علاج الكوليسترول بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج الكوليسترول بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

العلاج التقليدي بالأعشاب

تُعرف الأعشاب بأنَّها النبات أو ذلك الجزء من النبات التي يتم استخدامه لأغراضٍ عديدة؛ كرائحته، نكهته، أو لخصائصهِ العلاجية، [١] وبالعودة إلى تاريخ التداوي بالأعشاب الطبية فمن المهم الإشارة إلى أنَّ العلاج بالأعشاب هو عماد الطب التقليدي منذ آلاف السنين؛ وذلك بسبب ما تكتنزهُ الأعشاب من فوائد لصحة الإنسان والتي أثَّرت بشكلٍ جيد على معظم أنظمة جسمهِ، [٢]


وتندرج الأدوية العشبية تحت أنواع المكملات الغذائية والتي تتوافر على شكل أقراص، كبسولات، مساحيق، مستخلصات، بالإضافة إلى توافرها بشكلها الطازج أو المُجفَّف، وتجدر الإشارة هنا أنَّ هذهِ المكملات تُستخدم من قبل الأشخاص رغبةً بالحفاظ على صحتهم، أو تحسينها، ولكن من المهم جدًا التنبيه هنا إلى أنَّ الأدوية العشبية لا تخضع للرقابة والاختبار الذي يتم على الأدوية، وعلى ذلك من المحتمل وبشكلٍ كبير أن يؤدي استخدام الأدوية العشبية إلى العديد من الآثار الجانبية التي من شأنها أن تؤثّر سلبًا على صحة المريض، لذلك من المهم جدًا استشارة الطبيب قبل استخدامها أيًا كانت.[١]


ارتفاع الكوليسترول

يُعرف الكوليسترول بأنَّه أحد أنواع الدهون الموجودة في الدم، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجسم يحتاج لوجود بعض الكوليسترول ليتم عملهِ على أكملِ وجهِ، ولكن في حال تعرُّض الشخص لارتفاع في نسبة الكوليسترول فقد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بتصلُّب الشرايين، [٣] ومن جهةٍ أُخرى يُعد ارتفاع الكوليسترول أحد عوامل خطر الإصابة بحالات مرضية خطيرة، كأمراض القلب التاجية، بالإضافة إلى النوبات القلبية، [٤]


ومن المهم الإشارة إلى أنَّ مرض ارتفاع الكوليسترول قد يكون متوارثًا، ولكنَّه في أغلب الأحيان يكون نتيجة تعرُّض الشخص لسلسلة من أنماط الحياة غير الصحية، وهذا من شأنهِ أن يجعل الوقاية من المرض وعلاجه ممكنًا، فمن الجدير بالذكر أنَّ اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بالإضافة إلى الالتزام بالأدوية يمكنه أن يساهم بالتقليل من ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم. [٥]


علاج الكوليسترول بالأعشاب: حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

على الرغم من توافر العلاجات المختلفة لعلاج حالة ارتفاع الكوليسترول في الدم إلَّا أنَّ بعض الأشخاص يميلون لاستخدام الأعشاب المختلفة للتخفيف من أعراض ارتفاعهِ في الدم، ولكن من المهم الإشارة هنا إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام أي عشبة أيًا كان نوعها، تجنُّبًا لحدوث الآثار الجانبية والمضاعفات التي تسبِّبها العشبة والتي من شأنها التأثير سلبًا على صحة المريض.


القتاد

يُصنَّف القتاد ضمن الأعشاب المستخدمة للعلاج، حيثُ يتم استخدام جذره في صنع الدواء، لتخفيف العديد من الحالات المرضية المختلفة؛ كحمّى القش، السُّكري، أمراض الكلى والعديد من الحالات الأخرى، [٦]

ومن جهةٍ أُخرى يتم استخدامه لدعم الجهاز المناعي بحسب ما ورد في دساتير الطب الصيني التقليدي، وذلك لما يتمتَّع بهِ من خصائص مضادة للبكتيريا، بالإضافة إلى خصائصهِ المضادة للالتهابات، ومن الجدير بالذكر أيضًا بأنَّه يفيد القلب، ولكن من المؤسف أنَّ المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية صرَّح بأنَّه هناك افتقار بالتجارب البشرية السريرية عالية الجودة، وعليه من المهم إجراء المزيد من البحوث لمعرفة مدى تأثير القتاد على نسبة الكوليسترول في الدم بالإضافة إلى تقييم أثره على صحة القلب.[٧]


الزعرور

يُعرف الزعرور بأنَّه شجيرة تتصل بالورد، ويتم استخدام أوراقها، زهورها بالإضافة إلى التوت منها لصنع الدواء، [٨] حيثُ يتم استخدامه في التخفيف من حالات الاضطرابات الهضمية المختلفة كعُسر الهضم، الإسهال، بالإضافة إلى آلام المعدة، ومن جهةٍ أُخرى يتم الاستفادة من الزعرور لما يتمتع بهِ من خصائص مسكنة، لزيادة إخراج البول بالإضافة إلى دورهِ بالتخفيف من تقلصات الدورة الشهرية، [٧]


حيثُ يتم الاستعانة بنبات الزعرور للتخفيف من أمراض القلب والأوعية الدموية ومن أمثلتها؛ قصور القلب الاحتقاني، آلام الصدر، عدم انتظام دقات القلب، انخفاض ضغط الدم وارتفاعه، بالإضافة إلى تصلُّب الشرايين وارتفاع نسبة الكوليسترول،[٨] وهذا ما يجعله أحد الخيارات الممكن الاستعانة بها لخفض ارتفاع الكوليسترول، ولكن من المهم جدًا التنبيه حول ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام الزعرور سواء كان ذلك لارتفاع الكوليسترول أو أيِّ حالةٍ مرضيةٍ أُخرى.


بذور الكتان

يُصنّف الكتَّان بأنَّه أحد المغذيات الغنية بالألياف والتي تتميز بذورهُ بلونها الذي يميل من الأصفر الذهبي إلى البني المُحمر، ومن الجدير بالذكر أنَّه يتم استخلاص بذور الكتان من نبات الكتان، التي تحتوي على فيتويستروغنز والتي تشبه بتأثيرها هرمون الإستروجين، [٩] ومن جهةٍ أُخرى تحتوي بذور الكتَّان على مستويات عالية من حمض أوميغا 3 الدهني والذي يُعرف بحمض ألفا لينولينيك ALA، والذي يساهم بالتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، حيثُ خلصت البحوث التي عُنيت بالتحقق من خصائص وفوائد بذور الكتَّان لصحة القلب، بنتائج أوضحت فوائد مستحضرات بذور الكتان في التقليل من مستويات الكوليسترول خاصة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول كالنِّساء بعد تجاوزهنَّ لسنِّ اليأس.[٩]



ما المحاذير والآثار الجانبية للأعشاب المستخدمة لعلاج الكوليسترول؟

هُناك اعتقادٌ سائد بين النَّاس بأمان استخدام جميع الأعشاب التقليدية المستخدمة طبيًا بعلاج الحالات المرضية المختلفة، إلَّا أنَّ هذا الاعتقاد غيرُ صحيح، فمن الممكن أن يتسبَّب استخدام بعض الأعشاب إلى حدوث بعض الآثار الجانبية بالإضافة إلى المضاعفات التي من شأنها أن تؤثر على صحة المريض، وفيما يأتي بيان وتفصيل لأبرز الآثار الجانبية التي تسبَّبها، بالإضافة إلى المحاذير الواجب الالتزام بها لبعض الفئات.


ما المحاذير والآثار الجانبية للقتاد؟

يُعد استخدام عشبة القتاد آمنًا عند تناوله بجرعة مناسبة تُقدَّر بـ 60 غرام ولمدة تصل إلى أربعة أشهر، ولكن قد يتسبَّب تناول عشبة القتاد ظهور بعض الآثار الجانبية على الشخص، سيتم ذكرها فيما يأتي؛ [٦]

كما من الضروري جدًا استشارة الطبيب قبل استخدام عشبة القتاد، فقد يؤدي استخدامها لبعض الفئات إلى التسبُّب بمضاعفات قد تجعل من حالة الشخص الصحية أسوء، وفيما يأتي أبرز المحاذير الواجب الالتزام بها عند استخدام عشبة القتاد:


  • الحمل والرضاعة: لا توجد معلومات ودراسات كافية تثبت مدى أمان استخدام عشبة القتاد في فترتي الحمل والرضاعة الطبيعية، ولذلك من المهم عدم استخدام القتاد للحامل والمرضع لضمان بقائهما بالوضع الآمن.
  • أمراض المناعة الذاتية: ومن أمثلتها مرض التصلب المتعدد، الذئبة الحمامية الجهازية، التهاب المفاصل الروماتويدي، وغيرها من الأمراض، ويكمن سبب التحذير من استخدام عشبة القتاد، ما يُسبِّبه من نشاط في الجهاز المناعي والذي يؤدي إلى تفاقم حالة المريض إلى الأسوء.


ما المحاذير والآثار الجانبية للزعرور؟

يُعد استخدام الزعرور آمنًا في حال استخدامه بالجرعات الموصى بها والتي تتراوح من 160 ملغ إلى 1800 ملغ 3 مرات يوميًا ولمدة تصل إلى 16 أسبوعًا، أمّا عند استخدامه لفترة طويلة، فهذا ما لم يتم إثبات مأمونيته بعد، ولكن الزعرور كأيِّ عشبةٍ أخرى من المحتمل أن يتسبَّب ببعض الآثار الجانبية التي من شأنها أن تؤثر على صحة المريض، وفيما يأتي بيان لأبرز هذهِ الآثار:[٨]

  • اضطرابات المعدة.
  • الغثيان.
  • التعب العام.
  • التعرُّق.
  • الصُّداع.
  • الدوخة.
  • خفقان القلب.
  • نزيف الأنف.
  • الأرق.
  • الشعور بالإثارة.


من جهةٍ أخرى يجب التنبيه إلى ضرورة الرجوع إلى الطبيب قبل الشروع باستخدام الزعرور سواء كان ذلك للتخفيف من حالة ارتفاع الكوليسترول أو لأيِّ حالةٍ أخرى، حيثُ إنَّ هناك بعض الحالات التي يجب الحذر بعدم استخدام الزعرور بشكلٍ تام، لما فيه من مضاعفات قد تؤثر سلبًا عليها، ومن هذه الحالات ما يأتي:[٨]

  • الحمل والرضاعة: لا توجد دراسات ومعلومات كافية تكشف مأمونية استخدام الزعرور أثناء الحمل والرضاعة، لذلك من المهم جدًا أخذ الحيطة والحذر بعدم استخدامه في أيِّ حالٍ من الأحوال.
  • أمراض القلب: فمن الممكن أن يُسبِّب تناول الزعرور مع أدوية أمراض القلب حدوث تفاعلات دوائية قد تؤثر سلبًا على صحة المريض، وعليه من الضروري جدًا استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام الزعرور تجنُّبًا لحدوث المضاعفات المحتملة في هذهِ الحالة.
  • العمليات الجراحية: حيثُ إنَّه من الممكن أن يساهم الزعرور بإبطاء عملية تخثُّر الدم وهذا من شأنهِ أن يسبِّب زيادة في خطر النزيف أثناء خضوع المريض للعملية الجراحية أو بعدها، لذلك من المهم التوقف عن استخدام الزعرور بمدة لا تقل عن أسبوعين من موعد الجراحة المجدولة.


ما المحاذير والآثار الجانبية لبذور الكتان؟

يعد استخدام بذور الكتَّان آمنًا لمعظم الأشخاص وذلك عند تناوله بالجرعات المناسبة، ولكنَّه قد يُسبب بعض الآثار الجانبية التي سيتم ذكرها تباعًا فيما يأتي؛[٩]

  • زيادة حركة الأمعاء.
  • الانتفاخ.
  • الغازات.
  • آلام البطن.
  • الإمساك.
  • الإسهال
  • آلام المعدة.
  • الغثيان.


ومن الجدير بالذكر أنَّه من غير الآمن تناول بذور الكتَّان الخام، أو في حال تناولها في حالتها غير الناضجة، قد يؤدي إلى إصابة الشخص بالتسمُّم، لذلك من المهم تجنُّب استخدامها في هاتين الحالتين، ومن جهةٍ أُخرى تجدر الإشارة إلى عدم توافر معلومات كافية حول محاذير استخدامها.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب "Herbal Medicine", medlineplus.gov, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  2. "Traditional herbal remedies for primary health care", apps.who.int, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  3. "Managing high cholesterol", www.heartfoundation.org.nz, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  4. "What causes high cholesterol?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  5. "High cholesterol", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  6. ^ أ ب "ASTRAGALUS", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  7. ^ أ ب "Natural Remedies for High Cholesterol", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "HAWTHORN", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-27. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "FLAXSEED", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-27. Edited.
4328 مشاهدة
للأعلى للسفل
×