علاج كسر الظهر

كتابة:
علاج كسر الظهر

كسر الظهر

إنّ كسر الظهر هو الكسر الذي يحدث في واحدة أو أكثر من العظام المكونة للعمود الفقري والمعروفة بالفقرات Vertebrae، فالعمود الفقري هو الذي يحمل ثقل الجزء العلوي من الجسم ويحافظ على شكله وقوامه الطبيعي، ويملك 33 فقرة عظمية تترابط وتتّصل فيما بينها بالأربطة، وتفصل بين هذه الفقرات أجسام غضروفية تسمح بمرونة حركة الظهر، ومن الممكن أن يؤدّي كسر الظهر إلى أذية النخاع الشوكي أو الجذور العصبية التي تخرج منه، فالجذور العصبية هي التي تنقل الإشارات العصبية إلى الأعضاء المحيطية من وإلى النخاع الشوكي، ويتنوع علاج كسر الظهر بحسب نوع الكسر وشدّته وطبيعته. [١]

أعراض كسر الظهر

من الممكن أن تتفاوت أعراض كسر الظهر بحسب نوع الكسر الحاصل، فقد تبدأ بشكل فجائي وقد تكون تدريجيّة، وفي كلتا الحالتين يمكن للأعراض أن تكون شديدة للغاية لا يحتملها المريض، وعادة ما تتّصف بما يأتي: [٢]

  • يكون الألم في الجزء السفلي من الظهر أو المتوسّط في معظم الأحيان، ومن الممكن أن يشعر به الشخص على جانبي العمود الفقري أو من الأمام.
  • يكون الألم حادًّا ويشبه طعنة السكّين، ومن الممكن أن يُعطّل المريض عن عمله، وقد يستغرق أسابيع أو أشهر حتّى يزول.

كما يمكن أن تكون كسور الظهر الانضغاطية الناتجة عن الترقّق العظمي غير عرضية في البداية، فغالبًا ما يتمّ كشفها عند القيام بالتصوير الشعاعي البسيط للظهر والعمود الفقري من أجل سبب آخر، ومع الوقت يمكن أن تحدث الأعراض الآتية:

  • الألم الظهري الذي يبدأ بشكل تدريجي، ويزداد سوءًا عند المشي، ولا يشعر به الشخص عادة عند الراحة.
  • نقص طول الشخص مع مرور الوقت، حيث يمكن أن ينقص الطول بما يقارب 15 سنتمترًا.
  • حدوث وضعية الانحناء الدائم، أو ما يُعرف بالحداب.

وبالإضافة إلى الأعراض السابقة، يمكن وفي حالات نادرة أن يحدث انضغاط للنخاع الشوكي بسبب الوضعية المعيبة للعمود الفقري، والذي يمكن أن يحمل معه الأعراض الآتية:

  • الخدر.
  • التنميل.
  • الضعف العضلي في منطقة معينة من الجسم.
  • صعوبة المشي.
  • فقدان السيطرة على المصرّات البولية والغائطية.

أسباب حدوث كسر الظهر

عند تطبيق قوّة خارجية على الظهر والعمود الفقري، كالسقوط من شاهق، يمكن أن تفوق هذه القوة قدرة الفقرات العظمية على تحمّل الضغط، ممّا يؤدّي إلى تفرّق الاتصال العظمي فيها وانكسارها، وهذا ما يمكن أن يؤدّي إلى تحطّم الجزء الأمامي من الفقرة، مُحدثًا ما يُعرف بالكسر الانضغاطي، وعندما يحدث انكسار شامل لعدّة أجزاء من العمود الفقري، يحدث ما يُعرف بالكسر المتفتّت.
وبناء على هذا الأمر، يمكن أن يشعر الشخص ببعض الألم والانزعاج بعد الرض في بعض الأحيان، بينما يمكن أن يكون الألم شديدًا للغاية عند الضغط المباشر على النخاع الشوكي من قبل أجزاء الكسر [٣]، وهناك بعض العوامل التي تزيد من نسبة حدوث كسر الظهر، وهذه العوامل لا تعني بالضرورة إصابة من يملكها بالكسر، بل تعني أنّ الشخص الذي يعاني منها يحمل فرصة أكبر لحدوث الكسر من غيره، ومن هذه العوامل ما يأتي: [٤]

  • النساء، خصوصًا أولئك اللواتي قد اجتزن سنّ اليأس.
  • الرجال الكبار بالسنّ، خصوصًا من تجاوزا عمر الستّين.
  • الأشخاص الذين يعانون من نقص في كالسيوم الدم.

ولعلّ أبرز عوامل الخطر على الإطلاق ما يُعرف بالترقّق العظمي Osteoporosis -أو هشاشة العظام-، والذي يعني زيادة نسبة التهدّم العظمي عن نسبة البناء العظمي، وبالتالي انخفاض الكثافة العظمية وزيادة قابلية العظام لحدوث الكسر، فعوامل الخطر السابقة ترفع من نسبة حدوث هشاشة العظم ممّا يرفع بدوره من نسبة حدوث الكسور العظمية المختلفة.

علاج كسر الظهر

كما هو الحال في الأذيات الرضّية المختلفة، يمكن علاج كسر الظهر بناء على شدّة هذا الكسر وموقعه ونوعه، فالكسر الصغير يمكن أن يُشفى من تلقاء ذاته دون تدخل جراحي، وقد يحتاج البعض إلى ارتداء الداعمات الظهرية التي تساعد في تثبيت العمود الفقري وحمل ثقل الجسم معه، وذلك خصوصًا في الكسور الفقرية التي تحدث في مناطق العمود الفقري العلوية -كالصدرية- أو السفلية -كالقطنية-، وقد يتطلّب علاج كسر العمود الفقري في المنطقة الرقبية إلى ارتداء الداعم الرقبي، والذي يحمل ثقل الرأس ويساعد في تخفيف الأعراض ومنع تفاقم المشكلة، بينما تحتاج الكسور العظمية الرقبية الشديدة إلى التثبيت الكبير مع عدم السماح بالحركة إطلاقًا، ولذلك يرتدي المريض قناعًا أو خوذة تحيط بالرأس من جميع جوانبه وتبقيه في مكانه عبر ارتباطها مع جزء آخر يتمّ ارتداؤه على الجذع.
وقد يتطلب علاج كسر الظهر الشديد في غالب الأحيان التدخّل الجراحي قبل التثبيت، ويختلف نوع الجراحة بحسب نوع الكسر، وفي كثير من الأحيان يقوم الجرّاح بإزالة أجزاء الكسر المتفتّتة، والتي يمكن أن تضغط على النخاع الشوكي والجذور العصبية مسبّبة الأعراض المختلقة. [٥]

الوقاية من كسر الظهر

إنّ الوسيلة الأهم للوقاية من كسر الظهر هي الوقاية من هشاشة العظام، وذلك حتّى عند وجود هذه المشكلة مسبقًا عند المريض، حيث يمكن للمريض أن يقوم بالعديد من الخطوات للتخلص من هذا المرض، حيث يمكنه الاعتماد على الحميات الغذائية الغنية بالكالسيوم وفيتامين D، بالإضافة إلى القيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم، خصوصًا تلك التي تهتمّ بتخفيف الوزن وتقوية العضلات، لأن الأربطة العضلية يمكن أن تساعد في حمل ثقل الجسم، كما يجب على من يملكون عوامل الخطر لتطوير هشاشة العظام تحرّي هذه المشكلة بشكل دوري وسؤال الطبيب عن إمكانية إجراء اختبار لكثافة العظم، حيث يمكن دائمًا وفي أيّ عمر البدء بالوقاية من هذه المشكلة الخطيرة. [٦]

المراجع

  1. "Spinal Fractures", stanfordhealthcare.org, Retrieved 24-06-2019. Edited.
  2. "Compression fractures of the back", medlineplus.gov, Retrieved 24-06-2019. Edited.
  3. "Spinal Fractures", my.clevelandclinic.org, Retrieved 24-06-2019. Edited.
  4. "Compression Fracture of the Back", www.healthline.com, Retrieved 24-06-2019. Edited.
  5. "Broken Back Treatment and Recovery", www.healthline.com, Retrieved 24-06-2019. Edited.
  6. "Osteoporosis and Spine Fractures", www.webmd.com, Retrieved 24-06-2019. Edited.
4202 مشاهدة
للأعلى للسفل
×