علاج طفح الجلد بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

العلاج بالأعشاب

عبارة عن استخدام المنتجات النباتية المشتقة من الأعشاب أو أجزاء معينة من النباتات الطبيعية لتعزيز علاج العديد من الحالات المرضية، وتختلف أشكال هذه المنتجات المُصنَّعة تجاريًا وصيدلانيًا، فمنها الكبسولات، الأقراص، مستخلصات الشاي بالإضافة إلى مستخلصات جافة أو طازجة،^[١] وعلى الرغم من الفوائد التي تقدمها هذه المنتجات العشبية إلّّا أنَّ يوجد بعض الاحتياطات الواجب اتباعها والانتباه لها قبل تناول أو استخدام أي منتج عشبي، كالالتزام بالجرعات المحددة لكل منتج عشبي، الاطلاع على كامل المعلومات الخاصة فيه، مراقبة الآثار الجانبية التي يمكن أن تظهر أثناء استخدام المنتجات العشبية كالصداع، الغثيان، اضطراب المعدة وردود الأفعال التحسسية، كما يُفضل اللجوء لاستشارة الطبيب أو المختصين في هذا المجال للحد من المخاطر التي يمكن أنَّ يسببها أي منتج عشبي خاصة لدى بعض الفئات أو الحالات المرضية وللبقاء في الجانب الآمن، حيث سيتم توجيه المقال للحديث حول إمكانية علاج الطفح الجلدي باستخدام بعض الأعشاب^[٢]

الطفح الجلدي

يُعرف بأنَّه تغير لون الجلد عن الطبيعي أو إصابته بأنواع مختلفة من الالتهابات نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أو طفيلية،^[٣] حيث يشير مصطلح الطفح الجلدي إلى عدَّة أنواع مثل التهاب الجلد التأببي، النخالة الوردية، التهاب الجلد الناتج عن الاحتكاك، الطفح الدوائي، طفح الحر، الصدفية، القوباء الحلقية، الحزاز المسطح، ^[٤] كما تحدث معظم هذه الأنواع نتيجة لأسباب عدّة، تشمل ما يأتي:^[٥]

• من أكثر أسباب الطفح الجلدي شيوعًا هو التهاب الجلد التماسي الذي يحدث نتيجة لمس الجلد لمادة ما وتحسسه منها كالأصباغ الموجودة في بعض الملابس، النباتات السامة، المواد الكيميائية والمنتجات التجميلية مما يؤدي إلى احمرار والتهاب الجلد.
• بعض الأدوية خاصة المضادات الحيوية التي تزيد من خطر الإصابة بحساسية الضوء، وهي مشابهة لحروق الشمس.

للحصول على المزيد من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: معلومات عن الطفح الجلدي.

علاج طفح الجلد بالأعشاب: حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

في بعض الحالات يتوجه الناس لعلاج حالات مرضية عديدة باستخدام الطب العشبي الذي قد يكون فعَّال في التخفيف من أعراض بعض الحالات أو تعزيز علاجها، على الرغم من ذلك فإنَّ الأبحاث والدراسات والتجارب السريرية غير معتمدة بما يكفي لإثبات فعالية هذه الأعشاب بالإضافة إلى أنَّ بعض المنتجات العشبية لا تخضع للرقابة من قبل إدراة الغذاء والدواء مما يستدعي اللجوء إلى استشارة الطبيب أو مختص في مجال الأعشاب قبل استخدام أي منتج عشبي،^[٢] أَّما بالنسبة لتعزيز علاج الطفح الجلدي فقد تُساعد بعض النباتات والأعشاب في ذلك، منها ما يأتي:

الأوليفيرا

تنتمي هذه النبتة إلى فصيلة الزنبقيات، ويتواجد منها ما يُقارب 500 نوع، كما يتم استخدام الجل الموجود بداخلها لأغراض طبية عديدة،^[٦] نظرًا لاحتوائها على العديد من المواد الفعّالة والعناصر المغذية مثل فيتامين B12، فيتامين A، فيتامين C، فيتامين E، الكالسيوم، المغنيسيوم، أحماض دهنية أساسية، كربوهيدرات، إنزيمات بالإضافة إلى الستيرول، حيث تم استخدام الأوليفيرا موضعيًا لتعزيز صحة البشرة وجمالها والتقليل من الحكة والتهيج في الجلد كونها ذات خصائص مضادة للالاتهابات والفيروسات والميكروبات والأكسدة بالإضافة إلى كونها منتج آمن على الجلد لدى الكثير من الناس.^[٧]

يمكن استخدام الأوليفيرا لتعزيز علاج الطفح الجلدي مباشرة عن طريق استخراج الجل الموجود داخل النبات ووضعه مباشرة على منطقة الإصابة أو استخدام منتجات الأوليفيرا الطبية أو التجارية مرتين في اليوم أو وفقًا لتوجيهات الطبيب مع ضرورة الالتزام بها، كما يُفضل غسل منطقة الإصابة وتجفيفيها قبل استخدام أي نوع من أنواع ومنتجات الصبار، أيضًا، يفضل استخدام الصبار الطازج لأنَّ فعاليته تكون أقوى وأكثر تأثيرًا وهذه الخصائص يفقدها مع مرور الوقت وينصح باستشارة الطبيب قبل استخدامهم لتحديد الجرعة الآمنة ولضمان السلامة.^[٧]

زيت جوز الهند

تنتمي شجرة جوز الهند إلى الفضيلة النخلية، حيث يتم استخدام ثمار الشجرة، قشورها والسائل بداخلها، ويتم منها تصنيع زيت جوز الهند الفعّال لأغراض عديدة،^[٨] يُعد زيت جوز الهند مضاد للفيروسات والجراثيم والالتهابات لاحتوائه على الأحماض الأمينية الدهنية بالإضافة إلى أحادي الغليسيريد المكون من حمض اللوريك، حيث يتم استخدامه على الجلد نظرًا لخصائصه المطهرة وقدرته على تعزيز التئام الجروح، التخفيف من الحكة وعلاج التهابات الجلد ولهذا السبب يتم وضعه على فروة الرأس أو الجلد في منطقة الإصابة بشكل مباشر بكميات كافية، ويٌفضل استخدام زيت جوز الهند غير المعالج لأنَّه يحتفظ في خصائصة المضادة للأكسدة والميكروبات ولكن يفضل استشارة الطبيب والمختص قبل استخدامه لتحديد الجرعة ولضمان السلامة.^[٧]

إحدى الدراسات التي تم إجراؤها عام 2004 وشملت زيت جوز الهند وزيوت معدنية أخرى تبين فيها فعالية هذه الزيوت في التخفيف من الحكة والجفاف عن طريق توفير رطوبة عالية للجلد بالإضافة إلى تحسين مستويات الدهون، كما بينت النتائج تفوّق فعالية زيت جوز الهند على الزيوت الأخرى، كما إنَّه أفضل في علاج التهاب الجلد التأببي لدى الأطفال كما بينت دراسة تم إجراؤها عام 2013 كتجربة سريرية.^[٧]

زيت شجرة الشاي

يتم استخلاص هذا النوع من الزيوت عن طريق أوراق شجرة الشاي كجزء فعال ومستخدم، وهي إحدى الأشجار التي تنمو في أستراليا كموطن الأصلي لها،^[٩] كما تحتوي على مكونات نشطة عديدة أهمها التربينات وهي عبارة عن هيدروكربونات غير مشبعة تُعطي زيت شجرة الشاي خصائص مضادة للالتهابات الفيروسية، الفطرية والبكتيرية، كما إنَّها تعمل كمطهر للجلد وهذه أسباب تجعل منه منتج فعال لتعزيز علاج بعض الحالات الجلدية وحب الشباب، وهذا ما أكدته دراسة تم إجراؤها عام 2006، وتشمل طريقة استخدامه ما يأتي:^[٧]

• يتم تخفيفه مع بعض المنتجات الأخرى المناسبة بعدة طرق واستخدامه مباشرة مثل إضافته إلى المرطب المستخدم من قِبل المريض أو خلطه مع أنواع أخرى من الزيوت مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند، كما يمكن استخدام منتجات تجارية تحتوي على زيت شجرة الشاي مثل الشامبو أو الكريمات.
• يتم غسل المنطقة المصابة قبل استخدامه أو الاستحمام.
• ثم تطبيقه على منطقة الإصابة.

خل التفاح المخمر

يتم إنتاج خل التفاح المخمر من ثمار التفاح، ويحتوي على عدّة عناصر غذائية وفعّالة تُكسبه قدرة عالية في تعزيز علاج بعض الأمراض بالإضافة إلى أغراضه الأخرى، حيث يحتوي على حمض الأسيتيك، حمض الستريك والعديد من الأياف الغذائية والفيتامينات والمعادن، ويتم استخدام خل التفاح المخمر بجرعات مختلفة تعتمد على عدة عوامل كعمر الشخص وحالتة الصحية وعدة حالات أخرى^[١٠] يُعرف هذا المنتج بخصائصه المضادة للالتهاب والميكروبات مما جعل منه خيار مناسب لتعزيز علاج الأمراض الجلدية والحالات الأخرى، حيث أجريت دراسة عام 2018 تبين فيها قدرة خل التفاح المخمر على الحد من السيتوكينات، وهي عبارة عن مركبات تسبب الالتهاب، حيث يتم استخدامه بشكل مباشر دون تخفيف أو مع تخفيف على فروة الرأس أو منطقة الإصابة عدّة مرات في الأسبوع، أو يتم إضافته في حوض الاستحمام مع الماء.^[٧]

زيت البابونج

يُعد البابونج من النباتات العشبية التي تنتمي للفصيلة النجمية وتم استخدامها قديمًا لأغراض عديدة، ويتم منه استخلاص مستحضرات متعددة كالجل، الكريمات الموضعية بالإضافة إلى زيت البابونج ذو العناصر الفعّالة في تعزيز علاج أمراض الجلد ،^[١١] حيث يحتوي هذا الزيت النباتي على الأزولين، البيسابولول بالإضافة إلى الفارنسين، كما إنَّه ذو خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للهستامين بفعل هذه المكونات النشطة، وهذا ما يجعله علاج مهم لتهدئة البشرة ولعلاج أمراض الجلد، حيث يتم استخدامه بكمية مناسبة لمنطقة الإصابة بشكل مباشر أو كدخوله في إحدى مكونات مستحضر ما، كما أثبتت بعض الدراسات التي تم إجراؤها على الفئران عام 2010 أنَّ زيت البابونج ذو خصائص فعالة في التقليل من مستويات الهستامين لدى الفئران المصابة بالتهاب الجلد التأببي، على الرغم من ذلك فإنَّ إثبات ذلك يحتاج إلى المزيد من الدراسات البشرية، كما يجب مراجعة الطبيب لتحديد الجرعة الآمنة ولضمان السلامة.^[٧]

المحاذير والآثار الجانبية لعلاج طفح الجلد بالأعشاب

يتجه العديد من الناس إلى العلاج الطبي العشبي نظرًا إلى أنَّ منتجاته طبيعية وقد تكون في أحيان كثيرة ذات تكلفة أقل، ولكن هذا لا يعني أنَّها آمنة بشكل تام ولا تخلو من المخاطر الصحية والآثار الجانبية، لذلك يفضل اللجوء إلى استشارة الطبيب وإطلاعه على جميع الأدوية والحالات المرضية جميعها التي يعاني منها المريض لتجنب أي أضرار ومخاطر.

المحاذير والآثار الجانبية لاستخدام الأوليفيرا لعلاج طفح الجلد

من الممكن أن يسبب استخدام الصبار الموضعي طويل الأمد تهيج في الجلد لدى بعض الأشخاص وليس جميعهم، بالإضافة إلى عدّة محاذير يجب الالتزام بها أثناء الاستخدام للبقاء في الجانب الآمن، وتشمل مخاطر الأوليفيرا ما يأتي:^[١٢]

• تجنب استخدامه من قبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية منه أو من أحد مكوناته.
• تجنب استخدامه على الحروق الشديدة أو الجروح العميقة.

المحاذير والآثار الجانبية لاستخدام زيت جوز الهند لعلاج طفح الجلد

يُعد زيت جوز الهند آمن عند استخدامه موضعيًا لدى الأطفال والبالغين، حيث لا توجد دراسات كافية توضح وجود آثاره الجانبية أو محاذير استخدامه،^[١٣] حيث من الممكن أن يسبب الحساسية لبعض الأشخاص مما يرافق ذلك عدّة آثار جانبية كالطفح الجلدي، لكن يٌفضّل استشارة الطبيب نظرًا لأن الدراسات والمعلومات حول درجة مأمونيته غير كافية ولتجنب أية أضرار صحية ومخاطر قد تنتج عن استخدامه،^[١٤] حيث يمكن اختبار زيت جوز الهند على منطقة صغيرة في الجلد والانتظار حتى مرور 24 ساعة، في حال عدم ظهور رد فعل تحسسي فيمكن استخدام زيت جوز الهند بأمان.^[٧]

المحاذير والآثار الجانبية لاستخدام زيت شجرة الشاي لعلاج طفح الجلد

من المهم جدًا معرفة محاذير أي منتج طبيعي قبل استخدامه لتجنب المخاطر المحتملة والناتجة عنه، وكأي منتج عشبي يمكن أن يسبب الاستخدام الموضعي لزيت شجرة الشاي بعض الآثار الجانبية مثل تورم الجلد، احمراره، جفافه، تهيجه بالإضافة إلى الشعور باللسعات والحروق،^[٩] أمَّا بالنسبة لمحاذير استخدامه، فتشمل ما يأتي:

• قد لا يكون استخدام زيت شجرة الشاي مع زيت اللافندر آمن موضعيًا لدى الأطفال الذكور لأنَّه قد يسبب عدة أضرار لديهم كالنمو الغير طبيعي للثدي والذي يٌعرف بالتثدي، نتيجة للتأثيرات الهرمونية التي تتغير بفعل هذا المزيج وتصبح مستوياتها غير طبيعية.^[٩]
• تجنب استخدامه بشكل مباشر على الجلد دون القيام بتخفيفه مع الزيوت أو المنتجات الأخرى.^[٧]
• تَجنُّب ملامسته للعيون أو المنطقة القريبة منها.^[٧]

المحاذير والآثار الجانبية لاستخدام خل التفاح المخمر لعلاج طفح الجلد

ينشأ القلق لدى بعض الفئات أكثر من غيرهم عند الحاجة إلى استخدام بعض المنتجات أو الأدوية نظرًا إلى حساسية هذه الفئة ومدى تأثرها بالعديد من المنتجات المستخدمة، خاصة الحوامل، المرضعات، الأطفال بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات المرضية التي يمكن لبعض المنتجات أن تُفاقمها، نظرًا إلى ذلك تلجأ هذه الفئات للإطلاع على محاذير استخدام أي منتج طبيعي،بالنسبة لاستخدام خل التفاح، فإنَّ المحاذير تشمل بأنه قد يسبب خل التفاح المخمر لدى بعض الناس حروقًا كيميائية عند استخدامه موضعيًا حتى لمرة واحدة.^[١٠]

المحاذير والآثار الجانبية لاستخدام زيت البابونج لعلاج طفح الجلد

دائمًا يُنصح بإبعاد زيت البابونج عن الأطفال والحيوانات الأليفة كونه زيت سام يستخدم موضعيًا فقط ولا يجب ابتلاعه، والالتزام بتوجيهات كل منتج يوفر الحماية ويُجنب الأضرار المحتملة كما يجب استشارة الطبيب أو المختص قبل استخدامه لضمان السلامة وتحديد الجرعة الآمنة، بالنسبة للمحاذير والآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها زيت البابونج ما يأتي:^[١٥]

• تجنب استخدامه في حال إصابة الجلد بالاحمرار أو التورم أو الحكة أو الحرق، لأنَّه قد يسبب تهيج في الجلد لدى بعض الأشخاص.
• تجنب استخدامه في حال التحسس منه أو من أحد مكوناته.

المراجع

1. ↑ "Herbal Medicine", medlineplus.gov, 2020-07-20. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Herbal Medicine", www.hopkinsmedicine.org, 2020-07-20. Edited.
3. ↑ "Skin Rash", www.medicinenet.com, 2020-07-20. Edited.
4. ↑ "Slide show: Common skin rashes", www.mayoclinic.org, 2020-07-20. Edited.
5. ↑ "What is causing my rash?", www.medicalnewstoday.com, 2020-07-20. Edited.
6. ↑ "Aloe", www.drugs.com, 2020-07-20. Edited.
7. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر} "10 Easy Home Remedies for Rashes", www.healthline.com, 2020-07-20. Edited.
8. ↑ "Coconut", www.britannica.com, 2020-07-20. Edited.
9. ^ ^{أ ب ت} "TEA TREE OIL", www.webmd.com, 2020-07-20. Edited.
10. ^ ^{أ ب} "APPLE CIDER VINEGAR", www.webmd.com, 2020-07-21. Edited.
11. ↑ "Chamomile", www.drugs.com, 2020-07-21. Edited.
12. ↑ "Aloe Vera", www.webmd.com, 2020-07-20. Edited.
13. ↑ "COCONUT OIL", www.webmd.com, 2020-07-20. Edited.
14. ↑ "COCONUT", www.webmd.com, 2020-07-20. Edited.
15. ↑ "The 8 Proven Benefits of Chamomile Oil and How to Use It", www.healthline.com, 2020-07-21. Edited.