علاج لين العظام

كتابة:
علاج لين العظام

مرض لين العظام

يُعد لين العظام أحد الأمراض التي تصيب العظام والتي تؤدي إلى إضعافها وتكسرها بسهولة، ويُعد اضطرابًا يقل فيه التمعدن داخل العظام، مما يسبب تكسرها بمعدل أسرع من إمكانية الجسم إعادة بنائه، ويصيب لين العظام البالغين ويكون أكثر شيوعًا عند النساء، وعادةً ما يحدث خلال الحمل، أما في حال حدوث نفس المرض عند الأطفال فإنه يُسمى كُساح الأطفال.[١][٢]

ويجدر التنويه إلى أن مرض لين العظام يختلف عن هشاشة العظام، فبالرغم من أن كلتا الحالتين يمكن أن تزيدان من خطر الإصابة بالكسور، إلا أن المشكلة في هشاشة العظام تكمن في ضعف هذه العظام، بينما تكون المشكلة في لين العظام عدم قدرتها على التصلب والتمعدن.[١][٢]


علاج مرض لين العظام

يعتمد علاج لين العظام على تعويض النقص الحاصل في فيتامين (د) لدى المصاب، وذلك بتناول مكملاته لعدة أسابيع أو أشهر لرفع مستواه داخل الجسم، ثم الاستمرار بكميات محددة للحفاظ على مستواه في الجسم طبيعيًّا. وقد يفضل الطبيب زيادة كمية الكالسيوم والفسفور المتناول أيضًا، إما عن طريق الطعام أو عن طريق المكملات الغذائية، وغالبًا ما تكون هذه أولى خطوات علاج مرض لين العظام في حال وجود مشكلات في الامتصاص نتيجة إصابة في الأمعاء أو الخضوع لعملية جراحية، أو في حال اتباع حمية غذائية سيئة وضعيفة بالمُغذيات، وفي بعض الحالات النادرة يتم إعطاء فيتامين (د) عن طريق حقنه في الجلد أو وريديًا في الذراع.[٣][٤]

كما يجب علاج المشكلات الصحية الأخرى التي تؤثر على أيض فيتامين (د) في الجسم، مثل: أمراض الكلى كالفشل الكلوي، وأمراض الكبد مثل تشمع الكبد، بالإضافة إلى علاج انخفاض مستويات الفسفور في الجسم، إذ يساعد أيضًا في التقليل من أعراض لين العظام والتخلص منها، ويجب الإكثار من التعرض لأشعة الشمس المباشرة التي تساعد على زيادة مستوى فيتامين (د). وفي الحالات الشديدة من لين العظام أو الكساح قد يضطر الطفل إلى إجراء عملية جراحية أو ارتداء أجهزة تقويم العظام لتصحيح التشوه الحاصل فيها.[٣][٤]

 

أعراض مرض لين العظام

توجد أعراض قليلة ترافق مرض لين العظام، أكثرها شيوعًا تكسر عظم الفرد المصاب به بسهولة، كما يُعد ضعف العضلات عرضًا آخر، يحدث نتيجة مشاكلات في المنطقة التي يلتقي فيها العظم بالعضلات، ويعاني الفرد المصاب بهذا المرض من صعوبة وبطء في المشي، كما يمكن أن يصاب باضطرابات المشي (التمايل)، ويعد الشعور بألم في العظام من الأعراض الشائعة أيضًا، خاصّةً عظم الورك، ويمكن لهذا الألم أن ينتشر من عظام الورك إلى عدة أماكن، مثل: أسفل الظهر، ومنطقة الحوض، بالإضافة إلى الساقين، والأضلاع، وفي حال رافق لين العظام وجود نقص في الكالسيوم في الدم فيمكن ظهور بعض الأعراض، مثل:[٤]

  • ضربات قلب غير منتظمة.
  • الشعور بالخدران حول منطقة الفم.
  • الشعور بالخدران في الذراعين والساقين.
  • تشنجات في اليدين والقدمين.


 أسباب مرض لين العظام

تعتمد العظام على معادن معينة لتنمو جيدًا وتبقى صلبةً وصحيةً، وفي حال عدم الحصول عليها يمكن الإصابة بمرض لين العظام، كما يمكن أن تسبب العديد من المشكلات الصحية هذا المرض، من أهمها ما يأتي:[٥]

  • نقص مستوى فيتامين د: إذ يُعد نقص فيتامين د المعروف أيضًا بفيتامين الشمس من أكثر الأسباب المؤدية إلى لين العظام شيوعًا في مختلف مناطق العالم، إذ ينتج هذا الفيتامين من خلال تعرض الجلد لأشعة الشمس أو من خلال امتصاصه من الغذاء، وغالبًا ما يحدث نقصه في الحالات الآتية:[٥]
    • الأشخاص الذين يقطنون في مناخات قليلة التعرض للشمس.
    • الأفراد الذين يقضون وقتًا طويلًا داخل المباني.
    • الأفراد ذوو البشرة الداكنة.
    • الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
    • الأشخاص الذين يتبعون حميةً غذائيةً نباتيةً.
    • الأفراد الذين لا يستطيعون امتصاص فيتامين (د) جيدًا في الأمعاء، كما يحدث بعد الخضوع لعملية المَجازَةٌ المَعِدِيَّة.
  • مسببات أخرى: تتضمن المسببات الأخرى لمرض لين العظام ما يأتي:[٣][٥]
    • الإصابة بأمراض الكبد والكلى، وهما الأعضاء المسؤولة عن تنشيط فيتامين (د) في الجسم وتحويله إلى صيغته الفاعلة، لذا فإن وجود أي خلل أو مشكلة مرضية فيهما يؤثر على قدرتهما على تنشيط هذا الفيتامين.
    • أخذ بعض الأدوية، كالأدوية المضادة للصرع، مثل: الفينيتوين، والفينوباربيتال، إذ تؤدي إلى نقص مستوى فيتامين (د) والإصابة بلين العظام.
    • عدم وجود كميات كافية من الفسفور في الحمية الغذائية.
    • السرطان.


عوامل خطر الإصابة بلين العظام

أي شخصٍ يفتقر إلى فيتامين (د) من المرجح أن يصاب بلين العظام، إذ إن الأشخاص الأكثر عرضةً الإصابة هم الذين لا يستطيعون إنتاج ما يكفي من هذا الفيتامين، ومن العوامل التي تزيد من فرص الإصابة ما يأتي:[٥]

  • قلة مستويات فيتامين (د) والكالسيوم والفسفور في الجسم.
  • قلة التعرض للشمس.
  • العمل في المنزل خلال ساعات النهار.
  • عدم القدرة على الحصول على فيتامين (د) من النظام الغذائي.
  • اتباع النظام الغذائي النباتي.
  • ارتداء الملابس التي تغطي معظم الجلد.
  • الأشخاص ذوو البشرة الداكنة.
  • العيش في مناطق ذات أشعة شمس قليلة.
  • استخدام واقٍ من الشمس قوي جدًّا.
  • الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، إذ يواجهون صعوبةً في هضم منتجات الحليب، بالتالي صعوبة امتصاص فيتامين (د).
  • إجراء جراحات سابقة على المعدة، مثل عملية قص المعدة.
  • وجود مشكلات في الأمعاء، كالاضطرابات الهضمية، وأمراض الكبد، والفشل الكلوي.


تشخيص مرض لين العظام

يمكن للطبيب تشخيص الإصابة بمرض لين العظام عن طريق إجراء عدة فحوصات، مثل:[٤]

  • فحوصات الدم: ذلك لفحص مستويات فيتامين (د) في الدم إلى جانب فحص مستويات الكالسيوم والفسفور، كما يمكن للطبيب أن يطلب فحصًا لمستويات هرمون الغدة جار الدرقية؛ إذ إن المستويات المرتفعة لهذا الهرمون تشير إلى نقص في مستوى فيتامين (د).
  • الإجراءات التصويرية: مثل صور الأشعة السينية، بالإضافة إلى الصور الأخرى التي تُظهر وجود تشققات صغيرة في العظام.
  • أخذ خزعة من العظم: يتم اللجوء إلى أخذ الخزعة في بعض الحالات، حيث يقوم الطبيب بإدخال إبرة من خلال الجلد والعضلات إلى العظم وأخذ عينة صغيرة، ثم يتم وضع هذه العينة على شريحة وإرسالها إلى المختبر لفحصها تحت الميكروسكوب، وعادةً ما تكون فحوصات الدم والصور الإشعاعية كافيةً لتشخيص مرض لين العظام، ولا يتم اللجوء إلى أخذ الخزعة إلا عند الضرورة.


الوقاية من مرض لين العظام

يمكن الوقاية من مرض لين العظام الناتج عن قلة التعرض للشمس أو اتباع حمية غذائية فقيرة بفيتامين (د) من خلال الحصول على كميات كافية من هذا الفيتامين، ويتم ذلك من خلال ما يأتي:[٣]

  • اتباع حمية غذائية غنية بفيتامين (د)، تتضمن المأكولات البحرية، وصفار البيض، أو الأغذية المدعمة بفيتامين (د)، مثل: الخبز، واللبن، والحليب، والحبوب.
  • تناول مكملات فيتامين (د) عند الحاجة، ويجدر التنويه إلى ضرورة الالتزام بالجرعة التي يحددها الطبيب من مكملات فيتامين (د) ومكملات الكالسيوم؛ لتجنب حدوث أي مضاعفات.
  • التعرض المنطقي لأشعة الشمس، وليس التعرض المفرط الذي يؤدي إلى حدوث مشكلات في الجلد، كالحروق أو سرطان الجلد، إذ إن التعرض لأشعة الشمس دون حماية يزيد من احتمالية الإصابة بسرطانات الجلد.


المراجع

  1. ^ أ ب "Osteomalacia", my.clevelandclinic.org, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "What is Osteomalacia?", www.webmd.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Osteomalacia", www.mayoclinic.org, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Osteomalacia", www.healthline.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Osteomalacia", medlineplus.gov, Retrieved 19-11-2019. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×