علاج للثعلبة

كتابة:
علاج للثعلبة

الثعلبة

يُعرف مرض الثعلبة (Alopecia Areata) أو ما يُشار إليه أيضًا باسم بقعة الصلع بأنَّه أحد أمراض المناعة الذاتية التي يُهاجم فيها جهاز المناعة في الجسم بصيلات الشعر، فيُؤدي إلى تساقط الشعر، وتُعدّ الثعلبة شكلًا خاصًّا من الصلع الذي يؤثر في فروة الرأس أو أيّ جزء من الجلد ينمو عليه الشعر؛ إذْ يتميز بظهور شكل واحد أو أكثر من بقع الصلع التي لا تتغيّر فيها تركيبة الجلد؛ أي لا تظهر فيها أي تندبات، ويصيب مرض الصلع النساء والرجال على حدٍّ سواء، كما أنَّه نادر الحدوث قبل عمر الثلاث سنوات، وقد تسهم العوامل الوراثية في ظهور الثعلبة، التي غالبًا ما تزول تلقائيًا في غضون سنة دون علاج، غير أنّ الصلع النّاتج قد يبدو دائمًا في بعض الحالات، فكلّ حالة من حالات الثعلبة تختلف عن الأخرى، فقد ينمو الشعر مرة أخرى في بقع الصلع، لكنَّه لا يلبث إلّا أنْ يتساقط من جديد، وفي حالات أخرى ينمو الشعر مرة أخرى في مناطق الصلع ولا يتساقط.[١][٢]


علاج الثعلبة

لا يوجد علاج معروف من مرض الثعلبة، بل يوجد عدد من الخيارات العلاجيَّة التي تُسرِّع نمو الشعر من جديد، وتبطئ فقدانه مستقبلًا، ومن الخيارات العلاجية المطروحة ما يأتي:[٣]

  • حقن الستيرويد: تُستخدَم إبرة دقيقة لحقن مادة التريامسينولون أسيتونايد بتركيز 2.5-10 مللغرام/ ملليمتر في جزء المصاب على فروة الرأس أو الحاجب أو اللحية قد يسرّع ذلك نمو الشعر، ويُكرَّر استخدام هذه الإبرة كل شهر أو شهرين إلى أن يبدأ نموّ الشعر من جديد، غير أنَّ هذا العلاج لا يمنع حدوث الصلع مرة أخرى فتأثيره مؤقت.[٤][٣]
  • العلاج الفموي: من العلاجات الفموية التي قد تُستخدَم في حالات الثعلبة:
  • أقراص الكورتيزون؛ قد تُستخدم في حالات الثعلبة الشديدة لتسببها في ظهور عدد من الأعراض الجانبية التي تجب مناقشتها مع الطبيب، ومن الأعراض الجانبية التي قد يسببها الكورتيزون جفاف الجلد أو ترقُّقه، والإصابة بالغثيان، الصداع، والدوخة، وظهور الكدمات على الجلد، وتقلّبات المزاج، وألم المعدة أو الانتفاخ، وتغيّر شكل الدهون في الجسم وتوزيعها.[٥][٣]
  • أدوية كبت المناعة؛ إذ تثبّط استجابة جهاز المناعة، ولا تُستخدَم لمدة طويلة لوجود خطر الإصابة بعدد من الأعراض الجانبية؛ كارتفاع ضغط الدم، وتلف الكلى والكبد، وزيادة خطر الإصابة بعدوى خطيرة، والإصابة بسرطان اللمفوما، ومن أمثلة هذه المجموعة الدوائية: دواء سيكلوسبورين (Cyclosporine)، وميثوتريكسيت (Methotrexate).[٣]
  • العلاج الموضعي: يوجد العديد من الأدوية الموضعية المستخدمة في علاج المصاب بالثعلبة، التي توضع على أماكن الصلع، وتحفّز نمو الشعر مرة أخرى، ومن أمثلة هذا النوع من الأدوية:[٣]
  • أنثرالين؛ يحفّز هذا الدواء نمو الشعر من جديد عبر تهييج الجلد،[٣] لكنْ يجب التنبيه إلى ضرورة مراجعة الطبيب فورًا في حالة ظهور أيّ من الأعراض الآتية أثناء استخدام هذا الدواء؛ كظهور أعراض حدوث تفاعلات الحساسية؛ مثل: الحكة، والاحمرار، والانتفاخ، والشعور بضيق في الصدر، أو صعوبة في التنفس، أو انتفاخ في الفم أو الشفتين، أو اللسان.[٦]
  • المينوكسيديل؛ ينتمي هذا الدواء إلى مجموعة من الأدوية التي تُعرَف باسم موسّعات الأوعية الدموية، وينبغي تجنب استخدامه لعلاج الأشخاص الذين لم يتجاوزوا سن الثامنة عشرة من العمر، ومن الأعراض الجانبية التي قد تترافق مع استخدامه وجود لسعة في مكان تطبيقه على الجلد أو احمراره أو حرقته. أمَّا في حال بدت هذه الأعراض شديدة فتجب مراجعة الطبيب أو الصيدلاني فورًا،[٧] وحقيقةً يُصرَف هذا الدواء دون الحاجة إلى وصفة طبية؛ إذ يوضع مرتين يوميًّا على المنطقة المصابة، لكنَّه يتطلب الكثير من الوقت ليبدأ مفعوله،[٣] وفي دراسة نشرت عام 1987 في تأثير تركيز محلول المينوكسيديل 1% و5% في علاج مرضى الثعلبة، فقد ظهر أنَّ سرعة الاستجابة للعلاج أعلى في حالة استخدام المينوكسيديل بتركيز 5%، كما يُستخدَم المينوكسيديل 2% فهو يعطي نتائج مقبولة في حالات الثعلبة البقعية، ولضمان تحقيق أفضل نتائج علاج لهذا الدواء يجب الحرص على تغطية المنطقة المراد علاجها كليًّا، ومن الأعراض الجانبية التي قد يسببها في الجزء المطبق عليه التهيج الموضعي الخفيف، واثنين من أصل 66 مشتركًا في الدراسة من الأشخاص في التجربة ظهرت عليهم أعراض التهاب الجلد التّماسي التحسسي لهذا الدواء.[٨]
  • بروبيونات كلوبيتاسول الموضعي؛ ينتمي هذا إلى مجموعة أدوية الكورتيكوستيرويد التي تقلّل من الاحمرار والانتفاخ والالتهاب، أمَّا في حالات الثعلبة فيقُلل من الالتهاب حول بصيلات الشعر، ويأتي هذا الدواء في شكل مرهم وكريم وجل ورغوة وبخاخ ومحلول، ويُنصَح بوضعه على الجلد مرتين يوميًّا، أمَّا الشامبو فيُستخدَم مرة واحدة في اليوم، ويجب اتباع تعليمات الطبيب جيّدًا حول آلية استخدام هذا الدواء، وقد يترافق أيضًا مع ظهور عدد من الأعراض الجانبيَّة؛ كالاحمرار، والتهيج، والحرقة، وجفاف الجلد، وتغيّر لونه، وترقق الجلد.[٩][٣]
  • العلاج المناعي؛ يُستخدم دواء ديفينيلسيكلوبروبينون (Diphenylcyclopropenone)، ودواء دينيتروكلورالبنزين (Dinitrochlorobenzene) لتحفيز حدوث التهاب الجلد التحسسي التماسي في الجزء المُراد علاجه من الجلد، فرد الفعل التحسسي الذي تسببه هذه المواد قد يحفّز نمو الشعر خلال ستة أشهر من العلاج، كما يجب الاستمرار في العلاج للحفاظ على استمرار نمو الشعر في أماكن الصلع، وتُستخدَم هذه المواد مرة أسبوعيًّا على منطقة الصلع في فروة الرأس.[٤][٣]
  • العلاج بالضوء: يُستخدَم في هذا العلاج ضوء الأشعة فوق البنفسجي مع تناول دواء سُوَرالين.[٣]


أنواع الثعلبة

تبقى بصيلات الشعر حيّة وقابلة لإنتاج الشعر الطبيعي في أنواع الثعلبة كلّها، كما قد ينمو الشعر دون علاج لو بعد سنوات عديدة، ويُقسّم داء الثعلبة ثلاثة أنواع؛ هي:[١٠]

  • الثعلبة البقعية الجُزئية: هي أكثر الأنواع شيوعًا، إذ تظهر في شكل بقع ذات أحجام مختلفة.
  • الثعلبة الرأسية الشاملة: تظهر في شكل تساقط كامل للشعر من فروة الرأس.
  • الثعلبة الشاملة: هي أندر نوع من الثعلبة، وتظهر في شكل تساقط الشعر من فروة الرأس كلها وأجزاء الجسم الأخرى.


عوامل الإصابة بالثعلبة

يبدأ ظهور الثعلبة في 50% من الأفراد في مرحلة الطفولة، وفي 80% قبل عمر الأربعين؛ إذ يصيب الأفراد ذكورًا وإناثًا في المراحل العمرية جميعها، ومن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالثعلبة ما يأتي:[٤][١١]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالثعلبة أو غيرها من أمراض المناعة الذاتيَّة؛ إذ إنّ 10%-25% من الأشخاص المصابين بالثعلبة لديهم أحد أفراد العائلة مصاب بالمشكلة نفسها.
  • الإصابة بالاضطرابات الكروموسومية؛ كالإصابة بـمتلازمة داون.
  • الإصابة بالبهاق وأمراض الغدة الدرقية والإكزيما والربو أو حمى القش.
  • استخدام الأدوية البيولوجيَّة، ربّما يزيد من فرصة الإصابة بالثعلبة؛ مثل: استخدام دواء نيفولوماب في علاج مرضى سرطان الرئة أو الميلانوما المنتشرة أو غيرهما من أنواع السرطان.


تشخيص الثعلبة

يُشخّص المصاب بداء الثعلبة عبر الاختصاصي الجلدي عن طريق فحص الأعراض، فيُحدّد درجة تساقط الشعر، ويعاينه من المناطق المصابة تحت المجهر، وفي حال لم يتمكّن من تشخيص المرض بعد إجراء الفحص السريري تؤخذ خزعة من الجلد المُصاب، ولاستبعاد أمراض المناعة الذاتية الأخرى المُشابهة في الأعراض تُجرى فحوصات طبية لنفي وجودها. ومن العلامات الدالة على الإصابة حدوث التغييرات في الأظافر؛ كخشونتها، وتغيّر في لونها، وظهور البقع والخطوط البيضاء، كما تظهر أعراض أخرى تُسهل التشخيص، ومنها:[١٢]

  • نمو الشعر قصيرًا حول مناطق الصلع.
  • تكسّر الشعر قبل وصوله إلى الجلد.
  • نموّ الشعر الأبيض في مناطق تساقط الشعر.


الفرق بين الثعلبة وسعفة الرأس

يُطلَق على كلا الاضطرابين اسم الثعلبة لتشابه الأعراض بينهما، فكلاهما يُسبِّبان تساقط الشعر في شكل بقع متفرقة، غير أنَّ سعفة الرأس عدوى فطرية تصيب الجلد مسبِّبة تساقط الشعر، وظهور الجلد المتقشر أو الخشن، وأحيانًا يُصاحبها الألم، أمّا الثعلبة فهي مرض مناعي ذاتي كما ذُكِرَ مُسبقًا.[١٣][١٤]

من الصعب منع الإصابة بسعفة الرأس؛ لأنّ الفطريات التي تسبب المرض شائعة ومعدية للغاية، لكن يُساعَد في تقليل خطر الإصابة بمرض الثعلبة عن طريق اتخاذ الخطوات والطرق الآتية:[١٤]

  • تثقيف النفس والآخرين، إذ يجب أن يبدو الأشخاص على علم بخطر الإصابة بسعفة الرأس من الأشخاص المصابين، أو الحيوانات الأليفة، ويجب إخبار الأطفال به، وتعليمهم كيفية مراقبته، وتجنب العدوى الخاصة به.
  • استخدام الشامبو بانتظام، ينبغي الحرص على غسل فروة رأس الطفل بانتظام -بعد حلاقة الشعر خاصة-.
  • المحافظة على النظافة، يجب التأكد من غسل الطفل يديه أحيانًا كثيرة؛ ذلك لتجنب انتشار عدوى المرض، إضافة إلى المحافظة على نظافة الأماكن العامة أو المشتركة -في المدارس ومراكز رعاية الأطفال وصالات الجيم وغرف تبديل الملابس خاصة-.
  • تجنب الحيوانات المصابة، غالبًا ما تشبه عدوى سعفة الرأس رقعة من الجلد تفتقد إلى وجود الشعر أو الفراء، وفي بعض الحالات قد لا يلاحظ المريض وجود أي علامات للمرض، لذلك عليه أن يسأل الطبيب البيطري لفحص الحيوانات الأليفة الخاصة به.
  • عدم مشاركة الأغراض الشخصية، إذ يجب تعليم الأطفال عدم السماح للآخرين باستخدام ملابسهم أو مناشفهم أو فراشي الشعر الخاصة بهم أو أشياء شخصية أخرى أو استعارة أشياء من أطفال آخرين.


المراجع

  1. Gary W. Cole, "Alopecia Areata"، medicinenet, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  2. "What Is Alopecia Areata?", webmd, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Jacquelyn Cafasso ,Kimberly Holland, "Everything You Need to Know About Alopecia Areata"، healthline, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  4. ^ أ ب ت Amanda Oakley, "Alopecia areata"، dermnetnz, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  5. "What is Cortisone?", everydayhealth, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  6. "Anthralin Cream", drugs, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  7. "Minoxidil Solution, Non-", webmd, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  8. Fiedler-Weiss (1987-3-1), "Topical minoxidil solution (1% and 5%) in the treatment of alopecia areata."، ncbi, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  9. "https://medlineplus.gov/druginfo/meds/a686008.html", medlineplus, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  10. "Types of Alopecia Areata-old", www.naaf.org, Retrieved 14-11-2019. Edited.
  11. "ALOPECIA AREATA: WHO GETS AND CAUSES", aad, Retrieved 2019-11-22. Edited.
  12. James McIntosh (22-12-2017), "What's to know about alopecia areata?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-11-2019. Edited.
  13. "Hair Loss", drugs,3-5-2019، Retrieved 7-3-2020. Edited.
  14. ^ أ ب "Ringworm (scalp)", www.mayoclinic.org, Retrieved 24/1/2019. Edited.
7366 مشاهدة
للأعلى للسفل
×