محتويات
مرض قدم الفيل
داء الفيل أو ما يعرف بالفيلاريا الليمفاوية، تسببه ديدان مسطحة تستهدف الجهاز الليمفاوي الذي يتكون من الأنسجة والأوعية الليمفاوية الواقعة تحت الجلد، لتسبب التهابات حادةً له وأحيانًا تقرحات عند وصول المرض لحالة مزمنة، وعندها تبدأ أعراض هذا المرض بالظهور التي تتضمن تضخمًا هائلًا في حجم المنطقة المصابة التي عادةً ما تكون أحد الأطراف أو أجزاء من الرأس أو الجذع، وتعود تسمية هذا المرض إلى تورم ذراعي المصاب وقدميه لتُصبح أكبر حجمًا من الطبيعي، ومن الممكن أن تتورم الأعضاء التناسلية والأثداء أيضًا، ويُصبح الجلد المصاب أكثر سماكةً وصلابةً ليبدو أشبه بجلد الفيل.
يُعد مرض قدم الفيل من الأمراض النادرة التي يكثر انتشارها في المناطق الإستوائية الحارة والمعتدلة، ويُعد مرض الفيلاريا الليمفاوية من الأمراض المعدية، ويُعد البعوض الناقل الرئيسي لها؛ إذ يبدأ عندما يتعرض الشخص للسع من البعوض المصاب بيرقات الديدان الاسطوانية، التي تسمح بمرور ديدان الفيلاريا الطفيلية إلى الأوعية الخاصة بالجهاز الليمفاوي للشخص بعد امتصاصها لدمه؛ إذ تكمل مرحلة نضجها في الجهاز الليمفاوي للمصاب حيث يمكنها العيش لسنوات مسببةً دمارًا للجهاز الليمفاوي، ممّا يُؤدي إلى التورم، ويُمكن لثلاثة أنواع من الدّيدان الإسطوانية الطفيلية، أن تُسبب مرض قدم الفيل، وهي؛ الديدان الفُخرية البينكروفتية، والديدان البروجية الملاوية، والديدان البروجية التيمورية، وتسبب الديدان الفُخرية البينكروفتية ما نسبته 90% من حالات الإصابة بمرض قدم الفيل، بينما تتسبب البروجية الملاوية بمعظم الحالات الأخرى.[١][٢]
أعراض مرض قدم الفيل
من الممكن ألا يعرف المصاب بمرضه حتى يلحظ وجود تورم؛ إذ تبدو الأجزاء المصابة من الجسم متضخمةً مع وجود تكتل وتكون قاسيةً ويكون الجلد خشنًا مع الشعور بالألم في المناطق المتورمة، وقد يُصاب الشخص بالرعشة والحمى، وغالبًا ما تكون القدمين، المنطقة الأكثر عرضةً للإصابة، ويؤدي تورم وتضخم أجزاء الجسم إلى الشعور بالألم والحد من قدرة المصاب على الحركة، وقد يُصبح الجلد المصاب جافًا، وسميكًا، ومتقرحًا، ولونه أغمق من الطبيعي ومنقرًا، ويصيب مرض قدم الفيل جهاز المناعة أيضّا؛ إذ إنّ الأشخاص المصابين، تزيد لديهم فرصة الإصابة بالعدوى.[١][٣]
تشخيص مرض قدم الفيل
يتطلب تشخيص مرض قدم الفيل قيام الطّبيب بالفحص البدني، وأخذ التاريخ المرضي للمّصاب، والسؤال عمّا إذا تواجد المُصاب في مناطق فيها فرصة عالية للإصابة بالمرض، وسيطلب إجراء فحص للدم ليكتشف وجود الديدان الاسطوانية من عدمه، ويُجرى هذه التحليل ليلًا، إذ تنشط هذه الطفيليات.[١] ويصيب مرض قدم الفيل الأشخاص في أي عمر، ويصيب الرجال والنساء على حد سواء، إلّا أنه أكثر شيوعًا وانتشارًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية مثل:
- أفريقيا.
- جنوب شرق آسيا.
- الهند.
- أمريكا الجنوبية.
بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بمرض قدم الفيل تتضمن ما يلي:
- العيش لفترة طويلةٍ في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
- التعرض الكبير للبعوض.
- العيش في ظروف غير صحية.[٣]
تتشابه أعراض مرض قدم الفيل مع الوذمة الليمفية الوراثية؛ وهي مشكلة وراثية تحدث للجهاز الليمفاوي، وتتميز بتورم غير طبيعي لأجزاء محددة من الجسم، والجهاز الليمفاوي؛ شبكة دورانية من الأوعية والأوردة والعقد التي تقوم بتصفية وتوزيع سائل محدد أو ما يُعرف بالليمف وخلايا الدم خلال الجسم، ويتجمع السائل الليمفاوي في الأنسجة الملساء تحت الجلد بسبب وجود خلل وانسداد في العديد من الأوعية الليمفاوية، ويوجد ثلاثة أنواع من الوذمة الليمفاوية الوراثية؛ وذمة ليمفية خلقية أو وذمة ميلوري، وذمة ليمفية مبكرة أو متلازمة ميج والوذمة الليمفية المتأخرة، وتتضمن الأعراض؛ تورم المناطق المصابة، وزيادة سماكة وصلابة الجلد في المناطق المصابة، في معظم الحالات، الوذمة الليمفية الوراثية، تورث كصفة وراثية صبغية سائدة.[٤]
علاج مرض قدم الفيل
يتضمن علاج مرض قدم الفيل ما يلي:[٣]
- الأدوية المضادة للطفيليات مثل؛ داي ايثيل كارباميزين، وميكتازين، والبيندازول.
- استخدام معقم جيد لتنظيف المناطق المصابة.
- رفع المناطق المصابة.
- العناية بالجروح في المناطق المصابة.
- ممارسة التمارين الرياضية حسب توجيهات الطبيب.
- الجراحة في الحالات الشديدة، التي قد تتضمن الجراحة الترميمية للمناطق المصابة أو الجراحة لإزالة الأنسجة الليمفاوية المصابة.
- يتضمن العلاج أيضا تقديم الدعم النفسي لدعم تقبل المُصاب لأعراض المرض.
مضاعفات مرض قدم الفيل
قد تعيش الطفيليات عدة سنوات في الجهاز الليمفاوي، مسببةً دمارًا كبيرًا فيه، إذا لم تُعالج بما يناسب الحالة، فالجهاز الليمفاوي مسؤول عن نقل السوائل والبروتينات الزائدة ومقاومة العدوى، لذلك يزيد تجمع السوائل عندما لا يعمل هذا الجهاز جيدًا، ويُؤدي تجمع السوائل إلى تورم الأنسجة وإضعاف المناعة، ويرتبط مرض قدم الفيل بعدة مضاعفات جسدية وعاطفية تتضمن ما يلي:
- العجز: يُؤدي مرض قدم الفيل إلى التسبب بالعجز الدائم حول العالم، وقد يصعب إزالة أجزاء الجسم المصابة، مما يجعل العمل أو القيام بالمهام المنزلية أكثر صعوبةً.
- الإصابة بالعدوى الثّانوية: تنتشر العدوى البكتيرية والفطرية بين المصابين بمرض قدم الفيل، وذلك بسبب تدمر الجهاز الليمفاوي.
- الإضطراب العاطفي: تُؤدي الإصابة بالمرض إلى قلق المصابين من مظهرهم الذي يُؤدي إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب.[٢]
الوقاية من مرض قدم الفيل
ينتقل مرض قدم الفيل بالبعوض لذلك يُمكن الوقاية منه باتباع التدابير والاحتياطات التالية:[٣]
- تجنب البعوض أو اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل فرص التعرض للسع البعوض.
- التخلص من الأشياء التي يتجمع فيها البعوض.
- ارتداء ملابس طاردةٍ للحشرات.
- ارتداء قمصان ذات أكمام طويلةٍ وبناطيل، في المناطق التي يكثر فيها البعوض.
- تناول دواء داي ايثيل كارباميزين والبيندازول و ايفيرميكتين علاجًا وقائيًا قبل السفر إلى المناطق التي تتفشى فيها الإصابة بالمرض.
- تُعد فرص الإصابة بمرض قدم الفيل متدنيةً عند السفر لفترةٍ قصيرةٍ إلى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، بينما العيش في هذه المناطق لفترةٍ طويلةٍ تزيد من فرص الإصابة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Elephantiasis: What to Know", webmd, Retrieved 2019-11-16. Edited.
- ^ أ ب "Can you treat elephantiasis?", medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What Is Elephantiasis", healthline, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ↑ "Elephantiasis", rarediseases, Retrieved 2019-11-17. Edited.