علاج مرض تيبس العمود الفقري

كتابة:
علاج مرض تيبس العمود الفقري

ما هو مرض مرض تيبس العمود الفقري؟

مرض تيبس العمود الفقري، أو التهاب الفقار الروماتويدي، ويسمى أيضاً التهاب الفقرات التصلبي أو التهاب الفقار اللاصق (Ankylosing Spondylitis)؛ هو أحد أشكال التهاب المفاصل التي تُؤثر بشكلٍ أساسيّ في العمود الفقريّ، ومنطقة أسفل الظهر، والمفاصل العجزية الحرقفية (Sacroiliac joints)، ويظهر على صورة التهاب في منطقة اتصال الأربطة والأوتار في عِظام العمود الفقري، وعظام المفاصل المحيطيّة، ويؤدي هذا الالتهاب إلى زيادة تكوين العِظام في العمود الفقري، واندماجها، وقد يؤدي هذا الالتهاب في الحالات المتقدمة إلى تشوّه العمود الفقري.[١]


ما هي الأدوية المستخدمة لمرض تيبس العمود الفقري؟

وفي الحقيقة، يهدف العلاج في حالات تيبّس العمود الفقري إلى تخفيف الألم، واستعادة الوظائف الجسديّة المرتبطة بالأنشطة الوظيفيّة للجسم وأنشطة الحياة اليوميّة، بالإضافة إلى تأخير حدوث الأضرار الهيكليّة والتركيبيّة المسؤولة عن الإعاقات الجسديّة، وقد يتضمّن العلاج استخدام بعض الأدوية التي يصِفها الطبيب، والتي يعتمد اختياره لها على حالة المريض، ومدى معاناته من المشكلة. ونذكر في الآتي بعض من الأدوية التي قد تساهم في العلاج:[٢] 

  • مضادات الالتهاب اللاستيرويديّة (NSAIDs): تثبط إنتاج البروستاغلاندين (Prostaglandin)، وتعدّ مجموعة أدوية الكوكسيب (Coxib class) الخيار الأولي لعلاج تيبس العمود الفقري.
  • مسكنات الألم: ومن الأمثلة عليها الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، والمواد الشبيهه بالأفيونيات، وتُستخدم في حالة عدم القدرة على استخدام الطرق العلاجيّة الأخرى، أو في حالات المرضى الذين يعانون آلام حتى مع استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، ومثبطات عامل نخر الورم (Tumor necrosis factor inhibitors)‏.
  • الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة لسير المرض (Disease-modifying antirheumatic drugs) واختصارًا (DMARDs)‏: مثل ميثوتركسيت (Methotrexate)، وسلفاسالازين (Sulfasalazine)، رغم عدم وجود توصيات بشأن استخدام هذه الأدوية في حالات الأمراض التي تُصيب المحور -أي العمود الفقري وما يرتكز الجسم عليه-.
  • الهرمونات القشرية السكرية (Glucocorticoids): رغم عدم وجود توصيات بشأن استخدام الأدوية الستيرويدية الجهازيَّة، قد تُستخدم الحقن الموضعية من الهرمونات القشرية السكرية لتخفيف الالتهاب.
  • مثبطات عامل نخر الورم (Tumor necrosis factor inhibitors)‏: فقد وُجد أنَّ عامل نخر الورم (TNF-α) من العوامل الهامّة للإصابة بالمرض، ومن الأمثلة عليها دواء إنفليكسيماب (Infliximab)، والإيتانيرسيبت (Etanercept)، وغيرها من الأدوية.


هل يفيد العلاج الفيزيائي في حالة تيبس العمود الفقري؟

يعدّ العمل والانتظام مع المُعالِج الفيزيائي المتخصِّص أساسيًّا في نظام عِلاج حالات تيبس العمود الفقري، حيث يهدف العلاج الفيزيائي إلى تقوية العضلات الداعمة للعمود الفقري، وهذا قد يعمل على تعزيز المرونة وتخفيف الألم، إلى جانب دوره في التدريب على ممارسة تمارين التنفس العميق، والبقاء في وضعيّة جسديّة ملائمة.[٣]

وهنا لا بدّ من التأكيد على ضرورة الانتظام مع مدرب مؤهَّل لاتباع تمارين وحركات سليمة، لا تساهم في تفاقم المشكلة، ويساعد المدرّب أيضًا في تحفيز متابعة العلاج واتباع الطريقة الصحيحة في تطبيقه.[٣]


هل تستدعي حالة تيبس العمود الفقري لإجراء جراحي لعلاجها؟

رغم أنَّ معظم حالات تيبس العمود الفقري يُمكن التعامل معها والسيطرة عليها بنجاح دون اللجوء للجراحة، قد يكون الخيار الجراحي ضروريًّا في حالات معيّنة، فيحدّد الجرّاح الخيار الملائم بالاعتماد على العمر، والأعراض التي يشكوها الفرد، والصحة الجسديّة العامّة، ومواقف معيّنة، وعوامل أخرى، ومن الخيارات الجراحيّة التي قد تكون مطروحة في حالات تيبس العمود الفقري، نذكر الآتي:[٤]

  • قطع العظم (Osteotomy): في هذه الجراحة يتم قطع العظم وإعادة تشكيله للحصول على وضعيَّة أفضل وحركة أسهل، فأحيانًا يتسبب تيبس العمود الفقري في انحناء العمود الفقري وتشوُّهه، الأمر الذي ينعكس أثره على أداء الوظائف اليوميّة، ونوعيّة الحياة.
  • استئصال الصفيحة الفقرية (Laminectomy): قد يتعرّض الحبل الشوكي والأعصاب للضغط في بعض حالات تيبس العمود الفقري، لذا، قد يوصي الجرّاح بهذه الجراحة لإزالة الصفيحة (Lamina).
  • أجهزة العمود الفقري ودمج الفقرات (Spinal instrumentation and fusion): يكون العمود الفقري عُرضة للكسور في حالات تيبس العمود الفقري، لذا، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام أدوات وأجهزة لدمج العِظام المُحيطة ببعضها، ممَّا يعزِّز ثبات العمود الفقري، ويحمي الحبل الشوكي من الضرر.
  • استبدال المفصل (Joint replacement): كاستبدال مفصل الورك، أو الركبة، أو الكتف، فأحيانًا تكون هذه الجراحة ضروريّة.

وبعد الانتهاء من الجراحة، قد يحتاج الشخص إلى إمضاء بعض الوقت في المستشفى لمدّة معيّنة، وربما يتمكن بعدها من المشي وممارسة بعض الأنشطة مع المتابعة والتقييم الطبي، كما يتوجب على المُصاب بعد ذلك اتباع تعليمات الطبيب وفريقه، فربما يستدعي الأمر وضع الجبائر للحدّ من الحركة، واتباع تعليمات محدّدة حول كيفيّة التعامل مع معيقات المرض.[٤]



كيف يمكن التعايش مع حالة تيبس العمود الفقري؟

كونها من المشكلات التي يمتدّ أثرها على المدى البعيد، يوجد مجموعة من النصائح والتوجيهات التي قد تساعد على التعايش مع حالة تيبس العمود الفقري، نذكر في الآتي مجموعة من أبرزها:[٥]

  • الانضمام لمجموعات الدعم، فهي تساعد على اتباع تقنيات التأقلم مع المرض، خاصةً في الحالات التي تنعكس فيها المشكلات على الحياة اليوميّة.
  • اتباع النصائح المتعلقة بالسلامة، فالشخص الذي يعاني من مشكلة تيبس العمود الفقري عرضة لكسور العِظام في العمود الفقري، ومن النصائح والإجراءات التي يوصى باتباعها نذكر الآتي:
    • إجراء التعديلات في المنزل لتقليل خطورة السقوط.
    • اتباع المحاذير والتنبيهات أثناء قيادة المركبة، والحرص على وضع حزام الأمان لتقليل خطورة التعرض لإصابات حوادث المركبات.
    • تجنب الانخراط في الرياضات التي تستدعي التلامس والتصادم الجسدي في حالة تيبس العمود الفقري.
    • الامتناع عن تناول المشروبات الكحوليّة، والحذر عند تناول الأدوية الأفيونيّة والمنومات بناءً على تعليمات الطبيب، فهي قد تزيد من مخاطر السقوط.
    • استخدام وسادة رقيقة للنوم بدلًا من الوسادة السميكة، لتجنّب تشوهات الرقبة.
    • التمرن على تدريبات الوقاية من السقوط كجزء من برنامج التمارين المُتّبع.
  • الحرص على تناول الغذاء الصحي والمتوازن.
  • الحرص على سلامة الصحة النفسيّة، سواءً كان عن طريق تناول الأدوية التي يصِفها الطبيب المُختصّ، أو ممارسة التأمل، أو اتباع العلاج السلوكي والمعرفي، أو غيرها، وقد تساعد أيضًا التمارين الهوائية في تخفيف المشكلة والتأقلم معها.



المراجع

  1. Markus MacGill, "All about ankylosing spondylitis", medicalnewstoday, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  2. "Medical Treatment of Ankylosing Spondylitis", ncbi, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Pain Management for Your Back", webmd, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Stewart G. Eidelson, "Ankylosing Spondylitis Center", spineuniverse, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  5. David T Yu, "Patient education: Axial spondyloarthritis, including ankylosing spondylitis (Beyond the Basics)", uptodate, Retrieved 28/2/2021. Edited.
4445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×