علاج عصب المعدة

كتابة:
علاج عصب المعدة

تركيبة المعدة من ناحية عصبية

تُعدّ المعدة جزءًا من الجهاز الهضمي الذي يعمل تحت تنظيم جهاز عصبي داخلي مستقل عن الجهاز العصبي المركزي، يُسمّى الجهاز العصبي المعوي، وهو جهاز كبير ومعقد، يُنظّم كامل السلوك المعدي المعوي، بما في ذلك حركة الطعام في المعدة، وانقباضات عضلة المعدة لإيصال الطعام إلى الإمعاء، بالإضافة إلى تنظيم مستويات الإنزيمات الهضمية، ودرجة الحموضة في المعدة، إذ تعمل المعدة تحت تنظيم مجموعة من العصبونات الداخلية والخلايا العصبية الدقيقة، والتي يمكن أن تتسبّب بالعديد من اضطرابات الجهاز الهضمي، في حال اختلال وظائفها، وبالرغم من استقلالية عمل الجهاز العصبي المعوي عن الجهاز العصبي المركزي في الجسم، إلّا أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا ثنائي الاتجاه مع الدماغ والجهاز العصبي المركزي، إذ وجدت العديد من الدراسات العلمية والطبية أنّ هناك العديد من الأمراض والاضطرابات ذات الأساس العصبي التي تؤثر على الجهاز الهضمي، بما في ذلك المعدة.[١]


ما الاضطرابات ذات الأساس العصبي والتي يمكن أن تؤثر على المعدة؟

يوجد العديد من الأمراض والاضطرابات ذات الأساس العصبي، والتي يمكن أن تؤثر على المعدة، وتتسبّب بالكثير من الأعراض الهضمية المزعجة، ومن ضمن هذه الاضطرابات ما يلي:



اعتلال العصب المبهم

خزل المعدة هي حالة تؤثر على التقلّصات الطبيعية لعضلات المعدة، والتي تتسبّب بإبطاء حركة المعدة أو توقفها، مما يُعيق إفراغ المعدة بشكلٍ صحيح، ويمكن أن تنتج في بعض الحالات عن تلف الأعصاب المسؤولة عن تنظيم عمل الجهاز الهضمي في الجهاز العصبي المعوي، كالعصب المبهم، والذي يمكن أن يحدث كأحد مضاعفات مرض السكري، أو بعد إجراء جراحة في الجهاز الهضمي، كما يمكن أن يحدث تلف الأعصاب نتيجةً للإصابة بعدوى فيروسية، أو بسبب قصور الغدة الدرقية، وتتسبّب حالات خزل المعدة بالعديد من الأعراض المزعجة، والتي يمكن أن تشمل الأعراض التالية:[٢][٣]

  • الغثيان والتقيؤ، لا سيّما تقيؤ الطعام غير المهضوم بعد ساعات من تناول الطعام.
  • فقدان الشهية، أو الشعور بالامتلاء بعد وقت قصير من بدء الوجبة.
  • تغيُّرات في مستويات السكر في الدم.
  • الارتجاع الحمضي.
  • ألم في البطن.
  • الانتفاخ والغازات.
  • سوء التغذية، وفقدان الوزن غير المبرر.


اعتلال أعصاب المريء

يمكن أن تُصاب الأعصاب التي تتحكّم بحركة المريء المرتبط مع المعدة بحدوث العديد من الاضطرابات الهضمية، أهمّها ارتداد حمض المعدة، وخروجه باتجاه المريء، الأمر الذي يتسبّب بالعديد من الأعراض الهضمية، بما في ذلك:[٤][٥]

  • حرقة المعدة، والت تتمثّل بشعور حارق يبدأ في أعلى منطقة البطن، ليمتد ويصل منطقة الصدر.
  • الغثيان.



فرط الحساسية العصبية

وجدت بعض الأبحاث أنّ العديد من التغيرات العصبية في الدماغ وكامل الجهاز العصبي يمكن أن تزيد من حساسية أعضاء الجهاز الهضمي، والتسبّب بالعديد من الاضطرابات الهضمية، بما في ذلك متلازمة القولون العصبي، إذ أن العديد من العوامل العصبية والنفسية يمكن أن تتسبّب بتهيّج القولون، والأعراض المرافقة له، بما في ذلك آلام المعدة، وتغيرات في حركة المعدة، كالإسهال، والإمساك، وغيرها من الأعراض الهضمية المزعجة.[٦]



الاضطرابات العصبية الأخرى

والتي تشمل الاضطرابات والأمراض التالية:[١]

  • اضطراب طيف التوحد: بالرغم من وجود العديد من أنماط مرض التوحّد، إلّا أنّ هناك العديد من الأنماط التي تتضمّن اضطرابات معدية ومعوية متعدّدة، إذ وجدت بعض الدراسات وجود نقصًا في تكوين الخلايا العصبية المعوية لدى العديد من مصابي التوحد، الذي يُسبّب بطء العبور المعدي المعوي لديهم، وغيرها من الاضطرابات الهضمية.
  • الاضطرابات التنكسية العصبية التقدمية: بما في ذلك مرض باركنسون، ومرض الزهايمر، والتصلّب الجانبي الضموري، إذ يمكن أن تتسبّب هذه الاضطرابات العصبية بدرجات متفاوتة من الخلل العصبي المعوي، التي تؤثر على حركة الأمعاء والقولون، وانقباضات المعدة، بالإضافة إلى معدّل إفرازا الأنزيمات الهاضمة في المعدة وباقي أجزاء الجهاز الهضمي.



كيف تعالج مشكلات المعدة العصبية؟

يعتمد علاج مشكلات المعدة العصبية على طبيعة المشكلة، والعصب الكامن وراء حدوث هذه المشكلة، إذ يوجد العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها لعلاج اضطرابات المعدة العصبية، من ضمنها:


العلاجات الدوائية

يوجد العديد من الأدوية والعقاقير الطبية التي تُصرف بهدف معالجة بعض الاضطرابات الهضمية ذات الأساس العصبي، وتخفيف الأعراض الهضمية التي تُسبّبها، بما في ذلك:

الأدوية المحفزة لعضلات المعدة: والتي تُساعد في تحفيز عملية الهضم، مثل ميتوكلوبراميد (Metoclopramide)، والاريثروميسين (Erythromycin)، ودومبيريدون (Domperidone).[٧]

مضادات الاكتئاب: التي أثبتت فعاليتها في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي، عن طريق تداخلها مع النواقل العصبية التي تؤثر على القولون العصبي.[٦]

أدوية السيطرة على الغثيان والقيء: وهي الأدوية التي تُساعد على تخفيف أعراض الغثيان والقيء، مثل بروكلوربيرازين (Prochlorperazine).[٣]



الجراحة

قد يكون العلاج المناسب لبعض الحالات من اضطرابات المعدة العصبية هو الجراحة، كجراحة بعض حالات الارتداد المريئي، التي يمكن أن تشمل معالجة أي فتق في الحجاب الحاجز، وشدّ فتحة الحجاب الحاجز التي يمر من خلالها المريء، ولف الجزء العلوي من المعدة؛ لتقليل رجوع أحماض المعدة باتجاه المريء، بالإضافة إلى جراحات معالجة خزل المعدة الناتجة عن تلف العصب المبهم، التي قد تشمل إدخال أنبوب إطعام في الأمعاء الدقيقة، أو إدخال أنبوب تنفيس عبر المعدة؛ للتخفيف من الضغط الناتج عن محتويات المعدة.[٣][٥]



نصائح للمصاب بمشكلات المعدة العصبية

يوجد العديد من الإجراءات والنصائح التي يُنصح باتباعها، والتي من شأنها تخفيف أعراض مشكلات المعدة العصبية، من ضمنها:[٥][٣]

رفع الجزء العلوي من الجسم أثناء النوم؛ لتخفيف فرص ارتداد أحماض المعدة باتجاه المريء.

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف؛ لتسهيل عملية الهضم، وتقليل فرص الإصابة بالإمساك، مع التركيز على تناول الفاكهة والخضروات المطهية جيدًا بدلاً من النيئة، لا سيّما لمرضى خزل المعدة.
  • تجنّب تناول الأطعمة المهيّجة للمعدة، أو التي تؤثر على انقباضات عضلات المعدة، بما في ذلك الأطعمة الحارة، والأطعمة الدهنية، والشوكولاتة، بالإضافة إلى المشروبات الكحولية، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • تقسيم الوجبات اليومية على وجبات صغيرة خلال اليوم.
  • مضغ الطعام مضغًا جيدًا قبل بلعه.
  • مضغ العلكة، الذي يُحفّز إنتاج المزيد من اللعاب، ويزيد من معدل البلع، الأمر الذي يُقلّل من الحمض الموجود في المريء.
  • الإكثار من شرب الماء والسوائل، بما في ذلك الحساء الدافئ.
  • ممارسة الرياضة بشكل خفيف بعد تناول الطعام، مثل الذهاب للتنزه سيرًا على الأقدام.
  • محاولة تجنّب الاستلقاء لمدّة ساعتين بعد تناول الوجبة.
  • تناول الفيتامينات المتعددة يوميًا.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الابتعاد عن التوتر العصبي، والإجهاد النفسي، وممارسة تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق؛ لتخفيف أعراض القولون العصبي.[٨]


المراجع

  1. ^ أ ب "The bowel and beyond: the enteric nervous system in neurological disorders", ncbi, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  2. "Vagus Nerve Overview", healthline, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Gastroparesis", mayoclinic, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  4. "Intestinal Motility Disorders and Development of the Enteric Nervous System", nature, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "GERD (Acid Reflux, Heartburn)", medicinenet, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Brain and Gut Interactions in Irritable Bowel Syndrome: New Paradigms and New Understandings", ncbi, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  7. "Gastroparesis", healthline, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  8. "Stress, Anxiety and Irritable Bowel Syndrome", webmd, Retrieved 11/2/2021. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×