علاج التهاب الركبة

كتابة:
علاج التهاب الركبة

التهابات الركبة

يعد مفصل الرُّكبة من أقوى مفاصل الجسم، إذ إنه يناسب حركة أسفل الساق مع الفخذ مع حمل وزن الجسم، وتعد حركات المفصل أساسيةً للكثير من الحركات اليومية، كالمشي والجلوس والركض، كما يعد مفصل الرُّكبة مفصلًا زلاليًا يتركَّب من 3 عظماتٍ، وهي: عظمات قصبة الساق، والفخذ، والرَّضفة، وتُغلَّف أسطح هذه العظام بطبقة غضروفٍ هَيالينِيٍ رقيقةٍ تُكسِبها سطحًا أملس جدًا وتقي العظم الموجود تحتها من التلف.

يفصل بين عظمتي القصبة والفخذ غضروفٌ مفصليٌ ليفيٌ يعمل كماصٍ للصدمات في الرُّكبة للوقاية من احتكاك عظام الساق خلال أداء الحركات القوية، كالقفز والركض، وتُحاط عظام الرُّكبة بمحفظةٍ مفصليةٍ لتزويدها بالتزييت والقوة، إذ تُبطَّن هذه المحفظة بغشاءٍ زلاليٍ يُكوِّن السائل الزلالي الزَّيتي الذي يملأ الحيز الفراغي بين العظام ويُخفِّف تآكل الرُّكبة واحتكاكها من خلال تزييتها، بينما تُحاط المحفظة بالكثير من الأربطة القوية التي تدعم بُنية الرُّكبة وتُبقي عظامها في ترتيبها الصحيح[١].

يُذكَر أن الرُّكبة تعد ممكان حدوث التهاب المفاصل المُؤذي نتيجة زيادة استخدامها اليومي وزيادة احتمالية تعرُّضها للإصابات، ويوجد التهاب المفاصل بأكثر من 100 نوعٍ يتشارك بعضها في التأثير على الرُّكبة، ومن أبرزها الالتهاب العظمي المفصلي، والتهاب المفاصل النقرسي، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل الحاصل بعد الإصابات.[٢]


علاج الالتهاب العظمي المفصلي

يهدف علاج الالتهاب العظمي المفصلي أساسًا إلى تهدئة الألم واستعادة القدرة على الحركة، وعادةً ما يتضمن العلاج مزيجًا من الطرق الآتية:[٣]

  • مضادات الالتهاب ومسكنات الألم، مثل المُسكِّنات التي لا تستلزم وصفةً طبيةً كالأيبوبروفين والأسيتامينوفين، لكن يُوصَى بعدم تناولها مدةً تتجاوز 10 أيامٍ دون استشارةٍ طبيةٍ، كما قد يصف الطبيب مضادات التهاباتٍ أو أدويةٍ أخرى لتهدئة الألم إذا لم يخف باستخدام المُسكِّنات.
  • حقن حمض الهيالورونيك أو الستيرويدات القشرية في الركبة، إذ تعد من مضادات الالتهاب الفعالة، بينما يوجد حمض الهيالورونيك في المفاصل طبيعيًّا كسائلٍ للتزييت.
  • العلاج الفيزيائي أو الوظيفي، إذ يتعلَّم المُصاب كيفية زيادة مرونة المفصل ودعم العضلات عند المُعالِج الفيزيائي، بينما يتعلَّم كيفية ممارسة النشاطات اليومية بأقل قدرٍ من الألم عند المُعالِج الوظيفي.
  • العلاجات البديلة، كالعلاج بالوخز بالإبر، والمكملات كمكمل الجلوكوزأمين.
  • استخدام الدعامات.
  • ممارسة التمارين الرياضية التي تُقوِّي العضلات المحيطة بالرُّكبة وتزيد ثبات المفصل وتُقلِّل الألم، كما تساهم تمارين التمدُّد في الاحتفاظ بمرونة مفصل الرُّكبة وتحرُّكه.
  • إنقاص الوزن.
  • الجراحة، مثل: جراحة تنظير المفصل، ورأب المفصل، وجراحة نزع جزءٍ من العظم.[٤]


علاج التهاب المفاصل النقرسي

يعد النقرس أحد أنواع التهاب المفاصل المؤلمة والمؤثرة على إصبع القدم الكبير عادةً، لكنه قد يؤثر على أي مفصلٍ، مثل مفاصل الرُّكبتين أو إحداهما، ويحدث النقرس عند ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الجسم، إذ يكوِّن بلوراتٍ حادةً تؤدي إلى حدوث نوباتٍ من التورُّم والألم فجأةً.

يتميز النقرس بعدم وجود علاجٍ شافٍ له، ورغم ذلك يمكن المساهمة في التغلُّب على ألم الرُّكبة وتخفيف نوباته من خلال مزيجٍ من العلاجات المنزلية والأدوية، كالآتي:[٥]

  • الأدوية: مثل مضادات الالتهابات غير الستيرويدية الموصوفة كالإندوميتاسين وغير الموصوفة كالأيبوبروفين، والستيرويدات القشرية التي قد تؤخذ عبر الفم أو تُحقَن في مفصل الرُّكبة للمساهمة في تهدئة الالتهاب والألم، ومسكِّن كولشيسين الذي يستهدف ألم النقرس، لكنه قد يؤدي إلى بعض التأثيرات الجانبية كالغثيان، بالإضافة إلى أدويةٍ أخرى قد تُنقِص عدد النوبات، كالألوبيورينول الذي يُقلِّل تكوين حمض اليوريك في الجسم، بالتالي قد يُقلِّل احتمالات حدوث النقرس في مفاصل إضافيةٍ، ومحفزات بيلة حمض اليوريك كالبروبينسيد التي تُساعد الجسم على إخراج حمض اليوريك الزائد.
  • العلاجات المنزلية: يعد تقليل تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على البيورين من أبرز الوسائل الفعَّالة للسيطرة على النقرس، ومنها: اللحوم الحمراء، والأطعمة البحرية، والمشروبات المُحلَّاة؛ وذلك لأن الجسم يكوِّن الحمض من خلال تحليل البيورين، كما قد يؤدي التوقُّف عن تناول بعض هذه الأطعمة إلى إنقاص الوزن، إذ تعد البدانة أحد عوامل الإصابة بالنقرس، ويمكن تناول الخضار والفواكه والبروتينات منزوعة الدهون والحبوب الكاملة بدلًا منها.


علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي في البداية على المفاصل الصغيرة، لا سيَّما المفاصل التي تصل الأصابع باليدين والقدمين، لكن غالبًا ما تمتد الأعراض مع تطوُّر المرض لتؤثر على الركبتين، والكتفين، والكاحلين، والمعصمين، والكوعين، والوركين، وغالبًا ما توجد هذه الأعراض في ذات المفاصل على جانبي الجسم[٦].

أما بالنسبة لعلاجه فإنه لا يوجد علاجٌ شافٍ للالتهاب، غير أن الدراسات قد أظهرت زيادة إمكانية تهدئة الأعراض عند بدء الخضوع للعلاج بأدوية مضادات الروماتيزم المُعدِّلة للمرض في وقتٍ مبكرٍ، وتتلخص الطرق العلاجية بما يأتي:[٧]

  • الأدوية، إذ يوصي الأطباء بأنواع مختلفة منها وفقًا لحدة الأعراض ومدة المعاناة من الالتهاب، مثل: أدوية الستيرويدات القشرية، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية الموصوفة وغير الموصوفة، ومضادات الروماتيزم المُعدِّلة للمرض، والأدوية المعدِّلة للاستجابة البيولوجية.
  • العلاج الفيزيائي أو الوظيفي.
  • الإجراءات الجراحية، مثل: ترميم الأوتار المحيطة بالمفصل، واستئصال الغشاء الزلالي، وجراحة استبدال المفصل.
  • يمكن اتباع بعض طرق العناية الذاتية بالتزامن مع استخدام الأدوية للمساهمة في السيطرة على الأعراض، مثل: ممارسة التمارين الرياضية السهلة بانتظامٍ، وأداء تقنيات الاسترخاء، والعلاج باستخدام الحرارة أو البرودة.
  • يمكن استشارة الطبيب بشأن اللجوء إلى العلاج المكمِّل أو البديل، كاستخدام الزيوت النباتية أو زيت السمك، كما يمكن اللجوء إلى تمارين تاي تشي السهلة تحت توجيه المدرِّب، وذلك مع ضرورة تجنُّب الحركات المسبِّبة للألم.


المراجع

  1. Tim Barclay, PhD (16-7-2019), "Knee Joint"، www.innerbody.com, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  2. Rachel Nall RN BSN CCRN (26-2-2019), "Arthritis in the knee: What you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  3. David Zelman, MD (20-6-2019), "Osteoarthritis of the Knee (Degenerative Arthritis of the Knee)"، www.webmd.com, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  4. David Zelman, MD (20-6-2019), "Osteoarthritis of the Knee (Degenerative Arthritis of the Knee)"، www.webmd.com, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  5. James Roland (25-10-2018), "How Gout Can Affect Your Knee"، www.healthline.com, Retrieved 20-9-2019. Edited.
  6. Mayo Clinic Staff (1-3-2019), "Rheumatoid arthritis"، www.mayoclinic.org, Retrieved 20-9-2019. Edited.
  7. Mayo Clinic Staff (1-3-2019), "Rheumatoid arthritis"، www.mayoclinic.org, Retrieved 20-9-2019. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×