علاج مرض تليّف الكبد بالأعشاب

تليف الكبد

تليف الكبد (Cirrhosis) هو أحد مضاعفات العديد من المشاكل التي تؤثر على الكبد، بما في ذلك التهاب الكبد والإدمان المزمن على الكحول، إذ يُعدّ المرحلة الأخيرة من تندب الكبد، ففي الوضع الطبيعي عندما يتعرض الكبد للضرر، يكون قادرًا على إصلاح نفسه، ولكن مع استمرار حدوث التضرر، قد تتكون الأنسجة الندبية مكان الأنسجة الطبيعية، مما يؤثر على شكل ووظائف الكبد، وكلما تضرر الكبد أكثر، زادت الأنسجة الندبية، وتأثرت وظائف الكبد أكثر.

ويمكن أن يتسبب تليف الكبد بظهور العديد من الأعراض والعلامات مثل الشعور بالضعف والتعب، فقدان الشهية، الحكة، واليرقان، وللأسف، يُعدّ نليف الكبد من المشاكل الصحية التي لا يمكن علاجها أو عكسها، وقد تهدد حياة المصاب، ولكن تشخيص الحالة مبكرًا، يمكن أن يساعد في منع الحالة من التقدم.^[١][٢] ولكن هل يمكن أن تساعد الأعشاب في علاج تليف الكبد؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

حقيقة أم خرافة: يمكن للأعشاب أن تساعد على علاج تليف الكبد؟

كما ذكرنا أعلاه، يُعدّ تليف الكبد من المشاكل الصحية التي لا يمكن الشفاء منها سواء في العلاج الطبي أو العشبي، ولكن يوجد بعض الأعشاب، التي يُعتقد أن تكون مفيدة للكبد عمومًا اعتمادًا على دراسات أولية، ولكن لا يوجد توصيات متعلقة باستخدام أي عشبة لعلاج تليف الكبد، كما أن بعض الأعشاب قد تكون ضارة للكبد، أو قد يكون ممنوع استخدامها عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد، لذلك، يجب على أي شخص يرغب في استخدام عشبة لعلاج تليف الكبد استشارة الطبيب قبل استخدامها، ومن الأعشاب التي يُعتقد أنها مفيدة للكبد ما يأتي:^[٣]

• نبات حليب الشوك (milk thistle plant)، والذي يُعرف بالسلبين المريمي أو الخرفيش، ويمكن لهذا النبات أن يُفيد الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد، فقد أشار تقرير نشر في عام 2012 إلى أن العلاج باستخدام هذه العشبة يمكن أن يقلل من الوفيات المرتبطة بأمراض الكبد،^[٤] وعلى الرغم من أن فوائد هذه العشبة للكبد غير واضحة تمامًا، إلا أنه يُعتقد أن ذلك ينتج عن الأنشطة المضادة للأكسدة والالتهابات والخصائص المضادة للفيروسات والسرطان التي تملكها هذه النبتة.^[٥]
• الكركم، فقد أشارت دراسة أجريت في عام 2009 على خلايا الكبد أن مستخلص الكركم يمكن أن يساعد في منع فيروس التهاب الكبد B من التكاثر، وعلى الرغم من أن مكملات الكركم تُعدّ آمنة، ولكن تم الإبلاغ عن عن بعض حالات إصابة الكبد الحادة، ومن غير المعروف إذا كان ذلك بسبب مستخلص الكركم أو شيء آخر.
• الأرقطيون (Burdock)، وهي عشبة تُستخدم طبيعيًا للتخلص من السموم، ويمكن أن تساعد في حماية خلايا الكبد من التلف الناتج عنالبارسيتامول، وذلك وفقًا لدراسة أجريت على الحيوانات ونشرت في عام 2000، إذ وُجد أن مضادات الأكسدة الموجودة في الأرقطيون قد تقلل من الآثار الضارة للسموم المواد المكونة من تحطيم البارسيتامول.^[٦]

هل توجد أعشاب سامة للكبد؟

نعم، يوجد بعض الأعشاب التي قد يسبب استهلاك تأثيرات سلبية على الكبد، لذلك، نكرر من جديد يحب على أي شخص عدم استخدام أي عشبة باستمرار دون استشارة الطبيب حول مأمونية استخدامها، وفي ما يلي نذكر بعض الأعشاب التي قد تكون سامة للكبد:^[٧]

• الصبار، الذي يُستخدم موضعيًا لبعض مشاكل البشرة، كما يستخدمها البعض عن طريف الفم، إلا أنه يمكنللصبار أن يتسبب في إلحاق الضرر للكبد عندما يُعطى عن طريق الفم، ولكن في الحقيقة، إن التأثيرات السلبية للصبار على الكبد نادرة، وفي حال حدوثها عادةً ما تزول عند التوقف عن استخدامها، ولكن هذا لا يعني استشارة الطبيب قبل استخدام الصبار.^[٨]
• الكوهوش الأسود، يمكن لهذه العشبة أن تلحق الضرر بالكبد، وقد تتراوح شدة هذا الضرر من ارتفاع معتدل في إنزيمات الكبد إلى فشل حاد في الكبد أو حتى الوفاة، وعاجةً ما تزول هذه الأضرار في حال كانت بسيطة عند التوقف عن استهلاك العشبة.^[٩]
• القشرة المقدسة (cascara)، إن حدوث أضرار في الكبد بعد الاستخدام الطويل الأمد لهذه العشبة يُعدّ أمرًا نادرًا، كما في معظم الحالات التي حدث فيها ضرر في الكبد، زال هذا الضرر بعد التوقف عن استخدام العشبة، مع ذلك، قد تم الإبلاغ عن تأثيرات شديدة لهذه العشبة على الكبد.^[٩]
• الكافا (kava)، تتراوح شدة تضرر الكبد الناتج عن استهلاك هذه العشبة منارتفاع الإنزيمات العابر والمتوسط إلى التهاب الكبد الحاد المصحوب بأعراض وفشل الكبد الحاد، وفي معظم الحالات يزول الضرر في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر من التوقف عن الاستخدام، ولكن في الحالات الشديدة، قد يحتاج المصاب إلى زراعة كبد.^[١٠]

نصائح تغذوية للمصاب بتليف الكبد

إن الاهتمام بالنظام الغذائي أمر في غاية الأهمية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد، ويوجد مجموعة من النصائح التغذوية التي يجب على مرضى تليف الكبد اتباعها، ولكن في حال أوصى الطبيب بنظام غذائي معين، يجب على المصاب الالتزام به، وتتضمن هذه النصائح ما يأتي:^[١١]

• تجنب استهلاك الكحول، إذ إن أي كمية من الكحول تُعدّ غير آمنة للأشخاص المصابين بتليف الكبد، فقد يتسبب الكحول بالمزيد من الضرر للكبد وحدوث المزيد من المضاعفات.
• تقليل استهلاك الدهون، إذ يحتاج الجسم المادة الصفراء حتى يهضم الدهون، وفي حال حدوث تضرر في الكبد، سيقل إنتاج المادة الصفراء، مما قد يتسبب في أعراض هضمية عند تناول وجبة غنية بالدهون.
• تجنب استهلاك اللحوم والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطهو جيدًا، إذ إن مرضى تليف الكبد عادةً ما يعانون من ضعف في جهاز المناعة، بالتالي أن البكتيريا والفيروسات التي قد تكون موجودة في هذه الأطعمة قد تسبب عدوى خطيرة.
• تناول الخضروات والفواكه، ويُفضل تناول الطازجة منها، فالأنواع المعلبة تحتوي على الصوديوم والسكر.
• استهلاك منتجات الألبان، ويُفضل اختيار الأنواع الخالية من الدسم، إذ إن الأنواع كاملة الدسم، قد يكون من الصعب هضمها عند مرضى تليف الكبد.
• تجنب استهلاك الكافيين، يُفضل تجنب المنتجات التي تحتوي على كافيين بما في ذلك القهوة والشاي.

المراجع

1. ↑ "cirrhosis", mayoclinic, 7/12/2018, Retrieved 5/2/2021. Edited.
2. ↑ John P. Cunha, DO, FACOEP (3/7/2019), "Cirrhosis (Liver)", medicinenet, Retrieved 5/2/2021.
3. ↑ Priyanka Chugh, MD (27/1/2020), "Three Herbs for Liver Health", verywellhealth, Retrieved 6/2/2021. Edited.
4. ↑ "The Use of Silymarin in the Treatment of Liver Diseases", Drugs , 10/2012, Issue 61, Page 2035. Edited.
5. ↑ "Cautiously using natural medicine to treat liver problems", ncbi.nlm, 21/5/2017, Retrieved 6/2/2021. Edited.
6. ↑ "Hepatoprotective Effects of Arctium Lappa on Carbon Tetrachloride- and Acetaminophen-Induced Liver Damage", The American Journal of Chinese Medicine, 2000, Issue 28, Folder 2, Page 163. Edited.
7. ↑ " What Is Toxic Liver Disease, or Hepatotoxicity?", webmd, 29/5/2020, Retrieved 5/2/2021. Edited.
8. ↑ "Aloe Vera", ncbinlm, 24/2/2016, Retrieved 12/2/2021. Edited.
9. ^ ^{أ ب} "Cascara", ncbi.nlm.nih, 23/1/2017, Retrieved 6/2/2021. Edited.
10. ↑ "Kava Kava", ncbi.nlm.nih, 10/4/2018, Retrieved 6/2/2021. Edited.
11. ↑ Charles Daniel (11/12/2019), "What to Eat When You Have Cirrhosis", verywellhealth, Retrieved 5/2/2021. Edited.