محتويات
ما هو ضمور الكلى؟
قد يتعجَّب البعض عند سماعه باسم مرض ضمور الكلى، ويجد صعوبة في تصديق وجوده، إلّا أنّه بالفعل مرض حقيقيّ ومتواجد، ويتطلّب ما لا يُمكن حصره من أساليب العلاج، والتأقلم، وهنا يُمكن تعريف ضمور الكلى (Kidney Atrophy) على أنَّه التقلّص الذي يحدث لحجم إحدى الكليتين، أو كلتاهما، لتُصبحا أصغر من حجمها الطبيعيّ الذي يعادل حجم قبضة اليد (حوالي 10-12 سم)، وتجدر الإشارة إلى أنَّ أعراض ضمور الكلى قد تتأخّر أحيانًا، وتبدأ بالظهور بعد مضي سنواتٍ عِدَّة، وعادةً ما تكون هذه الأعراض على صورة ألم شديد أثناء التبوّل، ونزول الدم مع البول، وكثرة التبوّل، وفقدان الشهيّة للطعام، والشعور بحكة شديدة في الجلد، وتورّم اليدين والقدمين.[١][٢]
إنَّ حدوث أيْ خلل في الكلى، كتقلص وضمور حجمها، يؤثر سلبًا على الدور الرئيسي الذي تؤديه في الجسم، المتمثِّل بالتخلّص من السموم والفضلات، والحفاظ على توازن الأملاح، وإفراز العديد من الهرمونات، وغيره من المهام، وهذا يعني عدم قدرة الكلى على إنجاز وظائفها بفعاليَّة.[١][٢]
هل يمكن علاج ضمور الكلى بالأعشاب؟
يعود سبب الإصابة بضمور الكلى إلى نقص تروية الكلى الناتج عن انسداد الشريان الكلويّ المسؤول عن تزويد الكلى بالدمّ، والذي يحدث عادةً لوجود خثرة دمويَّة، أو ترسبات دهنيَّة تسدّ مجرى الدم، وقد يحدث ضمور الكلى أيضًا بسبب انسداد المسالك البوليّة، أو تراكم حصى الكلى، أو الإصابة بالتهابات الكلى طويلة الأمد، وغيرها من الأمراض التي من شأنها إلحاق الضرر المباشر بالوحدات الوظيفيّة الأساسيّة في الكلى، المعروفة بالنيفرونات (Nephrons).[١]
يعتمد علاج ضمور الكلى على المُسبِّب الرئيسي له، كما يساعد التشخيص المبكّر على منع حدوث المزيد من الضرر للكلى،[٢] وللأسف، لا يوجد حتّى الآن أعشاب يمكنها عكس ضمور الكلى وعلاجه بشكل قطعي، ولكن لا يعني ذلك الاستسلام للمرض، فلا يؤدي ضمور الكلى وتقلّص حجمها إلى فقدان وظيفتها بالكامل، بل يستمرّ عملها بصورة جيّدة مقارنةً بحجمها، فلا بُدَّ من الحفاظ على ما تبقّى من وظائف الكلية، سواءًا باتّباع أسلوب حياة صحّي: كممارسة الرياضة، وتناول الأطعمة الصحيّة، والحفاظ على ضغط الدم، وصحّة القلب.[٣][٢]
عرف حكماء الطب التقليدي الفارسيّ ( (TPM) ضمور الكلى قديمًا باسم (Hozal-e-Kolye)، والذي يشير إلى ترقّق الكلى نتيجة انخفاض نسبة الدهون فيها، وقد اعتقد الحكماء بأن ضمور الكلى يحدث أسباب عِدَّة، أبرزها اضطراب الكلى الناتج عن حدوث نقص حادّ في سوائل الجسم، والذي يحدث بسبب الإصابة بالإسهال الحادّ، أو النزيف، أو القذف المفرط للسائل المنويّ، أو إدرار البول، وتظهر أعراضه على صورة تعكّر في لون البول، وفقدان الوزن، وضعف الرغبة الجنسيّة، والشعور بآلام مزمنة في أسفل الظّهر.[٤]
ويقترح أخصّائيّو الطب التكميلي الفارسي أنَّ زيادة تغذية المرضى يُعتبر الحل الأمثل المتوفِّر للحدّ من ظهور مضاعفات ضمور الكلى، وذلك استنادًا إلى الاعتقاد السائد حينها بأنّ السبب الأساسيّ لضمور الكلى هو فقدان الكلى للدهون، ولهذا شُجِّع المرضى على تناول العديد من الأعشاب والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والكربوهيدرات، والبروتينات، مثل:
اسم العشبة | القيمة الغذائيّة |
القرطم القرطاجي | مصدر مهمّ للدهون |
الزبيب | مصدر غنيّ بالكربوهيدرات |
الحمّص | مصدر غني الكربوهيدرات والبروتين |
دقيق الأرزّ | غنيّ بالكربوهيدرات |
زيت السمسم | مصدر مهم للدهون |
جوز الهند | مصدر عالي السعرات الحراريّة |
لبن اللإبل | غني بالبروتين |
لبن الغنم | غني بالبروتين |
لحم البط | غني بالبروتين |
العسل | غني بالكربوهيدرات |
أمّا الطب الحديث، فينصح بالحفاظ على صحّة الكلى بشكلٍ عام، ومساعدتها على القيام بوظائفها في التخلص من السموم، والسيطرة على ضغط الدم، والحفاظ على صحّة المثانة والمسالك البوليّة، وذلك بشرب كميات كافية من السوائل، خاصةً الماء. ومن الأعشاب التي يُعتقد أنّ لها فوائد تُعزز من صحة الكلى، ما يأتي- لكن قبل مناقشتها يجب التّنويه إلى أنّ تناول أية أعشاب أو مواد بانتظام يتطلب أخذ المشورة الطّبية- كما لا يُمكن الاستعاضة عن نصائح الطّبيب بأية أعشاب أو غيرها من طرق العلاج البديلة أو التكميلية :[٥]
- البقدونس: تكمن أهميّة البقدونس في كونه مدرّ جيّد للبول، حيث أنَّ زيادة إنتاج البول تساعد في طرد السموم والبكتيريا من الكلى، وطرحها إلى خارج الجسم، وفي الحقيقة، يُفضّل البعض شرب مغليّ أوراق البقدونس، أو شاي البقدونس، مضافًا إليه القليل من العسل وعصير الليمون، كما يمكن إضافته إلى أطباق السلطة، ولا بدّ من التنبيه إلى ضرورة تجنب المرأة الحامل شرب كميات كبيرة من البقدونس، خوفًا من حدوث الإجهاض.
- الزنجبيل: يساعد الزنجبيل على طرد السموم والمواد الضارّة من الكلى، فضلًا عن تحسينه للهضم، ويُحضَّر الزنجبيل على شكل شاي، حيث تُغلى ملعقتين من الزنجبيل المبشور في كوبين من الماء لمدّة 10 دقائق، ثمّ يُصفَّى ويضاف إليه العسل والليمون، ويُنصح بتناوله من مرّتين إلى ثلاث مرّات يوميًّا.
- جذور الهندباء- Dandelion Root: أثبتت إحدى دراسات مجلّة الطب البديل والتكميلي -نشرت عام 2009- أنّ عشبة الهندباء تعمل كمدرّ للبول أيضًا، الأمر الذي يساعد على تطهير الكبد والكلى، وعلاوةً على ذلك، تساعد جذور الهندباء على التقليل من احتباس الماء في اليدين والقدمين، وتخفيف تورّمهما، وعلى الرّغم من فوائد الهندباء المتعدّدة، إلى أنّها تتعارض مع العديد من الأدوية، ولهذا يجب استشارة الطبيب قبل الإقدام على شرب الهندباء وضمّها إلى النظام الغذائيّ، إذْ تُشرب الهندباء على شكل شاي، حيث تضاف ملعقتين صغيرتين من الهندباء المجفَّف إلى كوب من الماء، ويُغلى لمدّة 5 دقائق، ثمّ يضاف إليه القليل من العسل.
- الكركم: يساعد الكركم على تنقية الدم والكلى والكبد، فضلًا عن احتوائه على خصائص مضادّة للالتهابات، والتي تساهم في الوقاية من التهابات الكلى والمسالك البوليّة، حيث يُضاف الكركم إلى وجبات الطعام، ويمكن شربه مع الماء الدافيء مضافًا إليه الليمون، والعسل، ورشّة من الفلفل الحارّ.
- الكرفس -Celery: يحتوي الكرفس على العناصر الغذائيّة الأساسيّة التي تساعد في تحفيز الكلى لأدائها وظائفها كما يجب، كما يساعد الكرفس على الوقاية من التهابات وحصى الكلى، كما أنَّه يعمل أيضًا كمدرّ للبول، الأمر الذي من شأنه طرح السموم والمواد الضارّة خارج الجسم، ولاستخدامه، يُضاف الكرفس إلى السلطة، وقد يُشرب على شكل عصير من مزيج الجزر، والخيار، والبقدونس، والكرفس.
- نبات القرّاص-Stinging nettle: قد يكون لنبات القريص فوائد في المُساعدة على التخلّص من فضلات الأيض التي تُطرح عن طريق الكلى، فضلًا عن فوائده المتوقعة في الوقاية من حصى الكلى ومنع تبلورها، وتقليل خطر اللإصابة بالعدوى البكتيريّة، وتجدر الإشارة هنا إلى تعارض القُرّاص مع بعض أدوية تميّع الدم، وأدوية ارتفاع الضغط، والسكّري، ويجب استشارة الطبيب المختصّ قبل تناولها.
- نبات ذيل الحصان-Horsetail: قد يكون لنبتة ذيل الحصان فوائد تُساعد في عملية طرد السموم خارج الجسم عن طريق زيادة إدرار البول، إضافةً إلى ما تمتلكه من الخصائص المضادّة للأكسدة. تُشرب نبتة ذيل الحصان على شكل شاي، حيث تُضاف 3 ملاعق صغيرة من ذيل الحصان المجفّف أو الطازج إلى كوب من الماء المغلي، ويترك لمدّة 5 إلى 10 دقائق، ثمّ يُصفّى من الشوائب ويُشرب يوميًّا لمدّة أسبوع.
نصائح للتعايش مع ضمور الكلى
على الرّغم من عدم وجود علاج دوائيّ لضمور الكلى، إلّا أنّ نمط الحياة الصحّي يلعب دورًا مهمًّا في الحفاظ على صحّة الكلى، ومن أهمّ ما يجب اتّباعه بعد مناقشته مع الطّبيب المعالج وأخصائي التغذية خاصةً عندما يتعلق الأمر بالعناصر الغذائية وكمياتها، ما يأتي:[٢]
- الابتعاد عن الأكل الغني بالبوتاسيوم، مثل الموز، الطماطم، واستبدالها بالأطعمة منخفضة البوتاسيوم، كالتفاح، والخوخ، والفاصولياء الخضراء.
- تجنّب تناول الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الصوديوم كالمعلّبات، واستبدال ملح الطّعام بالتوابل الأخرى.
- موازنة نسبة البروتين في وجبات الطعام، بهدف تخفيف المجهود الذي تقوم به الكلى، ولكنْ لابدّ من تزويد الجسم بالبروتينات، والتي يُمكن الحصول عليها من البيض، والألبان، والسمك، واللحوم الحمراء، والمكسرات، والفاصولياء.
- الابتعاد عن تناول الدهون المشبعة والمتحوّلة، والحدّ من الأطعمة المقليّة، لدورها في زيادة فرصة الإصابة بالالتهابات.
- الإقلاع عن التدخين، والتخفيف من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحوليَّة.
- اختيار تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب قليلة من الفسفور (بناءًا على تعليمات الطبيب)، ومن هذه الأطعمة: الأرز، والخبز، والخضروات والفواكه الطازجة.
- محاولة السيطرة على الضغط وسكر الدم، من خلال الالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها المحدّدة.
- المحافظة على المستوى الطبيعي للكوليسترول.
- الحذر عند التعامل مع الأدوية التي تؤثر على الكلى، واستشارة الطبيب ومناقشته حول المخاوف المترتبة على تناولها، ومن هذه الأدوية: ومضادات الالتهاب اللَّاستيرويدية (NSAIDs) مثل؛ النابروكسين (Naproxen)، والمُضادات الحيوية، وغيرها، لذا يجب عدم تناول أية دواء أو مُركب عشبي أو مكمل غذائي دون الرجوع إلى الطّبيب في ذلك.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت "What Is Kidney Atrophy?", kidney, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Ann Pietrangelo (2018-05-24), "What Is Atrophic Kidney and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ↑ "ask-doctor", kidney, 2017-12-16, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ↑ Marjan Mahjour, Arash Khoushabi, MaryamMiri Ghale Novi (2017-09-30), "Food strategies of renal atrophy based on Avicenna and conventional medicine", sciencedirect, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ↑ "Top 10 Super Herbs to Cleanse Your Kidneys", top10homeremedies, 2019-01-07, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ↑ "Kidney Disease: Medicines to Avoid", uwhealth, Retrieved 2020-10-17. Edited.