علاج تبلد المشاعر والأحاسيس

كتابة:
علاج تبلد المشاعر والأحاسيس

كيف يمكن علاج تبلد المشاعر والأحاسيس؟

كيف تساعد الرياضة في التخلص من تبلد المشاعر والأحاسيس؟

وجدت دراسة كندية تحت إشراف تحالف دعم الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب (Depression and Bipolar Support Alliance (DBSA والتي شملت 896 مشاركًا؛ كان 49.9٪ منهم يعانون من الاكتئاب، و50.1٪ منهم يعانون من اضطراب ثنائي القطب، أن تبلد المشاعر والأحاسيس وضعف العاطفة كان أحد الأسباب الرئيسة لوقف العلاج لدى المشاركين، مما يعني أنّ تبلد المشاعر والأحاسيس يُقلل من الاستجابة النفسية.[١]


يمرّ الكثير من الناس بحالة من تبلّد المشاعر والأحاسيس أو ما يُسمى بالخدر العاطفي، وهي حالة تجعل الشخص غير قادر على التفاعل مع الأحداث التي تمرّ في حياته لأنه لا يشعر بها، فهو فاقد لأي إحساس يجعله يشعر بالفرح أو الحزن أو غير ذلك، وربما تتطوّر هذه الحالة لتصبح حالة منالاكتئاب أو اليأس أو العزلة، خصوصًا إذا أُهملت، لهذا يجب علاجها[٢]، وأبرز طرق علاج تبلد المشاعر والأحاسيس ما يأتي:


تغيير نمط الحياة

يُقصد بتغيير نمط الحياة تغيير روتين الحياة الذي يعيشه الشخص في حياته والتخلص من حالة الملل التي يمكن أن تُسيطر على أيامه، وذلك من خلال محاولة إيجاد طرق للتسلية والبحث عن هوايات أو أنشطة محببة للشخص سواء لوحده أو مع أصدقائه، وتغيير الجو العام سواء في بيئة البيت أو العمل.[٣]


ممارسة الرياضة

تُعدّ الرياضة من الطرق الرائعة للمساعدة على التخلص من تبلد المشاعر والأحاسيس وإعادة شحن الطاقة النفسية التي تجعل الشخص منطلقًا نحو الحياة ومليئًا بالشغف، ويمكن ممارسة مختلف أنواع الرياضة بدءًا من المشي في الهواء الطلق لتحفيز إنتاج السيراتونين الذي يُحسن المزاج وإنتهاء بالرياضات الصعبة، فلكل شخص طاقته وتحمله ورغباته.[١]


ممارسة تمارين الاسترخاء

من أهم تمارين الاسترخاء التي تمنح فائدة كبيرة عند ممارستها هي تمارين التأمل أو كما تُعرف برياضة اليوغا، حيث يفكر الإنسان فيما حوله ويتوقف عن التفكير في مشكلاته والصدمات التي تعرض لها أو الماضي الذي يؤلمه، وتُساعد هذه التمارين على استعادة التوازن النفسي الذي يجعل الشخص أكثر نشاطًا وحيوية وإقبالًا على الحياة وعلى الآخرين.[٢]


تناول الطعام الصحي

يُعدّ تناول الطعام الصحي المفيد من أهم الطرق التي تعزز صحة الإنسان والتي تُعيد له توازنه الداخلي إذ تساعد على أن يستعيد شعوره كما كان في الأصل، فالصحة البدنية جزء من الصحة النفسية، وإذا كان البدن سليمًا حتمًا سينعكس هذا على نفسية الشخص بشكل أو بآخر، ولهذا فإنّ النظام الغذائي مهم جدًا كي يستعيد الشخص طاقته النفسية.[٢]


الحصول على قسط كاف من النوم

قلة النوم والتوتر من الأعراض التي تساهم في تعرض الشخص لإنتكاسة أو سوء في المزاج خلال يومه وعدم الشعور بالاستقرار، لذا إن النوم لوقتٍ كافٍ ضروري جدًا كي يُحافظ الشخص على مزاجه من التعكّر، وهذا يُؤثر بشكل غير مباشر على طبيعة المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها الشخص، فالنوم لمدّة ثماني ساعات على الأقل يُساعد في استعادة التوازن النفسي للمشاعر والأحاسيس.[٢]


البحث عن أصدقاء جدد

في بعض الأحيان يتسبب الأشخاص المحيطين والأصدقاء بالإصابة بحالة من تبلد المشاعر وقلة الإحساس لقلة اهتمامهم أو تقديرهم للشخص الذي يصادقهم ويشاركهم تفاصيله، لذا أحيانًا من الأفضل التعرّف على أصدقاء جدد يتشاركون معه في الاهتمامات ويقدرونه ويحترمونه، حتمًا وجود آخرين يشبهوننا إلى جد ما في المحيط يعزز طاقتنا النفسية الإيجابية.[٢]


تجنب مسببات التوتر

البُعد عن مسببات التوتر من أهم الأمور التي يجب الانتباه إليها لاستعادة التوازن النفسي، ويكون هذا بتجنب الأخبار السيئة قدر المستطاع، والبعد عن متابعة أي أمور يمكن أن تعزز الطاقة السلبية وتُسبب الضغط النفسي والتوتر الذي حتمًا سيظهر في التصرفات والسلوك والمزاج.[٢]


الحصول على مساعدة المرشد

كحلّ آخر، وبعد أن يحاول الشخص مع نفسه حتى يتجاوز أزمة تبلد الإحساس يُمكن اللجوء إلى مرشد نفسي للتخلص من حالة تبلد المشاعر والأحاسيس، حيث يمكن للمرشد الاستماع إلى مسببات هذه المشكلة ويدرس التفاصيل جيدًا ثم إعطاء حلول مناسبة لها للخروج منها بأسلم الطرق.[٢]


زيارة الطبيب للحصول على العلاج

في بعض الأحيان تُصبح زيارة الطبيب النفسي المعالج خطوة ضرورية جدًا، خصوصًا إذا استمرّت الأعراض لفترة طويلة دون حدوث أي تحسن رغم جميع المحاولات، فقد يُساعد الطبيب على الخروج من هذه الحالة سواء بالعلاج السلوكي أو الدوائي، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المشكلات النفسية هي كالمشكلات البدنية لا بد من الاهتمام بها ومحاولة علاجها بطرق بسيطة ثم الإستعانة بالطبيب في حال تفاقم الأمر وأن هذا ليس عيبًا أو مخزيًا كما يظن الكثيرون.[٣]


اتباع خطوات العلاج للتخلص من حالة تبلد المشاعر والأحاسيس من الأمور الهامة التي لا يجب إغفالها، خاصة أنّ إهمال هذه الحالة يُمكن أن يؤدي إلى تطوّرها إلى الأسوأ، واحتياجها إلى علاج أصعب، لهذا يُمكن بالخطوات العلاجية البسيطة التي تمّ ذكرها، تخطّي حالة تبلد المشاعر والأحاسيس، بحيث تعود المشاعر طبيعية.


ما علامات تبلد المشاعر والأحاسيس؟

ما علاقة الضحك والبكاء بتبلد المشاعر والأحاسيس؟

أظهرت دراسة في جامعة أكسفورد أن نسبة انتشار الأشخاص المصابين بتبلد المشاعر والأحاسيس بعد معاناتهم من الاكتئاب تتراوح ما بين 46 إلى 71%.[١]


يُصاحب شعور تبلد المشاعر والأحاسيس العديد من الأعراض التي تظهر على الشخص الذي يمر بهذه الحالة، وهي أعراض تجعله يشعر بأنه شخص باهت وأنّ الحياة بلا طعم، وقد تكون هذه الأعراض مجتمعة معًا أو قد يكون لديه بعضها فقط، وأهم هذه الأعراض التي يجب الانتباه إليها جيدًا ومحاولة التخلص منها ما يأتي:[١]

  • فقدان القدرة علىالبكاء أو الضحك عندما يقتضي الأمر ذلك، إذ تُصبح جميع المشاعر سواء.
  • فقدان القدرة على التعاطف مع الآخرين بالشكل المطلوب، والإحساس بهم بشكل أقل من المعتاد.
  • فقدان الشغف والدافعية والرغبة في فعل أي شيء.
  • فقدان الشعور بالمتعة المعتادة التي كانت طبيعية في العديد من المواقف.
  • المرور بحالة من الصمت العاطفي المصحوب ببطء في التفكير، وفقدان التركيز وقلة الرغبة الجنسية.


يُمكن أن تتفاوت هذه الأعراض في حدّتها بين وشخص وآخر، كما يُمكن تخطيها بسرعة أو أن تتفاقم بحسب الحالة، وبحسب استجابة الشخص لطرق العلاج السلوكية التي تمّ ذكرها، وبمجرّد ظهور عرض واحد أو أكثر من هذه الأعراض، يجب عدم إغفال الأمر ومحاولة اتباع طريقة علاج مناسبة.


ما الفرق بين متبلد المشاعر والشخص قليل التعبير عن مشاعره؟

هل يمكن التخلص من تبلد المشاعر؟

قد يخلط البعض بين تبلد المشاعر الذي يحدث بشكلٍ طارئ لسببٍ ما، وبين قلة التعبير عن المشاعر، لكن يوجد فرق واضح بين هاتين الحالتين، إذا إنّ متبلد المشاعر هو في الحقيقة ليس كذلك، لكنّ مشاعره أصبحت متبلدة بسبب مروره بظروف معينة ساهمت في إصابته بهذه الحالة، وهي حالة قد تكون عرضية أو مستمرة بحسب شدتها، وقد يعود الشخص إلى طبيعته في أيّ لحظة عند زوال السبب الذي جعله في هذه الحالة.[٤]


الشخص قليل التعبير عن مشاعره هو شخص طبيعي وكتمان المشاعر بالنسبة له حالة طبيعية لأنه لا يرغب بالكلام، وهذا شيء طبيعي في شخصيته، فهذا الشخص لديه انخفاض في القدرة على التعبير عن مشاعره للآخرين، ولا يميل إلى فتح قنوات الحوار مع الناس حول هذه المشاعر، وهؤلاء الأشخاص من الصعب أن تتغير طبيعتهم.[٥]


تكون مشاعر الشخص متبلدة نتيجةً لمروره بظروف معينة ساهمت في تبلد مشاعره، بينما يكون الشخص قليل التعبير عن المشاعر هي حالة طبيعية من نفس الشخصية.


هل تبلد المشاعر والأحاسيس مرض أم حالة عارضة؟

في كثير من الأحيان تتطوّر حالة الشخص المصاب بتبلّد في المشاعر والأحاسيس، وتتحوّل حالته إلى حالة مزمنة مرتبطة بالعديد من الأعراض النفسية التي تنتج عن الاكتئاب الشديد، وهذا بحدّ ذاته من المؤشرات الخطيرة التي قد تُسبب فقدان السيطرة، وبالتالي تطوّر الحالة إلى الأسوأ، لهذا إذا كان تبلد المشاعر والأحاسيس مستمر لفترة قصيرة، وكان مجرد حالة طارئة وردّة فعل لحدث معين فهذا يعني أنه حالة عارضة، أما إذا كان مستمرًا لفترة زمنية طويلة فهنا قد يتحول إلى مرض نفسي يحتاج إلى علاج ومتابعة عند طبيب أخصائي، وربما إلى علاج دوائي، وخلاصة القول أنّ تبلد المشاعر والأحاسيس حالة نفسية يُمكن أن تصبح حالة مرضية إذا تمّ إهمالها.[٤]


يمكن أن تستسمر حالة تبلد المشاعر لفترات زمنية طويلة، وبالتالي لن يتم التخلص من هذه الحالات إذا لم يتم مراجعة طبيب مختص للعلاج.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Can Antidepressants Make You Feel Emotionally Numb?"، verywellmind، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-22. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Understanding Emotional Numbness"، healthline، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-23. Edited.
  3. ^ أ ب "Feeling numb: What you need to know"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-24. Edited.
  4. ^ أ ب "Blunted feelings: Alexithymia is associated with a diminished neural response to speech prosody"، ncbi.nlm.nih، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-28. Edited.
  5. "How to Crack the Code of Mens Feelings", psychologytoday, Retrieved 2020-11-28. Edited.
5238 مشاهدة
للأعلى للسفل
×