محتويات
مفهوم القلق
القلق حالة نفسيّة تنطوي على مشاعر مشابِهة للخوف وتصدر دونَ تهديد خارجيّ واضح، ويصاحبها اضطرابات فسيولوجيّة مختلفة، ويعرّف القلق أنّه حالة من عدم الارتياح والتوتر الشديد الناتج عن خبرة انفعاليّة غير سارّة، يعاني منها الفرد عندما يشعر بالخوف أو التهديد فالقلق يمثل حالة عدم الارتياح والاضطراب والهمّ المتعلق بحوادث المستقبل، وتتضمّن حالة القلق شعورًا بالضيق والانشغال الفكري وترقب الشر ويصيب مرض القلق نحو 5% من السكان، ويبلغ نسبة الاصابة عند الاناث نحو 80% وتُعزى هذه النِّسَب إلى الضغوط التي يخلقها وضع النساء المتدنّي عن الرجال، ومهما كانت النسب لا يمكن إنكار أهمية علاج الشخصية القلقة.[١]
سمات الشخصية القلقة
إنَ حالات مرض القلق تحدث أكثر عند الأشخاص الذين يتميّزون في شخصية قلقة منذ الصغر، وأهم سمات هذه الشخصية هي زيادة الانتباه والحذر والتوقع وأخذ الأمور باهتمام بالغ، سواء بما حدث في الماضي أو ما هو يحدث حاليًا أو ما سيحدث في المستقبل مع الخوف المستمرّ من النتائج، وهدف صاحب الشخصية القلقة هو أن يصل إلى المرتبة الأعلى دائمًا، ويرتبط هذا بخوفه الدائم من حدوث ما لا يمكنه من من ذلك كالفشل أو المرض وصاحب الشخصية القلقة يتصف بضمير حيّ، وهو حريص وأمين ومخلص في عمله ويتجنّب أيّ موقف يهدد تقدير واحترام المجتمع له، ويتجنب ما من شأنه أن يخلّ بعلاقته مع الآخرين، وهنا تكمن الحاجة إلى علاج الشخصية القلقة. [٢]
أنواع القلق
هناك نوعان من القلق في الأساس الأول، ويختلفان في المضمون وحالة القلق واستمراريتها وتكون أنواع القلق إما قلق حالة أو قلق سمة، ويمكن تعريفهم كالآتي:[٣]
قلق الحالة
الذي يحس به الناس في الأحوال الطبيعية كرد فعل لحالة انفعالية طارئة وقتيّة تتذبذب من وقت لآخر، وتزول بزوال المثير الذي يبعثها أي أن الشخص يقلق عند وقت الامتحان، لكن عند انتهاء الامتحان تزول حالة القلق، وهذا القلق يتسم بمشاعر توتر وخطر المدرك شعوريًا، والتي تزيد من نشاط الجهاز العصبي الذاتي فتظهر علامات قلق الحالة.
قلق السمة
أي سمة متأصلة في شخصية الفرد وهي سمة ثابتة نسبيًا في الشخصية فيكون الفرد اتخذ شعور القلق كدفاع لأي موقف في الحياة، وتختلف شدة القلق من شخص لآخر، ويرجع ذلك لخبرات الطفولة وما اكتسبه الفرد من خبرات في الحياة، ويمكن تحديد كيفية علاج الشخصية القلقة حسب نوع القلق الذي يعاني منه الفرد.
أسباب القلق
إنّ القلق يعود لعدّة اسباب وقد افترض العلماء أن القلق يعود فقط لأسباب وعوامل بيئة ضاغطة، ولكن واجَهَ هذا التفسير قصورًا؛ نظرًا لاختلاف ردود فعل الاشخاص، واختلاف الحالة النفسية للأفراد فيمكن عَزْو القلق إلى عدة أسباب منها:[٤]
أسباب بيولوجية
ويكون سبب القلق هنا بيولوجي أو كيميائي، فقد أجريت دراسات إحصائية عن مدى انتشار الاضطرابات بين أقارب المصابين من الناس، ووجد أنّ احتمال الإصابة عند ذوي القرابة الوثيقة بإنسان مريض بالحالة أكبر من احتمال اصابة من لا يوجد له قرابة مصابة بمرض القلق، ويُعزى الخلل إلى اختلالات فسيولوجية بنهايات الأعصاب والمستقبلات في الجهاز العصبي المركزي التي ترسل وتستقبل الرسائل الكيميائية وتستثير المخ.
أسباب إشراطية
إمّا عن طريق الإشراط الكلاسيكي أي التعلم الشرطي، فمثلًا إن رأى الفرد شخصًا يكرهه وقد صادف أنه كل مرة يراه بها يحدث أمر سيء فيحدث الإشراط الكلاسيكي فيصاب الفرد بالقلق في كل مرة يرى بها هذا الشخص ترقبًا للأمر السيء الذي سيحدث أما بالنسبة للاشراط الإجرائي فيكون أن هذا الفرد يتخذ الفرد أسلوب القلق؛ لأنه لاقى التعزيز عليه إما عن طريق نجاحه بالأمور التي يقلق بشأنها أو عدم حدوث الأمور التي يقلق بشأنها، فيكون فكرة أنه في كل مرة سيقلق لن يحدث الأمر السيّئ ويكون تعزيز للقلق بالنسبة له.
أسباب نفسية
تتمثل الأسباب النفسية لتشكيل القلق في الشخصيّة، في كثرة الضغوطات، وتعود الفرد على القلق من الصغر وصورة الفرد عن ذاته مفهوم الذات المتدني لديه.
علاج الشخصية القلقة
يمكن استخدام العلاج الدوائي لعلاج الشخصية القلقة، وهي فعّالة إن استخدمت بطريقة صحيحة، إلا أن آثارها الجانبية تؤدي إلى انقطاع المرضى عنها خلال الأسابيع الاولى، وإنّ من الأفضل استخدام العلاج السلوكي والنفسي، مثل العلاج بالتعريض أو بالمواجهة لاحظ الباحثون أن أعظم تحسن يكون في مواجهة الحياة الواقعية او التعرض لها ويكون تعريفه بأنه التصرف الفعلي أو التصرف الحقيقي المباشر الشديد والطويل المتكرر الذي لا مهرب منه ولكن يستخدم هذا النوع من العلاج إذا كان عند الفرد نوع واحد من القلق مثل قلق من الصعود في المصعد فيتم تعريضه لموقف المصعد للتخلّص من القلق.[٥]
ومن الطرق الفعّالة أيضًا لعلاج الشخصية القلقة هي الاسترخاء إما لوحده أو مع طريقة تقليل الحساسية التدريجي فهي طريقة مهمة لعلاج الشخصية القلقة بتدريب الفرد على الاسترخاء، ثم بناء هرم للقلق من المواقف الأقل قلقًا إلى المواقف الأكثر قلقًا ودمج الموقف المقلق مع الاسترخاء بالتخيل، وتقوم هذه الطريقة على فكرة أنه لا يمكن الجمع بين الاسترخاء والقلق في موقف واحد، لذلك يتم فك إشراط الموقف مع القلق واستبداله بالاسترخاء، ويتم تخيل المواقف مع الاسترخاء حتى يصل الفرد إلى أعلى موقف مع استجابة القلق التي تستبدل بالاسترخاء ويتم ذلك على مراحل.[٥]
ويمكن علاج الشخصية القلقة من خلال إعادة التنظيم المعرفي، فإن صاحب الشخصية القلقة ينشغل دائمًا بالتفكير السلبي في المصائب مثل توقع المصيبة قبل حدوثها، والهدف هنا إعادة تنظيم هذه الأفكار ووضعها في اختبار المنطقية وإحلال أفكار إيجابية بدلًا عنها.[٥]
فيديو عن علاج الشخصية القلقة
في هذا الفيديو يتحدث أخصائي الطب النفسي والإدمان الدكتور أحمد الدباس عن علاج الشخصية القلقة.[٦]
المراجع
- ↑ مصطفى القمش، خليل المعايطة (2013)، الاضطرابات السلوكية والانفعالية ، عمان-الأردن: دار المسيرة ، صفحة 255. بتصرّف.
- ↑ سوسن مجيد (2015)، اضطرابات الشخصية (الطبعة الثانية)، عمان الأردن: دار الصفاء، صفحة 183. بتصرّف.
- ↑ مصطفى القمش، خليل المعايطة (2013)، الاضطرابات السلوكية والانفعالية، عمان-الأردن: دار المسيرة، صفحة 256. بتصرّف.
- ↑ مصطفى القمش، خليل المعايطة (2013)، الاضطرابات السلوكية والانفعالية، عمان-الأردن: دار المسيرة، صفحة 265،266،267. بتصرّف.
- ^ أ ب ت دافيد شيهان (1988)، مرض القلق، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، صفحة 185,187,188. بتصرّف.
- ↑ "علاج الشخصية القلقة", youtube.com, Retrieved 16-03-2020.