الموت الدماغي
إنّ مصطلح الموت الدماغي يُشير إلى الانقطاع التام وغير القابل للعكس لجميع الفعاليات العصبية لجميع أجزاء الدماغ بالكامل، بما في ذلك جذع الدماغ، فالشخص الذي يملك موتًا دماغيًا يُعدّ شخصًا ميتًا، ولا سبيل لإعادته إلى الحياة، وبذلك يكون الموت الدماغي إعلانًا للوفاة رغم بقاء جميع أجزاء الجسم الأخرى على قيد الحياة، كالقلب والكليتين والكبد وغيرها، وتختلف حالة الموت الدماغي عن حالة الغيبوبة، حيث يغيب الشخص بكامل قواه أو حركاته الإرادية عن العالم الخارجي، ومن الممكن أن يعود الشخص المُصاب بالغيبوبة إلى حالة الوعي الكامل لاحقًا، وهذا يعتمد على شفاء الدماغ من تلك الحالة، وسيتم الحديث في هذا المقال عن إمكانية علاج الموت الدماغي عند حدوثه. [١]
كيف يتمّ تشخيص الموت الدماغي
في البداية يقوم الطبيب ولتحديد الحالة العصبية للمريض بفحص ردود الفعل للأشياء الأساسية كالألم على سبيل المثال، وذلك عبر قرص الجلد، ثمّ يقيّم الطبيب زوال فعالية جذع الدماغ عبر تشخيص زوال المنعكسات الخاصة به، ثمّ يقوم الطبيب بفصل المريض عن الجهاز التنفسي الداعم لرؤية الفعالية التنفسية التلقائية عند المريض، وذلك بسبب ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، والتي من المفترض أن تُحرض الفعالية الدماغية لزيادة حركات التنفس في الحالة الطبيعية، وعند غياب جميع هذه الفعاليات، يقوم طبيب آخر -للحصول على رأي آخر- بإعلان حالة الموت الدماغي.
ولا يتمّ فصل المريض المُشخّص بالموت الدماغي مباشرة عن الأجهزة الداعمة للأعضاء، حيث تُعطى فرصة كافية للأهل والأقرباء بتوديع المريض إذا كان ذلك ممكنًا، وعادة ما يتمّ استشارة الأهل في إمكانية الاستفادة من أعضاء المريض المناسبة لأغراض علمية أو للتبرّع لمن هم في حاجة، وذلك بحسب حالة المريض الصحية قبل الموت الدماغي. [٢]
علاج الموت الدماغي
عند الحديث عن علاج الموت الدماغي، لا بدّ من إيضاح فكرة أساسية في هذا السياق، فتعريف الموت الدماغي يشير بشكل صريح إلى فقدان فعاليات الدماغ بشكل كامل غير قابل للعكس، ويتمّ تشخيص الموت الدماغي من قبل أكثر من طبيب لتأكيد الحالة ولمنع حدوث الخطأ الطبي، وبذلك فإنّ فكرة علاج الموت الدماغي تتنافى مع التعريف بشكل واضح، ويمكن القول أنّ هذه الفكرة بعيدة للغاية عن كونها حقيقة، وذلك في الوقت الراهن على أقلّ تقدير. [٣] ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الحالات النادرة المذكورة في الأدب الطبي في السنوات الأخيرة والتي حدثت فيها الاستعادة العفوية لفعاليات الدماغ، فهناك حالة ذُكرت في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2009 لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر، كان قد تمّ تشخيصه على أنّه متوفٍّ دماغيًا بعد أن وُجد غريقًا في إحدى الحمامات، وكان قد تلقّى الإنعاش القلبي الرئوي لفترة 37 دقيقة، ومن ثمّ حقق معايير الموت الدماغي، والتي تمّ تحديدها بعد 42 ساعة من حادثة الغرق، إلّا أنّه استعاد تنفسه العفوي بعد 15 ساعة من ذلك، ولذلك يمكن القول أنّ هناك بعض الأمور المجهولة في هذا الخصوص، رغم كلّ التطور الطبي الذي يحظى عليه العالم حاليًا. [٤]
المراجع
- ↑ "The Challenges of Defining and Diagnosing Brain Death", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 04-08-2019. Edited.
- ↑ "What 'Brain-Dead' Means", www.webmd.com, Retrieved 04-08-2019. Edited.
- ↑ "Reversing brain death: Far-fetched or feasible?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 04-08-2019. Edited.
- ↑ "A 10-month-old infant with reversible findings of brain death.", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 04-08-2019. Edited.