علاج مرض سرطان الدم

كتابة:
علاج مرض سرطان الدم

هل يمكن علاج سرطان الدم؟

يستجيب العديد من أنواع سرطان الدم للخيارات العلاجية المتوفرة حاليًا بشكلٍ كبير، كما أن الأبحاث ما زالت مستمرة لتطوير هذه العلاجات،[١]ويعتمد علاج سرطان الدم على عدة عوامل أساسية منها:[٢]

  • عمر المريض.
  • الحالة الصحية العامة للمريض أو وجود أمراض أخرى لديه.
  • نوع سرطان الدم الذي يعاني منه الشخص، والمرحلة التي وصل إليها.
  • مدى انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي المركزي.

ومن خلالها يمكن للطبيب المعالج وضع خطة علاجية مناسبة لحالة المريض، والتي قد تتضمن نوعًا أو أكثر من العلاجات الآتية:

العلاج الكيميائي 

يقوم مبدأ العلاج الكيميائي (Chemotherapy) على تناول أدوية تعمل على قتل الخلايا سريعة الانقسام كالخلايا السرطانية، وقد يُعطى الدواء على النحو الآتي:[٣]

  • أقراص عن طريق الفم.
  • الحقن الوريدية ليصل إلى الدم مباشرةً.
  • حقنه مباشرةً في سائل النخاع؛ كإجراءٍ وقائي أو علاجي في حال انتشر السرطان إلى منطقة الدماغ أو الحبل الشوكي.

ويُمثل العلاج الأساسي لسرطان الدم؛ إذ يُستخدم في أغلب الحالات،[٤] وعادةً يتضمن استخدام أكثر من نوع من الأدوية، ويعطى على شكل فترات من العلاج يفصل بينها فترات من الراحة، وتختلف شدة آثاره الجانبية باختلاف نوع الدواء والجرعة المعطاة، وهي تشمل الآتي:[٣]

  • تساقط الشعر.
  • فقدان الشهية.
  • غثيان قد يترافق مع القيء.
  • ظهور كدمات على الجلد مع إمكانية حدوث نزيف.
  • تقرحات في الفم.
  • سهولة الإصابة العدوى؛ إذ يؤثر على كريات الدم البيضاء ويُدمرها، مما يسبب ضعف المناعة بشكل عام.
  • تعب عام وإعياء.
  • مشاكل في الخصوبة عند البالغين.

العلاج الموجه

تعمل أدوية العلاج الموجه (Targeted Therapy) على جزء مخصص من الخلايا السرطانية؛ كالجينات أو البروتينات الضرورية لنمو الخلايا السرطانية، مما يوقف نموها وانتشارها،[٥] وتعطى عادةً بالتزامن مع العلاج الكيماوي، أو في حالة عدم استجابة الجسم للعلاجات الأخرى، أو عند عودة السرطان مرة أخرى للجسم.[٤]

ويُؤثر على الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة، لذا يُسبب آثارًا جانبية أقل مقارنةً بالعلاج الكيميائي،[٦] ومع ذلك قد يُسبب ظهور آثار جانبية شديدة على الجلد، مثل:[٥]

  • طفح جلدي يشبه حب الشباب، وعادةً يختفي عند التوقف عن استخدام العلاج، وقد ينتشر في المناطق الآتي:
    • الوجه.
    • الرقبة.
    • فروة الرأس.
    • الصدر.
    • الظهر.
  • تقرحات وتورم في أظافر اليدين والقدمين.
  • جفاف شديد في الجلد، والذي قد يُسبب تقرحات خصوصًا على الكفين والقدمين.
  • وجود تهيج في البشرة يشبه حروق الشمس.
  • تقرحات في فروة الرأس مع تساقط في الشعر.
  • حساسية شديدة من ضوء الشمس.
  • احمرار وانتفاخ في جفون العين.

العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي (Radiation therapy) حزمًا من الأشعة عالية الطاقة تستهدف الخلايا السرطانية،[٣] ويُستخدم بصورة أقل مقارنةً بالعلاج الكيميائي أو العلاج الموجه،[٤] ويلجأ إليه الأطباء في حالاتٍ معينة مثل:

  • علاج أنواعٍ محددة من سرطانات الدم

كعلاج حالات اللوكيميا النخاعية الحادة التي تُعرف باسم ابيضاض الدم النقوي الحاد (Acute myeloid leukaemia)؛ بهدف تحضير الجسم لعمليات زراعة النخاع أو زراعة الخلايا الجذعية.[٧]

  • وصول سرطان الدم للدماغ.[٣]
  • استهداف الطحال.[٣]

وتختلف الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج الإشعاعي باختلاف المكان المتعرض للإشعاع، وعادةً لا تكون دائمة، ومن أبرزها:[٣]

  • جفاف واحمرار الجلد المتعرض للإشعاع.
  • التعب والإعياء العام.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • الإسهال.

زراعة نخاع العظام

تعرف عملية زراعة نخاع العظم (Bone marrow transplant) أو زراعة الخلايا الجذعية بأنها استبدال نخاع العظم المصاب بآخر يحتوي على خلايا جذعية خالية من الخلايا السرطانية لتكون نخاع عظم صحي، ويجب أن يسبق هذه العملية مراحل مكثفة من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي؛ لتدمير الخلايا السرطانية المنتجة لنخاع العظام المصاب، وبعدها يتم تلقي الخلايا الجذعية.[٢]

وتتم هذه العملية في المستشفى وتحت إشراف طبيب مختص، ويجب على المريض البقاء في المستشفى تحت مراقبة الأطباء لفترة قد تمتد لأسابيع؛ وذلك للتأكد من عدم حدوث نزيف أو انتقال أي عدوى للمريض.[٣]

العلاج المناعي

يُعرف العلاج المناعي (Immunotherapy) باسم العلاج البيولوجي الذي يختلف عن العلاج الكيماوي؛ إذ يهدف إلى تقوية مناعة الجسم وتحفيز أنظمة الدفاع الداخلية للجسم لمكافحة الخلايا السرطانية، ويرتكز على استخدام أنواع محددة من الأدوية مثل:[٨]

  • الإنترفيرونات (Interferon).
  • الانترلوكينات (Interleukins).

وتتضمن الآثار الجانبية للعلاج المناعي ما يأتي:[٣]

  • احمرار وتورم في مكان الحقنة الوريدية للعلاج.
  • صداع.
  • حمى.
  • ألم في العضلات.
  • إرهاق عام.

هندسة الخلايا المناعية لمحاربة اللوكيميا 

يُصنف العلاج بهندسة الخلايا المناعية لمحاربة اللوكيميا (Engineering immune cells to fight leukemia) ضمن العلاجات الحديثة التي تستهدف الخلايا الدفاعية في الجسم، والتي تسمى خلايا ت (T-cells) واستخلاصها ومعالجتها هندسيًا؛ لمحاربة الخلايا السرطانية ثم حقنها مجددًا في الجسم، حيث تقوم الخلايا المعدلة جينيًا بمحاربة أنواع محددة من سرطان الدم.[٢]

العلاج الجراحي 

يعد العلاج الجراحي (Surgery) من العلاجات نادرة الاستخدام في علاج سرطان الدم، ولكن في بعض الحالات القليلة من سرطان الغدد الليمفاوية قد يلجأ الفريق المعالج لاستئصال الطحال جراحيًا ضمن خطة العلاج.[٩]

العلاجات الداعمة 

تستخدم العلاجات الداعمة (Supportive treatments) كعلاجات جانبية مساندة لعلاج مرضى سرطان الدم؛ وذلك لتخفيف الآثار الجانبية الناتجة من العلاجات الأساسية، ومن أهم هذه العلاجات:[٣]

  • لقاحات الإنفلونزا والتهاب الرئة.
  • مضادات حيوية ومضادات للعدوات الفيروسية.
  • أدوية لعلاج الغثيان.
  • عمليات نقل دم أو صفائح دموية.
  • محفزات نمو لخلايا الدم البيضاء والحمراء.

التجارب السريرية

تعرف التجارب السريرية (Clinical trials) بأنها استخدام أدوية جديدة أو ابتكار طرق جديدة لعلاجات مستخدمة مسبقًا، وعلى الرغم من أن نتائج التجارب السريرية تتيح للمريض فرصة تجربة أدوية جديدة إلا أن مخاطرها أو آثارها الجانبية تكون غير متوقعة، لذا يجب مناقشة المنافع والآثار الجانبية المحتلمة مع الطبيب قبل بدء العلاج.[٢]

المكملات العلاجية

لا توجد للآن مكملات دوائية (Complementary Medicine) معتمدة لعلاج سرطان الدم، ولكن يعتبر البعض الممارسات اللادوائية كعلاجات مكملة لعلاج سرطان الدم؛ إذ تُساعدهم على تخفيف أعراض المرض والتعايش معه، ومن الأمثلة عليها:[١٠]

  • رياضات التأمل.
  • اليوغا.
  • الصلاة.
  • مساج الاسترخاء.

ولكن من الضروري عدم تناول أي مكملات غذائية أو دوائية-وخصوصًا الفيتامينات- دون مراجعة طبيب الأورام المتابع للحالة؛ لاحتمال تأثيرها على العلاج المتبع، فمثلًا لوحظ أنّ تناول فيتامين ج يقلل من مفعول العلاج الكيميائي.[١٠]

ما هي مراحل علاج اللوكيميا؟

يشتمل علاج سرطان الدم على ثلاث مراحل أساسية، فيما يأتي بيانها:[٨]

  • العلاج التعريفي (Induction therapy)
    • ترتيب المرحلة

تعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الأولى في العلاج.

    • مدتها

تستمر عادة بين 4- 6 أسابيع.

    • هدفها

تهدف إلى تدمير الكم الأكبر من الخلايا السرطانية الموجودة في الدم ونخاع العظام، ليصل بعدها الجسم لمرحلة من السكون والتوازن حيث يرجع تعداد الخلايا إلى المعدل الطبيعي، مع انعدام وجود الخلايا السرطانية، واختفاء الأعراض المصاحبة للمرض.

  • التدعيم أو التقوية (Consolidation)
    • ترتيب المرحلة

المرحلة الثانية في العلاج، وتبدأ بعد التأكد من عدم وجود خلايا سرطانية في الدم.

    • مدتها

تتم على شكل دورات تستمر فترة 4- 6 أشهر.

    • هدفها

تهدف إلى القضاء على أي خلايا سرطانية غير مكتشفة موجودة في الجسم؛ وذلك لضمان عدم عودة المرض مرة أخرى.

  • العلاج الوقائي (Maintenance therapy)
    • ترتيب المرحلة

المرحلة الأخيرة.

    • مدتها

تعد هذه المرحلة هي الأطول في العلاج حيث تستمر لما يقارب السنتين.

    • هدفها

تهدف إلى القضاء على أي خلايا سرطانية يُحتمل أن تكون نجت من العلاج خلال المراحل السابقة؛ للتأكد من عدم رجوع المرض مرة أخرى.

كم من الوقت يمكن أن يعيش المصاب باللوكيميا؟

يرتفع معدل النجاة لدى بعض أنواع سرطانات الدم مثل ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد (ALL)؛ إذ تصل نسبة المصابين الذين يعيشون لمدة 5 سنوات على الأقل إلى 72.1% لدى البالغين و92.5% عند الأطفال والمراهقين، أمّا الأطفال دون 5 سنوات فترتفع هذه النسبة لديهم لتصل إلى 94.4%،[١١] كما يُشار إلى أنّ بعض المصابين يعيشون لفترات أطول.[١٢]

يترفع معدل النجاة والشفاء من سرطان الدم سنويًا،[١٢] حيث ارتفعت نسبة الأطفال الذين شفوا من سرطان الدم إلى 8 من كل 10 مصابين، مقارنةً بـ 3 من كل 10 مصابين سابقًا،[١٣] ويرتبط معدل الشفاء بعوامل عدة من أهمها:[١٢]

  • عمر المريض.
  • المرحلة التي تم تشخيص المرض فيها.
  • نوع اللوكيميا ومدى انتشارها للأعضاء المجاورة.

ملخص المقال

يعتمد علاج سرطان الدم على عدة عوامل، مثل عمر المريض، والحالة الصحية العامة للمريض، ونوع سرطان الدم الذي يعاني منه الشخص والمرحلة التي وصل إليها إضافةً مدى انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، كما أن هنالك عدة أنواع من العلاج يختار الطبيب المعالج أفضلها؛ تبعًا لحالة المريض، وترتفع نسبة الشفاء من هذا السرطان سنويًا.

المراجع

  1. "Blood Cancers", yale medicine, Retrieved 10/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Leukemia", mayoclinic.org, Retrieved 25/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Melissa Conrad Stppler، "Leukemia"، medicinenet، اطّلع عليه بتاريخ 26/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Blood Cancer Treatments", medstarhealth.org, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Linda Rath (11/1/2021), "What Is Targeted Therapy for Cancer?", webmd, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  6. "Leukaemia", healthdirect, 1/3/2021, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  7. "Treatment -Acute myeloid leukaemia", nhs.uk, 28/2/2019, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Leukemia", /my.clevelandclinic.org, 19/11/2019, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  9. "Blood cancer treatment types", bloodcancer.org.uk, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  10. ^ أ ب Karen Raymaakers (21/7/2021)، "How Leukemia Is Treated"، verywellhealth، اطّلع عليه بتاريخ 26/11/2021. Edited.
  11. "FACTS AND STATISTICS OVERVIEW", lls.org, Retrieved 10/12/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Leukemia: Survival Rates and Prognosis", healthgrades, 7/8/2020, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  13. "Beating blood cancer: how decades of research makes us excited about the future", /bloodcancer.org.uk, 2/2/2020, Retrieved 10/12/2021. Edited.
8636 مشاهدة
للأعلى للسفل
×