علاج خمول الغدة الدرقية

كتابة:
علاج خمول الغدة الدرقية

خمول الغدة الدرقية

خمول الغدة الدرقية، أو ما يًعرَف بقصور أو نقص نشاطها حالة مرضية تنشأ عن نقص إنتاج الغدة لكميات كافية من بعض الهرمونات المهمة لتأدية العديد من الوظائف في الجسم، وقد لا يعاني بعض الأشخاص من ظهور أعراض ملحوظة في المراحل المبكرة من الإصابة، إلّا أنّه قد ينتج من عدم العلاج نشوء عدد من المشكلات المَرَضية مع مرور الوقت؛ مثل: السمنة، وألم المفاصل، والعقم، وأمراض القلب.

وتُشخّص الإصابة بهذه الحالة بإجراء اختبارات وظائف الغدة الدرقية الدقيقة، ويُعالَج المصاب باستخدام هرمون الغدة الدرقية الصناعي، وهو علاج يتّسم ببساطته، وأمانه، وفاعليته عند تلقّي الجرعة المناسبة من الهرمون.[١]


علاج خمول الغدة الدرقية

يهدف هذا العلاج إلى زيادة مستوى الهرمونات، والسيطرة على مستوياتها، إلّا أنّه لا يتوفر علاج شافٍ من هذه الحالة، ومن أنواع العلاجات ما يأتي:[٢]

  • هرمون الغدة الدرقية الصناعي الثيروكسين، قد يصفه الطبيب لتعويض النقص في مستويات الهرمون الطبيعي، ويوصى بتناول هذا الدواء في الصباح قبل الأكل يوميًا، وتُحدّد كمية الجرعة المناسبة تبعًا للتاريخ المرضي للشخص الذي يعاني من خمول الغدة الدرقية، والأعراض التي تظهر عليه، والمستويات الحالية من الهرمون المنبه للغدة الدرقية، ويحتاج الأطباء إلى مراقبة مستوى الهرمونات في دم المريض بانتظام للتحقق من الحاجة إلى تعديل جرعة الهرمون الصناعي، وقد تقلّ الحاجة إلى تكرار إجراء اختبارات الدم مع مرور الوقت.
  • اليود والتغذية؛ إذ يلعب اليود دورًا مهمًا في دعم وظيفة الغدة الدرقية، ويشكّل نقص اليود واحدًا من الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بتضخم الغدة الدرقية، وينبغي للأشخاص تناول كميات كافية من الأطعمة المحتوية على هذا العنصر؛ إلّا أنّه تزداد آثار نقصه في الجسم لدى الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بمرض الغدة الدرقية المناعي الذاتي؛ إذ قد يُسبب نقصه حدوث خمول فيها، أو تفاقم هذه الحالة لدى الأشخاص، وينبغي على المصابين بحالة الخمول هذه استشارة الطبيب قبل إجراء أيّ تغييرات غذائية رئيسة، خاصة عند البدء بتناول نظام غذائي غني بالألياف، أو الإكثار من تناول الصويا أو خضروات صليبية، وقد يُسهم استخدام الملح المعالج باليود، وتناول الفيتامينات قبل الولادة، في الحصول على المستويات المطلوبة من اليود، وينبغي رجوع مستويات هرمونات الغدة إلى وضعها الطبيعي عند الحصول على العلاج المناسب، وقد تتطلب معظم الحالات الحاجة إلى تناول أدوية لعلاج خمول الغدة الدرقية لبقية الحياة، كما أنَّ النظام الغذائي قد يُؤثر أيضًا في طريقة امتصاص الجسم لأدوية الغدة.
  • العلاجات الطبيعية، قد تُسهم بعضها في علاج هذه الإصابة، إلّا أنّه تنبغي استشارة الطبيب بداية لضرورة توازن علاج اضطرابات الغدة، ومن هذه العلاجات ما يأتي:
    • السيلينيوم، قد يفيد تناوله في علاج بعض أنواع مشكلات الغدة الدرقية، وتنبغي للأشخاص استشارة الطبيب قبل تناول هذه المكملات التي قد لا ينصح بها للآثار الجانبية المرتبطة باستخدامها.
    • فيتامين (د)، قد يرتبط نقص فيتامين د بزيادة شدة مرض هاشيموتو، وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بقصور الغدة الدرقية، وقد تتطلب بعض الحالات تناول مكمّلاته للوصول إلى مستويات تزيد على 50 نانوغرام / ديسيلتر في الدم.
    • البروبيوتيك، قد يعاني بعض مرضى خمول الغدة الدرقية من حدوث تغييرات في الأمعاء الدقيقة؛ لانتشار بكتيريا القولون في الأمعاء الدقيقة، وهو مكان لا توجد فيه عادةً، ويُطلَق على هذه الحالة اسم فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
    • المكمّلات الغذائية، مثل؛ الكركم، فقد تساعد في تخفيف الالتهاب في حالات أمراض الغدة الدرقية المناعية والالتهابية.


أعراض خمول الغدة الدرقية

تتشابه العديد من أعراض هذا المرض مع أعراض عدد من الحالات الأخرى؛ لذا قد يختلط تشخيصه مع تشخيص أمراض أخرى، وتتطور أعراضه تدريجيًا، وقد لا يَعي بعض الأشخاص إصابتهم بهذه الحالة إلّا بعد مرور عدة أعوام، ومن الأعراض الشائعة للإصابة بهذا المرض ما يأتي:[٣]

  • الإحساس بالإعياء والتعب.
  • الإحساس بالبرودة.
  • زيادة الوزن.
  • الإمساك.
  • الاكتئاب
  • تباطؤ أداء الحركات والتفكير.
  • الإحساس بضعف وألم في العضلات.
  • تشنجات العضلات.
  • جفاف وتقشّر البشرة.
  • خفّة وهشاشة وجفاف الشعر والأظافر.
  • فقد الرغبة الجنسية.
  • الإحساس بألم وتنميل ووخز في اليدين والأصابع، ويُطلَق على هذه الحالة اسم متلازمة النفق الرسغي.
  • عدم انتظام أو غزارة الدورة الشهرية.
  • حدوث مشكلات في الذاكرة، والإصابة بالاكتئاب لدى كبار السن.

قد يولد الطفل دون غدة درقية أو بغدة تالفة غير فعالة، وهو أمر خطير يجب اكتشافه مبكرًا لذا يقاس لكل الأطفال مستوى هرمون الغدة الدرقية بعد الولادة بثلاثة أيام إلى سبع أيام بحد أقصى بواسطة عينة دم صغيرة تسحب من كعب الرجل، وذلك لأهمية تأثير نقص الهرمون على نمو الطفل الجسماني والعقلي؛ إذ يسبب خمول الغدة الدرقية في الرضع الإصابة باليرقان، ولسان كبير وبارز، وصعوبة التنفس، والبكاء بصوت مبحوح، والإمساك، وضعف العضلات، والنوم لفترات طويلة والإصابة بفتق السرة.

إنَّ خمول الغدة الدرقية لدى الأطفال والمراهقين، يُسبب نفس أعراض الخمول لدى البالغين لكنه يؤثر على النمو والنضج، فيؤدي إلى بطء النمو، وقصر القامة، وتعطيل ظهور الأسنان الدائمة، وتأخر سن البلوغ، وتأخر النمو العقلي.[١]


أسباب خمول الغدة الدرقية

يُعدّ التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو أكثر أسباب خمول الغدة الدرقية شيوعًا، وهو أحد اضطرابات المناعة الذاتية التي يُنتِج فيها الجسم أجسامًا مضادة تهاجم وتدمّر هذه الغدة، وقد ينشأ الالتهاب عند إصابة الأشخاص بعدوى فيروسية، ومن الأسباب الأخرى لخمولها ما يأتي:[٤]

  • العلاج الإشعاعي لبعض أنواع السرطان التي تُصيب منطقة الرقبة.
  • العلاج باليود المشع، الذي يُستخدم لعلاج حالات فرط نشاط الغدة.
  • تناول بعض الأدوية، مثل؛ بعض الأدوية المستخدمة في علاج أمراض القلب، والمشاكل النفسية، والسرطان، مثل؛ دواء أميودارون، وإنترفيرون ألفا.
  • إجراء الجراحة لـاستئصال الغدة الدرقية.
  • عدم تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية باليود، مثل؛ المحار، والبيض، ومنتجات الألبان، والأعشاب البحرية.
  • الحمل.
  • وجود مشاكل في الغدة الدرقية منذ الولادة، مثل؛ عدم التطور السليم، أو عدم أداء وظائفها كما ينبغي، ويُطلَق على هذه الحالة؛ خمول الغدة الدرقية الخلقي.
  • تلف أو اضطراب الغدة النخامية، وهي غدة تنتج الهرمون المنشط للدرقية، الذي يحدّد كمية الهرمون الذي يتوجب على الغدة الدرقية إنتاجه.
  • حدوث اضطراب في منطقة ما تحت المهاد الموجودة في الدماغ، فقد ينشأ نوع نادر من هذا الخمول عند نقص مستويات الهرمون المطلِق لمنشط الدرقية، الذي يؤثر في إطلاق الهرمون المنشط للدرقية من الغدة النخامية.

كما ترتفع مُعدلات الإصابة بقصور الغدة الدرقيّة عند تواجد أحد هذه العوامل الآتية:[١]

  • السيّدات ممن أعمارهنّ أكثر من 60 عامًا.
  • المرضى المُصابون بأمراض مناعيّة.
  • وجود تاريخ مرضي لدى الأبوين أو الإخوة بالإصابة بقصور الغدة الدرقيّة.
  • الأشخاص الذين تعرّضوا مُسبقًا للعلاج الإشعاعي على المنطقة العُلوية من الصدر، أو في منطقة الرقبة.
  • السيدات الحوامل، أو من وضعت حملها من ستة أشهر ماضية.
  • المرضى الذين أجروا عملية استئصال جزء من غدّتهم الدرقيّة مُسبقًا.


تشخيص خمول الغدة الدرقية

في حال لاحظ الفرد ظهور أيّ من الأعراض السابقة الدالة على وجود خلل وقصور في عمل الغدة الدرقية فعليه التوجه للطبيب المختص، والذي بدوره يُجري الفحوصات اللازمة لتشخيص حالة المريض بوسيلتين أساسيتين؛ أولهما هي تقييم حالة المريض ومراجعة الأعراض التي يعاني منها المريض.

الوسيلة الثانية هي فحص مستوى هرمون الثيروكسين في الدم بالتحاليل المخبرية، وقياس مستوى الهرمون المنبه للغدة الدرقية الذي تفرزه الغدة النخامية، وفي حالة الإصابة بقصور الغدة الدرقية، يُصبح مستوى هرمون الثيروكسين منخفضًا، ومستوى الهرمون المنبه للغدة الدرقية مرتفعًا، وقد يلجأ الطبيب إلى تصوير المريض بالنظائر المشعة، وتنفيذ الفحص بالموجات فوق الصوتية.[٤][٥]


مضاعفات خمول الغدة الدرقية

يسبب إهمال علاج خمول الغدة الدرقية الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية عند المصابين به، ومن مضاعفات هذا الاضطراب ما يأتي:[١][٦]

  • تضخم الغدة الدرقية: يُسبِّب تحفيز الغدة الدرقية المستمر لإنتاج هرموناتها تضخمها أو ما يعرَف بالدراق، ممّا قد يُسبب مشكلات في عملية البلع أو التنفس، بالإضافة إلى المظهر المزعج.
  • الأمراض القلبية الوعائية: يُمكن أن يؤثر مستوى هرمون الغدة الدرقية على صحة القلب والأوعية الدموية، إذ قد يُسبب النبض الضعيف أو غير الطبيعي.
  • المشكلات النفسية: قد يسبِّب خمول الغدة الدرقية الإصابة بالاكتئاب في مرحلة مبكرة منه، الذي يُصبح أكثر حدةً مع الوقت، كما قد يسبب تباطؤ أداء الوظائف الذهنية.
  • العقم: يمكن أن يسبب خمول الغدة الدرقية العقم لدى الرجال والنساء؛ إذ تنظم هرموناتها عمليات الأيض للهرمونات الجنسية التي تتحكم بإنتاج الحيوانات المنوية والبويضات، ويرتبط انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية بضعف الانتصاب للرجال، وشكل الحيوانات المنوية غير الطبيعي، وانخفاض الرغبة الجنسية.
  • العيوب الخلقية: قد يُسبِّب إهمال علاج قصور الغدة الدرقية عند النساء الحوامل زيادة خطر ولادة أطفال مصابين بعيوب خَلقية، أو بمشكلات ذهنية، أو مشكلات خطيرة في النمو، ممّا يُمكن التغلُّب عليه بتشخيص الطفل المبكِّر وعلاجه خلال الأشهر القليلة الأولى من حياته.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (4-12-2018), "Hypothyroidism (underactive thyroid)"، www.mayoclinic.org, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  2. James McIntosh (2-1-2018), "What is hypothyroidism?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  3. "Symptoms -Underactive thyroid (hypothyroidism)", www.nhs.uk,27-4-2018، Retrieved 18-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Hypothyroidism (Underactive Thyroid)", www.webmd.com,16-8-2019، Retrieved 18-11-2019. Edited.
  5. Kimberly Holland (2017-4-3), "Everything You Need to Know About Hypothyroidism"، www.healthline.com, Retrieved 2019-10-13. Edited.
  6. "Complications of Hypothyroidism", www.healthline.com, Retrieved 20-11-2019. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×