علاج السرطان بزيت حبة البركة حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج السرطان بزيت حبة البركة حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

زيت حبة البركة

عند الرجوع في التاريخ إلى الوراء بما يقارب 2000 عام، وتحديدًا في مناطق آسيا الجنوبية الغربية، اكتُشفت الحبة السوداء في قبر الملك توت حسب بعض المصادر، حيث يكثُر استخدام الحبة السوداء ذات الطعم المرّ قليلًا في المطبخ الهندي والشرق أوسطي كنكهةٍ إضافية للطعام، كما يُستخرج من حبة البركة زيت يحتوي على مركب الثيموكينون المضاد للأكسدة وله العديد من الاستخدامات الصحية، فقد كان يُستخدم لعلاج بعض الحالات التي تخصّ الجهاز التنفسي كالربو، احتقان الأنف، أعراض الزكام كالعطس وسيلان الأنف إضافةً للحساسية والتهاب الجيوب الأنفية لكونه مضاد للالتهابات والهيستامين، ومسكن ومعزز لجهاز المناعة، ويُستخدم كذلك لضغط الدم المرتفع، السكري وتحسين مستويات الجلوكوز والكوليسترول، إضافةً للمساعدة على إنقاص الوزن وتخفيض مستوى الدهون الثلاثية في الدم، حيث تمّ إثبات بعض تلك الاستخدامات والبعض الآخر يحتاج للمزيد من الدراسات، وهناك المزيد حيث يُستخدم زيت حبة البركة بشكلٍٍ خارجي لبعض مشكلات البشرة كجفاف الجلد وحبّ الشباب، ولترطيب الشعر الجاف وتحفيز نموه.[١]

السرطان

لأنه من أكثر الأمراض انتشارًا في الآونة الأخيرة فلابدّ من التعرّف على حقيقته، ففي الوضع الطبيعي لجسم الإنسان والمكوّن من تريليونات الخلايا، تكبر خلايا الجسم مع الوقت وتشيخ، كما إن البعض الآخر يتلف ومن ثمّ تموت، فيحتاج الجسم عندها لتعويض تلك الخلايا وذلك عن طريق انقسام وتكاثر الخلايا لإنتاج أخرى جديدة، فالسرطان هو خليةٌ فقدت السيطرة على عملية انقسامها مما يؤدي إلى الانقسام دون توقّف والانتشار إلى الخلايا المجاورة، وبدلًا من أن تموت الخلايا التالفة تبقى موجودة ويستمر إنتاج خلايا جديدة لا حاجة لها مما يُسبّب تكوّن الورم وهو كتلةٌ من الأنسجة، وقد يحدث ذلك في أي مكانٍ في الجسم، ومن الضروري معرفة أنّ الأورام نوعان، الأول حميدٌ وهو أكبر حجمًا إلّا انه لا ينتشر ولا يُصيب الخلايا المجاورة وبعد أن تتمّ إزالته لا يعود مجدّدًا في العادة، أما النوع الثاني فهو الخبيث وهو الذي يهاجم الخلايا المجاورة كما ينتقل عبر الدم أو السائل الليمفاوي ليكوّن الأورام في أماكن أخرى.[٢] وتعدد طرق علاج السرطان كالعمليات والعلاج الكيماوي وبعض الأدوية، وفي الآتي توضيح لمعرفة هل يمكن علاج السرطان بزيت حبة البركة أم لا[٣]


لمعرفة المزيد من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: أنواع مرض السرطان.


علاج السرطان بزيت حبة البركة: حقيقة أم خرافة قد تضرك

بعد معرفة أن زيت حبة البركة يتمتّع بالعديد من الخصائص الطبية العلاجية يجب النظر في استخدامٍ متداولٍ بين الناس، وهو علاج السرطان بزيت حبة البركة، وكما ذُكر سابقَا بأن زيت حبة البركة يحتوي مادة الثيموكينون، فقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أنّ لهذه المادة القدرة على التأثير في موت الخلايا المبرمج للعديد من أنواع الخلايا السرطانية ومنها سرطان الثدي والدماغ وسرطان الدم، إلا أن ذلك يحتاج المزيد من الأبحاث لأن تلك النتائج كانت على الخلايا السرطانية ولم يُدرس تأثير زيت حبة البركة وفعاليته على الإنسان الحي.[٤]

كما توجد بعض الأبحاث والدراسات الأخرى حول استخدامات زيت حبة البركة في علاج السرطان وما يتعلق بذلك، إلا أن دراسةً واحدةً أو اثنتين لا تعدّ دليلًا كافيًا ويُمكن اعتماده، بل يجب إجراء العديد من الأبحاث والتوسع بها لتأكيد كل ذلك بشكلٍ قطعي.[٥]


تلف جهاز المناعة بسبب أدوية السرطان

يتعرّض مرضى السرطان لتلف الجهاز المناعي بسبب الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان، وخلال دراسة تأثير حبة البركة وزيتها، أظهر بحثٌ حديثٌ أن تناول الحبة السوداء كجزءٍ من النظام الغذائي الذي يتم اتباعه من قِبَل المرضى أثناء تلقيهم للأدوية والعلاج قد يساعد على الوقاية من نوبات ارتفاع درجات الحرارة المتكرّرة، وذلك بسبب نقصان عدد كريات الدم البيضاء خصوصًا لدى الأطفال.[٥]

تورم أحد الأوردة نتيجة أدوية علاج السرطان

نظرًا لتنوع أدوية السرطان والطرق التي يتم إدخالها إلى الجسم، فهناك بعض العلاجات الدوائية التي يتم حقنها وريديًا، ونتيجةً لذلك فإن تلك الأوردة التي تتلقّى الحقن تصاب بالالتهابات وتتورم، ومن أجل ذلك توجد واحدةٌ من الدراسات الحديثة التي تقول بأنّه من الممكن استخدام زيت حبة البركة وذلك بدهنه حول المنطقة المحيطة بمكان الحقن الوريدي لأدوية السرطان مما قد يساعد في منع تورم تلك الأوردة.[٥]

اللوكيميا أو سرطان خلايا الدم البيضاء

لازالت هذه النظرية وغيرها تحتاج للمزيد من الدراسات والأبحاث لإثباتها، فمن الأمور الأخرى التي قد يمكن الاستفادة من استخدام حبة البركة فيها، هي أن المرضى المصابين بنوعٍ من أنواع سرطان خلايا الدم البيضاء ألا وهو سرطان الدم اللمفاوي الحاد، إذا تناولوا حبة البركة فإن ذلك يزيد من فرصة بقائهم أصحاء وخالين من السرطان حالما ينتهي العلاج، ولكنه وبشكلٍ عام لا يُحسّن النجاة والبقاء على قيد الحياة.[٥]

السمية الناتجة عن استخدام دواء ميثوتريكسات

يُستخدم عقار ميثوتريكسات لعلاج بعض أنواع سرطان الدم أو اللوكيميا لدى الأطفال، ونتيجةً لاستخدام هذا الدواء فقد يصاب بعض المرضى بالتسمم، وبناءً على دراسةٍ قد أجريت حديثًا، وُجد أن تناول الحبة السوداء أو حبة البركة قد يحسّن كثيرًا ويقلّل من تأثير دواء ميثوتريكسات وسميّته التي تتسبّب في تلف الكبد عند الأطفال.[٥]

الدراسات المخبرية لتأثير العوامل المضادة للسرطان

تم إجراء العديد من الأبحاث والدراسات المخبرية على الحيوانات داخل المختبر لمعرفة التأثير المضاد للسرطان لحبة البركة وزيتها، ولأن هذه النتائج تم الحصول عليها بعد اختبارها على الحيوانات فلا يُمكن اعتماد التأثير ذاته على الإنسان، بل تحتاج المزيد من الأبحاث، ومن أهم هذه الدراسات ما يأتي[٦]:

  • في سيريلانكا أجريت أبحاثٌ حول تأثير حبة البركة في منع نمو وانتشار الخلايا السرطانية وتحفيزها على الموت المبرمج، فاستُخدم منقوع حبة البركة بالإضافة إلى أعشابٍ أخرى معروفةٌ باستعمالها لعلاج السرطان، حيث لوحظ تحسّنٌ في سرطان الكبد لدى ذكور الفئران بعد إعطائه فمويًا لمدة 10 أسابيع، كما ساعد على الحماية من ذلك السرطان لفترة طويلة، كما إن الاستخدام الموضعي لخلاصة حبة البركة يثبط بداية وتقدّم سرطان الجلد كما ويؤخر ظهور سرطان الجلد الحليمي عند الفئران، وتساعد الخلاصة كذلك على منع تكاثر الخلايا السرطانية في الإنسان بشكلٍ مساند للعلاجات الأخرى، وزيت حبة البركة له القدرة على تثبيط وتقليل بؤر انتشار سرطان القولون وسرطان الثدي الحليمي، كما إن حقن الزيت في منطقة الورم يثبط نمو الورم بشكلٍ كبير.
  • أُجريت دراسةٌ حول إن كان لخلاصة حبة البركة تأثيرٌ يحمي من الطفرات الجينية، وكانت نتيجة الأبحاث على الفئران أن المستخلص المائي لا يحمي الخلايا ولا يوقف الطفرات الجينية، إلا أن المستخلص الكحولي يثبّط تلك الطفرات لأنّه يقلّل من شذوذ الكروموسومات في خلايا الكبد الأولية عند الفئران، وذلك لايزال بحاجةٍ للمزيد من الدراسات.
  • في اقتراحٍ قدّمه بعض الباحثون حول تأثير حبة البركة في علاج السرطان عن طريق تنشيط الخلايا القاتلة ذات النشاط السُّميّ للخلايا السرطانية، وبعد إجراء دراسةٍ على متطوّعين أصحاء بتناول زيت حبة البركة لمدة 4 أسابيع ظهرت النتائج بتعزيز نشاط الخلايا التائية المثبِّطة، إضافةً إلى تحسينٍ ملحوظ في نشاط الخلايا القاتلة، كما إن استخدام الخلاصة المائية فمويًا لأسبوعٍ حسَّن من نشاط الخلايا القاتلة ضد الخلايا السرطانية في الطحال لدى الفئران.


الآثار الجانبية لزيت حبة البركة

بالرغم من الفوائد العديد لزيت حبة البركة، والدراسات الواعدة التي تضع أملًا في المساعدة على علاج مرض السرطان، إلا أن الحذر واجبٌ عند استخدام أي شيءٍ خصوصًا كعلاج، وعند البحث عن آثارٍ جانبيةٍ لزيت حبة البركة، فإن استخدامه بشكلٍ خارجي على الجلد يعدّ آمنًا إلا أنه قد يُسبّب الطفح التحسسي لدى البعض، وبتناوله عن طريق الفم وبكمياتٍ صغيرةٍ كمُنكِّهٍ للطعام فهو آمن، وعند تناول زيت حبة البركة أو مسحوقها على شكل جرعاتٍ دوائية كبيرةٍ فهو آمنٌ للمعظم وذلك عند استخدامه لفترةٍ لا تتجاوز الثلاثة أشهرٍ ومع استشارة الطبيب لتحديد الجرعة، ولا أدلّة متوفّرةٌ حتى الآن حول تجاوز الاستخدام ثلاثة أشهر، كما قد يُسبّب بعض الآثار الجانبية:[٥]

  • ظهور الطفح الجلدي.
  • اضطرابات المعدة.
  • تقيؤ.
  • إمساك.
  • البعض يصبحون أكثر عرضةً لنوبات الصرع.

محاذير استخدام زيت حبة البركة

بعد معرفة مدى أمان زيت حبة البركة والآثار الجانبية التي يُمكن أن تظهر عند بعض الأشخاص بعد استخدامه، فمن الضروري الحرص دومًا على سؤال الطبيب المختص قبل الإقدام على استخدام زيت حبة البركة، فهناك مجموعةُ أمورٍ يجب الانتباه لها فيما يخصّ زيت حبة البركة، وهي كالآتي[٧]:

  • الحامل والمرضع: من الآمن تناول حبة البركة أثناء الحمل ضمن حدود الكميات الغذائية، أما الجرعات الأكبر بهدف العلاج فقد تكون غير آمنةٍ، لأنها تعمل على إبطاء أو إيقاف الرّحم عن الانقباض، وفيما يخصّ المرضع ولعدم توفّر الأدلة الكافية يُفضّل عدم تناول حبة البركة.
  • السكري: على مرضى السكري مراقبة مستوى السكر باستمرار عند تناول حبة البركة خوفًا من هبوط السكر، لأنها تعمل على خفض مستويات السكر في الدم.
  • ضغط الدم: للحبة السوداء تأثيرٌ خافضٌ للضغط المرتفع، لذا يتوجّب على مرضى ضغط الدم المرتفع الانتباه لتلافي هبوط ضغط الدم.
  • مشكلات النزيف: تزداد فرص حدوث النزيف لدى مستخدمي حبة البركة لأنها تعمل على إبطاء تخثّر الدم، مما قد يزيد من سوء حالة من يعاني من مشكلات النزيف.
  • العمليات الجراحية: يجب عدم تناول حبة البركة للمٌقبلين على إجراء العمليات الجراحية قبل الموعد بأسبوعين، خوفًا من زيادة فرص حدوث النزيف، انخفاض سكر الدم كما قد تزيد حبة البركة من قلّة النوم لدى البعض مما قد يؤثر على عملية التخدير.


كما يجب التنويه إلى أن معظم الدراسات تشير إلى عدم وجود تأثيرٍ سلبيّ على الكلى، بل لزيت حبة البركة تأثيرٌ واقٍ لوظائف الكلى، إلا أنه قد تمّ تسجيل حالةٍ لسيدةٍ مصابة بالسكري من النوع الثاني دخلت المستشفى بسبب الفشل الكلوي الحادّ بعد تناول 2-2.5 غم من كبسولات حبة البركة يوميًا لأسبوع.[٨]


التفاعل الدوائي مع زيت حبة البركة

من ضمن الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي إمكانية تسبُّب حبة البركة في حدوث بعض المشكلات بسبب التداخلات مع بعض الأدوية الأخرى إذا استُخدمت معًا، فهناك العديد من الأدوية وهي على النحو الآتي[٩]:

  • أدوية السكري قد تحتاج جرعاتها للتعديل، تجنبًا لحدوث انخفاضٍ كبيرٍ في السكر إلى جانب تأثير حبة البركة الخافض للسكر كذلك، ومن تلك الأدوية: ميتفورمين، الأنسولين، جليميبرايد، روزيجليتازون وغيرها.
  • الأدوية المثبّطة لجهاز المناعة مثل سايكلوسبورين، بريدنيزون، أزاثيوبرين وغيرها، قد تفقد فعاليّتها لأن حبة البركة تزيد من نشاط جهاز المناعة.
  • استعمال مضادات الالتهابات غير الستيرويدية كالإيبوبروفين، ديكلوفيناك ونابروكسين وغيرها إضافةً لمضادات التخثّر كالأسبرين وكلوبيدوجريل بالتزامن مع حبة البركة يزيد من خطر الكدمات والنزيف.
  • لأن حبة البركة تُخفّض ضغط الدم فهي تزيد من مفعول الأدوية الخافضة للضغط المرتفع مثل نيفيديبين وفيراباميل وغيرها.
  • قد تؤثر حبة البركة على الأدوية المنوّمة مثل كلونازيبام وفينوباربيتال لأن لها تأثيرًا منوّمًا ذلك.

التسمم بزيت حبة البركة

لاستخدام حبة البركة وما تحويه من مركب الثيموكينون تأثيرٌ سميٌّ بسيط على الحيوانات أو ضئيل جدًا إذا ما تمت مقارنته بفوائده العلاجية، فمعظم الدراسات تدعم استخدامه الآمن على المدى الطويل، إلّا أنه يجب ذِكر نتيجة الدراسة التي أُعطيت فيها الفئران المستخلص المائيّ يوميًا لمدة 6 أسابيع، فمات فأرٌ في الأسبوع الثاني، ثمّ مات فأران في الأسبوع الثالث وثلاثةٌ في الأسبوع الخامس، كما إنّ تأثير السمية المباشر هو قصورٌ في النشاط وصعوبةٌ في التنفس، ولاحقًا تصبح الأعضاء أقلّ وزنًا ويتوزّع الجلوتاثيون في القلب والأوعية الدموية، الكبد والكلى.[١٠]

تبعًا لبعض التقارير فإن زيت حبة البركة يحتوي على مادة ميلانثين والتي قد تكون سامّةً بتراكيز عالية، كما سُجّلت حالةٌ لسيدة تعاني من بثورٍ مليئة بالسوائل على الجلد بعد وضع الزيت على الجلد وشُربه أيضًا.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب "The Health Benefits of Black Seed Oil", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  2. "What Is Cancer?", www.cancer.gov, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  3. "Cancer treatment", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-07-15. Edited.
  4. "Benefits of black seed oil", www.medicalnewstoday.com. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "BLACK SEED", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  6. "Recent advances on the anti-cancer properties of Nigella sativa, a widely used food additive", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  7. "BLACK SEED", www.rxlist.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  8. "What Is Black Seed Oil? All You Need to Know", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  9. "Black Seed", www.emedicinehealth.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  10. "Nigella sativa L. (Black Cumin): A Promising Natural Remedy for Wide Range of Illnesses", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-14. Edited.
7264 مشاهدة
للأعلى للسفل
×