علاج التهاب الحلق المزمن

كتابة:
علاج التهاب الحلق المزمن

التهاب الحلق المزمن

يشكل التهاب الحلق مشكلة شائعة عند الصغار والكبار، لذلك فإنَّ علاج التهاب الحلق المناسب والكافي لا بدَّ منه لأنَّ ذلك يضمن عدم حصول إزمان فيه وبالتالي يصبح علاج التهاب الحلق أصعب ويتطلب متابعة طبية أكثر جديةً، والتهاب الحلق أو التهاب البلعوم هو التهابٌ مؤلمٌ في الجزء الخلفي من الحلق -البلعوم- ويمكن أن يشمل التهاب البلعوم بعض أو كل أجزاء الحلق وهي الثلث الخلفي من اللسان، الحنك الرخو أي الجزء الرخو غير العظمي من سقف الفم، اللوزتين وهما جزء من الدفاعات المناعية في الحلق، ويشكل السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الحلق العدوى بالفيروسات والجراثيم، ويشير التهاب الحلق المزمن إلى استمرار أعراض التهاب الحلق الحاد نتيحة عدم العلاج المناسب أو وجود حالة مؤهبة للإصابة أو قد يحدث الالتهاب المزمن دون وجود التهاب حاد صريح ثمَّ تتطور أعراضه مع الزمن.[١]

كيف يصاب الشخص بالتهاب الحلق؟

بدايةً يجب معرفة أنَّ التهاب البلعوم أو التهاب الحلق يسبب دائمًا تقريبًا التهابًا في اللوزتين، لذلك يطلق أيضًا التهاب اللوزتين على التهاب الحلق، وتشكل العدوى الفيروسية حوالي 90 في المئة من عدوى الحلق، وعلى الرغم من أنَّ الأشخاص الذين يعانون من الإنفلونزا أي الكريب، أو القروح الباردة -أي الحلأ البسيط الفموي- أو داء وحيدات النوى الإنتلاني لديهم عادةً التهاب في الحلق؛ فإنَّه عادةً ما تسبب هذه العدوى الفيروسية أعراضًا أخرى منبهة بالإضافة إلى ألم الحلق

وفي المناطق ذات الصيف الدافئ والشتاء البارد عادةً ما يبلغ التهاب البلعوم الفيروسي ذروة حدوثه خلال فصل الشتاء وأوائل الربيع، حيث إنَّ هذا الوقت هو الذي يكون فيه الناس أكثر عرضةً للتجمع في غرف سيئة التهوية، كما أنَّ الفيروسات التي تسبب التهاب البلعوم تنتشر بسهولة، ويمكن للفيروسات أن تنتشر في الهواء عن طريق قطيرات السعال والعطاس من الشخص المصاب، وبالتالي قد يستنشقها الشخص السليم ناقلةً العدوى له، لكن ومع ذلك فإنَّ معظم الناس الذين يتمتعون بصحة جيدة، لا يستمر لديهم التهاب البلعوم الفيروسي طويلًا، ويختفي من تلقاء نفسه ولا يسبب أي مضاعفات على المدى الطويل، على الرغم من أنَّ الشعور بعدم الراحة على المدى القصير يمكن أن يكون كبيرًا، أمَّا في حالات التهاب البلعوم الإنتانية غير الفيروسية، يكون السبب في أغلب الأحيان جراثيم العقديات مجموعة بيتا الحالّة للدم نمط A، والجدير بالذكر أنَّ التهاب الحلق الجرثومي بالعقديات يشبه التهاب الحلق الفيروسي، فهو أيضًا يمكن أن ينتشر بسرعة وسهولة داخل المجتمع، وخاصة خلال أواخر الشتاء وأوائل الربيع.[١]

أسباب التهاب الحلق المزمن

تحدث معظم حالات التهاب الحلق أثناء الأشهر الباردة كما سبق الذكر وتسببها إمَّا عدوى فيروسية مثل: نزلة البرد، الإنفلونزا، داء وحيدات النوى الإنتاني، الحصبة، الجدري، وإمَّا أن يكون المسبب هو الجراثيم وأكثرها شيوعًا العقديات الحالّة للدم بيتا نمط A، وجراثيم البورتيديلا الشاهوقية التي تسبب السعال الديكي، وكذلك جراثيم الدفتريا في بعض الأحيان قد تسبب التهابًا في البلعوم، وغالبًا ما ينتشر المرض بين البشر عن طريق استنشاق الجراثيم أو الفيروسات المنتشرة في الهواء، أو عن طريق لمس سطح يحتوي على الجراثيم، وقد تشمل الأسباب الأخرى لالتهاب الحلق الحساسية، التجفاف، المخرشات، توتر عضلات الحنجرة، مرض الجزر المعدي المريئي GERD، أورام الحلق أو اللسان أو الحنجرة.[٢]

أعراض التهاب الحلق المزمن

تقريبًا الأعراض التي تشاهد في التهاب الحلق الحاد هي نفسها في المزمن لكنها تكون أقل شدةً وهي ناجمة عن استمرار العامل المسبب سواء كان فيروسيًا أو جرثوميًا أو كيميائيًا أو مرضًا كامنًا آخرَ، ويجب الانتباه في حال كان التهاب الحلق ناجمًا عن مرض آخر كالجزر المريئي المعدي مثلًا؛ فإنَّه في هذه الحالة سيُشاهد -بالإضافة إلى أعراض التهاب الحلق- أعراض الحالة المسببة، أمَّا الأعراض الناجمة عن التهاب الحلق فهي:[٣]

  • ألم بالحلق.
  • الحمى.
  • الصداع.
  • آلام مفصلية وعضلية.
  • طفح جلدي
  • تورم الغدد اللمفية في الرقبة.

واعتمادًا على ما يسبب التهاب الحلق فإنَّ الأعراض قد تتنوع كما في الحالات الآتية:

  • التهاب الحلق بنزلة البرد: عطاس مع سعال وحمى منخفضة أقل من 102 درجة فهرنهايت وصداع خفيف.
  • التهاب الحلق مع الإنفلونزا: تعب مع آلام معممة في الجسم، قشعريرة مع حمى أعلى من 102 درجة فهرنهايت.
  • التهاب الحلق بسبب داء وحيدات النوى الإنتاني: تضخم الغدد اللمفية في الرقبة والإبطين وتورم اللوزتين مع صداع وفقدان الشهية، بالإضافة إلى ضخامة الكبد والطحال.

تشخيص التهاب الحلق المزمن

إنَّ التشخيص الصحيح والباكر يلعب دورًا في علاج التهاب الحلق المزمن، ويبدأ تشخيص التهاب الحلق المزمن بالفحص العياني للفم والبلعوم من قبل الطبيب، وذلك بحثًا عن أي بقع بيضاء أو رمادية، تورم واحمرار، ولا بدَّ أيضًا من فحص الأذنين والأنف، والتحقق من وجود أي غدد لمفاوية متضخمة على جانبي العنق، وبعد الشك بالإصابة بجراثيم العقديات قد يتمُّ القيام بأخذ عينات بواسطة ماسحةٍ قطنيةٍ من المفرزات الموجودة في الحلق وزرعها على أوساطٍ خاصةٍ لكشفها، وهناك أيضًا اختبار سريع لكشف مستضدات العقديات يمكن إجراؤه في العيادة ويعطي نتائج سريعة، لكن أحيانًا قد يتطلب الأمر إرسال العينات إلى المختبر لإجراء اختبارات أكثر، وقد يتطلب صدور النتائج حوالي 24 ساعة، ومن الاختبارات التشخيصية أيضًا الاختبارات الدموية وذلك في حال الشك بسبب آخر لالتهاب الحلق غير العقديات، ويتمُّ ذلك بأخذ عينة من الدم وإرسالها إلى المختبر، ويمكن إجراء تعداد دم كامل CBC لكشف أي سببية أخرى.[١]

علاج التهاب الحلق المزمن

يجب في علاج التهاب الحلق المزمن علاج المصدر الرئيس المسبب لالتهاب الحلق؛ وهذا لا يعني علاج الأعراض وإنَّما يعني العلاج النوعي للسبب الذي إمَّا أن يكون فيروسيًا أو جرثوميًا او كيميائيًا مخرشًا للسطح المخاطي للبلعوم، أمَّا بالنسبة للألم وعدم الراحة من التهاب الحلق، فيمكن اتباع ما يأتي:[٢]

  • الراحة والإكثار من السوائل.
  • الغرغرة بالماء المالح الدافئ.
  • تجنب التدخين.
  • تناول الأطعمة اللينة الطرية لتجنب الإزعاج الناجم عن تخريش الأطعمة للحلق.

في حال كان الألم شديدًا نوعًا ما يمكن إعطاء الأسبرين أو الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، ويجب الانتباه إلى عدم إعطاء الأسبرين للأطفال أو البالغين الصغار لأنَّ ذلك قد يؤدي إلى حدوث متلازمة راي وهي حالة نادرة ولكنها خطيرة، أمَّا فيما يخص العلاج النوعي لالتهاب الحلق فهذا يعتمد على العامل المسبب، فإذا كان جرثوميًا فتعطى الصادات بعد تحديد العامل والغالب أن يكون العامل الجرثومي المسبب هو جراثيم العقديات وهو تحسس على البنسلين وفي حال التحسس على البنسلين يعطى الإرترومايسين، أمَّا إذا كان المسبب غير الجراثيم فعندئذ يعالج الالتهاب بالاعتماد على السبب.

الوقاية من التهاب الحلق المزمن

يمكن الوقاية من التهاب الحلق المزمن بشكل عام بالحفاظ على الصحة العامة والتزام قواعد النظافة الشخصية في نشاطات الحياة اليومية، وينبغي أيضًا مراجعة الطبيب إذا استمرت أعراض التهاب الحلق الحاد بعد علاجه؛ فقد يكون ذلك مؤشرًا على عدم العلاج الكافي أو أنَّ العلاج غير مناسب أو ربما يشير ذلك إلى وجود حالة مؤهبة للالتهاب، ومن النصائح العامة التي ينبغي مراعاتها للوقاية من الإصابة الآتي:[٤]

  • تجنب مشاركة الطعام والشراب وكذلك الأواني.
  • تجنب الأفراد المرضى.
  • غسل اليدين بالماء كثيرًا، خاصة قبل تناول الطعام وبعد السعال أو العطاس.
  • استخدام المطهرات التي تعتمد على الكحول عند عدم توفر الصابون والماء.
  • تجنب التدخين واستنشاق الدخان السلبي.

المراجع

  1. ^ أ ب ت Sore Throat (Pharyngitis), , "www.drugs.com", Retrieved in 10-1-2019, Edited
  2. ^ أ ب Pharyngitis, , "www.Health24.com", Retrieved in 1-10-2019, Edited
  3. What Is Pharyngitis?, , "www.everydayhealth.com" Retrieved in 10-1-2019, Edited
  4. What is pharyngitis?, , "www.healthline.com", Retrieved in 10-1-2019, edited
5472 مشاهدة
للأعلى للسفل
×