ديسك الرقبة
يعاني ثلثا الأشخاص حول العالم من آلام الرقبة في مرحلة ما من حياتهم، ويُعدّ الديسك الذي يصيب الرقبة أكثر من مجرد ألم، وتسبب العملية التنكسية ألمًا شديدًا، والشعور بخدر وضعف في الكتف والذراع واليد، وعدم الراحة وفقدان الحركة لهما تأثيران سلبيان كبيران في ممارسة الحياة المهنية للشخص، وحياته العائلية، ونوعية حياته عامةً.
يتكوّن العمود الفقري العنقي في الرقبة من سبع عظام تُسمّى الفقرات، التي تبتعد بعضها عن بعض بواسطة الأقراص، التي تبدو ممتلئة بمادة تشبه الهلام، وتعمل أقراص الفقرات لتثبيت الرقبة، والسماح لها بالتحوّل بسلاسة من جانب إلى جانب، والانحناء للأمام والخلف، ومن دونها يصبح العمود الفقري قاسيًا للغاية، إذ إنّها تسمح لجسم الإنسان بالتحرك بالطريقة التي يريدها، وتُوفِّر دعامة له تعمل بمنزلة امتصاص للصدمات، ومع مرور الوقت تصبح هذه الأقراص متآكلة وتبدأ بالانهيار، وتبدو المسافة بين الفقرات ضيقة، بالتالي تضغط على جذور الأعصاب الخارجة من تلك المنطقة، وتُسمّى هذه الحالة القرص التنكسي العنقي.
تشير بعض الأبحاث إلى أنّ خمسة وعشرين في المئة من الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض تحت سنّ الأربعين، وستين في المئة فوق سنّ الأربعين لديهم درجة من درجات مرض القرص التنكسي العنقي، ومع تقدم هذا المرض عند الشخص تصبح الرقبة أقلّ مرونة، ويشعر بألم فيها وتصلبها، وعند تمزّق القرص أو انتفاخه يضغط على الحبل الشوكي وجذور الأعصاب، مما يؤدي إلى الإصابة بحالة تُسمّى القرص المنزلق أو دسك الرقبة، ورغم أنّ هذا المرض بطيء التطور، غير أنّه يتطوّر بشكل سريع بعد الإصابات الجسدية، أو الصدمات في الرقبة[١].
علاج ديسك الرقبة
تُستخدَم أكثر من طريقة لعلاج المصاب بدسك الرقبة، ويُذكَر عدد من أبرز هذه الطرق في ما يأتي:[٢]
- العلاج غير الجراحي، يتحسّن العديد من المرضى باستخدام العلاج غير الجراحي، ويصف الطبيب العلاجات غير الجراحية للمصاب، ومن أبرزها الرّاحة القصيرة، وطوق الرقبة، والعلاج الطبيعي، والتمرينات الرياضية، وعلاج حقن الستيرويد فوق الجافية، وتتمثّل أهداف هذا العلاج في تقليل تهيّج العصب من مادة القرص الغضروفي، وتخفيف الألم، وتحسين الحالة البدنية للمريض، وبعد ظهور الألم الناجم عن القرص الفقري العنقي تبدو الراحة القصيرة التي تتراوح مدتها من يوم إلى يومين مفيدة، لكن من المهم البدء في الحركة مرة أخرى بعد هذه المدة؛ ذلك لمنع قساوة المفاصل، أو ضعف العضلات، ويستخدم الطبيب تقنية الجرّ، والتحفيز الكهربائي، والحزم السّاخنة أو الباردة، والعلاج اليدوي لتخفيف الألم والالتهاب.
- أدوية السيطرة على الألم، يُنفّذ علاج معظم حالات الإصابات بالألم باستخدام الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية؛ كالأسبرين، والإيبوبروفين، ويلجأ الطبيب إلى وصف مُرَخِّيات العضلات في حالة الألم الشديد، لكن لا يعني بالضرورة تناول أدوية أكثر أنّ الشخص سيتعافى من الألم، بل تسبب هذه الأدوية حدوث آثار جانبية غير مرغوبة؛ كـالإمساك والنعاس، وتؤدي إلى الإدمان، وتُعرَف الأدوية المضادة للالتهابات اللاستيروئيدية بأنّها مُسكّنات تُستخدم لتقليل التورم والالتهابات التي تحدث نتيجة الإصابة بديسك الرقبة، وتشمل الأسبرين، والايبوبروفين، ونابروكسين، فإذا تناول الشخص هذه الأدوية تجب عليه مراقبة الأعراض الجانبية التي ترافق هذه الأدوية؛ كاضطراب المعدة أو النزيف، وتُستخدَم الستيرويدات أيضًا في العلاج من الألم الشديد في الذراع والرقبة؛ ذلك بسبب تأثيرها القوي المضاد للالتهابات، ويُنصح أيضًا بأخذ الحقن فوق الجافية لعلاج الألم الشديد، التي تُعدّ حقنًا ستيرويدية تؤخذ في المنطقة المذكورة المحيطة بالأعصاب الشوكية.
- العمليات الجراحية، التي تُجرى للمرضى الذين لا يتراجع شعورهم بالألم مع العلاجات السابقة، وتهدف هذه الجراحة إلى إزالة جزء من القرص الذي يضغط على العصب، ويُجرَى ذلك عن طريق عملية تُسمّى استئصال القرص، ويعمل الجرّاح شقًّا في مقدمة العنق أو الجزء الخلفي من الرقبة، ويعتمد ذلك على الموقع الدقيق للقرص الغضروفي، وتجربة جرّاح الأعصاب وتفضيله، ويُزيل باستخدام أيٍّ من الطريقتين مادة القرص الضاغطة على العصب، وتبدو النتائج جيدة، ونظرًا لأنّ إزالة جزء القرص المنفتق من الأمام تزيل معظم القرص بالإضافة إلى الجزء المنفتق؛ فغالبًا ما يُنصح بإجراء كليهما في الوقت نفسه.
ولأن ديسك الرقبة يسبب الألم والضعف في الرقبة والجسم بسبب الضغط على الأعصاب، وقد تتحسن أعراض الديسك خلال بضعة أسابيع، وقد لا تتحسن، وعلى أية حال فإنه يجب استخدام عدة خطوات للوقاية من الديسك وعلاجه وفق ما يأتي:[٣]
- الجلوس والوقوف باستقامة، ومراعاة حمل أي شيء ثقيل قد يؤثر في العمود الفقري.
- الابتعاد عن الدخان الذي قد يسبب تصلب الشرايين، والذي يُتلف العمود الفقري.
- الحذر من الوزن الزائد، الذي قد يؤثر في العمود الفقري ويضغط عليه.
- الراحة، إذ يجب الحصول على الراحة لعدة أيام لتخفيف التورم والحصول على الشفاء، وينبغي تجنب الأنشطة الرياضية التي قد تؤثر في العمود الفقري والرقبة، لكن يجب التحرك من وقت لآخر لتعزيز المفاصل والعضلات.
- استخدام الثلج والحرارة لتخفيف الألم من خلال وضع كيس من الثلج أو منشفة مبللة بماء دافئ على منطقة الديسك، والتناوب بين الاثنتين.
تشخيص ديسك الرقبة
يعتمد التشخيص على الفحص السريري والصور الإشعاعية؛ فالفحص السريري يُظهِر تيبس الظهر، وفحص الانعكاسات العصبية، وقوة العضلات، والقدرة على المشي، والقدرة على الإحساس بوخز الدبابيس، والاهتزازات. وفي كثير من الحالات يكتفي الطبيب بالتاريخ المرضي، والفحص السريري لإجراء التشخيص، لكنّه قد يلجأ في بعض الحالات إلى الصور الإشعاعية؛ مثل:[٤]
- الأشعة السينية؛ التي لا تلتقط الانزلاقات الغضروفية، غير أنها تساعد في استثناء الأسباب الأخرى للأعراض؛ كالأورام، والإنتانات، وغيرهما.
- الصورة الطبقية؛ تقوم على مبدأ أخذ عدة صور من الأشعة السينية من عدة اتجاهات، ثم تجمعها معًا لإنتاج صورة متكاملة للعمود الفقري.
- صورة الرنين المغناطيسي؛ تعتمد على أشعة الراديو، ووجود حقل مغناطيسي قوي، إذ تلتقط صورًا شديدة الوضوح للأعضاء الداخلية، وتستخدم في التأكد من موقع الانزلاق الغضروفي.
المراجع
- ↑ Brunilda Nazario, MD (3-10-2007), "Cervical Disc Disease and Neck Pain"، www.webmd.com, Retrieved 7-9-2019. Edited.
- ↑ "Herniated Cervical Disc", www.spine.org, Retrieved 7-9-2019. Edited.
- ↑ Laura J. Martin (9-10-2016), "What are the Treatments for a Herniated Disk?"، www.webmd.com, Retrieved 20-11-2018. Edited.
- ↑ "Herniated disk", mayoclinic,2018-3-6، Retrieved 2019-7-19. Edited.