علاج الجرب

كتابة:
علاج الجرب

الجرب

الجرب (Scabies)، أو ما يُشار إليه بحكة السبع سنوات، هو مرض جلدي مثير للحكّة ناجمة عن الإصابة بعث مجهري يطلق عليه اسم القارمة الجَرَبِيَّة، وتشيع الإصابة به في مختلف أنحاء العالم، وقد يؤثر في كثير من الأشخاص، وينتشر سريعًا في الأوضاع والأماكن المزدحمة التي يكثر فيها الاتصال الجلدي المباشر بين الأشخاص؛ مثل: المستشفيات، ومراكز رعاية الأطفال، ودور التمريض، وقد ينتشر عن طريق مشاركة الملابس والمناشف والشراشف أحيانًا، ويصيب أفراد العائلة بسهولة.

وربما يسهل انتشار العدوى من الشّخص المُصاب إلى آخر سليم في حالات الإصابة بجرب مكسوّ بالقشرة، وتجدر الإشارة إلى أن الجرب الذي يُصيب الحيوانات مختلف عن ذلك الذي يُصيب الإنسان، فلا ينتقل الجرب من الحيوانات الأليفة إلى الإنسان، ويعاني المصابون من ظهور عدد من الأعراض؛ مثل: انتشار الطفح الجلدي، أو البثور المثيرة للتهيّج والحكّة الشديدة، خاصّة خلال الليل، وظهور القروح نتيجة خدش الجلد، ويُشخّص الجرب عن طريق مشاهدة نوع الطفح الجلدي، والكشف عن وجود حفر في الجلد. كما يُجرى العلاج باستخدام بعض المستحضرات أو غسولات للجلد، ويتوجّب غسل أغراض الشخص المصاب بالعدوى؛ مثل: الملابس، والشراشف، والمناشف بالماء الساخن، وتجفيفها باستخدام مجفف ساخن.[١]


علاج الجرب الطبي

يقتضي علاج الجرب القضاء على العدوى الطّفيلية باستخدام الأدوية، فقد يصف الطّبيب بعض الكريمات والمستحضرات الجلدية للعلاج، ويُرجّح أن يوصي الطّبيب بتطبيق أدوية الجرب على الجسم كله بدءًا من الرقبة إلى أسفل الجسم، ويترك الدواء لمدة تتراوح بين 8 إلى 10 ساعات على الأقلّ، وتستلزم بعض العلاجات استخدامها مرة ثانية، كما تتطلب بعض حالات الإصابة التي يتكرر فيها ظهور حفر وطفح جلدي جديد الحاجة إلى تكرار العلاجات.[٢]

قد يوصي الطبيب بعلاج أفراد الأسرة جميعهم والأشخاص الذين تكثر زيارتهم وتعاملهم مع المصابين بعدوى الجرب حتى عند عدم ظهور أيّ علامات للإصابة لديهم؛ نظرًا لسهولة انتشار الجرب. ومن الأدوية التي قد يصفها الطبيب للعلاج ما يلي:[٢]

  • كريم البيرمثرين؛ الذي يُطبّق موضعيًا ويحتوي على مواد كيميائية تتكفل بالقضاء على عث الجرب وبيوضه، ويشكّل خيارًا آمنًا للبالغين، والنساء الحوامل، والأطفال البالغين من العمر شهرين فما فوق.
  • دهون الليندان؛ يوصي الطبيب باستخدامه للأشخاص الذين يتعذّر عليهم تحمّل العلاجات المعتمدة الأخرى، أو عند عدم فاعلية العلاجات الأخرى، ولا يُعدّ هذا الدواء خيارًا آمنًا للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 10 سنوات، والنساء الحوامل، والمرضعات، والأشخاص الذين تقلّ أوزانهم عن 50 كيلو غرامًا.
  • كروتاميتون؛ يوجد في شكل كريم أو دهون، ويوضع على الجسم مرةً واحدة في اليوم ولمدة يومين، ولم تثبت درجة أمانه بالنسبة للأطفال، أو البالغين في عمر 65 عامًا فما فوق، أو النساء الحوامل، أو المرضعات، وفي الحقيقة قد أبُلِغ عن تكرار فشل العلاج به.
  • الأيفرميكتين، فقد يصف الأطباء هذا الدواء الذي يؤخَذ عن طريق الفم للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز المناعي، أو الأشخاص المصابين بالجرب المتقشّر الذي يُشار إليه أيضًا بالجرب النرويجي، أو أؤلئك الذين لم يستجيبوا للكريمات والمراهم الموصوفة، ولا يُوصَى بتناول دواء إيفرمكتين للنساء الحوامل، أو المرضعات، أو الأطفال الذين تقلّ أوزانهم عن 15 كغم.


علاج الجرب المنزلي

قد تقضي الأدوية السابق ذكرها على العثّ المسبب للجرب في الحال، إلّا أنّ الحكّة قد تستمر لعدّة أسابيع، وقد يصف الأطباء أدوية موضعية أخرى؛ مثل: المراهم المحتوية على الكبريت ذات القاعدة الزيتية البترولية للأشخاص الذين لم يستجيبوا للأدوية، أو يتعذّر عليهم استخدام هذه الأدوية. وفي الحقيقة قد يساهم اتباع بعض الإجراءات في تخفيف الحكّة التي قد تستمرّ لبعض الوقت من استخدام الدواء للقضاء على العث، ومن هذه الإجراءات ما يلي:[٢][٣]

  • تبريد ونقع الجلد في الماء البارد، أو حمام من دقيق الشّوفان، أو وضع منشفة مبللة باردة على مناطق الجلد المتهيجة.
  • استخدام الدهون الملطفة؛ مثل: الكالامين والذي يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، فقد يخفف الحكّة وتهيج الجلد البسيط.
  • مضادات الهيستامين غير الملزمة بوصفةٍ طبية، فقد تخفف أعراض الحساسية الناجمة عن الجرب.
  • زيت شجرة الشاي، قد يساعد استخدام زيت شجرة الشاي في تخفيف الحكة، والتخلص من الطفح الجلدي، لكن لا يستطيع هذا العلاج قتل الحشرات المتوغلة داخل الجلد.
  • جل الألوفيرا، إذ إنّه ذو فاعلية في تخفيف الحكّة والتهيج الجلدي، ومن الجدير بالذكر استخدام جل الألوفيرا النقي وليس المستحضرات المصنعّة.
  • كريم الكابسيسين المستخلص من الفلفل الحار، إذ يساعد على تخدير الجلد، وتخفيف الألم الناجم عن الجرب.
  • الزيوت الأساسية، يُعدّ زيت القرنفل فعّالًا في قتل الحشرات، وقد يكون لزيت عشب الليمون، وزيت اللافندر، وجوزة الطيب فعالية أيضًا في علاج الجرب.
  • المستحضرات الصابونية المصنوعة من لحاء وأوراق وبذور شجرة النيم، التي قد تكون ذات فاعلية في قتل حشرات الجرب.


الوقاية من الجرب

يمكن الوقاية من إعادة الإصابة بعث الجرب مرة أخرى، ومن انتشاره إلى الأشخاص الآخرين باتباع الطرق الآتية:[٢]

  • تنظيف الملابس وأغطية السرير بالماء المغلي والصابون، إذ يجدر تنظيف وغسيل أيّ ملابس أو مناشف وأغطية استُخدمت خلال 3 أيام قبل بدء العلاج، كما ينبغي تجفيفها في درجة حرارية عالية، أو إرسالها إلى أماكن التنظيف الجاف.
  • تجويع وعزل حشرات الجرب، إذ يجب وضع الممتلكات الشخصية غير القابلة للغسيل في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، ووضع تلك الأكياس في أماكن منعزلة -مثل كراج المنزل- لعدة أسابيع؛ إذ تموت الحشرات بعد عدة أيام دون غذاء.


أعراض الجرب

تتباين المدة التي تظهر فيها أعراض الجرب لدى الأشخاص الذين لم تسبق لهم الإصابة بمرض الجرب عن تلك النّاشئة لدى الأشخاص الذين سبقت لهم الإصابة بهذه الحالة، إذ تتطوّر الأعراض في المرة الأولى التي يتعرّض فيها الشخص للإصابة بعث الجرب في غضون أسبوعين إلى ستة أسابيع، في حين يستغرق ظهورها في المرات المتتالية للإصابة مدة أقصر تتراوح بين يوم إلى 4 أيام؛ نظرًا لسرعة استجابة جهاز المناعة في الجسم. ومن هذه الأعراض ما يلي:[٤]

  • الإحساس بـالحكة التي تزداد حدة، وتشتد خلال الليل.
  • ظهور الطفح الجلدي، إذ ينقّب العث الجلد مُشكّلًا خطوطًا أو مسارات من الحفر يشيع ظهورها في ثنايا الجلد، وتشبه الشرى، أو اللدغات، أو البثور، أو تظهر في شكل بقع من الجلد المتقشّر.
  • القروح، التي تتشكل في مناطق الجلد المصابة نتيجة خدشها عند حكّها، وقد تنجم عن القروح المفتوحة إصابة الأشخاص بالقوباء الناجمة عن عدوى ثانوية ببكتيريا المكوّرات العنقودية الذهبية.
  • تشكّل القشور السميكة على الجلد، التي تحتوي على المئات إلى الآلاف من العث وبيوضه، مما يسبب ظهور أعراض شديدة، ويُشار لهذه باسم الجرب النرويجي.

يصيب الجرب بعض مناطق الجسم أكثر من غيرها، ويمكن بيان هذه المناطق على النحو الآتي:[٤]

  • أكثر المناطق شيوعًا لدى البالغين: وتتضمن هذه:
    • المناطق الموجودة بين الأصابع، أو المحيطة بالأظافر.
    • الإبطان.
    • محيط الخصر.
    • الأجزاء الداخلية من المعصمين.
    • المنطقة الداخلية من المرفق.
    • باطن القدمين.
    • الثديان -خاصة المناطق المحيطة بالحلمات-.
    • الأعضاء التناسلية الذكرية.
    • الأرداف.
    • الركبتان.
    • ألواح الكتف.
  • أكثر المناطق شيوعًا لدى الرضع والأطفال الصغار: وتتضمن هذه:


أسباب الجرب

يصاب الأشخاص بالجرب نتيجة تعرّضهم للمهاجمة عن طريق عث القارمة الجريبية ذي ثماني الأرجل، وهي ذات حجم صغير جدًا لا يُرى بالعين المجردة، إلّا أنّ آثار عضّه تظهر على الجلد، فيحفر العث الطبقة العليا من البشرة ليتمكن من التغذية والعيش في جسم الإنسان، وتضع إناثه البيض وتتكاثر على البشرة، وينتج عن ذلك استجابة الجلد لوجود العث والبيوض عليه المُسبِّبة لظهور طفح جلدي ذي لون أحمر مثير للحكة.[٣]

يسهّل انتقال عدوى الجرب من شخص إلى آخر عند التلامس والاتصال المباشر بين جلد الشخص المصاب والسليم، وقد ينتشر عند استخدام وملامسة أثاث المنزل، أو الملابس، أو الشراشف المحتوية عليه، ويكثر انتشار عدوى الجرب بسهولة في المنشآت التي يبقي فيها الأشخاص على اتصال وثيق بعضهم ببعض؛ مثل: دور رعاية المسنين، أو مرافق الرعاية الصحية الممتدة.[٣]


المراجع

  1. "Scabies", medlineplus.gov,6-7-2016، Retrieved 13-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Scabies", mayoclinic,7-7-2018، Retrieved 13-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Shannon Johnson (3-4-2019), "Everything You Need to Know About Scabies"، www.healthline.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Lori Smith (7-12-2017), "What does scabies look like?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-11-2019. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×