علاج نزيف الأنف بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج نزيف الأنف بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟


هل يمكن علاج نزيف الأنف بالأعشاب؟

الرعاف هو المصطلح الطبي لنزيف الأنف، والصدمة الموضعية هي السبب الأكثر شيوعًا لنزيف الأنف، ولكن يمكن أيضًا أن تحدث بسبب التهابات الأنف أو الجيوب الأنفية والأجسام الغريبة، وبسبب الموقع المركزي للأنف في الوجه والكثافة العالية للأوعية الدموية فقد يعاني أي شخص من نزيف أنفي واحد على الأقل في مرحلة ما من حياته،[١] وهناك علاجات منزلية لنزيف الأنف بواسطة الأعشاب يمكن استعمالها ومنها الآتي:


نبات القراص

يعرف نبات القراص علميًا Urtica dioica، ومنذ العصور القديمة تم استخدام نبات القراص اللاذع في طب الأعشاب، حيث استخدمها المصريون القدامى لعلاجات عديدة،[٢] ويستخدم الجذر والأجزاء الخارجية فوق الأرض من ورق وسيقان كدواء،[٣] ويعد نباتًا واسع الانتشار، حيث يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وكندا،[٤] ويعد نبات القراص فعّالًا في المساعدة في تخفيف نزيف الأنف، فلها خصائص قابضة تساعد على تخثر الدم، كما أنها تفيد في تخفيف الحساسية التي قد تُحدِث نزيف الأنف وتقوي الشعيرات الدموية، ويتم استخدامها في علاج نزيف الأنف بالطرق الآتية:[٥]


  • استنشاق أوراق نبات القراص المسحوقة والمجففة.
  • شرب 1-2 كوب من شاي نبات القراص يوميًا إذا كنت عرضة لنزيف الأنف خلال الأشهر الجافة.
  • وضع بضع قطرات من العصير المستخلص من أوراق القراص في كل جهة من الأنف.


وقام مجموعة باحثين بإجراء دراسة في جامعة صفاقس بتونس عام 2017 م، حيث هدفت الدراسة إلى تقييم مستخلصات أوراق نبات القراص في التئام الجروح وتخثر الدم وكانت حيثياتها كالآتي:[٦]


  • تم اختيار مستخلص الهيدرويثانول لأوراق القراص، حيث أظهر أقوى الأنشطة المضادة للأكسدة والمضادة للبكتيريا في المختبر لغناه بالفلافونويد والبوليفينول.
  • تم تقسيم 24 فأرًا إلى 4 مجموعات بعد أن أكملت جروحًا كاملة السماكة، حيث عولجت الجروح موضعيًا حتى 11 يومًا بكل من الآتي:
    • جلسرين.
    • محلول ملحي.
    • مستخلص القراص بجرعة 50 ميكرولتر/ مم 2.
    • CICAFLORA.


  • تم تقييم تأثير التئام الجروح من خلال العوامل الكيميائية الحيوية والنسيجية، حيث أظهرت الفئران التي تلقّت المستخلص إغلاقًا سريعًا للجرح 92.39% مقارنةً بالحيوانات الضابطة 60.91% في اليوم 11 من الإصابة.


  • لوحظ في الفئران المعالجة بالمستخلص خلال الفحوصات النسيجية المرضية والكيميائية الحيوية حصول تجديد كامل للبشرة وزيادة في محتوى الهيدروكسي برولين.


خلصت الدراسة إلى أن: " استخدام مستخلصات أوراق نبات القراص التقليدي كان فعالًا في المساعدة على وقف النزيف عن طريق تخثر الدم والتئام الجروح ".


الكزبرة

تعرف الكزبرة علميًا Coriandrum sativum، وهي عشبة تستخدم عادة كمنكّه للأطباق العالمية، وعادًة ما تستخدم أوراق الكزبرة كاملةً، بينما تُجفف البذور أو تُطحن، والبقدونس الصيني هو اسم آخر للكزبرة،[٧] وتزرع الكزبرة على نطاق واسع في الحدائق ويعد غرب البحر الأبيض المتوسط وجنوب أوروبا موطنها الأصلي.[٨]


ولتجنب نزيف الأنف ينصح باستخدام الكزبرة، حيث تساعد في وقف النزيف السريع من خلال خصائصها المبرّدة والملطّفة، وعلاوةً على ذلك، تعمل كمضاد طبيعي للهيستامين، فتساهم في الوقاية من بعض أنواع الحساسية التي يمكن أن تسبب نزيف الأنف، ويتم استعمالها لوقف نزيف الأنف بالطرق الآتية:[٥]


  • وضع بضع قطرات من عصير الكزبرة الطازج أو زيت الكزبرة على بطانة الأنف الداخلية وسيتوقف النزيف في غضون بضع دقائق.
  • وضع عجينة مصنوعة من أوراق الكزبرة على الجبهة، فلها تأثير مبرّد من شأنه المساعدة في وقف نزيف الأنف بسهولة.


وتحتوي الكزبرة على مواد فعّالة مثل لينالول، بورنيول وفورانوكومارين،[٩] وتم إجراء مراجعة في قسم العقاقير لكلية الطب بجامعة ذي قار في العراق عام 2016 م، وكانت تهدف هذه المراجعة لتقييم التأثيرات الكيميائية المكونة والدوائية والعلاجية للكزبرة وفقًا لمجموعة واسعة من الأنشطة الدوائية وكانت تفاصيلها كالآتي:[١٠]


  • أظهر الفحص الكيميائي النباتي للكزبرة أنها تحتوي على كل من الآتي:
    • زيت عطري.
    • سكريات مختزلة.
    • الأحماض الدهنية.
    • حمض التانينات.
    • تربينويدات.
    • الفينولات.
    • الستيرولات.
    • الجليكوسيدات.


  • تم استخدام قطرات الكزبرة الخضراء للأنف، وذلك لدورها في تخثر الدم وبالتالي المساعدة في إيقاف نزيف الأنف.
  • أظهرت الدراسات الدوائية السابقة أنه يحتوي على مضادات للأكسدة ومضادات للالتهابات.


خلصت الدراسة إلى أنه: " يمكن الأخذ بعين الاعتبار استخدام الكزبرة كمخفف لنزيف الأنف والمساعدة في إيقافه، نظرًا لسلامتها وفعاليتها ".


الريحان

يعد الريحان من عائلة النعناع، وهو عشب أخضر نشأ في آسيا وأفريقيا وطعمه لذيذ، وتوجد العديد من الأنواع المختلفة منه، والاسم العلمي له Ocimum basilicum والذي يستخدم في الطهي، أما الريحان المقدس المعروف أيضًا باسم التولسي فاسمه العلمي O. tenuiflorum ويستخدم على نطاق واسع في المكملات الغذائية وشاي الأعشاب.[١١]


والريحان المقدس هو علاج عشبي شائع، حيث تحتوي أوراقه على العديد من الخصائص المفيدة التي يمكن أن تساعد في تهدئة أعصاب الشخص الذي يعاني من نزيف في الأنف، ويتم استخدامه لعلاج نزيف الأنف كما يأتي:[٥]

  • مضغ أوراق الريحان الجديدة جيدًا، سيؤدي ذلك إلى استرخاء الجسم وسيتوقف النزيف في النهاية.
  • وضع قطرتين من عصير الريحان المستخرج من بضعة أوراق من الريحان في كل مخرج من الأنف.


ويعد اليوجينول المادة الفعّالة في الريحان المقدس إضافةً للتانينات، الصابونينات والفلافونويدات،[١٢] وتم إجراء مراجعة عام 2017 م من قبل باحثين في كلية الصحة والعلوم الطبية الحيوية في جامعة RMIT بأستراليا، وهدفت إلى تقييم الفعالية السريرية وسلامة الريحان المقدس في البشر ومنها تخفيف التوتر وكانت حيثياتها كالآتي:[١٣]


  • تم البحث عن دراسات في الكتب ووقائع المؤتمرات والأطروحات وقواعد البيانات الإلكترونية مثل الآتي:
    • Google Scholar.
    • PubMed.
    • Medline .
    • Embase.
    • مكتبة كوكرين.
    • Science Direct.
    • قواعد البيانات الطبية الهندية.


  • تم العثور على ما مجموعه 24 دراسة ذات تأثيرات علاجية على الاضطرابات الأيضية، المناعة، الإدراك العصبي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • أظهرت جميع الدراسات التي أبلغت عن التأثيرات العصبية تحسنًا ملحوظًا في الحالة المزاجية وانخفاضًا كبيرًا في مستويات التوتر والقلق مع جرعات أعلى من الريحان المقدس على فترة زمنية طويلة.


  • لم يتم تسجيل أية آثار ضارة كبيرة في أي من التجارب، مما يشير إلى أنها جميعًا كانت لها نتائج سريرية إيجابية.


خلصت الدراسة إلى أن: " الريحان المقدس هو تدخل عشبي صحي قد يساعد في التعامل مع الإجهاد النفسي وتقليل التوتر الذي يقلل من النزيف ".


محاذير استخدام الأعشاب لعلاج نزيف الأنف

قبل تجربة هذه الأساليب في المنزل كاستخدام الأعشاب كعلاج مساعد لتخفيف نزيف الأنف، يجب دائمًا استشارة الطبيب للتأكد من صحتها،[١٤] فمن محاذير استخدام هذه الأعشاب الآتي:


محاذير استخدام نبات القراص

قد يسبب نبات القراص اللاذع بعض الآثار الجانبية السلبية على الرغم من أنها آمنة بشكل عام،[٤] وقبل استخدام نبات القراص لعلاج أي مرض هناك بعض الاحتياطات والمحاذير لاستخدام نبات القراص في علاج الأشخاص ومنها الآتي:[١٥]


  • الحمل والرضاعة: يعد تناول نبات القراص أثناء الحمل غير آمن، فلديه القدرة على إحداث تقلصات في الرحم والإجهاض، وفي حال الرضاعة الطبيعية، يجب التوقف عن استخدام نبات القراص.
  • مرضى الكلى: الأجزاء العلوية لنبات القراص تزيد من تدفق البول، فتحدث إلى الطبيب حول ذلك إذا كنت تعاني من مشاكل في الكلى.
  • وضعه على الجلد: يعد نبات القراص آمنً عند وضعه على الجلد بكميات مناسبة، ولكن قد يسبب لمس النبات تهيج الجلد أحيانًا.


محاذير استخدام الكزبرة

عند إعطاء الكزبرة بالجرعة العلاجية المحددة لا توجد أي آثار جانبية منها،[٩] ولكن يجب أخذ الحيطة والحذر في استخدام نبات الكزبرة لبعض الأشخاص في علاجات نزيف الأنف ومنهم الآتي:[١٦]


  • الحساسية: حيث يمكن أن تسبب الكزبرة ردود فعل تحسسية عند وضعه على الجلد كالحكة لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية من اليانسون أو الشمر وغيرها من النباتات المماثلة.
  • مرض السكري: فالكزبرة لديها القدرة على خفض مستويات السكر في الدم عند تناولها، فإذا كنت تعاني من مرض السكري وتستهلك الكزبرة، فراقب عن كثب مستويات السكر في الدم.
  • الاستخدام الخارجي: يمكن أن تسبب الكزبرة حكة وتهيجًا في الجلد، إلا أنه آمن بصورة عامّة.


محاذير استخدام الريحان

يعتقد العديد من الأشخاص أن العناصر الطبيعية دائمًا ما تكون آمنة ومفيدة لهم، وهذا ليس هو الحال دائمًا،[١٧] فهناك بعض المحاذير لاستخدام الريحان في علاجات الطبية ومنها الآتي:[١٨]


  • اضطرابات نزيف الدم: يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف تجنب زيوت ومستخلصات الريحان عند وضعها على الجلد، وذلك كونها قد تؤخر تخثر الدم وتزيد من خطر النزيف.
  • انخفاض ضغط الدم: عند تناول مستخلصات الريحان قد تقلل من ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم لدى الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم.
  • الجلد: لا يسبب زيت الريحان العطري أية مشكلات جلدية عند استخدامه بتركيز 6% ولمدة 12 أسبوعًا.
  • الاستنشاق: لا توجد أدلة علية عن مدى أمان استنشاق الريحان.


من الشائع استخدام العلاجات العشبية لدى معظم الناس لمختلف الحالات الصحية، ونزف الأنف من تلك الحالات، حيث يشتهر استخدام الأعشاب السابقة في التخفيف من نزيف الأنف، وبين دراسات تؤكد وأخرى تنفي مع عدم وجود العدد الكافي منها، يتوجب استشارة الطبيب قبل استخدام أيٍّ منها لتقييم مدى أمانها وإمكانية استخدامها تبعًا للظرف الصحي للمريض.

المراجع

  1. "Why nosebleeds start and how to stop them", medicalnewstoday, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  2. "6 Evidence-Based Benefits of Stinging Nettle", healthline, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  3. "Stinging Nettle", webmd, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "What are the benefits and uses of stinging nettle?", medicalnewstoday, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "basil for nosebleeds", google, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  6. "Exploring the Urtica dioica Leaves Hemostatic and Wound-Healing Potential", ncbi.nlm.nih, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  7. "8 Surprising Health Benefits of Coriander", healthline, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  8. "Coriandrum sativum", missouribotanicalgarden, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Coriander. Properties, benefits", medicinalplants-pharmacognosy, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  10. "A review on chemical constituents and pharmacological activities of Coriandrum sativum", researchgate, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  11. "Basil: Nutrition, Health Benefits, Uses and More", healthline, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  12. "Ocimum sanctum Linn. A reservoir plant for therapeutic applications: An overview", ncbi, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  13. "The Clinical Efficacy and Safety of Tulsi in Humans: A Systematic Review of the Literature", ncbi, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  14. "How to stop a nosebleed", medicalnewstoday, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  15. "Special Precautions and Warnings", webmd, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  16. "Coriander", webmd, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  17. "Herbal Medicine", medlineplus, Retrieved 22/5/2021. Edited.
  18. "Basil", webmd, Retrieved 28/4/2021. Edited.
8019 مشاهدة
للأعلى للسفل
×