علاج جلطة الساق بالاعشاب

كتابة:
علاج جلطة الساق بالاعشاب

جلطة الساق

تُعدّ جلطة الساق (Deep Vein Thrombosis) واحدة من المشكلات الصحيَّة الخطِرة التي تُهدِّد حياة المُصاب، ويعود ذلك إلى المضاعفات الشديدة التي قد تحدث أحيانًا بسبب تكوُّن الجلطة في الساق، فقد تتحرَّر هذه الخثرة الدمويَّة وتنتقل مع مجرى الدم إلى حين استقرارها في الرئة، الأمر الذي قد يمنع وصول الدم إليها، وحدوث حالة تُسمَّى الانصمام الرئوي (Pulmonary embolism).[١]


في الحقيقة، تحدث جلطة الساق عند تكوُّن التخثر الدموي في واحد أو أكثر من الأوردة العميقة الموجودة في الساق، ممَّا يؤدي إلى الشعور بالألم، وظهور التورُّم في الساق، ويجب الإشارة إلى ارتفاع فرصة إصابة الشخص بجلطة الساق في حالة امتلاكه عوامل الخطورة التي تزيد من فرص حدوثها، مثل وجود مشكلات في تجلط الدم، أو الجلوس لفترات طويلة بعد التعرُّض لحادث أو الخضوع لجراحة معيَّنة، وفي هذا المقال سنتطرق إلى طرق علاج جلطة الساق بالتفصيل، ودور الأعشاب في علاجها.[١]

كيف تعالج جلطة الساق؟

تختلف طريقة علاج جلطة الساق وشِدَّتها اعتمادًا على موقع الجلطة في الجسم، ففي بعض الحالات قد يحتاج المُصاب استخدام علاجات قويَّة وشديدة الفعاليَّة، كما في حالة الإصابة بجلطة في الأوردة العميقة الموجودة في الساق، وفي حالات أخرى قد لا يحتاج المُصاب سوى علاج الأعراض التي يُعانيها، كما يحدث في حالة جلطة الساق المتكوِّنه في الأوردة السطحية، والتي نادرًا ما تعرِّض المُصاب لخطورة انسداد الأوعية الدموية أو الانصمام، ويقتصر العلاج في هذا النوع من الجلطات عادةً على استخدام الأدوية المسكنة للألم، والمُضادَّة للالتهاب فقط، مثل دواء باراسيتامول (Paracetamol)، والآيبوبروفين (Ibuprofen).[٢]


أمّا جلطة الساق التي تحدث في الأوردة العميقة، فهي النوع الأكثر خطورة، كوْنه يزيد من خطورة الإصابة بانسداد الأوردة الدمويَّة والانصمام الرئوي بصورة أكبر، لذلك يكون علاجها أكثر شِدة، وفي ما يلي تلخيص للخطة العلاجيَّة المُتَّبعه لحالات جلطة الساق في الأوردة العميقة:[٣]


العلاجات الدوائية

يلعب العلاج الدوائيّ دورًا أساسيًّا في علاج جلطة الساق في الأوردة العميقة، وتعدّ مميِّعات الدم، والتي تُعرف أيضًا بمضادات التخثر، من الأدوية المُستخدمة في علاج هذه الحالة، إذْ تقوم آليَّة عمل مميعات الدم على وقف نمو وزيادة حجم الجلطة، ومنع انفصالها وانتقالها إلى أجزاء أخرى في الجسم، والوقاية من تكوُّن خثرة جديدة، إلا أنَّ هذه الأدوية لا يُمكنها إزالة الجلطة الموجودة مسبقًا.[٣]


ويجب الإشارة إلى احتواء مجموعة مميَّعات الدم على عدد من الأدوية المُختلفة، منها: أبيكسابان (Apixaban)، ودابيغاتران (Dabigatran)، وإدوكسابان (Edoxaban)، وفوندابارينوكس (Fondaparinux)، والهيبارين (Heparin)، وريفاروكسيبان (Rivaroxaban)، والوارفارين (Warfarin)،[٣][٢] وفي الآتي شرح لكيفية علاج جلطة الساق بالأدوية:


  • استخدام الهيبارين-Heparin: بدايةً، يُعطَى المصاب دواء الهيبارين الوريدي بعد دخوله المستشفى، وفي هذه الحالة قد يستمرّ العلاج أثناء التواجد في المنزل، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار حاجة المريض لإجراء اختبارات الدم في حالة حصوله على الهيبارين في الوريد، بينما لا تكون هناك حاجة لإجراء فحوصات الدم في حالة استخدام حقن الهيبارين منخفضة الوزن الجزيئي ( low-molecular-weight heparin) تحت الجلد، مثل إينوكسابارين (Enoxaparin).[٣][٢]


  • تناول الوارفارين-Warfarin: في أثناء استخدام المُصاب حقن الهيبارين، يصِف الطبيب أحيانًا دواء الوارفارين، الذي يأتي على شكل أقراص فمويَّة، تؤخذ مرة واحدة يوميًا، وعادةً ما يستمر المُصاب بأخذ الهيبارين أثناء تناول دواء الوارفارين، فهذا الدواء بحاجة لعِدة أيام حتى يبدأ تأثيره في زيادة سيولة الدم على عكس الهيبارين الذي يبدأ مفعوله فور استخدامه، وفي مُعظم الحالات يستمر تناول دواء الوارفارين فترة قد تتجاوز 3-6 شهور، وخلال هذه الفترة يجب الحرص على إجراء فحوصات دورية للدم للتأكد من كمية الدواء في الجسم، فارتفاع مستوياته في الجسم تزيد من خطورة حدوث النزيف الذي يهدِّد حياة المصاب، ويجب الأخذ بعين الاعتبار عدم إعطاء الوارفارين للنساء الحوامل، فقد يكون سببًا في حدوث التشوُّهات الخلقية للجنين، وهو ما يستدعي إخبار الطبيب قبل تناول هذا الدواء في حالات الحمل.[٣][٢]


  • استخدام أنواع أخرى من مميعات الدم: ظهرت أنواع جديدة من مضادات التخثر التي تعمل بآلية عمل الوارفارين، ولكنَّها تعتبر آمنةً أكثر للاستخدام، منها إيدوكسابان (Edoxaban)، وأبيكسابان (Apixaban)؛ وهي الأدوية التي تؤخذ بواسطة الفم، والفوندابارينوكس (Fondaparinux)؛ الذي يُعطَى بالحقن لمنع ظهور الخثرة في الأوردة العميقة الموجودة في الساق لحالات معينة، وقد يصِف الطبيب هذا الدواء إلى جانب الوارفارين في الحالات الشديدة من جلطة الساق.[٣][٢]


تكسير الجلطة باستخدام القسطرة

على الرغم من قيام الجسم بإذابة الجلطة في نهاية المطاف، إلا أن هذا قد يستغرق بعض الوقت، مخلِّفًا وراءه تلفًا في الأوردة، لذلك قد يختار الطبيب استخدام أدوية تفكِّك الخثرة الدموية يُطلق عليها العوامل الحالَّة للخثرة (Thrombolytic agents) للقيام بإجراء طبي بسيط يساعد على تفكيك الخثرة، واستعادة تدفق الدم، ولا يلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء إلا في حالات معينة، نظرًا لارتفاع خطورة حدوث النزيف والإصابة بالسكتة الدماغية بصورة أكبر، مقارنةً بمخاطر استخدام مميِّعات الدم، ومن هذه الحالات التي تستدعي استخدام هذا الإجراء:[٣]


  • زيادة خطر الإصابة بالانصمام الرئوي.
  • وجود الخثرة الدموية في الأوردة العميقة الواقعة في الذراع، بدلًا من الساق.
  • وجود جلطات كبيرة تسبب الألم، والتورم، ومشاكل الدورة الدموية.


الإجراءات الطبية

يلجأ الطبيب إلى هذه الإجراءات الطبية عندما يكون من غير الممكن استخدام العلاجات الدوائيَّة، أو تكسير الجلطة بواسطة القسطر والأدوية الحالَّة للخثار، وتتضمَّن هذه الإجراءات ما يأتي:[٣]


  • استئصال الخثرة الوريدية-Venous thrombectomy، وهو من الإجراءات نادرة الاستخدام، ويتم خلاله قطع الجلطة الوريديَّة العميقة، واستئصالها.


  • تركيب مرشح الوريد الأجوف-Vena cava filter، وهو عبارة عن فلتر أو مرشِّح، يُدخَل في الوريد الرئيسي الموجود في البطن، والذي يُطلق عليه الوريد الأجوف، إذْ يقوم المرشِّح بالتقاط الجلطات التي تسري في الدم، ومنعها من الانتقال إلى أجزاء أخرى في الجسم، لإحداث مشكلات خطيرة في الجسم.


المتابعة المنزلية

يجب على المُصاب القيام ببعض الأمور التي تساعد في علاج جلطة الساق أثناء تواجده في المنزل، ومن هذه الأمور ما يأتي:


  • مراقبة حدوث النزيف عن كثب، فتناول مميِّعات الدم يزيد من خطورة حدوث النزيف، حتى في حالات التعرض للجروح الصغيرة.
  • الالتزام بالأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب، وإكمال الدواء للمُدة اللَّازمة.
  • الحِفاظ على النشاط البدني، وتجنُّب الراحة لفترات طويلة.
  • ارتداء الجوارب الضاغطة، فهي تساعد على منع تكرار حدوث جلطة الساق.
  • الإقلاع عن التدخين، فهو يزيد من احتماليَّة الإصابة بجلطة الساق.
  • اتباع نظام غذائي صحي قليل الأملاح، للحفاظ على مستوياتالكوليسترول طبيعيَّة في الجسم.
  • رفع السرير قليلًا عند منطقة الساقين، ويُمكن استخدام أيْ أدوات تُساعد في ذلك.



هل يمكن علاج جلطة الساق بالأعشاب؟

تُعدّ جلطة الساق من المشكلات الخطيرة التي قد تهدِّد الحياة، لذا يجب على المُصاب تجنُّب الاعتماد على الأعشاب في علاجها، وإنَّما مراجعة الطبيب على الفور، بهدف الحصول على العلاج المُناسب، وتجنُّب حدوث المُضاعفات، وقد أشارت دراسة إلى أنَّ الطب الصيني التقليدي الذي يعتمد على الأعشاب قد يساعد أيضًا على علاج ومنع تكوُّن جلطة الساق، ومن الأعشاب التي تمَّت دراستها، والتي قد تكون فعالة، والنتائج المذكورة تتعلق بالدّراسة فقط، ، ما يأتي:[٤]


  • عشبة هونج هوا (Honghua)، فقد وُجِد أنَّ إعطاء هذه العشبة عن طريق الحقن يُساهم في علاج جلطة الساق، ويعود ذلك إلى امتلاكها خصائص مضادة للتخثر، والتجلط، وللأكسدة، إلى جانب قدرتها على تحسين الدورة الدموية أيضًا.


  • عشبة حشيشة الملاك الصينية (Danggui)، تملك هذه العشبة تأثيرات واقية من جلطة الساق، ويعود ذلك إلى احتوائها على السكريات المتعدِّدة، والفثالات، والكومارين، والفلافونويدات (Flavonoids)، ومركبات الزيت المتطايرة، وغير ذلك، فهي تساعد على توسعة الأوعية الدموية وتمدُّدها، ومنع تراكم الصفائح الدموية، كما أنَّها تحمل خصائص مضادة للأكسدة، تساعد في التخلص من الجذور الحرة.


  • ليغستكم سترياتوم (Chuanxiong)، تملك هذه العشبة تأثير علاجي لجلطة الساق من خلال امتلاكها لخصائص مضادة للالتهابات، وموسِّعه للأوعية الدمويَّة.


  • شافية ميلتيوريزا (Red sage) أو الدانشن (Danshen)، يمكن أنْ يساعد استخدام هذا النبات في منع تجلط الدم، وتوسعة الأوعية الدمويَّة المحيطيَّة، وزيادة نشاط إنزيم البلازمين المسؤول عن تكسير الجلطات، كما تشير بعض الأبحاث إلى أنَّ هذه العشبة يمكنها أيضًا منع تراكم الصفائح الدموية، وتقليل لزوجة الدم، وغير ذلك من الآليات التي تساهم في تحسين خصائص الدم، وهذا من شأنه المساعده في علاج جلطة الساق.


وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة في بحث فعاليَّة وأمان استخدام الأعشاب التي سبق ذكرها لعلاج حالات تجلط الدم في الأوردة العميقة، يوجد العديد من المحدِّدات التي قد تؤثر على نتائجها، إلى جانب عدم ذكر موقع تكوُّن الخثرة التي يُمكن علاجها، وما إذا رافق استخدام هذه الأعشاب حدوث نزيف، أو غيره من الأعراض الجانبيَّة، فما زال الأمر بحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات على عينات أكبر، لدعم فكرة فعالية وأمان استخدام أعشاب الطب الصيني التقليدي للوقاية من جلطات الأوردة العميقة بعد جراحة تقويم الأطراف السفلية.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2018-03-05), "Deep vein thrombosis (DVT)", mayoclinic, Retrieved 2020-09-25. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Melissa Conrad Stoppler, MD, "Blood Clots (in the Leg)", medicinenet, Retrieved 2020-09-24. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د James Beckerman, MD, FACC (2020-08-23), "Deep Vein Thrombosis (DVT) Remedies, Home Treatment", webmd., Retrieved 2020-09-25. Edited.
  4. ^ أ ب Shibai Zhu,1 Yi Song,2 Xi Chen,1 and Wenwei Qiancorresponding author1 (2018-04-09), "Traditional Chinese and western medicine for the prevention of deep venous thrombosis after lower extremity orthopedic surgery", ncbi, Retrieved 2020-09-25. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×