علاج التهاب الحبال الصوتية

كتابة:
علاج التهاب الحبال الصوتية

كيفية خروج الصوت

لكي يستطيع الإنسان إخراج صوت فإنه يحتاج إلى عمل أكثر من عضو معًا بصورة متناغمة، وذلك بدءًا من الرئتين ومجرى الهواء السفلي واللذين يعملان على توفير ضغط وتدفق الهواء ليمر داخل الحنجرة ويصطدم بالحبال الصوتية؛ حيث يعمل اهتزاز تلك الحبال على تعديل تدفق الهواء وإنتاج مصدر صوتي، وبعد ذلك يأتي دور المسالك الصوتية التي تعمل على تعديل الصوت الخارج لإنتاج أصوات مُعينة، والحبال الصوتية هي هياكل متعددة الطبقات توجد في الحنجرة، ويبلغ طول كلٍ منها حوالي 11-15 ملليمتر في النساء و17-21 ملليمتر في الرجال، وهي تمتد عبر الحنجرة بالكامل لتتصل من الأمام بالغضاريف الدرقية ومن الخلف بالغُضْروف الطِّرْجِهالِيّ، وسيتم الحديث في هذا المقال عن علاج التهاب الحبال الصوتية.[١]

التهاب الحبال الصوتية

في الطبيعي تكون الحبال الصوتية مفتوحة وتُغلق فقط أثناء توليد الصوت وذلك بحركة بطيئة وثابتة، ولكن عندما يُصاب شخص بالتهاب الحبال الصوتية فإنها تنتفخ مما يؤدي إلى تغير الطريقة التي يتحرك بها الهواء عبر الحلق، وهذا التغيير في تدفق الهواء قد ينتج عنه تشويه للأصوات التي تنتجها الحبال الصوتية، لذلك غالبًا ما يعاني المصابون بالتهاب الحبال الصوتية من تغير الصوت إلى صوت أجش أو صوت هادئ جدًا لا يمكن سماعه بشكل صحيح، والتهاب الحبال الصوتية هو عبارة عن مرض يحدث خلاله تورم والتهاب للحبال الصوتية، ويمكن أن يحدث هذا المرض بصورة حادة أو مزمنة، وغالبًا ما يتم علاج التهاب الحبال الصوتية بدون حدوث أي مضاعفات عواقب وخيمة، كما يمكن أن تتحسن الحالة بدون علاج في حوالي 7 أيام، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 21% من البشر يمكن أن يُصابوا بالتهاب الحبال الصوتية المزمن في مرحلةٍ ما من حياتهم.[٢]

أسباب التهاب الحبال الصوتية

يمكن تقسيم أسباب التهاب الحبال الصوتية بحسب الحالة إلى أسباب تُسبب التهاب الحبال الصوتية الحاد وأسباب أخرى تُسبب التهاب الحبال الصوتية المزمن، وتعد الالتهابات الفيروسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا هي الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب الحبال الصوتية الحاد، كما يمكن أن يتسبب استخدام الصوت بصورة زائدة في الإصابة بالتهاب الحبال الصوتية الحاد، وذلك في حالات الغناء والصياح بصوت عالي، وفي حالات نادرة يمكن أن ينتج التهاب الحبال الصوتية الحاد بسبب مرض الدفتريا،[٢] أما التهاب الحبال الصوتية المزمن فإنه غالبًا ما يحدث بسبب كثرة التعرض للمُهيجات مثل التدخين والكحول، كما يمكن أن يتسبب ارتجاع المريء أيضًا في تهيج الحبال الصوتية والتهابها، وتشمل الأسباب الأخرى لالتهاب الحبال الصوتية المزمن ما يأتي:[٣]

  • الحساسية.
  • الإصابة بعدوى بكتيرية.
  • الإصابة بعدوى فطرية مثل مرض القُلاع.
  • إصابة ميكانيكة مثل ضربة في الحلق.
  • استنشاق الأبخرة الكيميائية.
  • وجود مرض بالجيوب الأنفية.
  • السرطان.

مضاعفات التهاب الحبال الصوتية

في حالات نادرة يمكن أن يُسبب التهاب الحبل الصوتي حدوث بعض المضاعفات الخطيرة التي تحتاج إلى عناية طبية طارئة مثل ضيق التنفس، كما يمكن للبكتيريا التي تسببت في التهاب الحبال الصوتية أن تنتشر إلى أجزاء أخرى في الجهاز التنفسي، وأيضًا يمكن أن تنتشر إلى مجرى الدم، الأمر الذي يتطلب اتباع خطة علاج مناسبة لمنع انتشار البكتيريا، وفي حالة ما إذا كان سبب التهاب الحبال الصوتية هو شلل الحبال الصوتية أو سرطان الحنجرة فقد تحدث مضاعفات أكثر خطورة إذا لم يتم علاج التهاب الحبال الصوتية بالشكل المناسب؛ حيث يمكن أن يتسبب شلل الحبال الصوتية في صعوبة التنفس والبلع، كما يمكن أن يتسبب في نزول الطعام إلى الرئتين بدلًا من المعدة مما قد يُسبب حدوث التهاب رئوي، وقد يكون سرطان الحنجرة المتقدم قاتلًا، وقد يتطلب جراحة أو علاج كيميائي عاجل؛ لذلك ينبغي استشارة الطبيب إذا كان التهاب الحبال الصوتية يؤثر على القدرة على تناول الطعام أو إخراج الصوت أو التنفس بشكل طبيعي أو يُسبب ألمًا شديدًا.[٤]

علاج التهاب الحبال الصوتية

يعتمد علاج التهاب الحبال الصوتية على ما إذا كانت الحالة حادة أم مزمنة، وغالبًا ما يتحسن التهاب الحبال الصوتية الحاد في خلال أسبوع، ويمكن أن يساعد استخدام بعض الوسائل المنزلية لعلاج التهاب الحبال الصوتية في تحسين الأعراض، بينما تهدف طرق علاج التهاب الحبال الصوتية المزمن إلى علاج الأسباب الكامنة مثل ارتجاع المريء والتدخين وتعاطي الكحول، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج التهاب الحبال الصوتية في بعض الحالات بما في ذلك:[٥]

  • مضادات حيوية: تقريبًا ليس للمضادات الحيوية أي فائدة في علاج التهاب الحبال الصوتية؛ وذلك لأن السبب عادةً ما يكون فيروسي، ولكن إذا كان السبب عدوى بكتيرية فقد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية.
  • مضادات الالتهاب السترويدية: قد يتم اللجوء إلى بعض مضادات الالتهاب السترويدية مثل الستيرويدات القشرية لعلاج التهاب الحبال الصوتية، وذلك عندما تكون هناك حاجة ملحة للعلاج كما في حالة الحاجة إلى استخدام الصوت في إلقاء خطاب مثلًا.

وهناك بعض العلاجات المنزلية التي قد تساعد في علاج التهاب الحبال الصوتية وتخفيف أعراضه وتقليل الضغط على الصوت، ومن العلاجات المنزلية التي يتم استخدامها ما يأتي:[٥]

  • تنفس هواء رطب عن طريق استخدام مُرطب هواء للحفاظ على رطوبة الهواء في المنزل.
  • استنشاق البخار من وعاء ماء ساخن أو من الدش الساخن.
  • محاولة إراحة الصوت بقدر الإمكان وتجنب التحدث أو الغناء بصوت عالٍ جدًا أو لفترة طويلة.
  • استخدام ميكروفون أو مكبر صوت في حالة الحاجة إلى التحدث أمام مجموعات كبيرة من الناس.
  • شرب الكثير من السوائل لمنع الجفاف.
  • تجنب الكحول والكافيين.
  • تبليل الحلق عن طريق الغرغرة بالماء المالح أو مضغ قطعة من العلكة.
  • تجنب استخدام الأدوية التي يمكن أن تتسبب في جفاف الحلق مثل مزيلات الاحتقان.
  • تجنب الهمس؛ حيث إن الهمس يضع ضغطًا أكبر على الصوت أكثر من الكلام العادي.

فيديو عن علاج التهاب الحبال الصوتية

في هذا الفيديو تتحدث أخصائية أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة سبأ جرار عن علاج الأحبال الصوتية الملتهبة. [٦]

المراجع

  1. "Mechanics of human voice production and control", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "What you need to know about laryngitis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  3. "What Is Laryngitis?", www.webmd.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  4. "Laryngitis", www.healthline.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Laryngitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  6. "علاج الأحبال الصوتية الملتهبة"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-09-2019.
4840 مشاهدة
للأعلى للسفل
×