محتويات
الجهاز البولي
يقوم الجهاز البولي أو ما يسمى بالجهاز الكلوي بالعمل على إنتاج البول ومن ثم تخزينه وإزالته من الجسم، ويعتبر البول من الفضلات التي تفرزها الكلى والذي يتم صنعه عن طريق ترشيح الفضلات والماء الموجود في الدم، بعد هذه العملية فإن البول ينتقل من الكلى عبر الحالبين إلى المثانة حيث يتم تخزينه إلى حين ازدياد مستوياته لنسبة معينة، ويتم التخلص من هذا المخزون عن طريق التبوّل عبر مجرى البول، كما يتعرّض الجهاز البولي لمجموعة مختلفة من الالتهابات والمشاكل التي قد تعيق عمل هذا النظام كالانسداد والإصابات المختلفة، ويستعرض المقال أبرز طرق علاج التهاب الكلى والأعراض المرافقة للالتهاب وطرق تشخيص المرض والوقاية منه.[١]
التهاب الكلى
تعتبر الكلى من الأعضاء المهمة جدًا في جسم الإنسان وهي عبارة عن عضوين على شكل الفاصولياء، وتعمل الكلى على ترشيح الدم من الفضلات والماء الزائد للمحافظة على توازن الجسم، ويؤدي الالتهاب في الكلى وهو الحالة الناجمة عن التهاب الوحدات الوظيفية للكلى أو كبيبات الكلى إلى الإصابة بالتدهوّر في وظائفها مما يؤدي إلى العديد من المشاكل والأعراض التي تؤثر على الجسم بشكل عام، كما تتعدد أنواع التهاب الكلى نظرًا لاختلاف أسباب الإصابة بالالتهاب مما يؤدي إلى ظهور بعض الأنواع بشكل مفاجئ في حين تظهر أنواع أخرى بشكل مزمن يتطور مع الزمن، وتختلف طرق علاج التهاب الكلى باختلاف الأسباب المؤدية للإصابة ونوع الالتهاب.[٢]
أنواع التهاب الكلى
يعتمد علاج التهاب الكلى على أسباب الإصابة ونوعها، لذلك يقوم الأطباء بإجراء الفحوصات المختلفة لمعرفة هذه الأسباب والوصول إلى العلاج المناسب، وتؤدي بعض العوامل المختلفة كالأمراض ومشاكل المناعة دورًا في الإصابة بالتهاب الكلى، ومن أبرز أنوع التهاب الكلى ما يأتي:[٢]
التهاب كبيبات الكلى الحاد
يتطور هذا النوع من التهاب الكلى بشكل مفاجئ بعد التعرّض للعدوى الشديدة كالتهاب الحلق الشديد أو التهاب الكبد أو نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، كما يمكن أن يؤدي مرض الذئبة والتهاب الأوعية الدموية إلى الإصابة بالتهاب الكلى الحاد الذي يتطلب العناية الطبيّة العاجلة.
التهاب الكلى الناجم عن الإصابة بالذئبة
يعتبر مرض الذئبة من أمراض المناعة الذاتية التي تعمل على مهاجمة الأنسجة السليمة في الجسم، كما أن أكثر من نصف المصابين بمرض الذئبة قد يصابون بالتهاب الكلى الناجم عن خلل الجهاز المناعي، وتشمل الأعراض الناجمة عن التهاب الكلى في هذه الحالات ما يأتي:
- ظهور البول بشكل رغوي.
- ارتفاع ضغط الدم.
- حدوث تورّم للقدمين والكاحلين والساقين.
كما قد يلاحظ بعض الاشخاص أعراضًا أخرى للمرض تتمثل بمشاكل المفاصل وارتفاع درجة الحرارة المصاحب للطفح الجلدي، وتختلف شدة أعراض مرض الذئبة بين المصابين لتصل إلى مراحل قد تهدد الحياة، لذلك ينصح بطلب الرعاية الصحية والبدء في علاج التهاب الكلى الناجم عن هذا المرض للحد من زيادة التلف الكلوي.
متلازمة ألبيرت أو التهاب الكلى الوراثي
يمكن أن تؤدي الإصابة بمتلازمة ألبيرت إلى الفشل الكلوي بالإضافة إلى الإصابة بمشاكل الرؤية والسمع، كما تنجم الإصابة بهذه المتلازمة نتيجة حدوث خلل في الجينات الوراثية، وتظهر هذه المتلازمة بشكل أكثر حدة عند الرجال.
التهاب كبيبات الكلى المزمن
يتطور التهاب كبيبات الكلى المزمن ببطء مع الزمن ويمكن أن يتسبب بالإصابة ببعض الأعراض في المراحل المبكرة منه، وكما هو الحال مع التهاب كبيبات الكلى الحاد فإن هذا الالتهاب يمكن أن يؤدي إلى حدوث التلف الشديد في الكلى والفشل الكلوي.
اعتلال الكلية الناجم عن الأجسام المضادة
يعتبر هذا النوع من أكثر أنواع التهاب الكلى شيوعًا والذي ينجم جراء تراكم رواسب الأجسام المضادة في الكليتين مما يسبب التهابها، وتجدر الإشارة إلى أن الجهاز المناعي يقوم بخلق الأجسام المضادة للمساعدة في محاربة المواد والأجسام الضارة التي تدخل الجسم، كما أن الاطباء قد يفوتون تشخيص المرض عند الشباب نتيجة عدم القدرة على تحديد أعراضه المبكرة، ويمكن علاج التهاب الكلى في هذه الحالات عن طريق استخدام أدوية ضغط الدم.
التهاب الكلى الخلالي
يحدث التهاب الكلى الخلالي نتيجة التعرّض للعدوى أو نتيجة تناول بعض الأدوية التي تؤثر على الكلى، ويتطور هذا النوع من التهاب الكلى بسرعة كبيرة، كما يمكن الشفاء من هذا الالتهاب في غضون بضعة اسابيع إذا تم التوقف عن تناول الأدوية التي أدت للإصابة، مع ذلك فإن التهاب الكلى الخلالي يمكن أن يتطور في بعض الأحيان إلى الفشل الكلوي.
أسباب التهاب الكلى
تختلف أسباب التهاب الكلى من شخص إلى آخر لذلك يلجأ الأطباء إلى العديد من الفحوصات لتشخيص وتحديد طرق علاج التهاب الكلى، كما أنه في الغالب ما ترتبط الإصابة بالالتهاب وأمراض الكلى بالعوامل الوراثية التي يتم تناقلها بين الأجيال، وتلعب بعض الأسباب الأخرى دورًا في التهاب الكلى كالإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة والتهاب الكبد الوبائي، كما أنه في بعض الحالات قد يحدث التلف الكلوي نتيجة تناول بعض الأدوية كالمضادات الحيوية أو نتيجة تناول كمية كبيرة من مسكنات الألم والأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرودية أو نتيجة تناول الأدوية المدرة للبول.[٢]
عوامل خطر الإصابة بالتهاب الكلى
تلعب الكثير من العوامل المختلفة دورًا في الإصابة بالتهاب الكلى، وتختلف هذه العوامل بين المصابين لتشمل العوامل الوراثية التي يتم تناقلها بين الأجيال بالإضافة إلى الأمراض المختلفة كأمراض المناعة الذاتية وغيرها، ومن أبرز الأسباب التي تم التوصل إليها ما يأتي:[٢]
- وجود تاريخ عائلي مرتبط بأمراض الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بداء السكري.
- زيادة الوزن والبدانة.
- الإصابة بأمراض القلب.
- الأشخاص بعمر الستين فما فوق.
أعراض التهاب الكلى
يعتمد الأطباء بشكل كبير على الاعراض إلى جانب الفحوصات لتحديد طريقة علاج التهاب الكلى، مع ذلك فإن الأعراض نادرًا ما تكون شديدة في المراحل المبكرة لالتهاب الكلى، كما يمكن أن تشير بعض الأعراض إلى وجود الإصابة بالمرض ومنها ما يأتي:[٢]
- حدوث تغير في عادات التبول.
- الإصابة بالتورّم في أماكن مختلفة من الجسم كاليدين والقدمين بالإضافة إلى الكاحلين والوجه.
- حدوث تغير في لون البول.
- ظهور البول بشكل رغوي.
- ظهور الدم في البول.
تشخيص التهاب الكلى
يعتمد علاج التهاب الكلى بشكل رئيس على التشخيص الصحيح للحالة، كما أنه في بعض الحالات قد يقوم الطبيب بكشف التهاب الكلى أثناء إجراء الفحص الروتيني للدم أو البول، ويشير وجود البروتين في البول إلى وجود مشكلة في الوظائف الكلوية، كما يمكن اللجوء إلى فحص مستويات الفضلات أو الكرياتينين في الدم للمساعدة في تشخيص حالات الالتهاب، مع ذلك فإنّ أخذ الخزعة يعتبر من أفضل الوسائل لتشخيص هذا الالتهاب، ويتم أخذ الخزعة من الكلى وإرسالها إلى المختبر لتحديد نوع الالتهاب بشكل أدق.[٢]
علاج التهاب الكلى
تختلف طرق علاج التهاب الكلى باختلاف أنواعه والأسباب المؤدية للإصابة به، لذلك يجب طلب الرعاية الصحية وزيارة الطبيب المختص للقيام بالفحوصات الشاملة والتي تساعد في الوصول إلى التشخيص الصحيح، ومن أبرز طرق علاج التهاب الكلى ما يأتي:
علاج التهاب كبيبات الكلى الحاد
يعتمد علاج التهاب الكلى في هذه الحالة على أدوية ضغط الدم خاصةً في حال كان ارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيس للإصابة، ويتم وصف الأدوية المثبّطة للإنزيم المسؤول عن تحويل الأنجيوتنسين لعلاج ضعط الدم، ومن أبرز الأدوية المستخدمة للسيطرة على الضغط في هذه الحالات ما يأتي:[٣]
- الكابتوبريل.
- الليسينوبريل.
- البيريندوبريل.
- اللوزارتان.
- الإيربيسارتان.
- الفالسارتان.
كما يمكن اللجوء إلى أدوية الكورتيكوستيرويدات في حالات المناعة الذاتية بالإضافة إلى استخدام علاج فصادة البلازما والذي يقوم بإزالة البلازما من الدم واستبداله بالسوائل الوريدية أو البلازما التي لا تحتوي على الأجسام المضادة.
علاج التهاب الكلية الذئبي
يعتمد علاج التهاب الكلى في هذه الحالة على نوع التهاب الكلية الذئبي والذي ينقسم إلى خمسة أنواع، كما يتم تحديد نوع التهاب الكلية الذئبي بواسطة الخزعة، ومن أبرز طرق علاج التهاب الكلى قي هذا الحالة ما يأتي:.[٤]
- أدوية الستيرويد القشرية: تعمل هذه الأدوية كمضاد للالتهابات ولكنها قد تؤدي إلى مجموعة من الأعراض الجانبية الخطيرة.
- أدوية مثبطة للمناعة: تعمل هذه الادوية عن طريق تثبيط نشاط الجهاز المناعي الذي يهاجم الكلى وتشمل السيكلوفوسفاميد والآزوثيوبرين والميكوفينولات.
- أدوية علاج ضغط الدم وأدوية منع التجلّط: تساعد هذه الأدوية في السيطرة على ضغط الدم ومنع المضاعفات المترتبة على الإصابة.
كما ويمكن اللجوء إلى غسيل الكلى في حالات الفشل الكلوي وعدم الاستجابة للأدوية المختلفة، وفي مرحلة ما من المرض سيحتاج المريض إلى اللجوء لزراعة الكلى.
علاج متلازمة ألبيرت
يهدف العلاج في هذه المرض إلى السيطرة على الأعراض ومراقبة حالة المرضى، ومن أبرز طرق العلاج والسيطرة على المرض ما يأتي:
- اتباع نظام غذائي قليل بالأملاح والسوائل والبوتاسيوم والبروتين.
- تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم.
- تناول بعض الأدوية التي تبطئ عملية تلف الكلى.
كما يمكن علاج فقدان السمع عن طريق استخدام أجهزة السمع، ويتم التعامل مع المشاكل في العين حسب الحاجة.[٥]
علاج التهاب كبيبات الكلى المزمن
يحتاج المريض إلى تقليل كميات البروتين والملح بالإضافة إلى البوتاسيوم في النظام الغذائي عند الإصابة بهذا المرض، كما يجب مراقبة كمية السوائل التي يشربها الشخص، وقد يوصى الطبيب بتناول مكمّلات الكالسيوم ومدرّات البول للتقليل من التورّم.[٣]
علاج التهاب الكلى الناجم عن الأجسام المضادة
يصعب علاج هذا النوع من التهابات الكلى نظرًا لعدم توصّل الأطباء إلى علاج فعلي له، كما لا توجد طريقة لتحديد تطوّر المرض مع الزمن، وفي بعض الحالات قد يحتاج المصابين إلى المراقبة لتحديد تطوّر المرض، أما بالنسبة لحالات اخرى فيمكن استخدام بعض الأدوية لإبطاء تقدم المرض ومنها ما يأتي:[٦]
- أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم: تعمل هذه الأدوية على المساعدة في تقليل ضغط الدم وفقد البروتين من الجسم.
- أحماض الاوميجا 3: تعمل هذه الأحماض ومنها زيت السمك على تقليل الالتهاب دون الإصابة بالآثار الجانبية.
- أدوية تثبيط المناعة: تساعد هذه الأدوية في تثبيط الاستجابة المناعية ومنع الجهاز المناعي من مهاجمة الكلى، كما يمكن أن تؤدي هذه الأدوية إلى الإصابة بالآثار الجانبية كارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر فيه.
- أدوية خفض الكوليسترول: تساعد في خفض نسبة الكوليسترول العالية في الدم وتبطئ عملية تلف الكلى.
- الأدوية المدرّة للبول: تساعد هذه الأدوية في إزالة السوائل الزائدة من الدم.
علاج التهاب الكلى الخلالي
يعتمد العلاج على السبب الرئيس للإصابة فعلى سبيل المثال يمكن علاج التهاب الكلى الخلالي الناجم عن تناول الأدوية عن طريق التوقّف عن تناولها، كما يمكن علاج الحالات الأخرى بالأدوية المضادة للالتهابات، ويؤدي العلاج السريع للحالة إلى الشفاء التام عند أغلب المصابين، وفي حال تسبّب التهاب الكلى الخلالي بتلف دائم في الكلى فإن العلاج يتطلّب إزالة الأملاح من النظام الغذائي للمساعدة في تقليل احتباس الماء والتقليل من ارتفاع ضغط الدم، كما أن اتباع نظام غذائي تنخفض فيه نسبة البروتين قد يساعد في تحسين الوظائف الكلوية، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي إلى غسيل الكلى أو عملية الزرع.[٧]
مضاعفات التهاب الكلى
يؤدي عدم علاج التهاب الكلى إلى مضاعفات تؤثر على الوظائف الكلوية والجسم بشكل عام، وينجم عن الفشل الكلوي تراكم للسموم والسوائل في الجسم والتي من شأنها أن تؤثر على وظائف الأعضاء الاخرى كالقلب والدماغ وغيرها، ومن أبرز مضاعفات التهاب الكلى ما يأتي:[٨]
- الإصابة بالفشل الكلوي الحاد: يؤدي حدوث الالتهاب الحاد إلى فقدان الجزء المسؤول عن ترشيح الدم مما ينجم عنه تراكم للفضلات في الكلى، وفي بعض هذه الحالات قد يحتاج المريض للغسيل الكلوي.
- الإصابة بالفشل الكلوي المزمن: فشل الكلى المزمن هو خسارة الكلى لقدرتها على تصفية الدم بشكل تدريجي، ويؤدي تدهور الوظائف الكلوية وانخفاضها إلى أقل من عشرة في المائة من قدرتها إلى الإصابة بمرض الكلى في المرحل النهائية، وتتطلب هذه الحالات القيام بالغسيل الكلوي المستمر أو زرع الكلى.
- ارتفاع ضغط دم: يؤدي انخفاض وظائف الكلى وتراكم السموم في الدم إلى ارتفاع الضغط فيه مما يؤثر على الأعضاء الأخرى في الجسم.
- الإصابة بالمتلازمة الكلائية: يؤدي الإصابة بهذه المتلازمة إلى خسارة البروتين في البول وانخفاض نسبته في الدم مما يتسبب في ارتفاع الكوليسترول والإصابة بالتورم في مناطق مختلفة من الجسم.
الوقاية من التهاب الكلى
يساعد تغيير بعض الممارسات اليومية ونمط الحياة في تقليل خطر الإصابة بالتهاب الكلى وعلى الرغم من اتباع هذه الطرق إلا أنه ليس من الممكن الوقاية من هذه الالتهابات دائمًا، ومن أبرز النصائح والطرق التي قد تساعد في الوقاية من التهاب الكلى ما يأتي:[٢]
- ينصح بالحفاظ على الوزن الصحي.
- ينصح بالتوقف عن التدخين.
- ينصح بالسيطرة والحفاظ على ضغط الدم ونسبة السكر فيه ضمن الحدود الصحية.
- ينصح بممارسة التمارين الرياضة بانتظام.
- ينصح باعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن للمساعدة في الحفاظ على صحة الكلى.
المراجع
- ↑ "Urinary System: Facts, Functions & Diseases", www.livescience.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "What to know about nephritis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Glomerulonephritis (Bright's Disease)", www.healthline.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ↑ "Lupus Nephritis", www.webmd.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ↑ "Alport syndrome", medlineplus.gov, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ↑ "IgA nephropathy (Berger's disease)", www.mayoclinic.org, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ↑ "Interstitial Nephritis", www.healthline.com, Retrieved 25-10-2019.
- ↑ "Glomerulonephritis", www.mayoclinic.org, Retrieved 25-10-2019. Edited.