محتويات
الأعشاب
يُمكن التعريف عن الأعشاب على أنّها تلك النباتات المُستخدمة في العديد من مجالات الحياة، وذلك لاحتوائها على المواد الكيميائيّة النشطة المُميّزة لها، فمنها ما يتم استخدامه في إعداد أشهى أنواع الأطباق التقليديّة، ومنها ما يقوم خبراء الطب العشبي التقليدي باستخلاص الجزء الفعّال لعلاج الأمراض عند ثبوت قدرتها الشفائيّة من خلال إجراء الأبحاث السريريّة، إذ تتنوّع الأجزاء المُستخدمة منها، من أوراق النباتات العشبيّة إلى جذورها، إضافةً إلى إمكانيّة استخلاص المواد المُستهلكة من الفواكه واللحاء والبذور وغيرها، ليتم تصنيع المُستخلصات الطبيّة العشبيّة الرائجة في السوق في وقتنا الحاضر، والتوابل التي تُضفي الطعم المُميّز على الطعام المُستهلك يوميًّا، وتجدر الإشارة إلى أهميّة استخدام الأعشاب ومُستخلصاتها بكميّاتٍ معقولة مع استشارة الطبيب المسؤول عن الحالة المرضيّة، تجنبًا لِما قد يحصل من أعراضٍ جانبيّةٍ ظاهرةٍ على المريض، وفي ما يأتي من معلوماتٍ في هذا المقال، عن إمكانيّة استخدام النباتات العشبيّة في علاج الشخير، وما ينتج عنه من مُضاعفاتٍ صحيّة مؤثرة على حالة المريض العامّة.[١]
الشخير
قد يُعاني الكثيرون من قيامهم بالشخير أثناء النوم، والذي يُعرّف على أنّه ذلك الصوت الأجش المُتدفّق عبر الأنسجة في الحلق، ليتسبّب باهتزازها أثناء التنفّس، فيشخر البعض بين الحين والآخر، دلالةً على قلة النوم أو تأثّره بتغيّرات الحياة، إلّا أنّها قد تُكوّن إشارةً على أمراضٍ خطيرةٍ وجبت مُعالجتها، فيتكرّر بذلك الشخير بشكلٍ مُزمنٍ، لذلك، من المُهم إحداث بعض التغييرات الجذريّة، كفقدان الوزن أو تجنّب الكحوليّات، إضافةً إلى استخدام بعض الأجهزة الطبيّة أو الخضوع للعمليّات الجراحيّة المُصححة لِمسار التنفس عند الحاجة لذلك، وتجدر الإشارة إلى ارتباط تكرار الشخير بأحد اضطرابات النوم، والمُسمّى بانقطاع النفس الانسدادي النومي، والمصحوب بالأعراض الآتية ذِكرها:[٢]
- توقّف التنفس أثناء النوم.
- النعاس المُفرط أثناء فترة النهار من اليوم.
- صعوبةً في التركيز.
- التهاب الحلق عند الاستيقاظ.
- الاختناق في الليل.
- ضغط الدم المرتفع.
- ألمٌ في منطقة الصدر.
هل هناك علاج للشخير بالأعشاب؟
عادةً ما يُنصح باتباع الطرق العلاجيّة الطبيّة لمُعالجة الشخير وما يترافق معه من أعراضٍ مؤثرةٍ على الصحّة العامّة، كتوقّف التنفّس وغيرها من الأعراض، إلّا أنّ الأبحاث المُجراة مؤخرًا أشارت إلى إمكانيّة استخدام الخلطات العشبيّة التقليديّة لتخفيف الشخير، وبذلك تقليل فرص الإصابة بالمُضاعفات المؤدية إلى الوفاة، كارتفاع ضغط الدم واحتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغيّة وما إلى ذلك، وأشارت الأبحاث إلى استخدامها للتركيبة العشبيّة المُستخدمة في كلٍ من التايوان والصين، لغير القادرين على خضوع للعمليّات الجراحيّة المُسلّكة لمجرى التنفس، ويجب دائمًا قبل استخدام أي من الاعشاب الطبية أو الصينية مراجعة الطبيب المختص والأخذ بمشورته الطبية، أمّا بالنسبة للأعشاب المُستخدمة في الأبحاث فهي الآتي ذِكرها:[٣]
- العشبة الصينيّة Tian ma: وهي العشبة الصينيّة واسعة الانتشار والمُسمّاة ب Gastrodia elata، حيث يتم استخدام جذورها بالشكل المُجفف في علاج العديد من الحالات المرضيّة، كالصداع والدوخة والصرع، وذلك لاحتوائها عل مادّة الجاسترودين Gastrodin، حيث قام العلماء باستخلاصه من النبتة لفحص خصائصه العلاجيّة وتأثيره على اضطرابات الجهاز العصبي المركزي، إضافةً إلى اعتماد كمُضادٍ للأكسدة والالتهاب.[٤]
- قرفة الكاسيا Cassia cinnamon: إذ يتم استخلاص قرفة الكاسيا من شجر القرفة الناشئ في جنوب الصين، ليُطلق عليها اسم القرفة الصينيّة، حيث تمّ استخدامها على نطاقٍ واسعٍ في جنوب الصين وعبر آسيا، وتوصف بأنّها ذات لونٍ بنيّ مائل إلى الحمرة، كما أنّها تحتوي على مادّة السينامالديهيد الطبيّة، لتضفي عليها النكهة الحادّة واللاذعة.[٥]
وقد حصلت هذه التركيبة العشبيّة على العديد من الجوائز في كلٍ من التايوان والصين، لتأكيد الأبحاث المُجراة تأثيرها على انخفاض مُعدلات الإصابة بالشخير أثناء النوم، إضافةً إلى اضطرابات الحاصلة أثناءه، وفي الآتي أهم النتائج البحثيّة:[٣]
- قام العلماء والمُختصّون بتجربة التركيبة العشبيّة على مجموعةٍ من الفئران المُصابين بشتّى درجات الشخير.
- بعد استخدام التركيبة بكميّة 30 مليجرام لوهلةٍ من الزمن، تمّت المُقارنة بين العيّنات البحثيّة المُصابة، من حيث تكرار الشخير وشدّته، وأنشطة الأعصاب المُرافقة في منطقة الأنف وتحت اللسان، إضافةً إلى وقت الشهيق والزفير.
- أشارت النتائج البحثيّة إلى فاعليّة التركيبة العشبيّة في تخفيف الشخير من خلال التأثير على نشاط الأعصاب المُرتبطة بمجرى التنفس العلوي، كالعصب الحنجريّ وأعصاب تحت اللسان، ليتغيّر بذلك وقت التنفّس وشدّته.
ما هي محاذير استخدام الأعشاب لعلاج الشخير؟
تُعد الأعشاب المذكورة لعلاج الشخير آمنة عند استخدامها بالجرعة المفروضة من قِبل الطبيب المُختصّ، إلّا أنّها قد تؤثّر بشكلٍ سلبيّ على صحّة المريض العامّة، لتُظهر بعضًا من الأعراض الجانبيّة، أهمّها رد فعليّ تحسسيّ وتهيّج الجلد، حيث ينصح الأطبّاء بتناول قرفة الكاسيا بجرعةٍ تتراوح بين 1 إلى 6 جرامات لمدةٍ لا تزيد عن الثلاث أشهر، أمّا بالنسبة لمحاذير استخدامها فتتلحّص بالآتي:[٦]
- الحمل والرضاعة: وذلك لعدم ثبات مأمونيّتها عند الاستخدام أثناء فترتي الحمل والإرضاع، وعليه، يتوجّب على المرأة الحامل تجنّب استخدامها أثناء هذه الفترة؛ لحمايتها والجنين من شدّة الأعراض الجانبيّة الظاهرة.
- داء السكّري: وذلك لقدرتها على تخفيض نسبة السكّر في الدم، ليُشكّل ذلك عبئًا على المُصابين بانخفاضٍ مُتكررٍ لمُستوى السكّر في الدم، كذلك وقد تؤدي إلى تشكّل المُضاعفات الصحيّة الخطيرة.
- أمراض الكبد: إذ تحتوي قرفة الكاسيا على مادة الكومارين المؤثّرة على الكبد بشكلٍ مُباشر.
- العمليّات الجراحيّة: حيث إنّ المواد الكيميائيّة المُتوافرة في قرفة الكاسيا تتداخل مع السيطرة على نسب السكّر في الدم أثناء العمليّة الجراحيّة.
أمّا بالنسبة لاستخدام جذمور العشبة الصينيّة Tian ma، فيُنصح بعدم استخدامها عند الإصابة بالأمراض العصبيّة والنفسيّة، كونها قادرة على تثبيط الجهاز العصبي المركزي، لذلك من المُهم استشارة الطبيب المُختصّ والرجوع إليه قبل الاستخدام.[٧]
فيديو عن علاج التهاب الرئة والجيوب الأنفية بالأعشاب
ننصحكم بالبداية بمشاهدة الفيديو التالي الذي يتحدث فيه السيد خالد قطناني خبير الأعشاب والنباتات الطبية عن علاج التهاب الرئة والجيوب الأنفية بالأعشاب.
المراجع
- ↑ "Spice and herb", www.britannica.com.
- ↑ "Snoring", www.mayoclinic.org. Edited.
- ^ أ ب "Traditional Chinese herbal formula relieves snoring by modulating activities of upper airway related nerves in aged rats", www.ncbi.nlm.nih.gov. Edited.
- ↑ "A Review on Central Nervous System Effects of Gastrodin", www.frontiersin.org. Edited.
- ↑ "Ceylon vs. Cassia Not All Cinnamon Is Created Equal", www.healthline.com.
- ↑ "CASSIA CINNAMON", www.webmd.com. Edited.
- ↑ "Gastrodiae Rhizoma : a review of biological activity and antidepressant mechanisms", www.ncbi.nlm.nih.gov. Edited.