علاج كثرة النوم

كتابة:
علاج كثرة النوم

كثرة النوم

يتمثل فرط النّوم بتكرار النّعاس الشديد أثناء النّهار، أو النّوم الطويل أثناء الليل، دون أن يعاني الشخص من قلة النّوم أو النّوم المتقطع، فالشخص المصاب به ينام عدّة مرات نهارًا وفي أوقات غير مناسبة، كأن ينام أثناء تناول الطعام، أو في العمل، أو أثناء الحديث، ويواجه صعوبةً في الاستيقاظ، وقد تشمل الأعراض الأخرى القلق، وفقدان الطاقة، وعدم الراحة، وتراجع قدرات التفكير، والتحدّث ببطء، وفقدان الشهية، وغيرها.

يؤثر فرط النّوم على العلاقات الاجتماعية والوظيفية، وفي الحقيقة قد ينتج عن اضطرابات النّوم الأخرى، أو خلل في الجهاز العصبي الذاتي، وقد ينتج من حالات مرضية، وفي هذا المقال توضيح لعلاج كثرة النّوم، وأعراضه، وأسباب الإصابة به.[١]


علاج كثرة النوم

يعتمد علاج فرط النوّم على علاج المُسبِّب إن وُجِدَ؛ فمثلًا إذا كان المُسبِّب تناول بعض الأدوية يفضل تناول دواء آخر بعد استشارة الطبيب، أما في حال كان المُسبِّب الإصابة بانقطاع النفس النومي يُعالَج باستخدام ضغط مجرى التنفُّس الإيجابي؛ إذ يساعد هذا العلاج على إبقاء ممرات الهواء مفتوحةً طوال الليل عن طريق ارتداء قناع على الأنف وتوصيله بجهازٍ يوصل تيارًا من الهواء باستمرار إلى الأنف، كما يعتمد العلاج على تناول بعض الأدوية، والتغيير في أسلوب الحياة، وذلك على النحو الآتي:[٢]


التغييرات في أسلوب الحياة

إنَّ اتباع الطرق والتدابير المُساهمة في الحفاظ على نومٍ صحي يساعد في الحصول على قسط كافٍ وجيد من النوم أثناء الليل، بالتالي المساعدة على التخلُّص من النعاس أثناء النهار، ويمكن توضيح هذه التدابير كالآتي:[٣]

  • تجنّب شرب المشروبات المحتوية على الكافيين وغيرها من المنشطات قبل موعد النوم.
  • تجنُّب المشروبات الكحولية.
  • الحدّ من تناول الأطعمة المُسبِّبة لاضطرابات في عملية الهضم، أو المُسبِّبة للإصابة بالحرقة، ومن أمثلتها اللحوم المبهرَّة، والأطعمة الغنية بالدهون، والمشروبات الغازية، والفواكة الحمضيّة، وغيرها.
  • تجنُّب التدخين قبل موعد النوم.
  • ممارسة أنشطة روتينية قبل النوم، مثل: قراءة كتاب، أو أخذ حمام ساخن؛ إذ تُحضّر مثل هذه الأنشطة الجسم للنوم.
  • استخدام الإشارات البصرية الضوئية في التمييز بين الليل والنهار، ومن هذه الإشارات زيادة عتمة الغرفة ليلًا عند النوم، والتعرُّض للكثير من الضوء خلال النهار.
  • تجنُّب مصدر الإضاءة الخارجية أثناء النوم، مثل: جهاز الحاسوب، والهواتف المحمولة.
  • تبريد غرفة النوم إلى درجات حرارة تتراوح ما بين 15-20 مئويةً.


العلاجات الدوائية

يمكن توضيح العلاجات الدوائية المُستخدَمة في علاج اضطراب فرط النوم على النحو الآتي:[٤]

  • المنشطات: من هذه الأدوية ما يأتي:
    • مودافينيل.
    • ميثيل فينيدات.
  • أوكسيبات الصوديوم: يُستخدم هذا الدواء في علاج فرط النعاس خلال النهار المتعلِّق بالإصابة بالنوم القهري.
  • مضادات الاكتئاب: من أبرزها:
    • سيتالوبرام.
    • سيرترالين.
    • باروكسيتين.


العلاج السلوكي المعرفي

يُعرَف العلاج السلوكي المعرفي بأنَّه أحد أنواع العلاج بالتحدُّث، والمساعدة على إدراك المُصاب الأفكار السلبية، وطريقة التفكير غير الصحيحة، الأمر الذي يُحسِّن من استجابته لهذه التحديات بطريقةٍ أفضل، إضافةً إلى تحسين الاستجابة للحوادث التي تسبب التوتر، ويُستخدم هذا العلاج وحده أو بالتزامن مع غيره من العلاجات لعلاج المصاب باضطرابات العقل، مثل: الاكتئاب، واضطرابات الأكل، وفرط النوم.[٥][٦]


أسباب كثرة النوم

تحدث كثرة النوم الأولية بسبب وجود مشكلات في أجهزة الدماغ التي تتحكم بوظائف النوم، بينما تنتج كثرة النّوم الثانوية عن حالة أخرى تسبب النعاس والتعب الشديد، فمثلًا يسبب انقطاع النّفس النّومي فرط النّوم؛ لأنّه يتسبب بمشكلات في التنفس أثناء النّوم ليلًا، ممّا يجعل الشخص يستيقظ عدّة مرات، بالإضافة إلى أن بعض الأدوية تسبب فرط النّوم، أو تعاطي المخدرات، أو شرب الكحول التي تسبب كثرة النوم في النّهار.

من الأسباب الأخرى المحتملة لفرط النّوم قصور الغدّة الدرقية، أو إصابة في الرأس، وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بفرط النّوم هم المصابون بمشكلات في القلب، أو الاكتئاب غير النموذجي، أو قصور الغدة الدرقية، ويعدّ الرجال أكثر عرضةً للإصابة من النّساء، إضافةً إلى أنّ الأشخاص الذين يشربون الكحول بانتظام أو يدخنون أكثر عرضةً للإصابة أيضًا.[٧]


أعراض كثرة النوم

تتطوّر أعراض كثرة النوم ببطء خلال فترة المراهقة أو مرحلة البلوغ، وتتضمّن الآتي:[٨]

  • غفوات النّهار التي لا تخفف من النّعاس.
  • صعوبة الاستيقاظ من النوم الطويل.
  • زيادة الحاجة إلى النوم أثناء النّهار، حتى أثناء تناول الوجبات، أو أثناء العمل، أو المحادثة.
  • النّوم لفترات طويلة تصل إلى 14-18 ساعةً في اليوم.
  • أعراض أخرى، تشمل الشعور بالقلق والعصبية، وفقدان الشهية، وانخفاض الطاقة، وتراجع قدرات التفكير والمحادثة، وحدوث مشكلات في الذاكرة.


تشخيص كثرة النوم

يبدأ الطبيب بمراجعة الأعراض التي يشعر بها المريض، ويسأل عن التاريخ الطبي والعائلي وعن الأدوية التي يتناولها، ثمّ يُجري فحصًا جسديًا، وقد يطلب إجراء عدّة اختبارات لتشخيص الحالة ولاستبعاد الأمراض الأخرى، ومن أهم الاختبارات اللازمة لتشخيص فرط النّوم ما يأتي:[٩]

  • مقياس إيبوروث للنّعاس: هو أداة يستخدمها المصاب لتقييم النعاس لديه، إذ تساعده على تحديد كيفية تأثير النوم على الحياة اليومية.
  • تسجيل يوميات النّوم: ذلك بتسجيل مواعيد النوم اليومية والاستيقاظ؛ للمساعدة على فهم نمط النوم اليومي، والوقت المُستغرَق في النوم.
  • اختبار النّوم المتعدّد: يبقى المصاب في مركز النّوم طوال الليل، ويراقب مخطط النّوم نشاط الدماغ، وحركات العين، وحركات الساقين، ومعدل ضربات القلب، ووظائف التنفس، ومستويات الأكسجين أثناء النّوم.
  • اختبار طور النّوم الكموني المتعدّد: يقيس هذا الاختبار النعاس ومراحل النّوم التي يخوضها المصاب خلال القيلولة أثناء النّهار، ويُجرى هذا الاختبار عادةً بعد يوم من إجراء اختبار مخطط النّوم.


أنواع كثرة النوم

يختلف فرط النّوم عن داء التغفيق أو ما يُعرف بالنّوم القهريّ، الذي يعدّ مرضًا عصبيًا يسبب النوم المفاجئ الذي لا يمكن منعه، ويحدث خلال النّهار بصورةٍ مفاجئة، بينما يستطيع الشخص المُصاب بفرط النّوم أن يستيقظ وحده، لكن يشعر بالتعب الشديد والحاجة الدائمة إلى النّوم. وعمومًا يمكن تقسيم فرط النّوم إلى نوعين رئيسين كما ذُكِرَ سباقًا، هما: فرط النوم الأولي، وفرط النّوم الثانوي، ويحدث النوع الثانوي بسبب حالة مرضية معينة، مثل: داء باركنسون، أو الفشل الكلويّ، أو متلازمة الإجهاد المُزمن، إذ تُسبب هذه الحالات الشعور بالتعب الدائم في النّهار؛ بسبب عدم الحصول على النّوم الكافي أو الجيد في الليل.[٧]


نصائح للحصول على نوم متوازن

ينصح باتباع بعض الإجراءات التي تساهم في الحصول على نوم صحي ومعتدل دون إفراط ولا تفريط، منها ما يأتي:[١٠]

  • عمل جدول خاص بالنّوم: ذلك للاستيقاظ والنّوم يوميًا في نفس الوقت، حتى وإن كان ذلك اليوم يوم عطلة أو عيد أو غير ذلك، فعندما يُنظم الشخص نومه بهذا الشكل فإنّ الجسم يعتاد على ذلك، ويصبح ينتظر وقت النّوم وينام ويستيقظ في نفس الوقت دون عناء.
  • الحرص على النّوم في بيئة مناسبة: كاختيار المكان المريح، من غرفة هادئة ومعتمة وحرارتها معتدلة، واختيار سرير ووسادة مُريحَين.
  • عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية مساءً: إذ تحتوي على الضوء الأزرق الذي يُعطّل الساعة البيولوجية للجسم، مما يُحدث اضطرابًا في ساعات النّوم، لذا يُنصح بالتوقف عن استخدامها لمدّة 3 ساعات قبل النّوم.
  • اتباع العادات الصحية: كتجنّب الكافيين قبل النّوم بعدّة ساعات؛ كونه يسبب اليقظة لفترة طويلة بعد تناوله، وتجنب شرب الكحول؛ فله أثر سيئ على جودة النّوم، وينصح بممارسة التمارين الرياضية نهارًا؛ بسبب أهميتها لصحة الجسم، وأهميتها في الحصول على نوم عميق وكافٍ.
  • الذهاب إلى السرير مبكرًا: يُفضّل تجنّب السهر لساعات طويلة؛ للحصول على ساعات نوم كافية.


مضاعفات كثرة النوم

قد يتسبب النوم الكثير بحدوث مجموعةٍ من المشكلات عند الأشخاص الذين يعانون منه، منها ما يأتي:[١١]

  • القلق.
  • قلة الطاقة.
  • مشكلات في الذاكرة.
  • الصداع.
  • السمنة.
  • داء السكري.
  • الألم في الظهر.
  • الاكتئاب.
  • أمراض القلب.
  • زيادة خطر الموت.

كما أن الأشخاص الذين يعانون من النوم الكثير قد يكونون أكثر عرضةً لخطر حوادث السيارات.


المراجع

  1. "Hypersomnia Information Page", www.ninds.nih.gov, Retrieved 23-11-2019. Edited.
  2. "Sleep Disorders: Hypersomnia", www.medicinenet.com, Retrieved 20-6-2019.
  3. Rachel Nall (31-7-2017), "Hypersomnolence: What you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
  4. Jennifer Robinson (27-10-2018), "Sleep Disorders and Hypersomnia Treatment"، www.webmd.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
  5. "Idiopathic Hypersomnia", stanfordhealthcare.org, Retrieved 20-6-2019. Edited.
  6. "Cognitive behavioral therapy", www.mayoclinic.org,16-3-2019، Retrieved 20-6-2019. Edited.
  7. ^ أ ب "Hypersomnia", www.healthline.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  8. "Idiopathic hypersomnia", medlineplus.gov, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  9. "Idiopathic hypersomnia", www.mayoclinic.org, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  10. "What You Should Know About Oversleeping, Plus 5 Tips for Better Sleep", www.healthline.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  11. Ashley Marcin (9-12-2016), "What You Should Know About Oversleeping, Plus 5 Tips for Better Sleep"، healthline, Retrieved 15-1-2019. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×