علاج تقوس الساقين عند الأطفال

كتابة:
علاج تقوس الساقين عند الأطفال


علاج تقوس الساقين عند الأطفال

هل تحتاج كلّ حالات تقوس الساقين إلى علاجٍ جراحيّ؟ يعرف تقوس الساقين Bow legs بحالة يحدث فيها انحناء الساقين للخارج ضمن منطقة الركبتين بينما تتلامس القدمان والكاحلان، ولا يعدّ تقوس الساقين من الحالات الخطيرة، إذ غالبًًا ما يختفي هذا الانحناء دون علاج في عمر الثالثة، وقد لا يرافق تقوس الساقين أي ألم عند الأطفال، كما أنه قد لا يؤثر في قدرتهم على الجري، الزحف والمشي، ولكن قلق الآباء قد يتمحور بشأن مظهر تقوس الساقين لدى أطفالهم أو بسبب تعثرهم أحيانًا، وتتنوع خيارات علاج تقوس الساقين بالاعتماد على عمر الطفل، مدى تحسن حالته والمسبب الرئيس لتقوس الساقين.[١]


التقدم الطبيعي للمرض

هل يتحسن تقوس الساقين بمرور الوقت؟ يختفي تقوس الساقين في معظم الحالات وتبدأ الأرجل بالاستقامة بشكل طبيعي مع نمو الطفل، وفي حال لم تتحسن الحالة عند بلوغ الطفل الثالثة من عمره، فقد يكون هناك مسبب لتقوس الساقين مثل مرض بلاونت أو الكساح، وقد يستمر تقوس الساقين حتى سن المراهقة، وغالبًا ما يعاني الطفل عندئذٍ من زيادة في الوزن بشكل ملحوظ، وكما يمكن أن يسبب هذا الانحناء ألمًا وشعورًا بعدم الراحة في الركبتين، الوركين والكاحلين، وهذا بسبب الضغط غير الطبيعي على المفاصل.[٢]


غالبًا ما يتحسن تقوس الساقين مع نمو الطفل، وهذا في حال لم يكن هناك مسبب آخر للتقوس كمثل مرض بلاونت أو الكساح، وأمّا في حال استمرار تقوس الساقين حتى سن المراهقة، فقد يسبب ألمًًا في المفاصل.


علاج المسبب لتقوس الساقين عند الأطفال

ما هي أسباب تقوس الساقين؟ عندما يولد الطفل بأرجل مقوسة فقد يكون ذلك نتيجة انحناء العظام قليلاً أثناء النمو، وبالأخص عند تموضعها لتناسب المساحة الصغيرة في الرحم، وتسمى هذه الحالة بالساق الفسيولوجية، وتعدّ جزءًا طبيعيًا من نمو الطفل وتطوره،[١] وقد يشير عدم تحسن تقوس الساقين مع نمو الطفل إلى وجود مشاكل أخرى، وتشمل ما يأتي:[٣]


  • مرض الكساح، والذي يرتبط بنقص فيتامين د أو الكالسيوم.
  • مرض بلاونت، والذي يحدث نتيجة اضطراب في نمو عظم الساق.
  • النمو غير طبيعي للعظام.
  • الكسور التي لم تلتئم بشكل صحيح.
  • التسمم بالرصاص أو الفلورايد.


وفيما يتعلّق بعلاج المسبب لتقوس الساقين عند الأطفال، فعادةً ما يتم علاج الكساح بالإجراءات الآتية:[٤]

  • إضافة فيتامين د والكالسيوم إلى النظام الغذائي الخاص بالطفل.
  • ويترافق الأمر بتقديم الرعاية الطبية ومتابعة الحالة من قبل أخصائي الغدد الصماء.


وأما بالنسبة لمرض بلاونت، فإن العلاج يهدف إلى تحرير الضغط في منطقة الركبة، وذلك للسماح بنمو الساقين بشكل طبيعي، وعادةً ما يتمّ بأحد الإجرائين:[٤]

  • إجرءات غير جراحية، ويتم ضمنها ارتداء الدعامة أو مقوم الركبة والكاحل والقدم لمدة 23 ساعة خلال اليوم الواحد.
  • قد يحتاج الطفل إلى عمليات جراحية إذا لم تسهم الدعامة في حل المشكلة.


قد يكون تقوس الساقين جزءًا طبيعيًا من نمو الطفل وتطوره، وقد يتحسن الأمر بمرور الوقت، ولكنّ بعض الحالات قد تحدث نتيجة مشاكل صحية أخرى، وهي بدورها تتطلب الرعاية الطبية والمتابعة الدورية.


العلاج غير الجراحي

كيف يمكن علاج تقوس الساقين؟ من السهل اكتشاف تقوس الساقين، وكما يمكن أن يخبرك الطبيب بمدى تقدم الحالة أو إذا كانت ناتجة عن مرض كامن وفق التشخيص والفحوصات، ولا ينصح عادة بعلاج تقوس الساقين في الرضع والأطفال ما لم يتم تحديد المسبب لهذا التقوس، وإذ يمكن أن يكون العلاج ضروريًا في حال كانت الحالة شديدة أو تزداد سوءًا بمرور الوقت، وبحيث يتابع الطبيب قياسات الساقين ويراقب المشي لدى الطفل، وربما يحتاج لإجراء الفحص بالأِشعة السينية أو القيام بفحوصات الدم، وبهذا يكشف عن مرض الكساح أو مرض باجيت،[٥] وتشمل الخيارات العلاجية غير الجراحية ما يأتي:


  • المكملات الغذائية: يتم استخدام مكملات غذائية مثل فيتامين د والكالسيوم، ويجب إجراء فحوصات طبية كل 6 أشهر لمراقبة نمو ساق الطفل وتطورها.[٣]


  • العلاج الطبيعي: ويعدّ هذا الخيار أكثر العلاجات أمانًا، ويتمّ تعديل الخطة العلاجيّة أو التمارين المجراة ضمنه وفق تقدم الحالة، وإذ عادةً يتمّ إجراؤه حين يعاني الطفل من آلام الركبة، فيقوم المعالج الفيزيائي بمساعدة المريض على القيام بتمارين تمنع الألم، وتتمثل بالتدريب العصبي العضلي، والذي يصحح التقوس.[٦]


  • التمارين: وإذ من المهم الحفاظ على محاذاة الساقين أثناء أداء هذه التمارين الرياضية، وبالإضافة لاختيار الأنشطة التي تصحح تقوس الساقين وتساعد في حفظ التوزان، وينصح عادةً بممارسة تمارين رياضية بسيطة، وذلك لمنع تضرر الركبة على المدى الطويل.[٦]


  • الدّعامات: تساعد الأقواس أو الدعامات وأجهزة تقويم العظام للأطفال دون 3 سنوات المصابين بمرض بلاونت أو حالات أخرى خطيرة،[٣] حيث تعمل الدعامة على تحريك الساقين ببطء إلى وضعية أكثر استقامة مع مرور الوقت.[٤]
  • الأحذية: قد تكون هناك حاجة لاستخدام أحذية خاصة لتقويم العظام، حيث يتم استشارة الأخصائي لتحديد نوع الحذاء أو الحشوة التي تجعل حركة القدم أفضل.[٦]


إن الخيارات غير الجراحية لعلاج تقوس الساقين تعد كثيرة، ويتمّ اللجوء للفحوصات المخبرية لتحديد مسبب تقوس الساقين قبل أي إجراءٍ آخر، وكما يتمّ اختيار العلاج وفقًا لتطور الحالة وعمر الطفل.


يوضح جرّاح العظام والمختص بإطالة الأطراف وإعادة البناء المعقدة أوستن فراغومين الأمر قائلًا، "إنّ تصحيح تقوس الساقين يساهم في تجنب إجراء جراحة مستقبلاّ، ويمكن أن تكون جراحة قطع العظم هي العلاج الأنسب لتجنب استبدال الركبة، وكما قد تؤثر محاذاة الأطراف الصحيحة على الجسم كله بطريقة إيجابية، حيث تسحب العضلات والأوتار على طول مسارها المقصود، وهذا بدوره قد يؤدي إلى تحسين كفاءتها."[٧]


العلاج الجراحي

متى يكون العلاج الجراحي لتقوس الساقين ضروريًا؟ يقوم جراح عظام الأطفال بمراقبة تحسن تقوس الساقين مع مرور الوقت، وقد يحتاج لاستخدام الدعامة لتصحيح زوايا الساق تدريجيًا، وإذا لم تتحسن الحالة باستخدام الدعامة فقد يوصى الطبيب بإجراء عملية جراحية، وتشمل الإجراءات الجراحية اعتمادًا على العمر والحالة ما يأتي:[٨]


  • ضمن حالات الأطفال: قد يتمّ أثناء نمو الطفل إجراء جراحة صغرى، وتتمثل بتعديل مراكز النموّ، وهي جراحةٌ تحفز الساق على النمو بشكل مستقيم تدريجيًا.


  • ضمن حالات المراهقين أو البالغين: عندما يكون الهيكل العظمي أكثر صلابة فإنّ الخيار العلاجي يكمن بإجراء جراحة قطع العظم، بهدف تقويم الساق، حيث يتم وضع قضيب داخليّ، وتثبيته بإدخال مسامير في العظم، ويتمّ بعدئذٍ تثبيت المسامير البازرة إلى الخارج بربطها مع هيكلٍ خارجي، وبهذا تتم إعادة محاذاة تدريجية للأطراف.


  • حالات أخرى: يمكن أن يتسبب تقوس الساقين بأن تكون إحدى الساقين أقصر من الأخرى، فيتم إجراء عملية إطالة جراحيّة للأطراف القصيرة أو ما يعرف بجراحة تثبيت المشاشة.


قد لا تحتاج كلّ الحالات لإجراء جراحيّ، ولكنّ تحديد الأمر يتمّ من قبل الطبيب وحده، بحيث يتمّ اختيار الإجراء المناسب حسب الضرر الحادث في الساقين وتبعًا لعمر المريض.

المراجع

  1. ^ أ ب "Bow Legs (Genu Varum)", kidshealth, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  2. "Bowed Legs (Blount's Disease)", orthoinfo.aaos, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Pediatric Bowlegs", childrensnational, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Bowlegs | Diagnosis & Treatments"، childrenshospital، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. Edited.
  5. "What Causes Bowlegs and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Exercising When You Have Bow Legs", verywellhealth, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  7. "Ask the Expert: Why Should I Correct My Bowlegs?", hss, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  8. "Bowlegs", hss, Retrieved 25/1/2021. Edited.
4455 مشاهدة
للأعلى للسفل
×