علاج ضمور المخ

كتابة:
علاج ضمور المخ

ضمور المخ

يُشير اضطراب ضمور المخ (Cerebral atrophy) إلى الاضطراب المُسبِّب لفقدان الخلايا العصبية والروابط بينها، وهو أحد الأعراض الشائعة للعديد من الأمراض التي تصيب الدماغ، ويصبح الضمور عامًا؛ مما يعني أنّه يصيب الدّماغ كله، أو مركزيًا يؤثر في مساحة محدودة فقط، وينتج منه خلل في الوظائف التي تتحكّم بها هذه المساحة، وفي حال تأثر نصفي الكرة المخية؛ فإنّ ذلك يؤثر في الفكر الواعي والعمليات الإرادية.

ومن الأمراض أو الاضطرابات المرتبطة بضمور الدماغ الجلطة الدماغية، ومرض ألزهايمر، ومرض بيك، والشلل الدماغي، والعديد غيرها.[١]


علاج ضمور المخ

عادةً ما يعتمد علاج ضمور المخ على الأعراض وعلى الاضطراب الصحي الأساسي المُسبِّب له، وقد يكون العلاج بالأدوية المختلفة قادرًا على تحقيق نتائج فعّالة، كما ويجب متابعة العلاج مع الحرص على تلقي الرّعاية المُناسبة للمساعدة في الحفاظ على تحفيز المرضى الذين يعانون من ضمور الدماغ، وقد يساعد علاج الأعراض المُصاحِبة لضمور المخ على تحسين الوضع الصّحي للمريض، لكن يجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن علاج التلف النّاشئ عن ضمور المخ، إنما يمكن منعها من التدهور بمساعدة الأدوية.[٢] ويمكن بيان العلاجات على النحو الآتي:

العلاجات الطبية

من أهم الطرق للوقاية من تدهور حالة ضمور الدماغ هي اتباع التدابير الازمة للوقاية من الإصابة بسكتة دماغية جديدة للأشخاص الذين يعانون من خطر الإصابة بها، مُسبِّبة للمزيد من التلف بالدماغ، وذلك بتناول بعض الأدوية من بينها: مميعات الدم، والأدوية المُستخدَمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والأدوية التي تخفض الكوليسترول. أما في حال الإصابة بالألزهايمير فيوجد بعض الأدوية التي قد تساعد على الإبطاء من تدهور الحالة، ومن هذه: دونبيزل (donepezil)، وميمانْتين (Memantine). كما ويمكن علاج النوبات التشنجية باستخدام الأدوية المضادة للنوبات.

يمكن لطبيب النطق مساعدة مرضى ضمور المخ الذين يعانون من فقدان القدرة على الكلام للحصول على نتائج فعّالة، وتحسين وضعهم الصّحي، إذ يساعدهم الأخصائي على اتباع الإرشادات وكذلك تعلم كيفية تكرار العبارات والقراءة أو الكتابة مجددًا.[٢][٣]

التغيير في أنماط الحياة

يُعتقَد أنَّ اتباع أنماط حياة صحية يساعد على التقليل من الإصابة بضمور الدماغ، خصوصًا تلك المرتبطة مع التقدُّم بالعمر، وذلك بممارسة التكارين الرياضية، واتباع نظام غذائي قليل بالكوليسترول، والسيطرة على مستويات السكر بالدم، والمحافظة على وزن صحي، إذ من شأن ذلك كله التقليل من الالتهاب بالدماغ، بالإضافة إلى ضرورة الحد من تناول الدهون المتحولة والدهون المشبعة، واتباع التدابير الازنمة للسيطرة على التوتر والإجهاد، إذ يرتبط ذلك كله بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وبالتالي ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المُسبِّبة لضمور الدماغ.[٣]


العلاج بناءًا على المُسبِّب

يعالج الضمور الدماغي بعلاج السبب الذي يؤدي إليه، ويتضمن العلاج ما يأتي: [٤]

  • علاج السكتة الدماغية: تعالج السكتة الدماغية بالأدوية مثل منشط البلازمينوجين المناعي (TPA)، الذي يستعيد تدفق الدم إلى الدماغ عن طريق إذابته للجلطة، كما يمكن علاجها جراحيًا لإزالة الجلطة الدموية أو إصلاح الجزء التالف من الأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك تُعطَى الأدوية الخافضة لضغط الدم، ومميعات الدم للوقاية من الإصابة بالجلطة الدماغية مرة أخرى.
  • علاج مرض التصلب المتعدد: يمكن استخدام الأدوية المعدلة لعلاج هذا المرض، والتي تساهم في الحد من هجمات جهاز المناعة التي تسبب تلف الخلايا العصبية، مثل: أوكرليزوماب (ocrelizumab)، وغيرها.
  • علاج مرض الإيدز وبعض أنواع التهاب الدماغ: والتي تعالج بالأدوية المضادة للفيروسات، كما يمكِّن استخدام أدوية الكورتيكوستيرودات والأجوية التي تحتوي على أجسام مضدة خاصة لعلاج التهاب الدماغ الناتج عن اضطرابات المناعة الذاتية.
  • علاج مرض الزهري: يمكن علاج الزهري بواسطة المضادات الحيوية التي تساعد في الحد من تلف الخلايا العصبية، كما تخفف من المضاعفات الأخرى التي تنتج منها.
  • أمراض الخرف والشلل الدماغي : لا يوجد علاج فعلي لتلف خلايا الدماغ الناجم عن مرض ألزهايمر أو الأنواع الأخرى من الخرف، أو الشلل الدماغي، أو مرض هنتنغتون،، ولكن قد تستخدم بعض الأدوية لتقليل أعراض هذه الحالات الطبية، ولكنها لا تستهدف أسبابها.
  • الإصابات المباشرة على الرأس: يُعالج ضمور الدماغ الناتج عن الإصابات المباشرة بالإجراءات الجراحية الهادفة لمنع الإصابة بالمزيد من التلف.


أعراض ضمور المخ

يؤدي هذا المرض إلى فقد الأنسجة الموجودة فيه، مما قد يسبب مشاكل عصبية وإدراكية مختلفة، ومن أبرز الأعراض المرتبطة بضمور المخ:[٢]

  • الخرف، تؤدي الإصابة به إلى تدهور القدرات الفكرية؛ مثل: القدرة على اتخاذ القرارات، والتركيز، والذاكرة، ومع ذلك، فإنّ الضعف الشديد في القدرة المعرفية هي المشكلة الرئيسة التي تنشأ من هذه الحالة، وقد يُصحَب في بعض الحالات بتغييرات في الشخصية واضطراب عاطفي.
  • النوبات التشنجية، يؤدي ضمور المخ أيضًا إلى إصابة المريض بنوبات من التشنج العضلي، أو التشنّج العام، أو نوبة مفاجئة.
  • فقد القدرة على الكلام، يُعدّ من أعراض هذا المرض، وهو يتميز بصعوبة في فهم أو إنتاج اللغة المنطوقة -ثقل اللسان- أو المكتوبة.


ما هي الأمراض التي تُسبِّب ضمور الدماغ؟

تلحق العديد من المشاكل؛ مثل: الإصابات، والأمراض، والالتهابات، الضرر بخلايا المخ وتسبب ضمورها، وهي مذكورة في ما يلي:[٤]

  • إصابات، وتتضمن هذه السكتة الدماغية والإصابات المباشرة على الرأس، تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من المخ، فتموت الخلايا العصبية فيه عندما لا تحصل على كميات كافية من الأكسجين، مما يؤدي إلى حدوث خلل في الوظائف التي تتحكم بها تلك المناطق الدماغية؛ بما في ذلك: الحركة، والكلام، وقد تنتج الإصابات المبتشرة على الرأس من السقوط، أو حادث سيارة، أو إصابة أخرى في الرأس.
  • الأمراض والاضطرابات، إذ تشملان ما يلي:
    • مرض ألزهايمر، إلى جانب أشكال أخرى من الخرف، التي تُعدّ حالات تتضرر فيها خلايا الدماغ بشكل تدريجي، وتفقد القدرة على التواصل بعضها مع بعض، مما يسبب فقدان الذاكرة والقدرة على التفكير لمساعدة المريض في تنفيذ الأمور الحياتية المختلفة، ويُعدّ مرض ألزهايمر، الذي يبدأ عادة بعد سن الستين، السبب الرئيس للخرف.
    • الشلل الدماغي، هو اضطراب في الحركة ينتج من نمو غير طبيعي في المخ خلال المرحلة الجنينية، ويسبب خللًا في التنسيق العضلي، وصعوبة المشي، واضطرابات حركة أخرى.
    • مرض هنتنغتون، هو حالة وراثية تؤدي إلى تدمير الخلايا العصبية تدريجًا، وعادة ما يبدأ في منتصف العمر، ويؤثر بمرور الوقت في قدرات الشخص العقلية والبدنية لتشمل الاكتئاب الشديد، والحركات اللا إرادية التي تشبه الرقص وتؤثر في أنحاء الجسم كافة.
    • حثل الكريات البيضاء، هي مجموعة من الاضطرابات الموروثة النادرة التي تُلحِق الضرر بغمد المايلين، وهي طبقة واقية تحيط بالخلايا العصبية، وعادة ما تبدأ في مرحلة الطفولة، وتسبب مشاكل في الذاكرة، والحركة، والسلوك، والرؤية، والسمع.
    • التصلب المتعدد، الذي يبدأ عادةً في سن البلوغ المبكر، ويؤثر في النساء أكثر من الرجال، وهو مرضٌ مناعي ذاتي يهاجم فيه الجهاز المناعي الطبقة الواقية التي تحيط بالخلايا العصبية، وتتضرر الخلايا العصبية بمرور الوقت، ونتيجة ذلك يسبب مشاكل في الإحساس والحركة والتنسيق، وقد يؤدي أيضا إلى الخرف وضمور الدماغ.
  • العدوى، من أمثلتها ما يلي:
    • الإيدز؛ هو مرض يسببه فيروس نقص المناعة البشرية الذي يهاجم جهاز المناعة في الجسم، وعلى الرغم من أنّه لا يهاجم الخلايا العصبية بشكل مباشر، إلّا أنّه يُلحِق الضرر بالصلات بينهما عبر المواد التي يُطلقها، وقد يلحق داء المُقَـَوَّسات (Toxoplasmosis) المرتبط بـالإيدز الضّرر بالخلايا العصبية في الدماغ.
    • التهاب الدماغ؛ غالبًا السبب في حدوثه هو الإصابة بالهربس البسيط، لكنّ فيروسات أخرى؛ مثل: فيروس النيل الغربي، أو فيروس زيكا تسببه أيضًا، فتصيب الفيروسات الخلايا العصبية وتسبب ظهور أعراض؛ مثل: التشوّش، والنّوبات، والشلل، وتسبب مشاكل المناعة الذاتية أيضًا التهاب الدماغ، **الزهري العصبي، هو مرض يدمّر الدماغ وأغشيته الواقية، ويصيب الأشخاص المصابين بمرض الزهري الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، والذين لا يتلقون العلاج الكامل.


المراجع

  1. "Cerebral Atrophy Information Page", www.ninds.nih.gov, Retrieved 20-10-2109. Edited.
  2. ^ أ ب ت Shavit Gavish (19-12-2011), "Cerebral Atrophy"، www.primehealthchannel.com, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Esther Heerema (15-11-2019), "Cerebral Atrophy: Is Your Brain Shrinking?"، www.verywellhealth.com, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Stephanie Watson (22-2-2018 "Brain Atrophy (Cerebral Atrophy)"، www.healthline.com, Retrieved 30-1-2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×