علاج مدمني الكحول

كتابة:
علاج مدمني الكحول

إدمان الكحول

يعدّ إدمان الكحول من أشدّ أشكال أنواع التعاطي، وينطوي على عدم القدرة على التحكم بعادات الشرب، كما يُشار إليه أيضًا باسم اضطراب تعاطي الكحول، ويتم تصنيف اضطراب تعاطي الكحول في ثلاث فئات؛ خفيفة، ومعتدلة وشديدة، وكلّ فئةٍ لها أعراضٌ مختلفة ويمكن أن تسبب آثارًا جانبيّةً ضارّةً، وإذا تُرِكَت دون علاج يمكن لأي نوع من تعاطي الكحول أن يخرج عن نطاق السّيطرة.

الأفراد الذين يعانون من إدمان الكحول غالبًا ما يشعرون وكأنهم لا يستطيعون أداء أنشطتهم بصورة طبيعيّة دون الكحول، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث مجموعةٍ واسعة من المشاكل والتّأثير على العلاقات والصّحة العامة، ومع مرور الوقت يمكن أن تتفاقم الآثار الجانبية الخطيرة لتعاطي الكحول وتنتج عنه مضاعفاتٌ خطيرة[١].


علاج مدمني الكحول

يمكن أن يكون علاج مدمني الكحول أمرًا معقدًا وصعبًا، ولكي يُفيد العلاج يجب على الشخص المصاب بإدمان الكحول أن يكون مستعدًّا، إذ يعتمد النجاح على رغبة الشخص بالتحسّن، وعملية التعافي من إدمان الكحول التزامٌ طويل الأمد، ولا يوجد حل سريع لذلك، إذ يتطلب رعايةً يوميّةً[٢]، فحسب الدراسات اعتُمِدَ الجمع ما بين الأدوية والعلاجات السلوكية والنفسية لعلاج مدمني الكحول، لكن لا يوجد دواء معين وحده أو طريقة معينة وحدها يمكن أن تساعد في علاج مدمني الكحول[٣]، وأحد خيارات العلاج الأولي الشّائعة لمدمني الكحول هو برنامج إعادة التأهيل للمرضى، ويمكن أن يستمر البرنامج مدة 30 يومًا إلى عام[٢].

قد يصف الطبيب الأدوية التي تساعد في حالات معينة، فعلى سبيل المثال يمكن وصف أدوية مضادات الاكتئاب إذا كان الشخص المدمن يشرب الكحول لعلاج الاكتئاب، أو يمكن للطبيب أن يصف العقاقير للمساعدة في التحكم بالعواطف الأخرى الشائعة في الشفاء، بالإضافة إلى أنّه يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي في التقليل من الضرر الذي قد تُلحقه الكحول بصحّة الشخص، مثل زيادة الوزن أو فقدانه.[٢]


أضرار الكحول

يمكن أن تكون تأثيرات إدمان الكحول على الجسم والصحة العامة كبيرةً على المدى الطويل، ويمكن أن يكون من الصعب أو المستحيل عكسه، إذ تشير الدراسات إلى أن إدمان الكحول يمكن أن يؤثر على أجزاء من الجسم، يمكن توضيح ذلك على النحو الآتي[٤]:

  • آثار الكحول على الدماغ: يمكن أن تكون للكحول آثار قصيرة وطويلة الأجل على الدماغ؛ إذ إنّها تُعيق سير المسارات العصبية فيه، مما يمكن أن يؤثر على المزاج والسلوك والوظائف المعرفية الأخرى، كما قد يحدث تلف في الدماغ بسبب نقص التغذية الناجم عن الكحول ونوبات الصرع التي تسبّبها وأمراض الكبد، أمّا عند النساء الحوامل يمكن أن يؤثر إدمان الكحول على أدمغة الأجنّة، مما يؤدي إلى متلازمة الجنين الكحولي. وأُفيد أنه يمكن في كثير من الأحيان علاج مشاكل الدماغ التي تسببها الكحول باستخدام العلاج المناسب، كما يمكن أن يساعد الامتناع عن شرب الكحول لشهور أو سنوات في إصلاح بعض آثار إدمان الكحول جزئيًا، بما في ذلك قدرات التفكير، مثل مهارات الذاكرة.
  • آثار الكحول على السلوك: إنّ الكلام غير المفهوم والإعاقة الحركية والارتباك ومشاكل الذاكرة عدد قليل من العواقب الشائعة لاستهلاك الكحول على المدى القصير، وهذا يمكن أن يجعل من يشربون أكثر عرضةً للحوادث والإصابات والسلوك العنيف، إذ تعدّ الكحول عاملًا لأكثر من نصف الإصابات المميتة الناتجة عن الحروق والغرق والقتل، كما أنّها عامل مهم في الإصابات المتوسطة إلى الشديدة، والانتحار، والاعتداءات الجنسية، وتؤدي الكحول دورًا في حدوث 40% من حوادث السيارات القاتلة، بالإضافة إلى أنّه قد يؤدي الإفراط في شرب الكحوليات أيضًا إلى سلوكيات جنسية محفوفة بالمخاطر، مثل ممارسة الجماع دون وقاية، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا، لذا هذه الآثار لإدمان الكحول يمكن أن تكون لها عواقب مدى الحياة.


أعراض إدمان الكحول

في بعض الأحيان تكون العلامات التّحذيرية لإدمان الكحول ملحوظةً للغاية، وعندما يتم اكتشافه في مراحله المبكّرة تزداد فرصة التعافي الناجح بنسبة كبيرة، وتشمل العلامات الشائعة لإدمان الكحول ما يلي[١]:

  • عدم القدرة على التحكّم باستهلاك الكحول.
  • الرغبة والشعور بالحاجة إلى شرب الكحول، وربما الشعور بالحاجة إلى شرب المزيد.
  • تفضيل الكحول على المسؤوليات الشخصية.
  • إنفاق مبلغ كبير من المال على الكحول.
  • التصرف بغرابةٍ بعد الشرب.


أسباب إدمان الكحول

قد يستغرق إدمان الكحول من عدّة سنوات إلى عدة عقود، وبالنسبة لبعض الأشخاص المعرّضين للخطر بصورة خاصّة يمكن أن يحدث ذلك خلال أشهر، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي استهلاك الكحول بانتظام إلى الإضرار بالجسم والإخلال بتوازن ما يلي[٥]:

  • حمض الغاما-أمينوبيوتيريك (GABA) في الدماغ، الذي يتحكّم بإفراز الغلوتامت من الجهاز العصبي.
  • الغلوتامات.

إذ ترتفع مستويات الدوبامين في الدماغ بعد شرب الكحول، فقد تجعل مستويات الدوبامين الشرب أمرًا ممتعًا، وعلى المدى الطويل أو المتوسط يمكن للإفراط في شرب الكحول أن يغير بنسبة كبيرة من مستويات هذه المواد الكيميائية في الدماغ، مما يُظهر حاجة الجسم إلى الكحول من أجل الشعور بالراحة وتجنب الشّعور بالضيق.

كما يرتبط عدد من عوامل الخطر بالإفراط في الشرب، ومن هذه العوامل ما يلي:

  • الجينات: بعض العوامل الوراثية المحددة قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإدمان على الكحول والمواد الأخرى، وقد يكون هناك تاريخ عائلي من الإدمان.
  • عمر تناول أول مشروب كحولي: أشارت دراسة[٦] إلى أن الأشخاص الذين يبدؤون شرب الكحول قبل سن 15 عامًا قد يكونون أكثر عرضةً لإدمان المشروبات الكحولية في وقت لاحق من العمر.
  • سهولة الحصول على الكحول: يُلاحظ وجود علاقة بين سهولة الحصول على الكحول -مثل الأسعار الرخيصة- وإدمانها والوفيات المرتبطة بها؛ إذ سجلت إحدى الدراسات[٧] انخفاضًا كبيرًا في الوفيات المرتبطة بالكحول بعد أن رفعت إحدى الولايات الضرائب عليها.
  • الإجهاد: ترتبط بعض هرمونات التوتر بإدمان الكحول، فإذا كانت مستويات التوتر والقلق مرتفعةً فقد يستهلك الشخص الكحول في محاولةٍ للقضاء على هذه الاضطرابات.
  • تدني احترام الذات: فالأشخاص الذين لديهم تدنٍّ في تقدير الذات والذين لديهم سهولة في الحصول على الكحول هم أكثر عرضةً للاستهلاك الزائد.
  • الاكتئاب: فالأشخاص المصابون بالاكتئاب قد يستخدمون الكحول عن قصد أو عن غير قصد كوسيلة للعلاج الذاتي، ومن ناحية أخرى قد يزيد استهلاك الكثير من الكحول من خطر الاكتئاب بدلًا من الحد منه.


المراجع

  1. ^ أ ب "What is Alcoholism?", www.alcoholrehabguide.org, Retrieved 19-12-2109. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Alcohol Addiction", www.healthline.com, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  3. "Effective Alcoholism Treatments", www.verywellmind.com, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  4. "EFFECTS OF ALCOHOL ADDICTION ON HEALTH", www.gatewayfoundation.org, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  5. "What is alcohol abuse disorder, and what is the treatment?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  6. "Impact of age at first drink on stress-reactive drinking.", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  7. "Effects of Alcohol Tax Increases on Alcohol-Related Disease Mortality in Alaska: Time-Series Analyses From 1976 to 2004", ajph.aphapublications.org, Retrieved 19-12-2019. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×