علاج الرهاب الاجتماعي من وجهة نظر نفسية

كتابة:
علاج الرهاب الاجتماعي من وجهة نظر نفسية

الرهاب الاجتماعي

إنّ سعادة الفرد تتأتّى من قدرته على التكيّف مع ذاته والآخرين وحتى يتحقق هاذا التكيف لابد للفرد التفاعل مع البيئة بشكل مستمرّ، وقد يحدث أن يفشل الفرد في هذا التفاعل نتيجة الرهاب الاجتماعي، وهو مقاومة أو تجنب المواقف التي تحتاج إلى تفاعل وتقرب من الآخرين، وهو خوف من التقييم السلبي المرافق للموقف الاجتماعي، ويصحبه ضغط وقلة في الكلام ويؤدي الرهاب الاجتماعي إلى مشكلة أخرى وهي الانسحاب الاجتماعي، وهو نمط من السلوك التي يتميّز بإبعاد الفرد نفسه عن القيام بمهمات الحياة العادية، ويصاحب ذلك عدم التعاون وعدم الشعور بالمسؤولية، وقد يحدث أن يصل الفرد إلى درجة الهروب من الواقع ويرافق ذلك إحباط وتوتر وهنا يحتاج إلى علاج الرهاب الاجتماعي.[١]

أسباب الرهاب الاجتماعي

هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي تؤدي لوصول الفرد لحالة من الرهاب الاجتماعي والخوف من الاختلاط بالناس أو الاقتراب منهم والتي تسبب الارتباك والشعور بالاحباط عند الفرد وحاجة الفرد لعلاج الرهاب الاجتماعي، ومن هذه الأسباب الآتي:[١]

  • أساليب التنشئة الخاطئة: تعدّ الحاجة إلى الأمن العاطفي من الحاجات الأساسية لكل الأطفال، وحتّى يتحقق هذا الأمن العاطفي يحتاج إلى من يهتم فيه ويحقق حاجاته ويحميه، وإن لم يجد المقدار المناسب من هذه العناية واستخدم معه اساليب تنشئة خاطئة يؤدي ذلك إلى عدم الثقة والرهاب الاجتماعي ومن هذه الاساليب:
    • الحماية الزائدة: ويكون هذا بالخوف الزائد على الأبناء والقيام بكل واجباتهم وتعليم الطفل الاتكالية، وعندما يخاف الأهل على الطفل من التعامل مع المجتمع الخارجي وحبسه بالمنزل يؤدي ذلك إلى عدم تعلم المهارات الاجتماعية وبالتالي يؤدي إلى ظهور الرهاب الاجتماعي عندما يكبر.
    • الدلال الزائد: عندما يكون طفلٌ وحيدٌ أو ذَكرٌ بين إناث فعادة ما يدلّل بشكل كبير فينشأ متوقعًا أن يعامله الجميع كما عامله والداه، ولكنه يصدم أن ليس كل طلباته ملباه وعليه أن يعمل لوحده الأعمال الموكلة له، فيؤدي ذلك للانسحاب الاجتماعي والرهاب الاجتماعي.
    • التجاهل: كما تؤدي الحماية الزائدة للخجل فإن الاهمال وعدم الاهتمام أيضًا يؤدي إلى ظهور الاضطرابات الخاصة بالرهاب الاجتماعي، يمكن أن يكون هذا الإهمال رغبة من الأهل أن يشعر ابنهم بالاستقلال، ولكن هذا الاهمال سيولد عند الطفول شعور أنه لا يستحق الاهتمام، فلا تتولد لديه الثقة الكافية في المواقف الاجتماعية.
    • التهديد: قد يهدد الآباء أطفالهم مرات كثيرة لكن لا يقومون بالعقاب، إلا في مرات قليلة ولكن ذلك التهديد يجعل من الطفل يعيش في جو الخوف المستمرّ، وعندما يكبر الطفل يبدأ بمحاولة تجنب أي موقف يعتقد أنه تهديد بالنسبة له، وبالتالي يصبح لديه الرهاب من المواقف الاجتماعية.
  • تسمية الذات بالذات الخجولة: يظهر هذا النمط عندما يتقبل الطفل نفسه كانسان خجول ويطلق على نفسه لقب الخجول ويهمل أي معلومات تتناقض مع هذا الإدراك فيبكر وهو لديه هذا الاعتقاد غير الصحيح، ويؤدي إلى ظهور الرهاب الاجتماعي فهو يعتقد أنه لا يستطيع التحدث وإن تحدث سيكرهه الجميع.
  • النمذجة: إذا كان والدا الطفل يتصفان بالهدوء والخجل والمعارف القليلة ويقدمون نماذج سلوكية تدل على الخوف وعدم الثقة بالنفس فيتعلم الطفل هذه السلوكات ويكبر وهو يتصرف وتصبح جزء من شخصيته.
  • الخوف من المدرسة: ويكون الخوف من المدرسة بسبب إما المعلم الذي يتبع إسلوب دكتاتوري أو بسبب تنمر الاقران عليه فيؤدي ذلك إلى امتلاك تقدير ذات مُتَدَنٍ عند الفرد.

تشخيص الرهاب الاجتماعي

يمكنُ قياس الرهاب الاجتماعي بعدة أشكال أوّلًا الملاحظة، وهي الأكثر استخدامًا وتُمكّن الملاحظة من دراسة المثيرات القبلية والبعدية للسلوك ومعرفة الأسباب والنتائج أم الطريقة الثانية هي المقاييس السوسيومترية وتسمى ايضًا بترشيح الأقران، حيث تشمل علة تقدير الأقران للسلوك الاجتماعي للطفل، وأصبحت هذه الطريقة تستخدم بشكل واسع، وثالثًا يمكن تشخيص الرهاب الاجتماعي بالرجوع للمعلم؛ فهو الذي الوقت الأطول مع الطلاب، ويرى تفاعلاتهم مع بعضهم ويستطيع وصف سلوك الطفل.[١]

مصاعب تصاحب الرهاب الاجتماعي

إن لم يتم علاج الرهاب الاجتماعيّ ستصاحبه العديد من المصاعب والاضطرابات منها ظهور مشكلات في الزواج والعلاقات؛ لأنّ الشخص الذي يعاني من رهاب اجتماعي لا يثق بالناس بسرعة وصعوبة في إدارة الاحاديث أوالاجتماع مع اقارب شريك الحياة، ويمكن أيضًا أن يصاحبه الإحباط، فالشخص الذي لديه رهاب اجتماعي يجد صعوبة في إيجاد وظيفة أو يمكن أن يُطرد من العمل بسبب أنّ لديه شخصية غير اجتماعية لا تناسب بيئة العمل، وإن لم يتم علاج الرهاب الاجتماعي قد يؤدي هذا إلى ظهور اضطراب القلق العام.[٢]

علاج الرهاب الاجتماعي

إنّ أهمية علاج الرهاب الاجتماعي تكمنُ أنّ الانسان لا يستطيع العيش بمعزل عن الآخرين لذلك إنّه من المحبط أن يكون لدى الفرد رهاب اجتماعي يمنعه من ممارسة حياته الاجتماعية بشكل طبيعي، وإن من الطرق المضمومنة لعلاج الرهاب الاجتماعي تسمى تقليل الحساسية التدريجيّ، وتعد وسيلة فعالة في التغلب على استجابة القلق، ويمرّ العلاج المبني على تقليل الحساسية التدريجي بمراحل كالآتي:[٣]

  • التدرّب على الاسترخاء: وتكون طريقة الاسترخاء بالاستلقاء على كرسي أو مكان مريح وشد عضلات الجسم ثم رخيها ويبدأ هذا من عضلات الرأس نزولًا إلى عضلات أصابع القدم ويجب الانتباه إلى أن الأفكار كلها يجب أن تكون مركزة على عملية الاسترخاء والمحافظة على عضلات الجسم باسترخاء تام.
  • إجراء تقليل الحساسية التدريجي: يجب أن يبدأ الفرد بالاسترخاء وعند الوصول إلى حالة الاسترخاء المناسبة يستدعي الفرد أول فكرة في هرم القلق أي الأقل إثارة ويتخيلها كأنها حقيقة، وإن بقي في حالة الاسترخاء ينتقل للموقف الثاني الأكثر إثارة للقلق حتى يصل لموقف لا يستطيع فيه الحفاظ على حالة الاسترخاء، ويعود مرة اخرى لحالة الاسترخاء واسفل الهرم حتى يصل للقمة، وهو في حالة من الاسترخاء ونصل إلى علاج الرهاب الاجتماعي.
  • إعداد هرم للقلق: يحصر الفرد المواقف التي تعرضه للرهاب الاجتماعي، ويتمّ التأكّد أن تلك المواقف رئيسة وليست ثانوية ويتدرجبها كالهرم من الأقل تأثيرًا إلى الأعلى تأثيرًا.

المراجع

  1. ^ أ ب ت مصطفى القمش، خليل المعايطة (2013)، الاضطرابات السلوكية والانفعالية (الطبعة الرابعة)، عمان-الاردن: دار المسيرة ، صفحة 223،225،233. بتصرّف.
  2. مورى.بي شتاين، جون ووكر (2002)، التغلب على الخجل (الطبعة الاولى)، المملكة العربية السعودية: مكتبة جرير، صفحة 42،45،50. بتصرّف.
  3. محمد مشاقبة (2008)، مبدائ لإرشاد النفسي، عمان-الاردن: دار المناهج للنشر والتوزيع، صفحة 132،133. بتصرّف.
3437 مشاهدة
للأعلى للسفل
×