علاج الغيرة بين الأخوات

كتابة:
علاج الغيرة بين الأخوات

الشعور بالغيرة

إنّ الغيرة شعورٌ طبيعيّ يشعر به الطفل اتجاه أيّ مُتغيّر قد يحرمه من امتيازاته، مِن حبّ واهتمام مَن حوله، وتُلاحَظ هذه المشكلة بشكلٍ أكبر بين أفراد الأسرة الواحدة، حيث إنّ مصدر الاهتمام واحد وهو الوالدان، ويعدّ شعور الأخوات والأخوة بالحسد والغيرة من بعضهم أمرًا طبيعيًا شريطة أن يتعامل معه الأهل بالشكل المناسب، الذي لا يدفعه إلى النمو بشكلٍ بالغ في أنفسهم، وبالتالي يؤدي لظهور عوارض لبعض الاضطرابات النفسية والمشاكل السلوكيّة لدى الأطفال في مراحل النمو التالية، وهذا يدفع الوالدين -حتّى الأخوة أنفسهم- للبحث عن علاج الغيرة بين الأخوات.

أسباب الغيرة بين الأخوات

قد تمرّ على الأسرة أوقات تظنّ الأُم فيها أن الأخوات يكرهن بعضهم، وأنّه ليس هناك ما تقوم به نحو هذه المشكلة، فهي تظنّ أن من مسؤوليتها خلق الحبّ بين أطفالها فتبدأ بالبحث عن حلول عملية لعلاج الغيرة بين الأخوات، وبالرغم من هذا الإستياء إلى أن الأخوات يُحببن بعضهن وقد يصعب على الأُم ملاحظة ذلك، إلّا أن الحقيقة أن هذا الخلاف يكون أمامها وفي غيابها يكونوا رفقاء طيبين، وكلما كبروا قل شعورهم بالرغبة على استحواذ اهتمام الأم ويتغلب شعورهم بالعطف على شعورهم بالغيرة.[١]

ومع الوقت تميل الأخت الأكبر سنًا لقَبول الواقع، وحماية الأخت الأصغر سنًا والعطف عليها، ولكن كلما كبرت الأخت الأصغر سنًا تعلمت وأتقنت بعض المهارات والهوايات بشكلٍ أفضل مثل الرسم والقراءة وغيرها من الأنشطة، بحيث يؤدي ذلك إلى شعور الأخت الأكبر سنًا بالتهديد أو الحرج فتصبح أكثر عنف وهيجان، وتبدأ المنافسة مع الأخت الأصغر، وكل منهن ترغب بإثبات نفسها، لذلك من المهم أن تخصص الأم وقت لكلّ بنت ولا تميز بينهنّ في التعامل حتى لا تحفز الغيرة بينهم وتشكل قدوة لهنّ، وهذا من أهم الوسائل لعلاج الغيرة بين الأخوات.[١]

علاج الغيرة بين الأخوات

من المهم ألّا يُفرط الوالدان في رد فعلهم عندما يحدث صراع بين الإخوة والأخوات، ولكنْ عليهم أن يقللوا من حدوث النزاعات والخصومات حتى يكون باستطاعتهم تنشئة الأطفال وتربيتهم على حبّ بعضهم البعض، وأيضًا تخصيص لكل طرف مكان لمقتنياته وألعابه، ومن الممكن لعلاج الغيرة بين الأخوات استثمار هذه الغيرة في توليد المنافسة الإيجابية للوصول إلى الأفضل، على ألّا تصل المنافسة لمستوى الصراع وبدون مقارنة الأخوات بعضهم ببعض واحترام قدراتهم جميعها.[٢]

وعلى الآباء ألّا يتدخلوا في كل شجار يحدث، فقد يحلان المسألة بشكل سلمي بينهما، ولأن الوالدين من الممكن أن ينحازا لطرف، بالتالي يجعله ذلك يشعر بالقوة والنصر والطرف الثاني يشعر بالهزيمة وبأن والديه خذلاه و تزيد الغيرة بينهم، إلا إذا رأى الوالدان أن الخلاف تتطور للعنف ولا سيما إذا قاربت الأخت الأكبر على إيذاء الأخت الأصغر سنًا فيلزم حماية الأخت الأصغر، ومن ثم إفهام الأخت الأكبر بأن هذا الأمر غير مقبول، ثمّ مراقبتهما لأنّ الوقاية من العنف أكثر أهمية من العقاب، وتعدّ هذه القاعدة الأهم في علاج الغيرة بين الأخوات.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ستيفن شيلوف ، روبرت هنيمان (2007)، هكذا تعتنين بطفلك منذ الولادة وحتى سن الخامسة (الطبعة الأولى)، لبنان: شركة المطبوعات، صفحة 167. بتصرّف.
  2. نبيه الغبرة (1990)، المشكلات السلوكية عند الأطفال (الطبعة الأولى)، دبي: دار البر، صفحة 156. بتصرّف.
  3. بنجامين سبوك (1964)، دكتور سبوك يتحدث إلى الأمهات (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة الانجال المصرية، صفحة 100. بتصرّف.
3436 مشاهدة
للأعلى للسفل
×