علاج التهاب الجيوب الانفية المزمن

كتابة:
علاج التهاب الجيوب الانفية المزمن

التهاب الجيوب الأنفية المزمن

التهاب الجيوب الأنفية المزمن هو حالة التهابية طويلة الأجل تصيب الجيوب الأنفية، وهي أربعة أزواج من التجاويف توجد في منطقة الرأس، وتتصل هذه التجاويف مع بعضها عن طريق قنوات ضيقة، وتنتج مخاطًا رقيقًا يصرّف عبر قنوات الأنف، مما يساعد على ترشيح الأنف وتصفيته وإبقائه نظيفًا وتخليصه من البكتيريا.

يتعرض الأشخاص لحالة التهاب الجيوب الأنفية عند إصابة هذه الجيوب بالانسداد وامتلائها بالسوائل، ويوجد نوعان من هذا الالتهاب؛ الالتهاب الحاد، والمزمن. يستمرّ التهاب الجيوب الأنفية الحاد عدة أيام فقط وسرعان ما يزول عند الحصول على العلاج، في حين يختص التهاب الجيوب الأنفية المزمن باستمراره فترةً طويلةً من الزمن تزيد عن 12 أسبوعًا عادةً، وقد تتطلب بعض الحالات الشديدة منه الحاجة إلى إجراء الجراحة لعلاجه.[١]


علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن

يمكن علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن باستخدام عددٍ من الطرق العلاجية، كما يمكن استخدام بعض العلاجات في المنزل للتخفيف من أعراضه لفتراتٍ قصيرة، في حين تهدف العلاجات الأخرى إلى علاج الحالات والأسباب الكامنة وراء حدوث هذا النوع من الالتهاب، ومن العلاجات المتبعة لذلك ما يأتي:[٢]

  • الأدوية والعلاجات المتخصصة: إذ تساعد مسكّنات الألم غير الملزمة بوصفةٍ طبية على تخفيف الألم المرتبط بالصداع أو الضّغط الناجم عن التورّم، ومن هذه المسكنات الشائعة الأيبوبروفين أو الباراسيتامول، كما تساهم بخاخات الأنف المحتوية على الكورتيكوستيرويدات في علاج الالتهاب، وقد تؤدي دورًا في تقليل حجم لحميات الأنف، مما يسهّل عملية التنفس ويحسّنها عند تسبب هذه اللحميات سد الممرات الأنفية، ومن بخاخات الأنف غير الملزمة بوصفة طبية فلوتيكازون وموميتازون. وقد يعمد الأطباء إلى علاج التهاب الجيوب الأنفية الناجم عن الإصابة بالعدوى عن طريق المضادات الحيوية لعلاج العدوى والتّخفيف من الأعراض. وتجدر الإشارة إلى أن التهاب الجيوب الأنفية المزمن لا يحدث نتيجةً للإصابة بالعدوى غالبًا، إلا أن أنواع العدوى الخطيرة التي تسببه قد تستلزم العلاج باستخدام المضادات الحيوية للحد من أي مضاعفات. وقد يُحيل الطبيب الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن الناشئ عن الحساسية إلى طبيب الحساسية، الذي بدوره قد يجري فحوصات للكشف عن سبب هذه الحساسية، وقد يعطي بعد تحديد المُثير حقنات منتظمةً لتزويد الجسم تدريجيًا بالمناعة اللازمة ضد المواد المثيرة لها، وقد يظهر مفعول حقنات الحساسية هذه بعد عدّة سنواتٍ من بدء العلاج، إلا أنها تساهم في التّخفيف من الأعراض إلى حدّ كبير على المدى الطويل.
  • العلاجات المنزلية: يمكن تطبيق بعض الإجراءات العلاجية في المنزل للتخفيف من التهاب الجيوب الأنفية المزمن، ومن هذه العلاجات ما يأتي:
    • استخدام محلول ملحي مصنوع من الماء والملح؛ إذ يساعد هذا المحلول على تخفيف التورم وتليين الممرات الأنفية، بالتالي تسهيل تصريف المخاط من الأنف.
    • استنشاق البخار من الماء الساخن أو استخدام أجهزة ترطيب الهواء؛ إذ يساعد ذلك على تصريف المخاط والتخفيف من الالتهابات.
  • الجراحة: قد يلجأ الأطباء إلى الخيار الجراحي للأشخاص الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن في حالاتٍ نادرة عند عدم فعالية العلاجات المنزلية والأدوية، ومن خيارات الجراحة التي قد يعمد الطبيب إلى إجرائها لعلاج هذه الحالة ما يأتي:
    • جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار، يعمد الطبيب في هذا الإجراء إلى إدخال أنبوب رفيع مزود بضوء وكاميرا إلى داخل الجيوب الأنفية للكشف عن وجود سلائل أو لحميات أو مخاط أو أنسجة أخرى تسد الجيوب الأنفية، وقد يزيل الطبيب هذا الانسداد بالتخلص من سببه، وقد يوسع مساحة الجيوب الأنفية لتمكين المصاب من التنفس بسهولة في بعض الحالات.
    • رأب الحاجز الأنفي أو عملية تجميل الأنف، فقد يعيد الطبيب تشكيل الجدار الموجود بين فتحتي الأنف أو نسيج الأنف لتقويمه أو توسيعه، وقد تساهم هذه الإجراءات في تسهيل التنفس عبر فتحتي الأنف.


أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن

يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن من ظهور عدد من العلامات والأعراض الشّائعة، منها ما يأتي:[٣]

  • الشعور بالألم والضغط فوق العينين، وعلى طول جانبي الأنف، وخلف الخدين.
  • خروج إفرازات مخاطية ذات لون أخضر أو أصفر من الأنف.
  • الشعور بالاحتقان في الأنف.
  • الشعور بألم في الأنف أو الحلق.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • مواجهة صعوبة في النوم بسبب الاحتقان.
  • العطس المتكرر.


أسباب التهاب الجيوب الأنفية المزمن

يصاب الأشخاص بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن نتيجةً لعدد من الأسباب الشّائعة، منها ما يأتي:[٤]

  • السلائل الأنفية أو لحميات الأنف، فقد تسد زوائد من الأنسجة الممرات أو الجيوب الأنفية.
  • انحراف الحاجز الأنفي، فقد يسبب الحاجز المنحرف -وهو الجدار الموجود بين فتحتي الأنف- انسداد ممرات الجيوب الأنفية، مما يزيد من سوء أعراض التهابها.
  • بعض الحالات المَرَضية الأخرى، فقد ينجم عن مضاعفات بعض الأمراض مثل مرض التليف الكيسي و فيروس نقص المناعة البشري والأمراض الأخرى المرتبطة بالجهاز المناعي حدوث انسداد في الأنف.
  • التعرض لعدوى في الجهاز التنفسي، فقد تتسبب هذه العدوى بحدوث التهاب وزيادة سماكة أغشية الجيوب الأنفية وإعاقة تصريف المخاط، وتعد نزلات البرد أكثر أنواعها شيوعًا، وقد تنشأ العدوى والالتهابات عند الإصابة بالفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات.
  • الحساسية، مثل حمى القش، فقد ينجم عن الالتهاب الذي يتصاحب حدوثه مع الحساسية انسداد في الجيوب الأنفية.

كما قد تزيد بعض العوامل من خطر إصابة الأشخاص بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، منها ما يأتي[٤]:

  • الربو.
  • الحساسية من الأسبرين.
  • الإصابة بعدوى في الأسنان.
  • الإصابة بحمّى القش أو أنواع الحساسية الأخرى.
  • كثرة التعرض للملوثات، مثل دخان السجائر.


مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية المزمن

قد ينجم عن التهاب الجيوب الأنفية المزمن حدوث عدد من المضاعفات الخطيرة في حالات نادرة، منها ما يأتي:[٤]

  • حدوث مشكلات في الرؤية، فقد يترتب على انتشار التهاب الجيوب الأنفية إلى تجويف العين حدوث ضعف في الرؤية أو العمى الدائم.
  • الالتهابات، فقد يتعرّض الأشخاص المصابون بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن لحدوث التهاب في الأغشية والسائل المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، وتُعرَف هذه الحالة بالتهاب السحايا، أو قد يتعرضون للإصابة بالتهاب في العظام، أو التهاب جلدي خطير.


تشخيص التهاب الجيوب الأنفية المزمن

يجري تشخيص التهاب الجيوب الأنفية المزمن عندما تستمر أعراضه أكثر من 12 أسبوعًا، ففي الحالات الشديدة قد يستخدم الطبيب المنظار الداخلي، وهو أنبوب صغير ومرن يتيح للطبيب رؤية داخل الأنف والجيوب، ويمكن أيضًا استخدام التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي للبحث عن المشكلات الهيكلية، التي عادةً ما تشمل الحاجز الأنفي المنحرف أو تشكّل الأورام الحميدة[١].


المراجع

  1. ^ أ ب "Chronic Sinusitis", my.clevelandclinic.org,10-2-2018، Retrieved 7-11-2019. Edited.
  2. Tim Jewell (21-7-2017), "Chronic Sinusitis"، www.healthline.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  3. Zawn Villines (10-1-2018), "What to know about chronic sinusitis"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (1-6-2019), "Chronic sinusitis"، www.mayoclinic.org, Retrieved 7-11-2019. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×