علاج القولون بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج القولون بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

القولون

يعد القولون أحد أكبر أجزاء الجهاز الهضمي ويعرف أيضًا بالأمعاء الغليظة، والجهاز الهضمي هو مجموعة من أعضاء الجسم مسؤولة عن هضم الطعام وبالتالي تزويد الجسم بالطاقة، ويلعب القولون دورًا كبيرًا في هضم الطعام الذي نتناوله، ولتتبع طريق الطعام حيث يبدأ من الفم حيث يتم تقطيعه إلى أجزاء صغيرة ثم إلى المريء ومن ثم المعدة التي تفرز عصارة تهضم الطعام وتتكون من إنزيمات مختلفة، ويتحرك الطعام بعد ذلك إلى الأمعاء الدقيقة التي تحوي إنزيمات من البنكرياس والكبد والمرارة حيث تقوم بامتصاص الفيتامينات والمعادن، وفي النهاية نصل إلى القولون الذي يقوم بامتصاص الماء، كما أن البكتيريا النافعة الموجودة في القولون تساعد في هضم ما تبقى من المواد، ومن الجدير بالذكر أن نوعية الطعام تؤثر على صحة القولون وعلى الجسم بالمجمل كتناول الطعام قليل السعرات والغني بالألياف وتناول الخضروات والفواكه بشكل مستمر وإلا ستصيب القولون الكثير من الأعراض المزعجة كالانتفاخ والغازات والآلام والتي قد تؤدي لاحقًا إلى تداعيات شديدة مثل سرطان القولون.[١]

علاج القولون بالأعشاب

يلجأ الكثير من الناس إلى الأعشاب والوصفات الطبيعية والبسيطة في علاج بعض الأمراض قبل اللجوء إلى الأطباء، وهناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع المرضى للقيام بهذا الفعل، أبسطها اعتقادهم بأن الأعشاب لن تسبب أعراض جانبية خطيرة في حين أنها قد تعالج المشكلة، عوضًا عن أنها غير مكلفة على الإطلاق مقارنة بالأدوية الموصوفة، ولا ينفي المقال قدرة الكثير من الأعشاب على شفاء بعض الأمراض والتي عرفت خصائصها هذه بالتجربة والعلم، ولكن يجب التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل تناولها للتأكد من فعاليتها وأمانها على المريض، عوضًا أن النباتات تعرف بتفاوت نتائجها من شخص إلى آخر، وسيذكر هذا المقال بعض الأعشاب التي عرفت شعبيًا بقدرتها على علاج القولون مع بيان الدراسات التي أيدت وفندت هذه الفكرة، ومن هذه الأعشاب:


الثوم

يعرف الثوم بطعمه اللاذع واستخداماته الهائلة في عالم الطبخ، حيث إنه أحد التوابل والنباتات التي لا يمكن الاستغناء عنها على الإطلاق، ويعرف الثوم بالكثير من خصائصه الطبية كتقليل كوليسترول الدم ومساعدته في التقليل من فرص الإصابة ببعض سرطانات الجهاز العضمي كسرطان القولون، وبالتأكيد فإنه ليس هناك نبتة واحدة قد تمنع الإصابة بمرض مقعّد الأسباب مثل مرض السرطان، إلى أن الكثير من الدراسات بحثت في تأثير الثوم جنبًا إلى جنب مع الأدوية المختصة في علاج هذا المرض.[٢]


وتبعًا لدراسة حديثة نشرت في مجلة آسيا والمحيط الهادئ لعلم الأورام السريري، وُجد أن تناول ما يقارب 50 غ من الثوم أو البصل من الممكن أن يقلل من تطور سرطان القولون، حيث إن الدراسة احتوت على 833 مريض مشخّص بمرض سرطان القولون و833 مريض آخر بكامل صحته ولا يشكو من أية أمراض، وبعد جمع بعض المعلومات المتعلقة بالعمر والجنس ومكان السكن وطبيعة الأطعمة التي يتناولها كل شخص، فقد وجدت الدراسة أن فرصة الإصابة بسرطان القولون كانت أقل بما يقارب 79% في الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الخضار وبالأخص منها الثوم والبصل[٣]، ويحتوي الثوم على مواد أثبتت فعاليتها في مقاومة بعض أنواع السرطان كالفلافونويد المعروفة بخصائصها المضادة للسرطان ومادتي الإنيولين والسابونين، ويجب دائمًا الرجوع إلى الطبيب المختص قبل تناول الثوم لهذا الغرض.[٢]


الكركم

يعرف الكركم بشكل كبير بلونه الأصفر البرتقالي ويعد أحد التوابل المعروفة في الهند وجنوب آسيا والشرق الأوسط، حيث يعد أحد مكونات الطهي الشعبي التي لا يمكن الاستغناء عنها، وقد عرف منذ زمن بعيد بقدرات علاجية وطبية كثيرة ولا حصر لها، حيث تم استخدامه في علاج بعض الأمراض التنفسية ومقاومة الكثير من أنواع السرطان والتخفيف من أعراض الاكتئاب، كما أثبتت بعض الدراسات التي تم إجراؤها على الإنسان وتجارب أخرى أجريت على جرذان مختبر قدرة الكركم على التخفيف من أمراض التهابات الأمعاء والقولون وآلام البطن وبعض الأمراض المتعلقة بالقولون مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.[٤]


ولفهم كيفية عمل الكركم على القولون يجب معرفة المواد الطبية الفعالة فيه والتي تعرف بكونها المادة العلاجية، حيث يحتوي الكركم على مادة الكركمينويد والتي تعرف بقدرتها على التخفيف من أعراض الالتهاب من خلال منع المواد المسببة له من الأساس، كما أثبتت الدراسات قدرة الكركم على حماية الجسم من خلال تحفيز بعض المواد المضادة للأكسدة في الجسم، ومن خلال معادلة بعض المواد التي تعرف بتسبيبها لبعض الأعطال في الحمض النووي كالجذور الكيميائية الحرة التي من الممكن أن تسبب ببعض السرطانات في الجهاز الهضمي وفي القولون بشكل خاص، وهذا ما تم إثباته في الدراسات السريرية على الحيوانات حيث وجد أن للكركم خصائص تحمي ضد سرطان المعدة والقولون وبعض سرطانات الجلد، ويجب استشارة الطبيب المختص قبل استخدام الكركم.[٥]


وفي دراسة أجريت لبحث أثر استخدام الكركم أو بالأحرى مادته الفعالة الكركمين في علاج سرطان القولون، فإن الكثير من النتائج جائت مبشرة حيث وُجد لمادة الكركمين خصائص تساعد في علاج مرض السرطان ولكن يجب البحث في طرق فعالة لإيصال هذه المادة إلى موقع عملها، كما تمت مقارنة أعداد الحالات في الدول الغربية مقارنة بدولة تستخدم الكركم بكثرة مثل الهند لتخلص الدراسة إلى قدرة الكركم على منع تطور سرطان القولون في الأساس[٦]، وفي دراسة أخرى مشابهة، تم إعطاء مجموعة من مرضى سرطان القولون ما يقارب 8 غرام من الكركم يوميًا والتي تعرف بكونها جرعة آمنة تمامًا على الإنسان على مدار شهرين كاملين قبل البدء بملاحظة ثبات حجم السرطان وعدم تكوره، ولكن هذا لم يمنع انتشاره إلى أماكن أخرى في الجسم قد يُعزى إلى قلّة امتصاص مادة الكركمين وقد أثبتت الدراسة أثر الكركم الإيجابي هذا عن طريق مقارنة الصور المقطعية للقولون قبل وبعد الاستخدام.[٧]


عرق السوس

يعد عرق السوس من أقدم النباتات الطبيعة ذات الفوائد العلاجية على الإطلاق، وتستخلص المادة الفعالة منه ألا وهي حمض الجليكريزيك من خلال تجفيف جذور نبتة عرق السوس واستخدامها، حيث استخدمها المصريون القدامى بعد تحويل مستخلص الجذور إلى شراب حلو المذاق في علاج الكثير من المشاكل الطبية في جسم الإنسان، كما انتشر استخدامه أيضًا في آسيا الشرقية وجنوب أوروبا على مدار العصور الماضية، كما أنه يتوفر للاستخدام على شكل كبسولات وبودرة ومستخلصات وحتى كريمات موضعية، ورغم كثرة استخداماته الشائعة، إلّا أن القليل منها فقط قد أثبت فاعليته من خلال الدراسات العلمية، وتعرف الجرعة اليومية للاستخدام من حمض الجليريزيك ب 100 ملغم، تبدأ بعدها بعض الأعراض الجانبية للحمص بالتأثير على المريض مثل نقصان البوتاسيوم في الدم وارتفاع ضغط الدم والشعور بضعف وتعب في العضلات[٨].

ويُعتقد أن عرق السوس قد يستخدم للمساعدة في علاج سرطانات القولون لقدرته على تثبيط إنزيم في الجسم له علاقة مباشرة بالسرطانات التي تصيب الجهاز الهضمي والذي يرتبط بالأدوية من نوع سيكلوأكسجيناز - 2 ، حيث يثبط عرق السوس عند استخدامه على المدى الطويل من نمو الورم ويقلل من تكوين الأوعية الدموية التي تساعد في تغذيته وزيادة حجمه، مما يعيد بعد مدّة أنسجة القولون إلى وضعها الطبيعي، وقد أُثبت طبيًا هذا الاعتقاد من خلال دراسة تم إجراؤها على الفئران ومن ثم البشر ونشر نتائجها في عام 2009، ولكن قبل استخدام عرق السوس يجب مراجعة الطبيب المختص والأخذ بمشورته.[٩]


محاذير استخدام الأعشاب لعلاج القولون

لأغلب الأعشاب استخدامات طبيعة متنوعة، بعضها أثبت فعاليته عن طريق الدراسات السريرية المبنية على أسس علمية، والآخر لا يزال يندرج تحت الاستخدام الشعبي أو الخرافات التي لا أساس لها من الصحة، ولهذا ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام الأعشاب في علاج بعض الأمراض وخاصة الخطيرة والمعقدة منها، وكما تطرق الموضوع سابقًا إلى بعض الأعشاب التي تساهم في علاج أمراض القولون، سيتطرق لذكر بعض محاذير استخدامها وأعراضها الجانبية.


الثوم

يعد الثوم آمنًا نسبيًا لأغلب الناس وذو آثار جانبية قليلة جدًا لا تتعدى كونها تسبب رائحة فم كريهة وشعور حارق في الفم والمعدة، ولكن لا يزال يجب التنويه إلى بعض محاذير استخدامه مثل:[١٠]

  • حرقة المعدة.
  • الإسهال والغثيان في بعض الأحيان وبالأخص فيما لو كان الثوم خامًا.
  • مشاكل في تميع الدم لذا لا ينصح أبدًا بتناوله بكميات كبيرة قبل العمليات الجراحية
  • رد فعل تحسسي لبعض الأشخاص من الممكن أن يتعدى كونه تحسسًا إلى أن يصبح بداية لحالات الربو.


الكركم

لاستخدام الكركم في علاج القولون الكثير من الأعراض الجانبية، لذلك وجب التنويه إلى استشارة الطبيب مسبقًا قبل استخدامه، ومن محاذير استخدام الكركم لعلاج القولون[٥]:

  • التسبب برد فعل تحسسي تجاهه وخاصة في حال وضعه على الجلد بشكل مباشر.
  • للكركم آثار جانبية على الكبد مما يتسبب بسمية أو التهاب كبد حاد حيث عرفت هذه الحالة في مريض عمره 67 كان يستخدم الكركم ضمن علاجاته ضد سرطان الرئة.
  • يتعارض الكركم مع الكثير من الأدوية لذا يجب الانتباه إلى الأدوية التي يستخدمها المريض وإخبار الطبيب عنها.


عرق السوس

صنّفت مؤسسة الغذاء والدواء العالمية عرق السوس كمادة آمنة للاستخدام كطعام، ولكنها لا تزال تحذر من أن عرق السوس قد يسبب مشكلات صحيّة خطيرة في حال تنوله بكميات كبيرة أو على فترات طويلة، حيث إنه يسبب تراكم مادة تسمى جليسيريزين في جسم الإنسان والتي تسبب زيادة في هرمون الكورتيزول بصورة واضحة، حيث إن زيادة هرمون الكورتيزول وكثرة تناول عرق السوس تسبب خللًا في الجسم وأعراض جانبية مختلفة مثل[٨] :

  • اختلال في التوازن في كميات السوائل والأملاح في الجسم كتقليلها لتركيز البوتاسيوم.
  • ارتفاع في ضغط الدم.
  • الشعور بالتعب العام في الجسم.
  • عدم انتظام ضربات القلب لدى المريض.
  • تأثيرات جانبية سيئة على القلب والكلى ولهذا لا ينصح استعمالها بكثرة أو من دون استشارة طبيب مختص.
  • تأثيرات جانبية في المرضى ممن يستخدمون أدوية ضغط الدم ومميعات الدم بمختلف أشكالها.
  • يتعارض عرق السوس في مفعوله مع مدرّات البول والأدوية المثبطة للكوليسترول وموانع الحمل المحتوية على مادة الإستروجين.
  • مشاكل في تطور الأداء الذهني والعقلي ووظائف الدماغ في الأطفال عند تناول الأم الحامل لعرق السوس بكثرة أثناء فترة الحمل.

المراجع

  1. "The Colon: What it is, What it Does and Why it is Important", fascrs.org, Retrieved 2020-07-03. Edited.
  2. ^ أ ب "4 Reasons Eating Garlic is Good for Cancer Prevention", www.aicr.org, Retrieved 2020-07-04. Edited.
  3. "Consuming Onions, Garlic Daily May Ward Off Risk Of Colon Cancer", food.ndtv.com, Retrieved 2020-07-04. Edited.
  4. "Health Benefits of Turmeric", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-04. Edited.
  5. ^ أ ب "Turmeric", www.mskcc.org, Retrieved 2020-07-04. Edited.
  6. "Colorectal Cancer: Chemopreventive Role of Curcumin and Resveratrol", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-09. Edited.
  7. "Anti-carcinogenic properties of curcumin on colorectal cancer", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-09. Edited.
  8. ^ أ ب "What Are Licorice Roots Benefits and Downsides", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-04. Edited.
  9. "Can Licorice Lick Colon Cancer?", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-04. Edited.
  10. "GARLIC", www.webmd.com, Retrieved 14-07-2020. Edited.
4716 مشاهدة
للأعلى للسفل
×