محتويات
مرض هنتنجتون
يُعدّ مرض هنتنغتون مرضًا وراثيًا، يُسبب الانهيار التدريجي للخلايا العصبية في الدماغ، كما أنّ له تأثير واسع على القدرات الوظيفية للشخص، وعادةً ما يُؤدي إلى اضطرابات حركية، وإدراكية، ونفسية، ويصيب مرض ما يتراوح بين ثلاثة وسبعة أشخاص لكل مائة ألف شخص من أصل أوروبي، كما أن الاضطراب أقل شيوعًا في بعض السكان الآخرين، كذوي الأصل الياباني، والصيني، والإفريقي، ويبدأ هذا المرض في إظهار أعراضه على الأشخاص المصابين في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر، لكن يمكن أيضًا أن يظهر في وقت مبكر أو متأخر، وعند تطور المرض قبل وصول الشخص المصاب سن العشرين عامًا، فيُسمى حينها بمرض هنتنغتون المبكر، ويؤدي ظهور المرض في وقت مبكر في بعص الحالات إلى ظهور مجموعة مختلفة من الأعراض إلى حد ما، وتطور المرض أسرع، وتتوفر الأدوية للمساعدة في السيطرة على أعراض مرض هنتنغتون، لكن لا تمنع هذه العلاجات من التدهور الجسدي، والعقلي، والسلوكي المرتبط بالحالة.[١][٢]
علاج مرض هنتجتون
لا توجد أي علاجات يمكن أن تغير مسار تطور مرض هنتنغتون، إلّا أنّ بعض الأدوية، يُمكن أن تُقلل من أعراض الحركة والاضطرابات النفسية، ويمكن للتدخلات المتعددة أن تساعد الشخص المصاب على التكيف مع التغيرات في قدراته لفترة معينة من الوقت، ومن المرجح أن تتطور إدارة الأدوية على مدار فترة المرض، ويعتمد ذلك على أهداف العلاج، ويمكن أن تؤدي الأدوية إلى بعض الآثار الجانبية، التي قد تُؤدي إلى تفاقم الأعراض الأخرى، لذا لا بدّ من تخطيط العلاج مع الطبيب المختص، ويمكن ذكر أبرز أنواع هذه الأدوية ما يأتي:[٣]
- أدوية اضطرابات الحركة، وتتضمن ما يأتي:
- تيترابينازين، وافقت إدارة الأغذية والعقاقير على هذا الدواء، للسيطرة على الحركات اللاإرادية المرتبطة بمرض هنتنغتون، لكنه يمكن أن يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية الخطيرة؛ كخطر تفاقم أو التسبب في الاكتئاب، أو غيرها من الأمراض النفسية، والنعاس، والغثيان، والأرق.
- الأدوية المضادة للذهان، كدواء كهالوبيريدول، وكلوربرومازين، يمكن أن تُسهم هذه الأدوية في السيطرة على بعض الحركات اللا إرادية، لما لها من بعض الآثار الجانبية لكبت الحركات، لكن يمكن أن تؤدي هذه الأدوية إلى تفاقم تقلصات اللاإرادية، وصلابة العضلات، ويمكن أن تسبب بعض الأدوية الأخرى؛ كريسبيريدون، وكيوتيابين، آثارًا جانبيةً أقل، لكن يجب استخدامها بحذر، لأنّها قد تؤدي أيضًا إلى تفاقم الأعراض.
- الأدوية الأخرى، وتتضمن الأدوية التي قد تساعد في قمع الحركات الراقصة؛ الأمانتادين، وليفيتيراسيتام، والكلونازيبام، وعند تناول جرعات عالية، يمكن للأمانتادين أن يفاقم الآثار المعرفية لمرض هنتنغتون، ويمكن أن يتسبب أيضًا في تورم الساق، وتغير لون الجلد، أما الآثار الجانبية ليفيتيراسيتام فتتضمن الغثيان، واضطراب المعدة، وتقلب المزاج.
- أدوية الاضطرابات النفسية، تختلف الأدوية لعلاج الاضطرابات النفسية اعتمادًا على الاضطرابات والأعراض، وتتضمن العلاجات المتاحة ما يأتي:
- مضادات الاكتئاب، كدواء؛ سيتالوبرام، وإيسيتالوبرام، والفلوكستين، وسيرترالين، ويمكن أن تؤثر هذه الأدوية بدرجة قليلة على علاج اضطراب الوسواس القهري، لكنها يمكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية؛ كالغثيان، والإسهال، والنعاس، وانخفاض ضغط الدم.
- مضادات الذهان؛ كالكيتيابين، وريسبيريدون، وأولانزابين، ويمكن أن تكبح هذه الأدوية نوبات الغضب العنيفة، والإثارة، والأعراض الأخرى لاضطرابات المزاج أو الذهان، لكنها قد تُسبب بعض اضطرابات حركة مختلفة.
- الأدوية المثبتة للمزاج، وتتضمن هذه الأدوية التي تثبت الحالة المزاجية، التي قد تُساعد في السيطرة على تقلبات المزاج المرتبطة بالاضطراب الثنائي القطب؛ كفالبروات، وكاربامازيبين، ولاموتريجين.
العلاج النفسي
يمكن لأخصائي العلاج النفسي، وهو طبيب نفسي، أو أخصائي اجتماعي سريري، توفير علاج حديث لمساعدة الشخص على السيطرة على المشاكل السلوكية، وتطوير استراتيجيات المواجهة، وإدارة التوقعات أثناء تطور المرض، وتسهيل التواصل الفعال بين أفراد الأسرة.[٣]
علاج النطق
يمكن أن يؤدي مرض هنتنغتون إلى تقليل القدرة في التحكم في عضلات الفم والحنجرة، ممّا يُؤثر بصورة أساسية على الكلام، والأكل، والبلع، ويمكن أن يساعد معالج النطق على تحسين قدرة المصاب على التحدث بوضوح، أو تعلمه استخدام أجهزة الاتصال، كما يستطيع معالجو النطق أيضًا معالجة الصعوبات التي تواجه العضلات المستخدمة في تناول الطعام والبلع.[٣]
العلاج الطبيعي
يمكن أن يساعد المعالج الطبيعي المصاب في تعلم التمارين المناسبة والآمنة، التي تعزز القوة، والمرونة، والتوازن، والتنسيق، ويمكن أن تساعد في الحفاظ على الحركة لأطول فترة ممكنة، كما قد تُقلل من خطر السقوط، وتُساعد في تعلم الوضعيات المناسبة، واستخدام الدعامات لتحسين الوضعية في تخفيف حدة بعض مشكلات الحركة.[٣]
العلاج الوظيفي
يُمكن أن يساعد أخصائي العلاج الوظيفي المصاب بمرض هنتنغتون، وأفراد أسرته، ومقدمي الرعاية على استخدام الأجهزة المساعدة، التي تحسن القدرات الوظيفية، ومن أبرز هذه الاستراتيجيات ما يأتي:[٣]
- الدرابزين في المنزل.
- الأجهزة المساعدة للأنشطة؛ كالاستحمام، وارتداء الملابس.
- أدوات الأكل والشرب المعدة للأشخاص ذوي المهارات الحركية الدقيقة المحدودة.
أسباب مرض هنتجتون
يحدث مرض هنتغتون نتيجة خلل في جين واحد من جينات الجسم، ويُعدّ اضطرابًا جسميًا سائدًا، أيّ أنّ نسخة واحدة من الجين غير الطبيعي كافية للتسبب في المرض، لذا إذا كان أحد الوالدين يعاني من هذا المرض الجيني، فإن فرصة إصابة الشخص بالمرض نحو 50%، كما يمكن أن ينقل المرض إلى أطفاله، وتختلف الطفرة الوراثية المسؤولة عن الإصابة بمرض هنتنغتون عن العديد من الطفرات الأخرى، إذ لا يحدث أي استبدال أو فقدان لجزء من الجين، لكن يحدث خطأ في عملية نسخ هذا الجين؛ إذ ينسخ جزء داخل الجين عدة مرات، ويزداد عدد الأجزاء المنسوخة المتكررة مع كل جيل، وتظهر أعراض المرض ويتطور المرض في وقت مبكر لدى الأشخاص الذين يعانون من عدد أكبر من تكرار هذه النسخ.[٤]
أعراض مرض هنتجتون
وفقًا لجمعية مرض هنتنغتون الأمريكية، يمكن أن تتشابه أعراض مرض هنتغتون أعراض أمراض أخرى؛ التصلب الجانبي الضموري، الشلل الرعاش، والزهايمر في آن واحد، وتتضمن الأعراض الرئيسية للمرض ما يأتي:[٥]
- التغييرات الشخصية، وتقلب المزاج، والاكتئاب.
- مشكلات في الذاكرة، وإصدار الأحكام.
- المشي غير المستقر، والحركات التي يصعب السيطرة عليها.
- صعوبة في التحدث، والبلع، وفقدان الوزن.
يمكن أن يتمكن الأطباء التعرف على الأعراض المبكرة عند عدم إصابة أي فرد من أفراد العائلة بمرض هنتغتون، وقد يستغرق وقتًا طويلًا للحصول على التشخيص، وتتضمن الأعراض والعلامات الأولية للمرض ما يأتي:[٥]
- أداء حركات طفيفة يصعب السيطرة عليها.
- تغييرات صغيرة في التنسيق.
- التعثر.
- علامات طفيفة لتقلب المزاج، والاضطراب العاطفي.
- قلة التركيز، ومشكلات في التركيز، وصعوبة العمل.
- مشكلات الذاكرة على المدى القصير.
- الاكتئاب.
- التهيج.
- فقدان الدافع، والخمول والافتقار للمبادرة.
- ويمكن أن تتضمن الأعراض والعلامات الأخرى إسقاط الأشياء، ونسيان أسماء الأشخاص، لكن لا تعد هذه الأعراض محددة لمرض هنتغتون، ويمكن أن تحدث مع أي شخص.
ومع مرور الوقت يمكن أن يعاني الشخص من أعراض أكثر حدة، تتضمن؛ تغيرات سدية، وفقدان التحكم في الحركة، والتغيرات عاطفية ومعرفية، وهي كما يأتي:[٥]
- التغيرات الجسدية، وتتضمن ما يأتي:
- صعوبة في التحدث؛ كالبحث عن الكلمات، أو تداخل الكلمات.
- فقدان الوزن، الذي يؤدي إلى الضعف.
- صعوبة في تناول الطعام، والبلع، وذلك لأنّ عضلات الفم والحجاب الحاجز لا تعمل بفعالية.
- زيادة خطر الاختناق، وخاصة في المراحل المتأخرة.
- أداء حركات لا يمكن السيطرة عليها، كحركات لا إرادية في الوجه، واهتزاز الوجه والرأس، وتململ الذراعين، والساقين، والجسم، مع تقدم المرض تحدث الحركات اللاإرادية بصورة أكبر، وكثافة أكثر، لكن في النهاية سيصبح المصاب أبطأ، إذ يزداد جمود العضلات مع الزمن.
- التغيرات العاطفية، ويمكن أن تتناوب هذه التغيرات من وقت إلى آخر وتتضمن ما يأتي:
- العدوان، والغضب.
- اللامبالاة.
- الاكتئاب.
- الإثارة.
- الإحباط.
- فقدان العاطفة.
- التغييرات المعرفية، وتتضمن ما يأتي:
- فقدان المبادرة.
- فقدان المهارات التنظيمية.
- الارتباك الذهني.
- صعوبة في التركيز.
- مشكلات جراء المهام المتعددة.
ومع تقدم المرض لن يتمكن المصاب من المشي، أو التحدث، كما سيحتاج إلى رعاية تمريضية كاملة، وبالرغم من ذلك، فإنّ المصاب يستطبع فهم الكلام والتعرف على الأصدقاء وأفراد العائلة.[٥]
المراجع
- ↑ mayoclinicstaff (16-5-2018), "Huntington's disease"، mayoclinic, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ "Huntington disease", nih, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج mayoclinicstaff (16-5-2018), "Huntington's disease"، mayoclinic, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ Amanda Delgado (19-1-2016), "Huntington's Disease"، healthline, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Yvette Brazier (13-12-2017), "What you need to know about Huntington's disease"، medicalnewstoday, Retrieved 15-11-2019. Edited.