علاج مرض اللشمانيا الجلدية

كتابة:
علاج مرض اللشمانيا الجلدية

مرض اللشمانيا

يعتبر مرض اللشمانيا عدوى يسببه طفيلي ينتقل إلى البشر عن طريق لدغة ذبابة الفليبوتيني الأنثوية، فتتراوح علامات الإصابة بمرض اللشمانيا من تقرحات جلدية التي تشفى وحدها، إلى مرض جلدي مخاطي مشوه، حتى أنه قد يصل إلى أن يكون مرضًا قاتلًا، عادةً يكون العلاج تحديًا خاصةً في الأشكال الأكثر حدة من المرض، وقد أصبح مرض اللشمانيا أكثر صعوبةً؛ وذلك بسبب ظهور مقاومة للدواء من بعض أنواع مرض اللشمانيا، وباستثناء أستراليا وجزر المحيط الهادئ والقارة القطبية الجنوبية، تم تحديد الطفيليات في أجزاء كبيرة من العالم، وبالتحديد في البلدان الاستوائية والمعتدلة، وكذلك في المناطق المتضررة من الحروب أو المجاعات، فأنواع وأسباب وأعراض وتشخيص مرض للشمانيا هذا ما سيتم الحديث عنه في هذا المقال.[١]

أنواع مرض اللشمانيا

لمرض اللشمانيا عدة أنواع، ولكن ما هو معروف أن مرض اللشمانيا يأتي على ثلاثة أشكال: اللشمانيا الجلدية، اللشمانيا الحشوية، واللشمانيا المخاطية الجلدية، ومن الجدير بالذكر أن كل نوع من أنواع مرض اللشمانيا يرتبط بطفيل معين، ويعتقد الخبراء أن هناك حوالي 20 نوعًا من الليشمانيا، التي يمكنها نقل المرض إلى البشر، وسيتم التحدث عن كل نوع من هذه الأنواع كالآتي:[٢]

  • مرض اللشمانيا الجلدية: يسبب مرض اللشمانيا الجلدية حدوث تقرحات على الجلد، ويعتبر هذا النوع الشكل الأكثر شيوعًا لمرض اللشمانيا، فقد لا يكون العلاج ضروريًا دائمًا اعتمادًا على المصاب، ولكن يمكن لذلك الإسراع في الشفاء من المرض ومنع حدوث مضاعفات.
  • مرض اللشمانيا الجلدية المخاطية: يعتبر شكلًا نادرًا من المرض، ويحدث مرض اللشمانيا الجلدية المخاطية؛ بسبب طفيلي اللشمانيا الجلدية، فيظهر مرض اللشمانيا الجلدية المخاطية عادةً بعد عدة أشهر من شفاء تقرحات الجلد، ففي هذا النوع من مرض الليشمانيا، تنتشر الطفيليات إلى الأنف والحلق والفم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التدمير الجزئي أو الكامل للأغشية المخاطية في تلك المنطقة، فعلى الرغم من أن مرض اللشمانيا الجلدية المخاطية يعتبر عادةً مجموعة فرعية من مرض اللشمانيا الجلدية، إلا أنه يعتبر أكثر خطورة، ولا يشفى من تلقاء نفسه، ويتطلب العلاج دائمًا.
  • مرض اللشمانيا الحشوية: مرض اللشمانيا الحشوية يعُرف أحيانًا باسم مرض اللشمانيا الجهازية، وعادةً ما يصيب الإنسان بعد شهرين إلى ثمانية أشهرٍ من عضة الذبابة رملية، فهو يضر بالأعضاء الداخلية مثل: الطحال والكبد، وكما أنه يؤثر على النخاع العظمي، وكذلك يؤثر على جهاز المناعة للمصاب، وبسبب الأضرار التي لحقت بهذه الأجهزة، قد تكون الحالة قاتلة دائمًا ما لم يتم علاجها.

أعراض مرض اللشمانيا

لكل نوع من أنواع اللشمانيا أعراض خاصة بها، وقد تجتمع جميع الأنواع بعدد من الأعراض، ومن الممكن أن يحمل الناس بعض أنواع اللشمانيا لزمن طويل دون أن يصابوا بالمرض، ولكن في حال حدث المرض هنالك أعراض مميزة لكل نوع كالآتي:[٢]

  • أعراض اللشمانيا الجلدية: يتمثل الشكل الرئيسي لهذه الحالة في تقرح جلدي غير مؤلم، وقد تظهر الأعراض الجلدية بعد بضعة أسابيع من التعرض للعض من قِبل ذبابة رملية مصابة، ومع ذلك في بعض الأحيان لن تظهر الأعراض لأشهر أو سنوات.
  • أعراض اللشمانيا الجلدية المخاطية: تظهر أعراض اللشمانيا الجلدية المخاطية عادةً بعد سنة إلى خمس سنوات من الإصابة باللشمانيا الجلدية، وهذه هي التقرحات في بالشكل الأساسي تكون في الفم، والأنف، أو على الشفاه، وقد تتضمن الأعراض الأخرى، مثل: سيلان، أو حدوث انسداد أو نزيف في الأنف، كما وصعوبة في التنفس.
  • أعراض اللشمانيا الحشوية: لا تظهر أعراض هذا النوع غالبًا إلا بعد أشهر من اللدغة، وتظهر معظم الحالات بعد شهرين إلى ستة أشهر من حدوث الإصابة، وتشمل العلامات والأعراض الشائعة الآتية: فقدان الوزن وضعف عام وحمى تستمر لأسابيع أو شهور، كما وحدوث تضخم في الطحال والكبد والغدد اللمفاوية، وانخفاض إنتاج خلايا الدم.

أسباب مرض اللشمانيا

يعود سبب الإصابة بمرض اللشمانيا إلى طفيليات من فصيلة الأوليات تسمى اللشمانيا، ويصاب الشخص بمرض اللشمانيا عن طريق التعرض للعض من قِبل ذبابة رملية مصابة، فالطفيلي يعيش ويتكاثر داخل ذبابة الرمل الأنثوية، وهذه الحشرة تعتبر الأكثر نشاطًا في البيئات الرطبة، ذلك خلال الأشهر الأكثر دفئًا وفي الليل من الغسق إلى الفجر، وتعتبر الحيوانات مثل الكلاب بمثابة حاضن للطفيلي، وقد يحدث انتقال من الحيوان إلى ذبابة الرمل ثم إلى الإنسان، ويمكن للبشر أيضًا نقل الطفيلي بين بعضهم البعض من خلال نقل الدم أو الإبر المشتركة، وكذلك من الأم المصابة لجنينها عن طريق الحبل السري، وفي بعض الأجزاء من العالم، قد يحدث الانتقال أيضًا من الإنسان إلى ذبابة الرمل ثم إلى إنسان آخر.[٢]

تشخيص مرض اللشمانيا

يعتمد تشخيص اللشمانيا على المكان وجود المصاب، فمعرفة الأماكن التي يعيش فيها أو يزورها يمكن أن تساعد في تشخيص مرض اللشمانيا، والمناطق الاستوائية والمعتدلة، تكون فيها فرصة الإصابة عالية، نظرًا لانتشار حشرة ذباب الرمل المصابة، وفي حال تم تشخيص وجود مرض اللشمانيا مع المريض بناءً على الأعراض والعلامات، فيتم استخدام اختبارات أخرى لتحديد أي نوع من أنواع اللشمانيا هو المسبب. [٢]

  • تشخيص مرض اللشمانيا الجلدية: وذلك عن طريق أخذ كمية قليلة من الجلد؛ لعمل خزعة من خلال إزالة القليل من التقرح، وسيتم البحث في المختبر غالبًا عن الحمض النووي، أو المادة الجينية للطفيلي، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من الطرق لتحديد أنواع الطفيليات التي تسبب العدوى.
  • تشخيص مرض اللشمانيا الحشوية: في كثير من الأحيان، لا يتذكر الناس أن تم لدغهم من ذبابة الرمل، وهذا من الممكن أن يجعل من التشخيص صعبًا.

من الجدير بالذكر أنه من المفيد معرفة تاريخ العيش في أو السفر إلى منطقة ينتشر فيها مرض اللشمانيا، وقد يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني أولًا؛ للبحث عن تضخم الطحال أو الكبد، ومن الممكن بعد ذلك إجراء خزعة من النخاع العظمي، أو أخذ عينة من الدم لفحصها، وهنالك مجموعة متنوعة من الاختبارات المتخصصة، التي بدورها تساعد في التشخيص، ويمكن أن تساعد البقع الكيميائية الخاصة لنخاع العظم على تحديد الخلايا المناعية المصابة بالطفيلي.

طرق الوقاية من مرض اللشمانيا

تكمن الوقاية من مرض اللشمانيا في تجنب لدغة ذبابة الرمل، فأخذ الاحتياطات البسيطة من الحشرات التي قد تكون مؤذية وناقلة للأمراض، ومن هذه الاحتياطات استعمال الملابس الواقية، مثل: الملابس ذات الأكمام الطويلة والسراويل الطويلة والجوارب، وكذلك استعمال طارد الحشرات التي تحتوي على (N,N-diethylmetatoluamide)، وبذلك يقل خطر اللدغات، وبما أن الذباب الرطب أكثر نشاطًا في المساء والليل، يجب بذل المجهود للنوم مع وجود غطاء حول الشخص، فذباب الرمل صغير جدًا وهو أصغر من البعوض، وذهب العالم الحديث إلى استخدام الناموس وتطعيمه بالمبيدات الحشرية، مثل: البيرميثرين (الإميليت ، NIX) أو الدلتامثرين، وذباب الرمل هو من الحشرات الضعيفة، لذلك يمكن معالجة الملابس باستخدام البيرميثرين لقتل الحشرات، ومن منظور أكبر، فإن معالجة الحيوانات المصابة والناس إلى جانب الاستخدام الحكيم للمبيدات الحشرية، لديها القدرة على الحد من احتمالية العدوى في المناطق الموبوءة، وتتم تجربة هذا النهج في العديد من المناطق بنجاح متفاوت، وحاليًا لا يوجد لقاح معتمد للاستخدام البشري، ولكن البحوث مستمرة في هذا المجال.[٣]

هل مرض اللشمانيا معد؟

يحدث مرض اللشمانيا بسبب طفيليات من فصيلة اللشمانيا، وهي كائنات حية مجهرية، وهناك عدة أنواع من اللشمانيا التي تصيب البشر، فدورة حياة اللشمانيا بسيطة نسبيًا، فعندما تلدغ ذبابة الرمل إنسانًا، فإنه ينقل عددًا صغيرًا من الطفيليات التي تهاجمها بسرعة خلايا الدم أحادية النواة، وهذه المرحلة تسمى مرحلة التنبيه، فتصبح داخل الخلايا أحادية النواة في الإنسان، ويبدأ الطفيلي في التكاثر وإصابة الخلايا والأنسجة الأخرى، ويكتسب ذباب الرمل غير المصاب الطفيلي عن طريق التغذية على الأشخاص المصابين أو الحيوانات المصابة، مثل: الكلاب، أو الثعالب، أو القوارض، ويعتبر مرض اللشمانيا من الأمراض غير المعدية عن طريق التنفس أو اللمس، لكنها قد تكون معدية عن طريق الدم، فيمكن للطفيليات الانتقال عن طريق نقل الدم، أو من خلال متعاطي المخدرات عند مشاركة الإبر الملوثة، كما يمكن أن ينتقل اللشمانيا من أم حامل إلى جنينها.[٣]

المراجع

  1. leishmaniasis, , "www.medscape.com", Retrieved in 08-09-2018, Edited
  2. ^ أ ب ت ث leishmaniasis, , "www.healthline.com", Retrieved in 08-09-2018, Edited
  3. ^ أ ب leishmaniasis, , "www.medicinenet.com", Retrieved in 08-09-2018, Edited
5760 مشاهدة
للأعلى للسفل
×