستخدم المياه الدافئة.
  • في حال معاناة المريض من ألم بعد العملية يمكنه أخذ مسكنات الألم المتواجدة في الصيدليات.
  • الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالألياف؛ لأنها تساعد كثيرًا في عملية التغوط وتمنع عودة البواسير.
  • شرب كميات كافية من الماء والسوائل للحفاظ على ليونة البراز.
  • عدم الضغط كثيرًا خلال عملية التغوط، لأن هذا من شأنه أن يُفشل العملية ويعيد البواسير من جديد.
  • مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
    • ظهور علامات الإصابة بالعدوى، وتتضمن هذه: الحمى، وخروج إفرازات قيحية.
    • ظهور تجلطات دموية مع البراز، أو نزيف دم بكميات كبيرة.
    • المعاناة من تسرُّب البراز لمدة تزيد عن الأسبوع بعد العملية الجراحية.


أعراض البواسير الداخليّة

نظرًا لكون غالبية الإصابة بالبواسير الداخليّة غير مصحوبةٍ بالألم فإنّ المريض لا يشعر بأعراضها إلا مع تقدم الحالة المرضيّة، ومن أبرز أعراض البواسير الداخلية ما يلي:[٦]

  • النزيف غير المصحوب بألم أثناء التغوط.
  • تدلي الأوردة المنتفخة إلى خارج فتحة الشرج، الأمر الذي يسُبِّب الشعور بالانزعاج، والتهيُّج.


المراجع

  1. April Kahn and Tim Jewell (7-10-2016), "Hemorrhoids"، healthline, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Adam Felman (23-11-2017), "Hemorrhoids: Causes, treatments, and prevention"، medicalnewstoday, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  3. Healthwise Staff (28-3-2018), "Internal Hemorrhoids: First- to Fourth-Degree"، healthlinkbc, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Barbara Bolen, PhD, "An Overview of Prolapsed Hemorrhoids"، www.verywellhealth.com, Retrieved 28-11-2018. Edited.
  5. "Hemorrhoids", aafp, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج mayoclinicstaff (3-7-2019), "Hemorrhoids"، myoclinic, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  7. Jennifer Whitlock, RN, MSN, FN, "Recovering After Hemorrhoid Surgery"، www.verywellhealth.com, Retrieved 16-11-2018. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×