علاج الخفقان

كتابة:
علاج الخفقان

خفقان القلب

الخفقان هو حالة يشعر بها المُصاب بتسارع دقات القلب أو نبضه بشدة، ويشعر الأشخاص بتسابق وتخطٍ لبعض الدقات، أو رفرفة في القلب، وقد يُحسّون به في الصدر، أو الحلق، أو الرقبة، وفي الحقيقة لا يشير الإحساس بالخفقان إلى الإصابة باضطراب خطير أو مسبِّب للضرر في معظم الأحيان، إلّا أنّها تُسبِّب الانزعاج للمُصاب والخوف، وتتلاشى حالات خفقان القلب تلقائيًا دون الحاجة إلى العلاج غالبًا، وينشأ نتيجة عدد من الأسباب الشّائعة؛ مثل: التوتر، أو القلق، أو الإكثار من شرب الكافيين أو الكحول أو النيكوتين، وقد تعاني الحوامل منه أيضًا. لكن ربما يشير الخفقان في بعض الحالات النادرة إلى الإصابة بأمراض القلب، لذا ينبغي للأشخاص الحصول على رعاية طبية عاجلة عند تصاحبه مع ظهور أعراض أخرى؛ مثل: الشّعور بضيق في التنفس، والدوخة، وألم في الصدر، والإغماء، ويُنفّذ التشخيص بإجراء فحص بدني، والاستماع إلى دقات القلب، ومراجعة التاريخ الطبي، وقد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات إضافية لتحديد السبب الكامن، ويتمثّل العلاج بعلاج الاضطراب أو الحالة المُسبّشبة له، وقد يساهم إجراء بعض تغييرات نمط الحياة؛ مثل: السيطرة على التوتر والإجهاد، في تقليل خفقان القلب أو التخلص منه في حالة عدم الإصابة باضطرابات صحية أخرى مُسبِّبة له.[١]


نصائح للسيطرة على خفقان القلب

يعتمد علاج خفقان القلب على معرفة السبب الكامن خلف الحالة، وفي الحالات التي لا ينتج فيها الخفقان عن الإصابة باضطرابات صحية أخرى، يمكن علاجه باتباع تدابير بسيطة يمكن بيانها على النحو الآتي:[٢]

  • الاسترخاء: تساعد تقنيات الاسترخاء على تقليل الخفقان، إذ يمكن أن يكون للتوتر الكثير من الآثار السلبية على الصحة، إذ إنه أحد مُسبِّبات الخفقان القلب كما قد يجعل الخفقان أسوأ، ومن تقنيات الاسترخاء التي تساعد على التخلص من الخفقان التأمل، والتنفس بعمق، واليوغا، وقضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، وممارسة الرياضة، وأخذ فترات راحة قصيرة من العمل أو الدراسة.
  • التقليل أو التخلص من تناول المنشطات: تصبح أعراض خفقان القلب ملحوظة بعد استخدام المنبهات أو تزيد حدتها، ومن مصادر المنبهات التي يجب تجنبها، التدخين، وأدوية البرد والسعال، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والصودا، ومثبطات الشهية، بالإضافة إلى المخدرات والماريجوانا، كما وقد تُسبِّب بعض أدوية الصحة العقلية، وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم الإصابة بالخفقان، لذا قد يُنصَح باستشارة الطبيب بشأن ذلك في حال انزعاج المُصاب.
  • الحفاظ على توازن الكهرليّات: الكهرليات هي جزيئات موجودة في جميع أنحاء الجسم تساعد على نقل الإشارات الكهربائية في الجسم، وتلعب هذه الإشارات دورًا مهمًا في تنظيم ضربات القلب، ويمكن للشخص أن يزيد عدد الكهرليات عن طريق الأطعمة الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، ومن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: الأفوكادو، والموز، والسبانخ، والبطاطا، في حين تعد منتجات الألبان والخضروات الورقية الخضراء غنية بالكالسيوم، أما المغنيسيوم فيتواجد بالمكسرات، والأسماك، والخضروات.
  • الحفاظ على كمية مناسبة من السوائل: عندما يكون الجسم مصابًا بالجفاف يجبر القلب على العمل بجهد وقوة أكبر لضخ الدم وتدويره عبر الجسم، مما يؤدي إلى الخفقان، ويساعد شرب كميات كافية من المياه طول اليوم على التخلص من الخفقان.
  • تجنب تناول المشروبات الكحولية: قد يزيد تناول الكحول من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وخفقان القلب واحد من أعراض الرجفان الأذيني.
  • أداء التمارين الرياضية بانتظام: تحسن الرياضة من صحة القلب والأوعية الدموية عامةً، وتساعد على استعادة ضربات القلب الطبيعية، وتقوي القلب وتقلل الرجفان، وتساعد أيضًا على تقليل التوتر والقلق، ومن الرياضات التي يُنصَح بممارستها: المشي، والجري، والسباحة، وركوب الدراجات.
  • طرق أخرى: ومن ذلك:[٣]
    • الحرص على تناول الأطعمة الصّحية بانتظام.
    • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
    • تجنّب تناول الأدوية غير الملزمة بوصفة طبية، التي قد يترتب على تناولها حدوث خفقان في القلب.

علاجات طبية لخفقان القلب

يرتكز العلاج على طبيعة وشدّة الأعراض الناشئة لدى الأشخاص والأسباب الكامنة وراء حدوث الاضطراب، ويمكن بيانه على النحو الآتي:[٣]

  • الأدوية، قد يوصي الطبيب بعض الأشخاص الذين يعانون من الخفقان باستخدام أدوية مضادات اضطراب النظم، وهي أدوية تُوصَف لعلاج اضطرابات نظم القلب، وقد يصف الطبيب أدوية أخرى لعلاج اضطراب النظم عند عدم فاعلية هذه الأدوية كما ينبغي؛ مثل: الأدوية التي تستهدف قنوات الصوديوم، أو البوتاسيوم في القلب. ويمكن بيان بعض هذه الأدوية على النحو الآتي:[٤]
    • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وهي تعمل عن طريق فتح الشّرايين أو توسيعها.
    • الأدوية المضادّة للقلق، وتشمل الورازيبام(Lorazepam)، أو ألبرازولام (Alprazolam).
    • حاصرات بيتا التي تستخدم لإبطاء معدّل ضربات القلب، وتُحسّن تدفّق الدّم عبر الجسم.
    • حاصرات قنوات الكالسيوم، وتستخدم لعلاج آلام الصّدر، أو ارتفاع ضغط الدّم، أو دقّات القلب غير المنتظمة.
    • مدرّات البول، التي تساعد على التخلُّص من السوائل الزائدة.
    • الديجوكسين.
  • الإجراءات الطبية، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام بعضها في علاج الحالات الشّديدة من الخفقان، وتتوفر ثلاثة أنواع رئيسة منها تُوضّح في الآتي:
    • الجَذّ القثطاري أو الاستئصال بالقسطرة، هو إجراء يُمرَّر فيه أنبوبة قسطرة طويلة يُدخِلها الجرّاح عبر الوريد العميق الممتد في الفخذ أو الرقبة أو الصدر، ويكوّن الجهاز تندبات على مناطق القلب التي تحفّز نشوء النبضات الكهربائية غير الطبيعية، مما يساعد على تصحيح كيفية انتقال النبضات الكهربائية عبر القلب.
    • تقويم نظم القلب الكهربائي المتزامن، هو إجراء تُرسََل فيه صدمة كهربائية واحدة أو أكثر إلى جدار الصدر، ذلك بهدف إعادة نظم القلب إلى معدلها الطبيعي.
    • تقويم نظم القلب وإزالة الرجفان باستخدام الأجهزة القابلة للزراعة، التي تتابع معدل النّبضات باستمرار، وترسل نبضات كهربائية لاستعادة نظم القلب الطبيعية.


أعراض خفقان القلب

قد يُحسّ الأشخاص بالخفقان في الحلق والرقبة والصدر، وقد ينشأ في أوقات النشاط أو الراحة، يعاني الأشخاص المصابون بخفقان القلب من ظهور الأعراض التالية:[٥]

  • الإحساس بتسارع في ضربات القلب.
  • الشعور برفرفة سريعة.
  • زيادة في عدد نبضات القلب.
  • الإحساس بالدقّ في القلب بشدة وخفقانه.


أسباب خفقان القلب

يصاب الأشخاص بخفقان القلب نتيجة عدد من الأسباب المُحتملَة، ومنها ما يلي:[٦]

  • بعض المواقف والانفعالات والأحاسيس؛ مثل: القلق، والتوتر، والخوف، ونوبات الهلع.
  • ممارسة التمارين الرياضة أو التدريبات.
  • الحمل.
  • تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ مثل: القهوة، والشاي، والشوكولاتة، والمشروبات الغازية.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات الصحية؛ مثل: فرط نشاط الغدة الدرقية، وانخفاض نسبة السكر في الدم، ونقص البوتاسيوم، ونقص مستويات الأكسجين أو ثاني أكسيد الكربون في الدم، والحمى، وفقر الدم، والجفاف، والنزيف، والصدمة.
  • تناول بعض الأدوية، فقد ينشأ الخفقان كأحد الآثار الجانبية النّاجمة عن استخدام بعض الأدوية؛ مثل: مضادات الاحتقان، وأدوية الغدة الدرقية، وبعض الأدوية غير الملزمة بوصفة طبية؛ مثل: أدوية الكحة، ونزلات البرد، وبعض الأدوية العشبية أو المكملات الغذائية.
  • تعاطي المخدرات غير المشروعة؛ مثل: الكوكايين، والأمفيتامينات.
  • استخدام منتجات التبغ المحتوية على النيكوتين.
  • الإصابة باضطرابات ومشاكل في نظم القلب؛ مثل: عدم انتظام الضربات، أو عند وجود إصابة حالية بأحد أمراض القلب، أو مشاكل وعيوب في الصمامات.


مضاعفات خفقان القلب

لا ينجم عن معظم حالات الخفقان نشوء أيّ أضرار أو مضاعفات لدى الأشخاص، إلّا أنّ بعض الحالات قد تنشأ علامةً على وجود مرض قلب كامن، وفي هذه الحالة فقط قد تنتج المضاعفات الخطيرة، ومنها ما يلي:[٣]

  • الإغماء، يحدث نظرًا لتسارع ضربات القلب المتزامن مع حدوث هبوط شديد في ​​ضغط الدم.
  • السكتة الدماغية، التي قد تُلحِق الأذى بالدماغ، أو تتسبب في الوفاة.
  • تسارع القلب فوق البطيني.
  • الرجفان الأذيني.
  • تسارع القلب البطيني.
  • الرجفان البطيني.
  • توقف القلب -السكتة القلبية-.
  • فشل القلب.


تشخيص خفقان القلب

قد يصعب على الطبيب تشخيص خفقان القلب لدى الشخص -خصوصًا إذا لم يحدث أثناء وجوده في مكتب الطبيب-، لكن يُجرى الفحص الجسمي للكشف عن السبب، بالإضافة إلى سؤال المُصاب عن العديد من نواحي حياته ، وربما يُحوّل المريض إلى أخصائي أمراض القلب، وقد تُجرى الفحوصات التالية من أجل استبعاد أمراض معينة ومشاكل القلب المختلفة:[٧]

  • فحوصات البول.
  • فحوصات الدم.
  • فحص الإجهاد.
  • تصوير الأشعة السينية للصدر.
  • تسجيل إيقاع القلب لمدة 24 ساعة باستخدام جهاز يُسمّى جهاز هولتر.
  • استخدام الموجات فوق الصوتية للقلب، أو مخطط صدى القلب.
  • تخطيط القلب الكهربائي.
  • فحص وظائف الأعضاء للتأكد من الوظيفة الكهربائية للقلب.
  • تصوير الأوعية التاجية من أجل فحص كيفية تدفق الدم خلال القلب.


ما هي الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب؟

لا تتطلب حالات الخفقان غير المتكررة، أو التي يستمرّ حدوثها لبضع ثوانٍ فقط الحاجة إلى مراجعة الطبيب، في حين تستدعيها الحالات المتكررة، أو التي تتزايد شدّتها مع الوقت، أو الناشئة لدى الأشخاص الذين يعانون من أحد أمراض القلب، وقد يوصى بإجراء فحوصات لمراقبة القلب لتحديد الاضطرابات المسببة للخفقان، وينبغي للأشخاص الحصول على رعاية طبية عاجلة عند تصاحب الاضطراب مع الأعراض الآتية:[٥]

  • الإحساس بضيق أو ألم في منطقة الصدر.
  • الإغماء.
  • الشعور بـضيق شديد في التنفس.
  • الشعور بدوار شديد.


المراجع

  1. "Heart Palpitations", www.webmd.com,12-7-2017، Retrieved 24-11-2019. Edited.
  2. Jenna Fletcher, "Ways to stop heart palpitations"، medicalnewstoday, Retrieved 9-1-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Tom Seymour (8-7-2017), "Everything you need to know about heart palpitations"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  4. "Heart Palpitations", www.chemocare.com, Retrieved 16-5-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (7-2-2018), "Heart palpitations"، www.mayoclinic.org, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  6. "Heart Palpitations", my.clevelandclinic.org,1-5-2019، Retrieved 24-11-2019. Edited.
  7. Ann Pietrangelo, "What You Should Know About Heart Palpitations"، https://www.healthline.com/health/heart-palpitations, Retrieved 16/11/2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×